أخي يزيد السادس
السلام عليك وعلى القراء الكرام ورحمة الله وبركاته
عن القسم الاول وهم من ترى أنهم يؤيدون إسرائيل من منظور تطابق الفكر السياسي وهؤلاء في وجهة نظري يمثلون قلة ولكن هم من يحظى بالسلطة الأكبر وهم صانعوا القرار السياسي في أميريكا. وأنتم تعرفون مدى الدعم الذي يحصل عليه هؤلاء من ما يسمى باللوبي الصهيوني.
فاللوبي الصهيوني يدعم أجنداتهم السياسيه ما دامت توازي المنهاج الداعم والأعمى لإسرائيل وهو أيضا يذهب إلى أي مدى كان طالما فيه تحقيق أهداف إسرائيل.
وهذا الأمر (أي وجود لوبي أيا كان هذا اللوبي فمن لوبي التبغ إلى لوبي البيئة وأكبر لوبي هو لوبي الصهيونيه) متاح وعلني ويدعم المرشحين لتحقيق أهدافه. ومن الملاحظ غياب اللوبي العربي واللوبي الإسلامي بشكل واضح وإن وجد فهو ضعيف جدا ولا تاثير له.
ولتصحيح هذا الأمر فلا بد من تفعيل ودعم توجهات أي لوبي عربي إسلامي ماديا وإعلاميا وأنا متاكد من أن النتائج ستكون مشجعة بجميع المقاييس.
وخذ مثالا على ذلك اليابان والتى كانت في يوم من الأيام بمثابة الوحش الكاسر عملت من الفتن والظلم في شعوب آسيا مالم يعمله أحد من قبل وعندما خسرت الحرب وانتهت إلى أن أعادت رسم الصورة بشكل يجعل الكثير منا يعتقد أن اليابان نموذج أخلاقي يحتذى به وما ذلك إلا بوجود لوبي ياباني وصرفت اليابان مبالغ طائلة لتغيير الصورة السيئة بصورة حسنه. ولا تذهب بعيدا فعندما ارادت السعودية شراء أسلحة متطورة منها طائرات الأواكس وقف اللوبي الصهيوني كعادته وما كان بالسعوديه إلا أن استفادت من خدمات مكتب دعائي إعلامي واستطاعت من خلال تأثيره للحصول على الدعم الكافي لإتمام الصفقة.
أما الجزء الثاني من القسم الأول وهم المتدينون والمؤمنون بأن بناء هيكل سليمان ومحوالوجود الإسلامي من القدس فهذا الصنف التقيت به و هو بلا شك ضحية التحريف اليهودي للإنجيل بأغراض تخدم مصالح اليهود وهذه الفئة هي ما عنيت أكثر بتوجيه الدعوة الإسلامية له ومتى ما شرح الله صدر أحد للإسلام فلن يكون توجهاته معادية لدينه.. ألست معي أخي الكريم؟
اما بالنسبة للقسم الثاني فهم كثير ولا يعنيه ما يحدث وما يهمه هو كيف يعيش ويوفر ويتقاعد ويموت وكم سيكلفه نعشه فتخيل معي أخي العزيز كيف يمكن لمثل هؤلاء أن تتحول أهداف حياتهم من أهداف تافهه إلى اهداف ساميه ولعمري أن الإسلام كفيل بخلق معنى للحياة ومعنى للعيش ومعنى للموت ومعنى لما بعد الموت. وتوجيه الدعوة لهؤلاء أولى وأنجح.
أما فيما يتعلق بالجهاد فأنا لا أنكر أنه ذروة سنام الدين ولكن يا أخي (ولست بالمرجف والله) إمكانياتنا وظروفنا لا تسمح ، فانظر التباعد بين الإخوة والبعد عن الدين والضعف الواضح للعيان فكيف بأمة بلغت مليار ونصف والتى وإن مشت مجتمعة على إسرائيل لوطأتها تحت أقدامها لا تستطيع أن يكون لها صوت واحد مؤثر في الأمم المتحدة وهي تملك من الثروات الطبيعية والعقول البشرية مالم يتوفر لدى غيرها من الأمم.
تحياتي وشكرا للجميع والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته