بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، البشير النذير ، والسراج المنير ، النعمة المهداه ، والرحمة المسداه ، محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ثم أما بعد :
نظراً لما لشيخنا وعلامة الأمة في هذا العصر سماحة الشيخ الوالد عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله تعالى رحمة واسعة من عنده وجمعنا به في الفردوس الأعلى من الجنة من فضل على المسلمين اليوم ، أحببت أن أجمع طرفاً من أخباره لعلها توقظ الهمم النائمة اليوم واعتمدت في اكثرها على كتابة الانجاز في ترجمة الامام عبدالعزيز بن باز للشيخ عبدالرحمن بن يوسف الرحمة فعلى بركة الله أبدأ .
اسمه ونسبه :
هو الإمام الصالح الورع الزاهد أحد الثلة المتقدمين بالعلم الشرعي ، ومرجع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها في الفتوى والعلم ، وبقية السلف الصالح في لزوم الحق والهدي المستقيم ، واتباع السنة الغراء : عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالرحمن بن محمد بن عبدالله آل باز ، وآل باز أسرة عريقة في العلم والتجارة والزراعة معروفة بالفضل والأخلاق ، قال الشيخ / سليمان بن حمدان رحمه الله في كتابه حول تراجم الحنابلة : أن أصلهم من المدينة النبوية ، وأن أحد أجدادهم انتقل منها إلى الدرعية ، ثم انتقلوا منها إلى حوطة بني تميم ويوجد في الاردن ومصر والمدينة ومكة أسر معروفة بآل باز وكذلك في اليمن .
مولده :
ولد في الرياض عاصمة نجد يوم الثاني عشر من شهر ذي الحجة وعام ألف وثلاثمائة وثلاثين من الهجرة النبوية ، وترعرع فيها وشب وكبر ولم يخرج منها إلا ناوياً للحج والعمرة .

نشأته :
نشأ رحمه الله في بيئه عطره بأنفاس العلم والهدى والصلاحبعيد كل البعد عن مظاهر الدنيا ومفاتنها ، وحظاراتها المزيفة اذ كانت الرياض في ذلك الوقت بلدة علم وهدى فيها من كبار العلماء وأئمة الدين .
ففي هذه البيئة العلمية نشأ سماحته - رحمه الله - ولا شك ولا ريب أن القرآن العظيم كان هو النور الذي يضيء حياته ، فحفظ الشيخ القرآن الكريم عن ظهر قلب قبل أن يبدأ مرحلة البلوغ ، فوعاه وحفظه تمام الحفظ ، وأتقن سوره وآياته ، ثم بعد حفظه بدأ سماحته في طلب العلم على يد العلماء بجدٍ وجلد وطول نفس وصبر .
والجدير بالذكر أن لوالدته رحمها الله أثراً بالغاً في اتجاهه للعلم وطلبه ومثابرته عليه فكانت تحثه وتشد من أزره وتحظه على الاستمرار في طلب العلم والسعي وراءه بكل جد .
ولقد كان سماحته مبصراً في أول حياته وشاء الله لحكمة بالغة أن يضعف بصره في عام 1346هـ إثر مرض أصيب به في عينيه ثم ذهب جميع بصره عام 1350هـ ، وعمره قريب من العشرين ، ولم يثنه ذلك عن طلب العلم أو يقلل من همته بل استمر في طلب العلم جاداً مجداً ملازماً لصفوة فاضلة من العلماء الربانيين والفقهاء الصالحين ، فاستفاد منهم اشد الاستفادة وأثروا عليه في بداية حياته بالرأي السديد والعلم النافع والحرص على معالي الأمور مما كان له أعظم الأثر وأكبر النفع في استمرارهعلى تلك النشأة الصالحة .
وقد استفاد من فقده لبصره عدة فوائد أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر :
1- حسن الثواب وعظيم الأجر من الله سبحانه وتعالى فقد روى الإمام البخاري في صحيحه حديث قدسي أن الله تعالى يقول (( إذا ابتليت عبدي بفقد حبيبتيه عوضتهما الجنة )) .
2- قوة الذاكرة والذكاء المفرط : فالشيخ رحمه الله حافظ العصر في علم الحديث فإذا سألته عن حديث من الكتب الستة أو غيرها كمسند الإمام أحمد والكتب الأخرى تجده في غالب أمره مستحضراً للحديث سنداً ومتناً ومن تكلم فيه ، ورجاله وشرحه .
3- إغفال مباهج الحياة ، وفتنة الدنيا وزينتها فالشيخ رحمه الله متزهد فيها أشد الزهد وتورع عنها ووجه قلبه إلى الدار الآخرة وإلى التواضع والتذلل لله سبحانه وتعالى .
4- استفاد من فقده لعينيه ، إذ ألح على نفسه وحطمها بالجد والمثابرة حتى أصبح من العلماء الكبار المشار إليهم بسعة العلم ، وإدراك الفهم ، وقوة الاستدلال وقد أبدله الله نوراً في قلبه وحباً للعلم وسلوكاً للسنة وسيراً على المحجة وذكاءً في الفؤاد .

