|
عضو نشيط
|
|
المشاركات: 70
|
#1
|
حوار مع زميلي المسيحي
التقيت بزميلي ذات يوم فوجدته عابس الوجه .
قلت ( باسما ) : مالك ياصاح ؟
قال : لاشي .
قلت : كيف لاشي وقد أكفهر لونك ؟
قال : ( وهو يحاول ستر ماألم به ) كنت مريضاً .
قلت : ( معاتباً ) ياعزيزي أيخفى علي مابك وقد عرفتك زمناً طويلا ؟
قال : ( بحرج واضح ) ياسيدي أبن أخي أنهى دراسته الجامعية بتفوق وأستحق عن جداره أن يعين معيداً في كليته ولأسباب ظاهره الأختلاق تم إستبعاده وحقيقة الإستبعاد أنه مسيحي .
(( فاجأني الموقف ولم أجد إجابة لكني حاولت تهدئته ))
قلت : خفف عنك فهي أمور جائزة الوقوع في أي بلد .
قال : ياأخي لاتخفف عني . فأنا أدرك ماتعنيه تماماً لكن الولد صغير السن لايعي أبعاد المسائل وقد صدم في مقتبل عمره .
(( وسكت قليلاً ثم أضاف كمن يكلم نفسه وقد علت شفتيه إبتسامة ساخره . هذا هو العدل الذي يتشدق به الأسلام )) .
قلت : ( مستنكراً ) مالك والأسلام ، ومادخل الأسلام في تعين أو عدم تعين قريبك ، أكل ماصدر عن المسلمين يؤخذ على الإسلام ؟
قال : ( على الفور ) أو لم يستبعد أبن أخي لكونه غيري مسلم في دولة مسلمة ؟
قلت : أتتهكم على الدولة المسلمة ؟
قال : لاأتهكم ، ولكنها لوكانت الدولة المسيحية لحصل على حقه .
قلت : وهل كان العدل سائداً يوم كانت مسيحية ؟
قال : لقد كانت كذلك قبل أن يحتلها المسلمون .
قلت : على أية حال لقد وفد المسلمون إلى مصر لرفع الظلم الواقع على الأقباط من بني ملتهم وهم الرومان المستعمرون ورفعوا الظلم فعلاً عنهم .
قال : بفرض أنهم أقتحموا مصر لهذا السبب فقد أستبدلوا ظلماً بظلم ، وهاك أبن أخي مثلاً من أمثلة الظلم ، نسئل الله أن يرفع الظلم .
قلت : أتعني ترحيل المسلمين من مصر مثلما تم في الأندلس كما يروج لكم ويعبئكم بعض رجالكم .
(( سكت زميلي ولم يرد ))
قلت : ( مداعباً لكي أجمح غضبه ، وأذهب عيظه وأحول الحديث إلى مجال المزاح ) .. طيب يارجل دع أبن شقيقك يسلم حتى يعين .
قال : ( يتحدْ ويضغط على الكلمات ) ، لو أن الأسلام على حق لجعلته يسلم .
نظرت إلى زميلي وكتمت ضيقي ولم أنطق بأي كلام بعدما أحسست أنه نقل الموضوع من مجال المداعبة إلى ميدان الجد ، وبعد ماعرج في المناقشة على الأسلام وتطاول عليه وأحزنني أن زميلي معباً بهذه الصوره ضد الأسلام والمسلمين ، وأنه فجر في أول مناسبة مايعتمل في صدره ضدهما .. وإفترقنا .
*****
لقد بدأت صلتي بزميلي المسيحي منذ أن كنا طلبة في كلية الحقوق ، وأمتدت زمالتنا حتى تخرجنا في الجامعة ، وعمل كل منا في أحدى الهيئات القضائية بمصر ، وأخذت صلتنا أكثر من ربع قرن من عمر الزمان ، تماثلت أفكارنا ولم نختلف تقريباً إلا في أنه مسيحي وأنا مسلم غير أننا أحترمنا إرتباط كل منا بديانته .
حزنت لهذه القطيعة وفكرت مراراً في أن أتصل به إلا أن الشيطان كان يصور لي في كل مره بأن الأقدام على الإتصال به ينال من كبريائي . وإذ بي أفاجأ به يطرق بابي ويأخذني بالأحضان فقلت له : لقد كنت كريم الخلق كعهدي بك ، وماكنت أتصور أن علاقتي بك التي فاقت ربع قرن يمكن أن تنفصم عراها ، وماكان ممكناً لي ولا لك أن نفرط فيها ، وكان من المحتم أن أمضي إليك إستردك كزميل عمري إن أنت تأخرت علي .
قطعت على نفسي عهداً ألا أفاتحه في أمر من أمور الدين لا جاداً ولا هازلاً . ولكنني لاأنكر أن تسؤلات كانت تلح علي سواء قبل القطيعة أو أثناءها . لماذا أنا مسلم وهو مسيحي ؟ .. من منا على الحق ؟ .. ومامصير من هو على الباطل ؟ .. غير أن شواغل الأيام كانت تستغرقني وتغرق كل تساؤلاتي .
جاءني زميلي يوماً وأحسست أن هناك أمراً يريد أن يحدثني فيه .
قلت : ماوراءك ؟ .
قال : أريد أن أناقشك في موضوع طالما طاف بخيالي وأتردد في كل مرة في مفاتحتك فيه .
قلت : ليس بيني وبينك مايحول دون الكلام في أي موضوع تكلم مباشرةً بما في قلبك .
قال : موضوع الدين .
(( لم أرد بالإيجاب أو بالرفض وخشيت أن يمس هذا الموضوع شعوري أو شعوره وتعاودنا القطيعة ))
أستطرد زميلي قائلاً : إنك تعلم مدى العلاقة بيننا ، ولذلك لاأتلكم مع أحد سواك في هذا الموضوع ولا أكشف لغيرك عن سبب حيرتي ومدى قلقي .
قلت : وماسبب الحيرة ومامصدر القلق ؟
قال : إن الخلاف بين المسيحية والإسلام يمكن في خمس نقاط أساسية يرددها القرآن ليل نهار هي :
أولاً : معصية آدم /
أإن المسلمين يعتقدون أن معصية آدم قد غفرت في حينه ، وأنها بذلك لم تتعده لأحد من أبنائه ، في حين أن المسيحيين يقطعون بأن معصية آدم لم تغفر ، وإنما ظلت قائمة في عنقه تتسرب أثارها لذريته مما أستلزم بعث السيد المسيح فداْء لأدم وذريته .
ثانياً : بنوة المسيح /
أن المسلمين يستنكرون أن يكون لله ولد ، في حين يُعد المسيح عند المسحيين إبنا لله .
ثالثاً : ألوهية المسيح /
ينكر المسلمون ألوهية المسيح ، في حين أن المسيح لدى المسيحيين هو الله ذاته .
رابعاً : طب المسيح /
ينفي المسلمون صلب المسيح نفياً قاطعاً ، في حين أن صلبه هو عماد المسيحية .
خامساً : آخر مبعوث السماء /
إن المسلمين يعتقدون أن محمداً هو آخر رسال السماء ، واتن الأسلام هو آخر الأديان ، في حين يرى المسيحيون أن المسيحية هي آخر أديان السماء ، والمسيح هو أخر مبعوث من السماء ، لذا لايعتقد المسيحيون ألبتة بأن الإسلام دين أصلاً ، ولا أن القرآن وحي من عند الله ، ولا أن محمداً نبيً أو رسول .
وأضاف زميلي : ليت الخلاف وقف عند هذا الحد ، إنما المهم نتائجه فبينما يقول المسلمون أن من يزعم أن عيسى المسيح إبنا لله أو هو الله فهو كافر ومصيره النار خالداً فيها ، ونحن المسيحيين على الجانب الأخر ونقول : إن من ينكر صلب المسيح لن ينال الحياة الأبدية .
في أقرب وقتً ممكن أستكمل لكم كتابة هذه القصة من كتاب العهد القديم كتاب اليهود .
أسم مصدر هذا الكتاب : حوار مع زميلي المسيحي .
|
|
13-11-2007 , 12:43 AM
|
الرد مع إقتباس
|