|
عضو جديد
|
|
المشاركات: 52
|
#1
|
((هذه مما أحتفظ به في حاسبي الآلي ولا أعرف مصدرها وهي جيدة في فحواها ومقصدها))
============================================
*************** وجاء عام جديد ***************
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:
فها قد مضى عام آخرُ من حياتنا، ونحن في هذه الأيام نستقبل عاماً جديداً، عاماً مليئاً بالآمال…دَأَبْنَا على طرحها كلما تذكرنا ما مضى وما نستقبل من عمرنا، وهي آمالٌ تتفاوتُ في تنوعها، وفي طرحها، لكنها تظل آمالاً تشغل حيزاً من تفكيرنا، وتدفعُنا للعمل من أجلها، فمن مُسْتَقِلٍ، ومن مستكثر.
فالزوج، والأبناء، والبيت، والسيارة، والوظيفة، وبناء البيت، والصفقات التجارية…إلخ. كلها أمور يتمنى الإنسان الحصول عليها.
وقليل منَّا من يراجع ما سبق وَأَنْ قَدَّمَ في عامه المنصرم، ويسعى لتحسين وضعه، وإصلاح خلله، وأقل من هؤلاء وأولئك: من منَّا يراجع نفسه في أعظم تجارة يمارسها، وأخطرِ صفقةٍ عقدها، وأشرفِ مَهَمّة يقوم بها:عبادة الله سبحانه وتعالى، يراجع نفسه فيما قدم فيها، ويخطط لإصلاح كل خلل يعتريها، ويسعى لرفع مكانته في مراقيها.
وإن المسلم كَيِّسٌ فَطِن، يستفيد من مراقبته تقلب الدهور والأيام، ليراجع ما قدم بين يدي الملك الدَّيّان، فلا يُفَوِّتَ فُرَصَ الاعتبار، من تقلب الليل والنهار؛ قال الله تعالى: {وَجَعَلْنَا الَّيْلَ وَالنَّهَارَ ءَايَتَيْنِ فَمَحَوْنَآ ءَايَةَ الَّيْلَ وَجَعَلْنَآ ءَايَةَ النَّهَارَمُبْصِرَةً لِّتَبْتَغُوا فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَىْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً * وَكُلَّ إِنَسانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ, فِى عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ, يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً * اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً * مَّنِ اهْتَدَى فَإنَّمَا يَهْـتَدِى لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً}
وإنَّ أعظم ما يراجعه الواحد منَّا في هذه الأيام: توحيده للملك العلام.
كيف هو في إخلاصه لربِّه، وحرصه على البعد عن الرياء في عمله؟
كيف هو في توكله عليه، ونبذ الاعتماد على غيره؟
كيف هو في حسن ظنه بالله تعالى،ورضاه عنه في قضائه وقدره؟
كيف هو في حمايته جناب التوحيد ببعده عن البدع بجميع أنواعها، وحذره من المعاصي ما ظهر منها وما بطن، والمبادرة بالتوبة متى وقع منه الزلل؟
كيف هو في رجوعه إلى كتاب ربِّه، وإلى سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، عند التنازع في شيء؟
كيف هو في بعده عن مشابهة اليهود والنصارى، وتربيته أبنائه على ذلك؟
كيف هو في بعده عن كلِّ ما من شأنه انتقاص شيء من دين الله تعالى، وخاصة الاستهزاء؛ وقد قال الله تعالى في عاقبة أهله: {وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللهِ وَءَايَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِءُونَ * لاَ تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ}
إنَّ التفريط في شيء ممَّا ذُكر أمرٌ شديدة خطورته على دين المرء، لأنَّ توحيد الله تعالى لا يحتمل أنْ يقابلَ به العبدُ ربَّه وفيه خلل؛ قال الله تعالى:{إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ}
أما الشعائر التعبدية: فأعظمها أركان الإسلام، ومن حافظ عليها فاز، ومن فرطَّ فيها هلك.
كيف أداء العبد لها، ومتابعته رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها، ومحافظته على وصية في التمسك بها، وأداؤها على السنة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (صلوا كما رأيتموني أصلي) وقال: (خذوا عني مناسككم).
وحقوق النَّاس ممَّا لا يترك الله تعالى لعبده، بل لا بدَّ من القصاص يوم الحساب، وإن كان المأخوذ منهم بغير حق عوداً من أراك (عود المسواك).
فعن أبي هريرة رضي الله عنه:-أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (أتدرون من المفلس؟) قالوا: المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال صلى الله عليه وسلم: (إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة، وصيام، وزكاة، ويأتي قد شتم هذا،وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا،فَيُعْطَى هذا من حسناته،وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته-قبل أن يُقضَى ما عليه-أخذ من خطاياهم فطرحت عليه،ثمَّ طرح في النَّار) رواه مسلم.
فنسأل الله تعالى أن يوفقنا لا غتنام المهلة وأن يعيذنا من الغفلة ونعود به أن يأخذنا بغتة ونسأله حسن القصد في العمل والعيش على السنة والموت على السنة وأن يحفظنا بالإسلام قائمين وقاعدين وراقدين إنَّه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
======================================
والســــــــــــــــــ بهلول ـــــــــــــــــــلام
|
|
02-04-2000 , 07:15 AM
|
الرد مع إقتباس
|