العودة سوالف للجميع > سـوالـف الجمـيــــــــع > ســـوالف الأصــدقـاء العامـــة > السعــــــــــادة بثـــــــــــــلاث ...1-2-3
المشاركة في الموضوع
أبومروان أبومروان غير متصل    
عضو نشيط جدا  
المشاركات: 580
#1  
السعــــــــــادة بثـــــــــــــلاث ...1-2-3
= = = = = = = = = = = = = = =
بسم الله الرحمن الرحيم
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . الله سبحانه وتعالى المسؤول المرجو الإجابة أن يتولاكم في الدنيا والآخرة ، وأن يسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ، وأن يجعلكم ممن إذا أنعم عليه شكر ، وإذا ابتلي صبر ، وإذا أذنب استغفر .
نعم ، السعادة بثلاث : شكر النعمة ، والصبر على البلاء ، والتوبة من الذنب

فإن هذه الأمور الثلاثة عنوان سعادة العبد ، وعلامة فلاحه في دنياه وأخراه ، ولا ينفك عبد عنها أبداً . فإن العبد دائم التقلب بين هذه الأطباق الثلاث .

الأمر الأول :
نعمٌ كثيرة من الله تعالى تترادف عليه ، فقيدها (الشكر) . وهو مبني على ثلاثة أركان :
الاعتراف بها باطناً، والتحدث بها ظاهراً، وتصريفها في مرضاة وليها ومسديها ومعطيها .
فإذا فعل ذلك فقد شكرها مع تقصيره في شكرها .

الأمر الثاني :
محن من الله تعالى يبتليه بها، ففرضه فيها (الصبر) والتسلي .
والصبر حبس النفس عن التسخط بالمقدور ، وحبس اللسان عن الشكوى ،
وحبس الجوارح عن المعصية كاللطم وشق الثياب ونتف الشعر ونحوه .
فمدار الصبر على هذه الأركان الثلاثة ،
فإذا قام به العبد كما ينبغي انقلبت المحنة في حقه منحة ، واستحالت البلية عطية ، وصار المكروه محبوباً .
فإن الله سبحانه وتعالى لم يبتله ليهلكه ، وإنما ابتلاه ليمتحن صبره وعبوديته ، فإن لله تعالى على العبد عبودية الضراء ، وله عبودية عليه فيما يكره ، كما له عبودية فيما يحب ،
وأكثر الخلق يعطون العبودية فيما يحبون . والشأن في إعطاء العبودية في المكاره ،
ففيه تفاوت مراتب العباد ، وبحسبه كانت منازلهم عند الله تعالى :
فالوضوء مثلاً بالماء البارد في شدة الحر عبودية ، ومباشرة زوجته الحسناء التي يحبها عبودية ، ونفقته عليها وعلى عياله ونفسه عبودية ..
والوضوء بالماء البارد في شدة البرد عبودية ، وتركه المعصية التي اشتدت دواعي نفسه إليها من غير خوف من الناس عبودية ، ونفقته في الضراء عبودية ..
ولكن فرق عظيم بين العبودتين . فمن كان عبداً لله في الحالتين قائماً بحقه في المكروه والمحبوب فذلك الذي تناوله قوله تعالى :
" أليس الله بكاف عبده " ..
فمن وجد خيراً فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه .

وهؤلاء هم عباده الذين ليس لعدوه عليهم سلطان ، قال تعالى "إن عبادي ليس لك عليهم سلطان" .
ولما علم عدو الله إبليس أن الله تعالى لا يسلم عباده إليه ولا يسلطه عليهم قال :
" فبعزتك لأغوينهم أجمعين * إلا عبادك منهم المخلصين ".
وقال تعالى : " ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين * وما كان له عليهم من سلطان إلا لنعلم من يؤمن بالآخرة ممن هو منها في شك " .

فلم يجعل لعدوه سلطاناً على عباده المؤمنين ، فإنهم في حرزه وكلاءته وحفظه وتحت كنفه ،
وإن اغتال عدوه أحدهم كما يغتال اللص الرجل الغافل ، فهذا لا بد منه ، لأن العبد قد بلي بالغفلة والشهوة والغضب ،
ودخوله على العبد من هذه الأبواب الثلاثة ولو احتزر العبد ما احتزر ، فلا بد له من غفلة ولا بد له من شهوة ولا بد له من غضب .
وقد كان آدم أبو البشر صلى الله عليه وسلم من أحلم الخلق وأرجحهم عقلاً وأثبتهم ،
ومع هذا فلم يزل به عدو الله حتى أوقعه فيه ، فما الظن بفراشة الحلم ومن عقله في جنب عقل أبيه كتفلة في بحر ؟
ولكن عدو الله لا يخلص إلى المؤمن إلا غيلة على غرة وغفلة ،
فيوقعه ويظن أنه لا يستقبل ربه عز وجل بعدها ، وأن تلك الوقعة قد اجتاحته وأهلكته ،
وفضل الله تعالى ورحمته وعفوه ومغفرته وراء ذلك كله .

فالأمر الثالث إذن هو :
إذا أراد الله بعبده خيراً فتح له من أبواب (التوبة) والندم والانكسار والذل والافتقار والاستعانة به وصدق اللجأ إليه ودوام التضرع والدعاء
والتقرب إليه بما أمكن من الحسنات ما تكون تلك السيئة به رحمته ،
حتى يقول عدو الله : يا ليتني تركته ولم أوقعه .

وهذا معنى قول بعض السلف :
إن العبد ليعمل الذنب يدخل به الجنة ، ويعمل الحسنة يدخل بها النار . قالوا : كيف ؟
قال : يعمل الذنب فلا يزال نصب عينيه منه مشفقاً وجلاً باكياً نادماً مستحياً من ربه تعالى
ناكس الرأس بين يديه منكسر القلب له ، فيكون ذلك الذنب أنفع له من طاعات كثيرة
بما ترتب عليه من هذه الأمور التي بها سعادة العبد وفلاحه ، حتى يكون ذلك الذنب سبب دخوله الجنة .
ويفعل الحسنة فلا يزال يمن بها على ربه ويتكبر بها ويرى نفسه ويعجب بها ويستطيل بها
ويقول : فعلت وفعلت .. فيورثه من العجب والكبر والفخر والاستطالة ما يكون سبب هلاكه
. فإذا أراد الله تعالى بهذا المسكين خيراً ابتلاه بأمر يكسره به ويذل به عنقه ويصغر به نفسه عنده ،
وإن أراد به غير ذلك خلاه وعجبه وكبره ، وهذا هو الخذلان الموجب لهلاكه .

فإن العارفين كلهم مجمعون على أن التوفيق كل التوفيق :
أن لا يكلك الله تعالى إلى نفسك ، والخذلان أن يكلك الله تعالى إلى نفسك .
فمن أراد الله به خيراً فتح له باب الذل والانكسار ، ودوام اللجأ إلى الله تعالى والافتقار إليه ،
ورؤية عيوب نفسه وجهلها وعدوانها ، ومشاهدة فضل ربه وإحسانه ورحمته وجوده وبره وغناه وحمده .
فالعارف سائر إلى الله تعالى بين هذين الجناحين ، لا يمكنه أن يسير إلا بهما ، فمتى فاته واحد منهما فهو كالطير الذي فقد أحد جناحيه .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
العارف يسير إلى الله بين مشاهدة المنة ومطالعة عيب النفس والعمل .
وهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح من حديث بريدة رضي الله تعالى عنه :
" سيد الاستغفار أن يقول العبد : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ، خلقتني وأنا عبدك ، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء بنعمتك علي وأبوء بذنبي ، فاغفر لي ، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت "
فجمع في قوله صلي الله عليه وسلم : أبوء لك بنعمتك علي ، وأبوء بذنبي ..
مشاهدة المنة ، ومطالعة عيب النفس والعمل .
فمشاهدة المنة : توجب له المحبة والحمد والشكر لولي النعم والإحسان ،
ومطالعة عيب النفس وعيب العمل : توجب له الذل والانكسار والافتقار والتوبة في كل وقت ، وأن لا يرى نفسه إلا مفلساً ،
وأقرب باب دخل منه العبد على الله تعالى هو الإفلاس فلا يرى لنفسه حالاً ولا مقاماً ولا سبباً يتعلق به ولا وسيلة منه يمن بها ،
بل يدخل على الله تعالى من باب الافتقار الصرف ، والافلاس المحض ،
دخول من كسر الفقر والمسكنة قلبه حتى وصلت تلك الكسرة إلى سويدائه فانصدع
وشملته الكسرة من كل جهاته، وشهد ضرورته إلى ربه عز وجل ، وكمال فاقته وفقره إليه ،

وأن في كل ذرة من ذراته الظاهرة والباطنة فاقة تامة ، وضرورة كاملة إلى ربه تبارك وتعالى ،
وأنه إن تخلى عنه طرفة عين هلك وخسر خسارة لا تجبر ، إلا أن يعود الله تعالى عليه ويتداركه برحمته .
ولا طريق إلى الله أقرب من العبودية ، ولا حجاب أغلظ من الدعوى .
والعبودية مدارها على قاعدتين هما أصلها : حب كامل ، وذل تام .
ومنشأ هذين الأصلين عن ذينك الأصلين المتقدمين وهما :
مشاهدة المنة التي تورث المحبة ،
ومطالعة عيب النفس والعمل التي تورث الذل التام .

وإذا كان العبد قد بنى سلوكه إلى الله تعالى على هذين الأصلين ، لم يظفر عدوه به إلا على غره وغيلة ،
وما أسرع ما ينعشه الله عز وجل ويجبره ويتداركه برحمته .
نسأل الله من واسع رحمته .

= = = = = = = = = = = = = = = = = = =[ للفائدة ]

أبومروان غير متصل قديم 22-06-2007 , 08:47 PM    الرد مع إقتباس
الأسد الخجول الأسد الخجول غير متصل    
مشرف سوالف اللغات كندا  
المشاركات: 681
#2  

اجرك الله خيرآ وزادك علمآ في دينك ودنياك علي نشر الخير والحكمة ...

الأسد الخجول غير متصل قديم 23-06-2007 , 10:10 AM    الرد مع إقتباس
أبومروان أبومروان غير متصل    
عضو نشيط جدا  
المشاركات: 580
#3  
السلام عليكم ورحمة الله
شكراً لك أخي الكريم ............... وحياك بيننا أخا كريما نافعا ..............

أبومروان غير متصل قديم 25-06-2007 , 10:11 PM    الرد مع إقتباس
افكر كثير افكر كثير غير متصل    
كاتب فعال جداً الكون - كوكب الأرض - قارة اسيا - الجزيرة العربية --------->  
المشاركات: 1,738
#4  

اخي الحبيب بو مروان

تستهويني مواضيعك كما يستهوي الماء العطشى .

فعلاً اختصار هي ثلاث ولكن من يقدر عليها ظاهرها سهل وفعلها صعب .

دعني انظر لتلك الثلاث :

شكر النعمه : هل فعلاً نحن لنعم الله شاكرين فلو وصلنا لهذه النقطه وحدها لوجدنا في حياتنا اختلافاً كثيرا. وكما ذكر الكاتب لشكر النعمه ثلاث اوجه احداها في الباطن والاخرى في الظاهر بالحديث عن تلك النعم اللتي من الله عليه بها . وتصريفها كذلك في مرضاة من انعم بها علينا . كاني وانا اقرأ الموضوع كمن يحمل بوصله في يده يتوجه بها من جهة لأخرى . فالاولى وهي اللتي يشكر الانسان الله عليها في الباطن تستدعي فهمنا لانها نعمه من الله . فالبعض يرى على سبيل المثال ان النعمه هي فقط مال والاخر يراها صحه وغيرهم يراها جاه . يرتبط نظر الانسان للنعم عادةً بما ليس لديه فتجده يطلب من الله ان ينعم عليه بشيء ليس في حوزته وفي ذلك نسيان لما هو عليه من نعمه . لعل استشعار النعمه من قبل الانسان هو المفتاح للاحساس بها في داخله وشكر الله عليها اولاً . فمتى ما ظن ذلك الانسان ان تلك امر طبيعي وليس نعمه فلن يشكر الله عليها ابداً . مثلاً انا الان اكتب على لوحة التحكم هذه الكلمات وانا استخدم كلتا يدي وجميع اصابعي . فلو اني تذكرت في هذه اللحظه ان هنالك من ليس له اصابع او ان يده مشلوله فسأنتبه حتماً لهذه النعمه العظيمه . لذلك ارى ان الانسان عليه ان يتامل في نفسه ويتبصر اولاً حتى يصل لمرحلة الشعور بالنعمه . كما انه يقيس على ذلك كل شيء بلا استثناء فيصل الى درجة القناعه ان الله قد انعم عليه باكثر مما يستحقه قياساً على ماقدمه لربه من عمل . فيصل بذلك لدرجه الشكر على النعم فيزيده الله من فضله لمجرد حصول ذلك الشعور وقد قال تعالى :

( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (7) ) سورة ابراهيم

مازلنا مع النقطة الاولى وهي النعمه . يرى البعض ان الحديث عن نعم الله عليه في هذا الزمن امر فيه خيلاء . مع انه العكس صحيح فالحديث عن نعم الله وفضله من الواجبات علينا . فتجد ان المرء منا يتحدث عن فضل فلان وكيف اغدق عليه بنعمه من المال او بالجاه او حتى كيف انه ابتسم في وجه . لكنه لا يحرك شفته بكلمه في ما يخص فضل الله عليه ونعمه . كما ان هنالك فريق اخر يخشى الحسد ان تحدث عن نعم الله عليه في امر مثل المال او الصحه او الجاه فتجده حينما يُسئل عن هذه النعمه اللتي هو فيها يقطب جبينه ويبدى بالتشكي واحيانا ينسب كل الفضل لنفسه وينسى انه فضل الله وحده عليه . قل الحديث عن نعم الله علينا في هذه الايام لاسباب عده منها ماذكرت ومنها مالم اذكره ولعلكم تضيفون اكثر مما ذكرت هنا . بل اني قد وضعت موضوع قبل اكثر من سنه تحدثت فيه لاعضاء عن نعم الله وودت ان يشاركوني فيه ولكن مع الاسف لم يتجابوا اعتقاداً ان الهدف من الموضوع هو كثرة الردود مع اني كنت اود ان ارى نعم لم التفت لها او لم اكن احسبها نعم . وهذا رابط الموضوع لمن احب ان يتذكر بعض النعم :

http://www.swalif.com/forum/showthread.php?t=220359

بقيت نقطه نبه لها الكاتب وهي تصريف النعمه في مرضاة الله وهذه هي الداهيه في زماننا . فلو استمر حديثي في هذه النقطه وحدها لاغرقت المنتدى حروفاً وكلمات . مع الاسف نحن حسب اعتقادي لا نصرف النعمه في مرضاة الله ولدي من الأدله على ذلك مالا حصر له ولا عد . ناخذ من الله ونعطي لغير الله والعياذ بالله .

لذلك كان هنالك ميزة لنا وهي التوبه والاستغفار فلولا هذه الميزه والنعمه ايضاً في حد ذاتها لهلكنا . ساعود لجانب التوبه في رد منفصل فالموضوع متخم بالنقاط والامور لان السعاده مطلب الخلق جميعهم وكل يعتقد ان طريق السعاده ومفاتيحه هي ما يعلمه . وقد حدد الكاتب ثلاثة عناصر لذلك المطلب لم يحد فيها عن الصواب . بل ان المفاتيح كثيره جداً خاصة في دين الاسلام لكن ماذكره الكاتب قد تكون اهمها من حيث تائثيرها على النفس وفاعليتها .


لي عوده مع النقطه الثانيه ان شاء الله تعالى .


بارك الله فيك يا حامل الحكمه وزادك من فضله .


اخوك افكر كثير .

افكر كثير غير متصل قديم 26-06-2007 , 01:42 AM    الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


[عرض نسخة للطّباعة عرض نسخة للطّباعة | ارسل هذه الصفحة لصديق ارسل هذه الصفحة لصديق]

الانتقال السريع
   قوانين المشاركة :
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة لا بإمكانك إضافة مرفقات لا بإمكانك تعديل مشاركاتك
كود في بي vB متاح الإبتسامات متاح كود [IMG] متاح كود HTML متاح



لمراسلتنا - شبكة سوالف - الأرشيف

Powered by: vBulletin
Copyright © Jelsoft Enterprises Limited 2000.