العودة سوالف للجميع > سـوالـف الجمـيــــــــع > ســـوالف الأصــدقـاء العامـــة > ( ساعة لسفر الروح ، وصفاء القلب )
المشاركة في الموضوع
بو عبدالرحمن بو عبدالرحمن غير متصل    
مبدع متميز  
المشاركات: 5,287
#1  
( ساعة لسفر الروح ، وصفاء القلب )
حين تكون نعم الله سبحانه مبتذلة ، متوفرة ، تُرى بشكل يومي ،
فإن أكثر الخلق لا يكادون يلتفتون إليها بنظرة إكبار ، وإعجاب وتسبيح ،
فيمرون عليها وكأنهم لا يرونها !


( وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ ) .!

الشمس مثلاً ،
لا شك أنها آية عظيمة من آيات الله الكونية ، غير أن شدة الألفة لها ، برؤيتها كل يوم ،
جعل أكثر الناس لا يلتفتون إلى روعتها وجلالها ، وعظيم فضلها على الحياة !

مشاهدة الناس لها بشكل مستمر ، وحركتها اليومية الدائمة أمام أنظارهم ،
جعلهم لا يقفون أمام روعتها وبهائها وسحرها وعجائبها ودروسها !!

لو أنهم توقفوا قليلا من هذا اللهاث الذي لا ينقطع وراء شهوات الدنيا ،
ليتطلعوا إليها ملياً بحس جديد ، وقلب حاضر ، لربما هالهم أن يروا هذا البهاء كله ،
ولربما راعهم أن تتجلى لهم هذه العظمة كلها !


قد تتراءى هذه الشمس لكثيرين أشبه بالعروس ، تزف إلى بيت الزوجية في ليلة مخملية مشهودة !
وقد تبدو لكثيرين أروع وأقوى وسيلة إيضاح لتقرير درس التوحيد !

هي زينة السماء ، وبهاء الدنيا ، وسر اهتزاز الأرض بالحياة !


هي هناك في علوها العالي ، غير أن خيرها لم يغفل الصغير من النبات والحيوان ناهيك عن البشر !
انعكاس شعاعها على البحر ، يمنح الحياة سر بقائها ، بارتفاع بخار الماء ،
ليسقط مطراً تحيا به الأرض ، ويُسقى به الناس !

وتكسر ظلالها على السحاب _ حين ترى المشهد من الطائرة _
يزرع في قلبك مشاعر الجلال لله رب العالمين ، فلا تملك إلا التسبيح ثم التسبيح !!

ولحظة غروبها وهي تودع الدنيا محمرة الخدين ، بعد يوم حافلٍ من السير الطويل في كبد السماء ،
يوحي بأنها قطعت نهاراً طويلاً ، رأت فيه من سلوكيات الناس ، ما يزعج أهل السماء ،
لولا حلم الله عليهم !

حتى ليخيل إليك _ وأنت تتابع غروبها على شاطئ بحر _ أنك تراها راحلة لن تعود من جديد أبداً ،
غضبا لله على ما رأت من سوء البشر ،

غير أنها تعود في اليوم التالي على أروع ما تكون ! كأنها لم تر بالأمس شيئا ،
أو كأن الله أنساها ما رأت ، فعادت متبسمة في شوق لتطل على هذا العالم الجميل المسمى الأرض !
ألا ما أروع هذا الدرس لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ..!


إنه درس حين تتملاه ، يقذف في قلبك مشاعر الحب لهذا الرب العظيم الجليل ،
الذي يعصيه العباد ، وهو يسترهم ، ويرعاهم ، ولا يزال يمنحهم الكثير مع كل صباح وفي نهاية كل يوم ..

على ما قال الشاعر :

أزيدك تقصيرا تزدني تفضلاً ** كأنيَ بالتقصيرِ أستوجبُ الفضلا !!!

سبحان الله ! نِعمَ الرب ربنا جل في علاه ..!

إن التأمل في آية الشمس يفتح كوى كثيرة ورائعة ، ويقدم دروسا وعبرا شتى ،
تجعل القلب موصولا بالسماء مباشرة وعلى أقوى ما يكون الوصل وأروعه !

وعلى هذا قس لو أنك أخذت تقلب صفحات هذا الكون بكياسة ووعي وعيون مفتوحة ، وقلب حاضر !

هذا الليل الرائع .. هذا السحاب الطائر ..
هذا الهواء العليل .. هذه السماء المرفوعة بلا عمد ..
هذا البحر الهادر المترامي الأطراف .. وغير ذلك كثير.كثير ..

رب ساعة تستقطعها من وقتك ، لتتأمل فيها عجائب هذا الكون الحافل بالأعاجيب ،
لعلها تكون بمثابة المفتاح لكنوزك الكامنة فيك ، وأنت لا تدري عنها ألفاً ولا باء ً !!


إنك حين تصغي لهمس هذا الكون جيداً ، في خلوة بين يدي ربك سبحانه ،
لتكاد تسمع عجباً ،
وترى عجباً ،
وتعيش عجباً !!


يا إلهي !
هل يدخل القلبُ الجنةَ ليذوق شيئا من نعيمها ، حين يقرر الانقطاع ساعة لله سبحانه ،
متأملاً في عجائب خلقه ، مبحرا في كونه الفسيح ، يلتقط درره ، ويتشرب دروسه ،
ويشحن طاقاته بهذا المدد السماوي العجيب !؟

اعط نفسك فرصة ..
امنح قلبك ساعة ..
حاول أن تصغي إلى حوار الأشياء !

استكشف هذا الكون بقلب واعٍ ،
اجهد في تقليب صفحات هذا الكتاب الهائل الحافل ..


امض في هذه الرحلة العجيبة ،
اخطُ خطواتك المشرقة ولو ببطء !
فإن محطاتها كثيرة ، وفي كل محطة زاد ،
ومع كل زاد يتجدد صقل قلبك ، وتشف روحك ..!

قرر أن تستقطع ساعة أو بعض ساعة في كل يوم ، لتبحر في هذه الرحلة المخملية المدهشة !

ومن يدري لعلك تكتشف _ فيما بعد _
أن هذه الساعة كانت أجمل ساعات عمرك ،
لأنها ببساطة ، كانت أقوى سبب يشد قلبك بكل قوة إلى السماء ليعرج فيها !

لعلك الآن تدرك سر كثرة خطاب القرآن الكريم إلى ضرورة النظر في الكون ، والتفكر في آياته ،
ولقد ذكر بعض العلماء ، أن آيات التفكر تحتل أكبر مساحة على الإطلاق من كتاب الله عز وجل .. !!


ومن المعلوم بداهة أن كتاب الله سبحانه كتاب تربية في المقام الأول ..
فهل وعيت الدرس !؟
إذن .. ماذا تنتظر ، !؟
هذا الكتاب مفتوح بين عينيك صباح مساء ،
وهذا عمرك بين يديك استقطع ساعة منه من أجل نفسك وقلبك وروحك !

ومن يدري لعلنا نسمع أخبارا طيبة منك ،
تسوق إلينا فيها بعضا مما أكرمك الله به في هذه الرحلة الممتعة الشائقة .. !


= = =

هناك مجموعة موضوعات جديدة في الموقع لعلها ( مع هذا الموضوع )
خير تهيئة لاستقبال رمضان !
http://sa3h.maktoobblog.com/



بو عبدالرحمن غير متصل قديم 03-09-2007 , 05:47 PM    الرد مع إقتباس
بشاير بشاير غير متصل    
مراقبة سوالف الاصدقاء قلب زايد  
المشاركات: 7,838
#2  

آيات الله لا تعد ولا تحصى أخي ابوعبدالرحمن

نسأل الله أن يرزقنا شكرها

جزاك الله خير أخي الفاضل وبارك الله فيك

بشاير غير متصل قديم 04-09-2007 , 09:39 AM    الرد مع إقتباس
ابو ابراهيم ابو ابراهيم غير متصل    
عضو نشيط  
المشاركات: 159
#3  

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إقتباس:
إنه درس حين تتملاه ، يقذف في قلبك مشاعر الحب لهذا الرب العظيم الجليل ،
الذي يعصيه العباد ، وهو يسترهم ، ويرعاهم ، ولا يزال يمنحهم الكثير مع كل صباح وفي نهاية كل يوم ..
على ما قال الشاعر :

أزيدك تقصيرا تزدني تفضلاً ** كأنيَ بالتقصيرِ أستوجبُ الفضلا !!!

سبحان الله ! نِعمَ الرب ربنا جل في علاه ..!


صدقت والله ..

وكما أسلفت
إقتباس:
وعلى هذا قس لو أنك أخذت تقلب صفحات هذا الكون بكياسة ووعي وعيون مفتوحة ، وقلب حاضر !

الله أكبر من كلمة نعم والله لو تمعنا في هذا الكون العجيب

جزاك الله خير ويرفع الموضوع رفع الله درجاتك

ابو ابراهيم غير متصل قديم 10-09-2007 , 06:59 PM    الرد مع إقتباس
الطارق الطارق غير متصل    
مبدع  
المشاركات: 2,307
#4  

جزاك الله خير أخي الفاضل بو عبد الرحمن ..

حقيقة اخي الفاضل أن التدبر والتأمل في هذا الكون ليثير العجب والإعجاب
بقدرة الله عز وجل وبديع صنعه وحكمته في خلق هذا الكون ..

وكنت أعجب وبعد أن بلغ والعالم من العلم كل هذا القدر - مع أنه أمام علم الله لا يقدر بشيء - لما لا يقرون بقدرة الله عز وجل وهم يتأملون هذا الكون وما فيه من العظمة في الخلق ..

بل كنت أعجب أيضاً لم يتبجح بعض الملحدين ممن يحمل بعض من العلم وبعد التأمل في هذا الكون لم يتبجح هؤلاء بالإلحاد حتى ومع اطلاعهم على النظريات المكتشفة حديثا كالإنفجار الكبير والتي تقضي على أسطورة قدم العالم كما يزعم الفلاسفة !؟

أن أجزم أنه ومع كل اكتشاف في هذا الكون الواسع البديع فما هو إلا دليل على عظمة الله عز وجل وجميل صنعه ، كما اعتقد جازماً إن كل اكتشاف جديد في هذا الكون في هذا العصر ما هو إلا رحمة من الله عز وجل لخلقه لكي يتأملوا عظيمة خلقه ويتدبروا جلال قدرته سبحانه وتعالى ..

أني أدعو معك أخي الفاضل للتأمل في هذا الكون ولو ساعة في يوم وما فيه من العجائب والغرائب فقطعاً في هذا الـتأمل سنكتشف الكثير الكثير من عظيم قدرة الله عز وجل ..

جزاك الله أخي بو عبد الرحمن على هذا الموضوع الرائع ..
ولا تنسانا أخي الحبيب من دعاءك المبارك ، خاصة في هذه الأيام المقبلة المباركة ..

الطارق غير متصل قديم 11-09-2007 , 12:22 AM    الرد مع إقتباس
أبومروان أبومروان غير متصل    
عضو نشيط جدا  
المشاركات: 580
#5  
السلام عليكم ورحمة الله
ما شاء الله .........لا قوة إلا بالله .................

موضوع مناسب لجرعة رمضانية طيبة .........فالغالب أن أكثر الناس يعتكفون في المساجد ولو ساعة ..............يقرأون القرآن الكريم ............... فلو أنهم أيضا تفكروا لكسبوا كثيرا ......

أبومروان غير متصل قديم 14-09-2007 , 05:46 PM    الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


[عرض نسخة للطّباعة عرض نسخة للطّباعة | ارسل هذه الصفحة لصديق ارسل هذه الصفحة لصديق]

الانتقال السريع
   قوانين المشاركة :
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة لا بإمكانك إضافة مرفقات لا بإمكانك تعديل مشاركاتك
كود في بي vB متاح الإبتسامات متاح كود [IMG] متاح كود HTML متاح



لمراسلتنا - شبكة سوالف - الأرشيف

Powered by: vBulletin
Copyright © Jelsoft Enterprises Limited 2000.