بلقيسُ .... أين أنتِ
ألنْ تُبعثي مُجددا من اليمن
أين روحك سيدتي ..
أين سبأٌ .. أين ذاك الوطن
بلقيسٌ .. وقد جفّت الأشجار
وشحّت الأنهار وتأفّف معنا الشجن
بلقيسُ .. وقد أصبح الزجاج جِداراً
وزادت القلوب حقدا و إسمراراً
وعُرض الشرف بخساً وأرتهن
أين عرشك ملكتي
بل أين حُكمك من سليمان
وهل هِبْتِهِ أو أحبْبْتِهِ وهل لكل هذا قد فطن
ترى ما قاله الهدهد عنك
وكيف بدى في نقوش قريبة منك
وهل وضع في منقاره من أشجار الزيتون غصن
وهل كافَئْتِهُ صاحبة الجلالة
ربما سيفا يقطر منه دم الأصالة
ربما عهدا كالحا في عوالم الحثالة
أو ربما عُشّا أو ربما سكن
بلقيس ٌ .. وقد كشفت عن ساقيك
ولقد كشفنا عوراتنا في مقلتيك
فقولي لنا شيئا عن الوطن
قبل أن يُحمل مثل عرشك
ولن يذهب سيدتي حينها إلى سليمان
بل سيذهب إلى الشيطان
هذا الوطن
فقولي لنا شيئاً
سيدتي
عن الوطن