|
عضو نشيط جداً
|
البلد الحرام
|
المشاركات: 156
|
#1
|
هجرية ..... الهجرة
1421 هجرية
عشرٌ و أربعُ منْ مئات سنيننا
و أزدانت العشرونَ فوقها واحدُ
من هاجرٍ للكفرِ بلَّغَ وأصطبرْ
حتى تمادى القوم كفراً حاقدُ
فنأى بليلٍ ماضياً في أمره
أما علّياً ففي فراشه راقدُ
خرج الرسولُ وجمعُ شركٍ ينظرُ
و العين تأبى للرسولِ تشاهدُ
ثنَّى بصاحبه و برََّح في الفلا
و أختص غاراً في الشواهقِ صاعدُ
أوحى إلهي للحمامِ فخلَّفتْ
بيضاً وعشاً في الطريق وسائدُ
و أختيط بيت العنكبوت بلمحةٍ
حتى يُسَتّرُ باب غار صامدُ
و ترنَّحت أشجار قُربٍ علَّها
تُخفي الستار لباب غار كائدُ
حمائمٌ و عناكبٌ كانوا هنا
شجراً ونبتا ًرهن أمر القائدُ
فتتبع الكفار وقع خطاهما
و توزعوا حول الجبال مراصدُ
حتى توصل بعضهم لمغارةٍ
تأوي الرسول ومن يصاحبُ راعدُ
حتى أطمئنّ إلى الرسول وقوله
بمعية الخلاّق يرشدُ راشدُ
لا لم يكن خوف الجبان وإنما
حب الرسول وكان حبه زائدُ
حتى رأى الكفَّار غاراً موصداً
لمحوا الطريق إلى وصوله فاسدُ
فترحّلوا و الحقد يلبس غلُّهم
و الشُّر في كنف الهواجس حاشدُ
شُقَّ النطاق وزاده بمعيةٍ
و تلاه دربٌ للمعالي قاصدُ
وأزدانت الآكام من وقع الخطى
و تمتَّعت كُثبان رملٍ حاصدُ
أتوا عجوزاً في الطريق بخيمة
و الفقر يرسم وجهه ويرافُد
لا لم يكن في الدار غير شويهةٍ
تدنوا من الأرض الَهجور تكابدُ
مسّ الرسول الضرع رغم نحولها
فأختال ثديٌ من حليبٍ راغُد
فحمداً وشكراً يا إلهي لمنِّك
لكريم ضيف زار بيتاً هامُد
و تناقلت خطوات درب رسولنا
نحو المدينة والبعيد يناشدُ
و غدى سراقة ماضياً في إثرهم
رَغِب الجوائز للنياق مطاردُ
و تقارب الضدان حتى خالهم
لقيا بحرٍّ للغبار يعاقدُ
فدنا سراقة فاتكاً لحبيبنا
فهوى سريعاً في التراب يغامدُ
حتى أتم الغوص في رمل اللّجى
و دنى من الموت المحيط الراكدُ
طلب السماح من الرسول وهمُّه
إنقاذ نفس من هلاك ماهدُ
فعفى الرسول على الوشيك بموته
فاختال يشكر للرسول يعاهدُ
يا موكب العز الرؤوم وزاده
إيمان ربِّ العالمين يعامدُ
يا ليتهم عرفوا الآله و ليتهم
غرفوا السعادة من شفيع حامُد
سل موكب الآمال يقرب عهده
صوب المدينة والقِفار روافدُ
يمشي الهوينة رافلاً في يُمنه
وغدا بفجرٍ للحرارة زاهدُ
حتى إذا إختلج النهار بليله
بزغ الصباح بقرب حيٍّ راغُد
أهل المدينةِ قد تسلقوا دارهم
رقص النخيل قبيل نشِدٍ سامدُ
ها هو البدر المؤلّقُ في الملا
هذا هو الداعي الشفيق العابدُ
زفَّتْ جموع الناس وهجَ نبينا
و بدا حبيبي بالبناء مساجدُ
و أختالت القصواء تنشد دربها
أمر الاله الى المكان الماجدُ
و مضى بديني في دروبٍ من علا
فهو النبي وهمْ صحابه ساعدُ
واحتارت الدنيا تسائل قومها
أَهُمُ الضعافُ الصابئون حواشد
لا فُرس في الشرق البعيد مواطنُ
لا روم في الغرب السحيق شوارد
حتى حدود الصين كان سوارنا
شرقا وغربا للبحور نباعد
يا امة الإسلام هذا سؤالنا
كم يبقى من زمن التلاقي الطارد
يا امة الإسلام كمّك ناهز
يا امة الإسلام كيفك شارد
يا امة الإسلام هذا سبيلنا
حب الاله الى الرسول نعاود
يا امة الإسلام فيقي وأنهضي
وترفعي فالصخبُ حال ناكدُ
يا امة الإسلام دورك في الورى
عهد ورشد والجميع مجاهدُ
لا تجعلوا العام الجديد كغيره
توبوا وكونوا في الزمان فراقدُ
يا هجرة التاريخ يوم شموخنا
فأهدوا الجميع محبةً وعوائدُ
لابد ان نُكوى بنار لونها
لفح الجمار اذا وطاها قاعدُ
حتى اذا عادت جروح نسلها
قيحٌ كريهٌ من بقايا حاسدُ
فنأُسُّها و الطب علم قائم
و نأُسُّها والبتر علم رائد
فتيقنوا نصراً يعاود كرّة
و تيقنوا نوراً مضيئاً سارد
لا تيأسوا فالعز ثوبٌ فصله
دين السلام متى تلبّس مارد
لا تيأسوا فالحرف ماثَل جوفه
صدراً عظيماً لا أسى لك ناهد
لا تيأسوا فالنور يبزغ كلما
حلك السواد وطال ليلٌ جامدُ
فتهيؤا فالفرح دوماً قادم
وتمهلو ا فالكفر دوماً فاقدُ
وهيب شمس الدين
1-1 - 1421 هجرية
العطاء بن الشمس
|
|
17-03-2002 , 03:50 AM
|
الرد مع إقتباس
|