رحم الله شيخنا وأسكنه فسيح جناته

وحشره بالفردوس الأعلى وحشرنا معه يا رب العالمين

رحم الله والديك وجعلك الله قرة عين لهم ..

جزاك الله خيرا وبارك الله فيك وفيما ملكت يمينك أخي في الله ..

رحم الله شيخنا وقرة عيننا الشيخ العلامة بن باز ..

يعلم الله كم لذاك الرجل عندنا من محبه . وكلما تذكرت بعض الذكرى عنه والتي عشتها بنفسي . ترقرقت عيناي بالدموع ..

ما عرفنا في زماننا هذا رجل له من القبول مثل ما لأبن باز رحمة الله عليه ..

نسأل الله أن يجعله في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولائك رفيقا ..

كما نسأله سبحانه أن يجمعنا وكاتب هذا المقال به في الفردوس الأعلى من الجنة أخوان على سرر متقابلين ..

اللهم آمين ..

رحمة الله عليه وعلى مشائخنا الكرام الأحياء منهم والأموات ..

شكر الله لك أخي الكريم

أخوكم في الله عبدالعزيز

أخي عاشور بارك الله فيك ونفع بك .

جزاك الله خير أخي الكريم و بارك الله فيك ..


رحم الله شيخنا ... و عوضنا الله خيرا



سيرة طيبة عطرة ... فبارك الله فيك

آه كم فقدنا هذا الشيخ كثيراااااااا:(
رحمه الله .. وجزاك الله خيرا .. أخي الكريم

أوصافه الخلقيه :
إن الشيخ رحمه الله يمتاز باعتدال في بنيته مع المهابة ، وهو ليس بالطويل البائن ، ولا القصير جداً بل هو عوان بين ذلك ، مستدير الوجه ، حنطي اللون ، أقنى الأنف ومن ذون ذلك فم متوسط الحجم ، ولحية قليلة على العارضين ، كثة تحت الذقن ، كانت سوداء يغلبها بعض البياض فلما كثر بياضها صبغها بالحناء ، وهو ذو يسمة رائعة تراها على أسارير وجهه إن ابتسم ، وهو عريض الصدر بعيد المنكبين ويمتاز بالتوسط في جسمه فهو ليس بضخم الكفين ولا القدمين ، أوصافه فيها شبه من أوصاف العلماء السابقين - رحمهم الله - .
هيئته ولباسه :

يعتبر الشيخ رحمه الله حسن الهيئة جميل المظهر ولا يتكلف في ذلك أبداً ويحرص جداً على لباس البياض في ثيابه ، ويحب ارتداء الثياب الواسعة وثيابه تصل إلى أنصاف ساقيه ، ويزين ثيابه بمشلح وعباءة عودية اللون في الغالب وهو سلفي في المظهر والشارة

بارك الله فيك أخوي زازا .
والله لا أعلم رجل وجد له القبول عند المسلمين قاطبة مثل الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمة الله عليه .
رجل ترتاح لفتاواه .

قوة حافظته وحضور بديهته :
ومما تميز به سماحته رحمه الله قوة الحافظة وسرعة البديهة واستحضار مسائل العلم بفهم واسع ، ووفرة في العلم ، وشدة في الذكاء وغزارة في المادة العلمية ، فهو رحمه الله صاحب ألمعية نادرة ونجابة ظاهره .
ومما يؤكد ذلك أنه لربما سئل عن أحاديث منتقدة في الكتب الستة وغيرها من كتب السنة فيجيب عليها مع تخريجها والتكلم على أسانيدها ورجالها وذكر أقوال أهل العلم فيها ، وهو ممن من الله عليه بحفظ كتب الحديث واستحضارها ولا يكاد يفوته من متونها شيء .
ومما يؤكد ويبرهن على قوة حافضته وحضور بديهته أنه في كلماته ومواعظه تجده كثير الاستدلال بالنصوص القرآنية والأحاديث النبوية وأقوال أهل العلم الشرعية يأتي عليها بسياقها ولفظها وتمامها وهكذا في اجتماعات هيئة كبار العلماء تجده يذكر المسائل وأقوال أهل العلم فيها مبيناً الجزء والصفحة والكتاب المنقول عنه .

بارك الله فيك اختي نور بو ظبي .
اسأل الله ان يجعلك ممن يستلم كتابه باليمين .

ARAE بارك الله فيك اخي .

بارك الله فيك . لازلت أتابع ما تكتبه رعاك الله وحفظك من كل سوء ..

وبما أن الحديث كان عن (( قوة حافظته وحضور بديهته )

فأنا أذكر بأني حضرت له ذات يوم في جامع الأمام تركي في الرياض درساً بعد صلاة الفجر .
وبينما هو يستمع لقراءة أحد طلبة العلم لديه .

ذكر القارىء (( حدثنا فلان إبن فلان ... ))

وبينما هو يقرأ إذ بالشيخ رحمة الله عليه يقول له أعد أعد ..

فلما أعاد قال له الشيخ .. هو ليس بفلان وإنما فلان ..

كان رحمة الله عليه يصحح له وهو يقرأ في كتاب ..

رحمة الله عليه . وجعله الله في الفردوس الأعلى من الجنة . ونحن وإياكم أخي الكريم ..اللهم آمين ..

عبدالعزيز

جزاك الله خير
سيره عطره لرجل فاضل رحمه الله .

معذره فقد أطلت لظروف خاصة

شيوخه :
ان سماحته علم بارز من أعلام الأمة الإسلامية وقد نهل علمه وأخذ علومه عن علماء بارزين وأئمة ناصحين وهم :
1- سماحة الشيخ الفاضل العلامة / محمد بن عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن آل االشيخ المتوفى سنة 1367 هـ رحمه الله .
2- الإمام الزاهد العالم العامل المحدث سعد بن حمد بن على بن عتيق رحمه الله المتوفي سنة 1349 هـ رحمه الله .
3- الشيخ العالم الزاهد / حمد بن فارس بم محمد آل فارس الموتفي سنة 1345 هـ رحمه االه
4- العلامة المفضال الزاهد الورع / صالح بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن حسين آل الشيخ المتوفي سنة 1372 هـ رحمه الله .
5- الشيخ سعد بن وقاص البخاري رحمه الله تعالى .
6 - الشيخ الإمام العلامة / محمد بن ابراهيم بن عبداللطيف بن عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ وهو علم على رأسه نار المفتي الكبير والإمام الأوحد الأصولي الفقيه المحدث المعروف المشهور بالعلم والفضل وقوة الرأي وعظيم التجربة ، كان رحمه الله جبلاً راسخاً من جبال المعرفة وليثاً مغواراً من ليوث الحق والدين ، لازمه الشيخ الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله مدة طويلة تقدر بحوالي عشر سنين ملازمة تامة بل كان من أخص تلاميذه وأشهرهم على الإطلاق وكان اشيخ بن باز يحبه كثيراً ويجله ويذكره دائماً بالخير ، توفي رحمه الله ظهر يوم الاربعاء في الرابع والعشريم من شهر رمضان سنة 1389 هـ وقد أم المسلمين به سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمهم الله رحمة واسعة .

من القصص التي تدل على حلم الشيخ وصبره
[COLOR=firebrick]قصة رواها لي قبل خمسة أشهر الشيخ الداعية بدر بن نادر المشاري حيث قال :
كلفني الحرس الوطني بجمع فتاوى العسكر وعرضها على سماحته ففعلت وقمت بجمعها وعرضها على سماحته لمدة أسبوع ، يقول وفي أحد الايام وبينما أنا أقرأء على سماحته الفتاوى وقبل أذان المغرب بدقائق سمع سماحته صوت جلبة وضجيج في الخارج فطلب من التوقف وخرجت انا واياه الى الخارج لمعرفة ماذا يحدث وللإستعداد لصلاة المغرب فوجدت الحرس يمسكون برجل يريد الذهاب للشيخ وهو في قمة الغضب وهو يقول أين الشيخ ابن باز ؟ اين الشيخ ابن باز ؟ فقال الشيخ ابن باز نعم ماذا تريد فقام هذا الرجل بلعن الشيخ وسبه وشتمه ، عند ذلك قام الحرس بوضعه في الدورية والذهاب به لسجن الاماراة للنظر في قضيته . فذهب الشيخ ابن باز لصلاة المغرب وهو يقول ويكرر لا حول ولا قوة الا بالله .
وبعد الصلاة سأل سماحته عن سبب غضب الرجل فقيل له انك أنه طلق زوجته وذهب اليك كي يستفتيك في عودتها له فأفتيت بطلاقها فغضب .
يقول الشيخ بدر المشاري وفي صباح اليوم الثاني حضرت مبكراً لأكمل قرآئة الفتاوى لسماحته ، وقبل أن أقرأ سئل سماحته ؟ ماذا فعل الرجل ؟ فقالوا انه في سجن الامارة وقضيته كبيرة ، فقال اطلبوا لي حالا الامير سلمان بن عبدالعزيز فاتصلوا به فسلم عليه الشيخ وسأله عنه فقال الامير سلمان ان قضيته طويله فاعتذر له الشيخ ابن باز وقال انه رجل جاهل وكان في قمة الغضب وانا متنازل عنه فاتركوه فقال الامير سلمان لو تنازلت عنه فهذا حقك الخاص اما الحق العام فسوف يبقى في السجن فقال الشيخ عبدالعزيز بن باز بحزم الرجل المؤمن بربه والله العظيم ان تخرجوه من السجن ، أتسجنون رجل بسبب ابن باز ؟ من هو بن باز حتى تسجنوه بسببه ؟ فقال الامير سلمان ان النظام لا يسمح فعليه الحق العام فقال الشيخ انا قد حلفت فقال الامير سلمان حسناً سوف نخرجه اكراماً لك . فقال الشيخ كم يكفي لكم من الوقت لتخرجوه من السجن ؟ فقال الامير سلمان عشر دقائق فشكره الشيخ ابن باز وبعد عشر دقائق بالضبط اتصل الشيخ بالامير وسأله عنه فقال أخرجناه ، عند ذلك بكى سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز وقال الحمد لله الذي لم يسجن هذا الرجل بسببي يحاجني عند ربي )) .