السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يقول الحق تبارك وتعالى :- { إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ } الشعراء-89

(إلا من أتى الله بقلب سليم) أي: لا ينفع الإنسان عند الله ماله ولا قرابته ، ولكن ينفعه سلامة قلبه. والقلب السليم: الصحيح ، وهو قلب المؤمن ، لأن قلب الكافر والمنافق مريضان .

عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على شاب وهو في الموت فقال كيف تجدك قال والله يا رسول الله أني أرجو الله وإني أخاف ذنوبي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يجتمعان في قلب عبد في مثل هذا الموطن إلا أعطاه الله ما يرجو وآمنه مما يخاف .

أمران أتمنى أن أجدهما في نفسي وعندكم إن شاء الله تعالى وهما :-

* سلامة القلب .

* حضوره عند كل أمر .

فالقلب السليم هو ما ذكره الله سبحانه وتعالى في الآية الكريمة ومن حاز مثل هذا القلب ضمن السلامة إن شاء الله تعالى .

وحضور القلب هو المؤشر الحقيقي لحالة صاحبه في أي موقف كان { مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ } ومن أهم هذه المواقف عندما يكون أحدنا بعيداً عن أعين الناس ولكنه يعلم أن هناك عين الله تراقبه ، فتراه يلجأ إلى الله في جل أموره ولا يترك لهوى نفسه مجالاً للسيطرة عليه .

ما من قلب إلا ويعيش بنبضاتٌ وقد تختلف هذه النبضات من حالةٍ إلى أُخرى ، فمثلاً :-

* عندما تنتظر خيراً ما يعني لك الكثير فإن نبض قلبك يتزايد حتى يصلك الخبر ، وقد تهدأ وقد يستمر النبض المتسارع لفترةً أطول .

* السارق والكاذب والمنافق وكل من هو على شاكلتهم يتزايد نبض قلوبهم إذا ما أحسوا بأنهم سيكشف أمرهم .

* بعض الطلبة والمتقدمين للوظائف يتسارع نبض قلوبهم حتى الإنتهاء من الإمتحان .

* الذي يصعد أو يهبط بسرعه يتسارع نبض قلبه حتى يستقر مثال ذلك الذي يسافر بالطائرة .

ولكن هناك مواضع أُخرى يتزايد فيها نبض قلوبنا منها عندما نكون في قرب من الله وتضرع وخضوع له ، راجين رحمته وعفوه ومنه وكرمه .

ومنهم الإثنان ( ) الذين ذكروا في حديث السبعة الذين ذكرهم الرسول صلى الله عليه وسلم :- عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله الإمام العادل وشاب نشأ بعبادة الله ( ورجل قلبه معلق في المساجد ) ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله ( ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ) .

فالقلبُ واحد والنبضاتُ كثيرة ، فكم يزداد ويزداد نبض قلوبنا ويتسارع ، ولكن السؤال هو ، في أي المواضع يكون ذلك ؟

صدى الحق

------------------
سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم