سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- عندما يأتي الطالب بشهادته إلى والده، وفيها علامات متميزة لكل المواد إلا مادة الرياضيات التي يجد الطالب فيها صعوبة، ستجد أن الأب سيترك كل المواد ويركز فقط على الرياضيات التي لم يتفوق فيها.
- لم نزل في المدرسة، الطالب استلم ورقة الامتحان من الأستاذ بعد تصحيحها، وقد أخذ علامة شبه كاملة لنقل 39 من 40 درجة، بكى الطالب بكاء مراً بينما الطلاب الذين أخذوا علامات أقل منه كانوا سعداء، الأستاذ يستغرب من تصرف الطالب، يسأله عن سبب بكاءه فيجيب: أبي سيضربني لأنني لم أحصل على العلامة الكاملة! أي أن الأب سيركز على علامة واحدة فقط ناقصة من الدرجات.
- أحد الأعضاء في أحد المنتديات يضع تصميماً جميلاً، إلا أن التوقيع الذي وضعه لنفسه على التصميم يحتاج إلى تحسين، ستجد أن أغلب الردود ستركز على التوقيع السيء وتنسى التصميم الجميل.
- إذا صادفت في يومك 10 شخصيات مختلفة، بعض أصدقاء العمل والأقرباء، وقد كانوا جميعهم لطفاء معك، إلا واحد أساء التصرف معك، في العادة ستنسى التسعة الذين أحسنوا التعامل معك وستركز على الشخص الواحد الذي أساء التصرف، وستندب حظك وتحول يومك إلى مناحة
- رجل ما ولنسمه سعيد، يتعامل مع شركة السعادة للأثاث، وفي كل مرة يشتري منهم يعجب بخدماتهم وتعاملهم الراقي، في يوم ما، لم يخدموه كما يتوقع منهم دائماً، ماذا تظن أنه سيفعل؟ أتوقع أنه سيخبر الناس من حوله كيف أن شركة السعادة للأثاث لا يحسنون التعامل مع زبائنهم، هذا بسبب موقف واحد ونسي باقي المواقف الطيبة السابقة.
لماذا؟ أخبروني لماذا نصر على أن نكون تعساء؟ لماذا ننظر إلى النقاط السوداء في الصفحات البيضاء؟ لماذا نركز على النصف الفارغ من الكأس ولا نتحدث عن النصف الآخر الممتلء؟ هل نحن نريد التعاسة لأنفسنا أم ماذا؟
من أراد الحياة السعيدة فليتجاوز، إذا كانت علامات إبنك كلها رائعة ما عدى مادة واحدة فشجعه وبارك له على تفوقه وسانده لكي يتفوق في المادة الباقية، إذا حصل الطالب على علامة شبه كاملة فمن العيب بل هو تصرف أحمق أن نركز على باقي العلامات التي لم يحصل عليها، من الخطأ أن نحكم على التصميم الجميل الرائع من خلال توقيع سيء، من الخطأ أن ننسى الأشخاص الرائعين ونركز على شخص واحد سيء، نحن بذلك نبني سجون التعاسة لنسجن أنفسنا فيها.
أعتقد أن الفكرة وصلت