جزاك الله خيراً .. أسير الليل ..
----------
أيها الإخوة: لقد طغت النظرة المادية على كثير من أبناء هذا العصر فضعف عندهم الربط بين الأسباب ومسبباتها، ولم يدركوا العلاقة بين الأعمال وآثارها لهذا عندما زلزلت المدينة في عهد عمر بن الخطاب سأل عائشة عن سبب هذا فقالت له: (كثرت الذنوب) فقال عمر: (والله لئن عادت فزلزلت لا أساكنكم فيها). قد يقول قائل ممن يدرس الجيولوجيا إن سبب هذه الظاهرة الطبيعية هو تقلص القشرة الأرضية وما إلى ذلك، ونحن نقر بهذا التحليل العلمي النظري ولكن ما وراء ذلك من الأسباب، وما السبب في تقلص القشرة الأرضية وحدوث الزلزال إنها الذنوب والمعاصي.
ولقد ورد في علامات آخر الزمان أنه تكثر الزلازل والخسف فقال : ((لا تقوم الساعة حتى تكثر الزلازل)) رواه مسلم، وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله : ((يكون في آخر الزمان خسف ومسخ وقذف، قالت: قلت: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث)) رواه الترمذي، وهو حديث صحيح.
وقد جاء الوعيد للعصاة من أهل المعازف وشاربي الخمور بالخسف والمسخ والقذف، روى الترمذي عن عمران بن حصين أن رسول الله قال: ((في هذه الأمة خسف ومسخ وقذف، فقال رجل من المسلمين: يا رسول الله ومتى ذلك؟ قال: إذا ظهرت القيان والمعازف وشربت الخمور)). وهو حديث صحيح.
لولا الذين له ورد يصلونا وآخـرون له سـرا يصـومونا
لدكدكت أرضكم من تحتكم سحرا لأنكم قوم سوء ما تطيعونا
والخسف قد وجد في مواضع في الشرق والغرب قبل عصرنا هذا ووقع في هذا الزمن كثير من الخسوفات والزلازل في أماكن متفرقة من الأرض والسبب في كثرة الزلازل في هذه الأيام هو أن فساد الناس في هذا الزمن قد فاق أضعاف أضعاف فساد الناس في الأزمان السابقة ففي هذا العصر تفنن الناس في الفساد وأنواعه ولهذا كان وقوع الزلازل في هذا العصر كثير جداً، بالمعصية بدل إبليس بالإيمان كفرا وبالقرب بعدا وبالجنة نارا تلظى وبالمعصية عم قوم نوح الغرق وأهلكت عادا الريح العقيم وأخذت ثمود الصيحة.
إنها الحقيقة المرة الصارخة فكلا أخذنا بذنبه تلكم الذنوب وتلكم عواقبها وما هي من الظالمين ببعيد، ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ، وكما هو معلوم أنه ما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة ولهذا عندما استغرب الصحابة هزيمتهم في يوم أحد أنزل الله تعالى قوله: أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم ، أنفسكم هي التي عصت أمر الله وابتعدت عن منهجه فكان جزاؤها العقاب والهزيمة، فمن مقتضى قدرة الله أن تنفذ سنته وأن يحكم ناموسه، وأن تمضي الأمور وفق حكمته وإرادته، وألا تتعطل سننه التي أقام عليها الكون والحياة والأحداث، فالإنسان حين يعرض نفسه لسنة الله لابد أن تنطبق عليه مسلما كان أو مشركا ولن نجد لسنة الله تبديلا ولا تحويلا.
http://www.islamdoor.com/k/5.htm