التقى اثنان و تجاذبا أطراف الحديث ، كان الأول من هذا الزمن والثاني كان من زمن قد سبق الأول بالآف الأعوام ودار بينهما الحديث التالي :
- اننا في هذا العصر قد علمنا عيوبكم و ما آلت اليه أممكم و تجنبنا أخطاءها و بنينا أسساً سليمة جعلنا منها آساساً لحضاراتنا .
** نعلم ما تو صلتم اليه من تقدم وازدهار ولكنكم تناسيتم أننا كنا الأصل فيه!!!
- هه!! أنتم !! أنتم كنتم حفنة من البدو تجوبون الصحراء طولاً وعرضاً بحثاً عن الكلأ و الماء .. نحن اليوم يصلنا الماء عبر أنابيب حتى بيوتنا ، طعامنا معلب لا يؤذينا فقد اتبعنا فيه طرق الوقاية و الصحة المثلى لعمر أطول .
** ان الأعمار بيد الله!! أنظر الى جسمينا وتمعن الفرق بين بنيتينا .. صحتنا أفضل منكم و هذا نتاج حركتنا .
- كنتم تصعدون على الابل و الخيل وتمشون على اقدامكم آلاف الكيلومترات.. أما نحن فنركب السيارات و الطائرات و نصل الى أماكن في ساعات والتي كنتم تصلونها في شهور و شهور .. أنظر الى بشرتك السمراء والتي لوحتها شمس حارقة ، وأنظر الي ألست أبلغ من الوسامة قدراً لا تصله حتى نساؤكم ؟؟
** أخ !!!!!! ما هذا الهراء !! أهذا هو تفكيركم ؟؟ هل وصل عدم استخدامكم لعقولكم هذا المستوى ؟؟؟
- كلا هذا بفعل الكمبيوتر .. انه يجعلنا نعمل كل شيء بأقل تفكير .. اننا اليوم لا نقود سيارتنا الكمبيوتر يفعل ذلك ياله من خادم مطيع .
** اذاً لقد نسيتمونا؟؟كنا صفحة من الماضي ؟؟نسيتم أننا كنا منبع الحضارة !! ولولانا ما وصلتم الى هذا التطور .
- كلا لم ننسكم نحن لا ننسى أفضالكم.. اننا نذكركم في كتب التاريخ .. و نحكي عنكم لأبناءنا و نذكركم حتى في مسابقاتنا .
** أين كتبنا ألازالت المكاتب زاخرةً بها؟؟
- أخذها الغرب و ترجموها و درسوها و طوروا فيها و أعطونا ما طوروا لندرسه في مدارسنا.
** قل لي ما هذه الملابس التي تلبسها؟ لم هي ممزقة ؟؟ هل أصبحتم فقراء الى هذا الحد ؟؟ خذ عباءتي واستر بها نفسك فالجو بارد .
- هه ما أظرفك. انها الموضة انها آخر صرعة من صرائع الموضة ..
** أتحتم عليك ما دعوتها الموضة أن تبقى هكذا!!!!!!!!
ما أغربكم و ما أغرب تصرفاتكم .. أأخذتكم توافه الأمور حتى أصبحتم لا تفكرون الا في أشكالكم و مظهركم ..
بني أدرسوا تاريخنا .. تمعنوا في ديننا و طبقوا ما أتى فيه .. صدقنى لن تصلوا بحضارتكم الى الغرب فقط .. وانما ستصلون الى جميع أرجاء الكون .
تمنيت لو لم أرك تمنيت لو لم أحادثك .. والحديث لأولي الألباب .. لا تحاول أن تكون مثل هذا .. فالتقليد سيودي بأمة و يحطمها و قد تعب في بناءها رجال و رجال أخلصوا لله الطاعة .. و حملوا على أكتفهم ويلات الزمان لتصل الأمة الى ما وصلت .
ويأتي صاحبنا و يدمر مبادىء أمتنا .. ويغير من سلوكيات مجتمعنا .. ويبعدنا عن ديننا .. ويضع محلها سلوكيات مصطنعة أودت بعادتنا ؟؟؟
تحت عنوان الى متى ؟؟؟؟