الهيكل ، لا تضلل العامة بكلامك ، و تأتي بالأدلة مبتورة و ناقصة
التصوف لغةً و هو الزهد في الحياة شيء ، و ما يفعله المتصوفون الآن من مغالاة للرسول صلى الله عليه وسلم و التبرك بأولياء الله الصالحين و تقديسهم والاستغاثة بالاموات و بدعة المولد النبوي التي يقولون بأن روح النبي تأتي إليهم شيء آخر تماماً
فلا تخلط الحابل بالنابل
إليك بعض ما نقلته عن الأخ عبد الله زقيل الكاتب في الساحة موثقاً بالأدلة التي تفضح الصوفيين و بعض المصادر الموثوقة و الفتاوي بشأن الصوفية
**************************************************
دَاعِيَةُ ضَلَالَةٍ فَي قَنَاةٍ فَضَائِيَةٍ
الحمد لله وبعد ؛
قال تعالى : " وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا " [ البقرة : 204] .
قال القرطبي : وَقَالَ قَتَادَة وَمُجَاهِد وَجَمَاعَة مِنْ الْعُلَمَاء : نَزَلَتْ فِي كُلّ مُبْطِن كُفْرًا أَوْ نِفَاقًا أَوْ كَذِبًا أَوْ إِضْرَارًا , وَهُوَ يُظْهِر بِلِسَانِهِ خِلَاف ذَلِكَ , فَهِيَ عَامَّة .ا.هـ.
وعَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ : جَاءَ رَجُلَانِ مِنْ الْمَشْرِقِ فَخَطَبَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ مِنْ الْبَيَانِ لَسِحْرًا .
رواه البخاري (5146) ، ومسلم (869) .
قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن في : فتح المجيد " ( ص 406) : هذا من التشبيه البليغ ، لكون ذلك يعمل عمل السحر ، فيجعل الحق في قالب الباطل ، والبطل في قالب الحق . فيستميل به قلوب الجهال ، حتى يقبلوا البطل وينكروا الحق ، ونسأل الله الثبات والاستقامة على الهدى .ا.هـ.
قال الشاعر :
تقول : هذا مُجاج النحل ، تمدحه **** وإن تشأ قلت : ذا قيء الزنابير مدحا وذما وما جاوزت وصفهما **** والحق قد يعتريه سوء تعبير
بعد هذه المقدمة ، كنت في حوار مع زميل في العمل ، وهو رجل عامي ، وقد سألني عن رجل يدعى على الجفري ، يظهر في إحدى القنوات الفضائية ذكر لي اسمها ونسيتُ ، وأنا ولله الحمد والمنة لا يوجد في بيتي تلفزيون ، وهذا من باب التحدث بنعمة الله علي ، ثم بدأ يصف لي هذا الضال بأوصاف عجيبة ، وأن أسلوبه جميل ومقنع ومؤثر ، وقال أنه من شدة إعجابه به ذهب إلى التسجيلات الإسلامية يسأل عن أشرطته فلم يجد له أي أشرطة ... ولكم التعليق .
وبما أن هذا الضال بدأ يؤثر في عقول الناس بهذه الطريقة ، وجب علينا أهل السنة والجماعة التحذير منه ، وبيان ما عند الرجل من عقيدة فاسدة من الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم .
فماذا فعلنا لبيان خطره ؟
وبما أن الرجل يُلبسُ على العامة من متابعي القنوات الفضائية ، ويزين الباطل ويجعله حقا ، كان لا بد من بيان ما لدى الرجل من غلو في النبي صلى الله عليه وسلم وذلك من خلال تسجيل صوتي له لكي تكون الأمة على حذر منه .
وداعية الضلالة علي الجفري له موقع في الإنترنت ينشر من خلاله أفكاره الضالة ، وانحرافاته المشينة في حق الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولولا خشية عمل الداعية لموقعه لوضعت الرابط .
فمن عنده علم بضلالات الرجل فليطرح ما عنده هنا وجزاه الله خيرا ، ولنحذر الأمة من خطر دعاةٍ على أبواب جهنم ، نسأل الله السلامة والعافية .
المقاطع الصوتية والكلام الذي معها منقولة بتصرف من كلام أبي معاذ السلفي
sasb@ayna.com
1 – استمع إليه وهو يقول أن القاعدة أن الرسول صلى الله عليه وسلم يغيث بروحه من يستغيث به، ويمكن أن يغيث أيضاً بجسده، كما أن بإمكان الرسول صلى الله عليه وسلم أن يغيث بروحه مليون شخص في نفس اللحظة !!
http://www.geocities.com/abdullah_moslm/g1.ra
http://www.geocities.com/abdullah_moslm/g2.ra
2 – استمع له وهو يقول أنه لا يستغرب خروج روح الولي الميت لكي تنفع بإذن الله من يستغيث بها.
http://www.geocities.com/abdullah_moslm/g3.ra
3 – استمع له وهو يقول أن الأساس أن الأولياء الأموات يغيثون بارواحهم من يستغيث بهم، ولا يمنع في اعتقاده أن يخرج جسد من قبره !
http://www.geocities.com/abdullah_moslm/g4.ra
4 – استمع له وهو يصرح بأن هناك من الأولياء من فوضهم الله في إدارة أمور الكون!! وأن عندهم إذن مسبق في التصرف في الكون!! وأنه بإمكانهم بإذن الله الرزق والإحياء والإماتة !!
http://www.geocities.com/abdullah_moslm/g5.ra
5 – استمع له وهو يصرح بأنه يمكن للولي الميت أن يدعو للحي ، وأن كرامات الأولياء لا حد لها إلا في مسألتين، وهما: أن ينزل عليه كتاب من الله. أن يوجد – أي يخلق – الولي طفل من غير أب . وأن مسألة خلق الطفل من غير أب مسألة خلافية بين العلماء – أي الصوفية - . وأن الولي يمكن أن تخرج روحه من الروضة التي يتنعم فيها ليغيث من استغاث به.
http://www.geocities.com/abdullah_moslm/g6.ra
6 – استمع له وهو يصرح أن العلماء عنده اختلفوا في مسألة إمكانية أن يخلق الولي لطفل من غير أب ، وأن السبب الذي جعل من يقول بإمتناع ذلك هو التحرز على الأنساب !! حتى لا تأتي امرأة حامل من الزنى فتدعي أن أحد الأولياء خلق هذا الطفل في بطنها ، وإلا في الأصل هم متفقون على ذلك – أي على إمكانية أن يخلق الولي طفل من غير أب - !!
http://www.geocities.com/abdullah_moslm/g7.ra
7 – استمع له وهو يصرح بإمكانية رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم ولكن بعين البصيرة وأن هناك من الأولياء من يجتمع بالرسول صلى الله عليه وسلم يقظة !
http://www.geocities.com/abdullah_moslm/g9.ra
8 – استمع له وهو يكذب على الشيخ عبد الرحمن دمشقية حفظه الله مؤلف كتاب "الرفاعية" حيث يزعم أن أحد مشايخه ناقش الشيخ دمشقية حول أحمد الرفاعي وذكر له أن الإمام الذهبي أثنى عليه، وأن الشيخ دمشقية كان يجهل هذا الأمر، ولهذا ذمه في كتاب الرفاعية ، مع أن الشيخ عبد الرحمن دمشقية قد ذكر ترجمة أحمد الرفاعي رحمه الله من "سير أعلام النبلاء" للإمام الذهبي رحمه الله وبراءه مما يعتقده فيه أتباعه !
http://www.geocities.com/abdullah_moslm/g10.ra
وفي الختام أقول قد يتعجب البعض من كلام الجفري السابق ولكن لو علم من هم مشايخ الجفري الذين تتلمذ عليهم لزال عنه العجب!
فالجفري قد صرح في بعض اللقاءات الصحفية معه أنه تتلمذ على يد عبد القادر السقاف وهو رجل من كبار الصوفية في هذا العصر، وهو يعيش في جدة ! وكي تعلم مدى ضلال هذا الرجل فاستمع له وهو يستغيث ببعض الأموات الذين قام بزيارتهم في اليمن قبل عدة سنوات :
http://www.geocities.com/abdullah_moslm/g12.ra
ومن مشايخ الجفري الذين صرح بالأخذ عنهم داعية الشرك والخرافة محمد بن علوي المالكي .
وفي الختام لا تنسونا من دعوة صالحة في ظهر الغيب .
المكتبةُ السمعيةُ عن التصوفِ والصوفيةِ
1 - من تخاريفِ الصوفيةِ - محمد جميل غازي .
الوجه الأول :
http://media.islamway.com/lessons/jamelgaz///sufis1.rm
الوجه الثاني :
http://media.islamway.com/lessons/jamelgaz///sufis2.rm
2 - تفاسير الصوفية - عبدالله بدر
http://media.islamway.com/lessons/a...fea/alsUFEa2.rm
3 - الصوفية - عبدالله بدر
http://media.islamway.com/lessons/a...ngtafseer/34.rm
4- التفسير الإشاري الصوفية - عبدالله بدر
http://media.islamway.com/lessons/a...ngtafseer/37.rm
5 - الصوفية وكتاب حقائق التفسير للسولمي - عبدالله بدر
http://media.islamway.com/lessons/a...ngtafseer/38.rm
6 - الصوفية وكتاب تفسير القرآن للتوستري - عبدالله بدر
http://media.islamway.com/lessons/a...ngtafseer/39.rm
7 - الصوفية وكتاب عرائس البيان في حقائق القرآن للشيرازي - عبدالله بدر
http://media.islamway.com/lessons/a...ngtafseer/40.rm
8 - الذكر المبتدع عند الصوفية - محمد ناصر الدين الألباني
http://media.islamway.com/lessons/n...waalbany/057.rm
9 - الصوفية - محمد ناصر الدين الألباني
http://media.islamway.com/lessons/n...waalbany/072.rm
10 - أقسام الصوفية - عمر بن عبدالعزيز
http://media.islamway.com/lessons/a...1-Aqidah/133.rm
11 - عقيدة الصوفية - عمر بن عبدالعزيز
http://media.islamway.com/lessons/a...1-Aqidah/134.rm
12 - فلاسفة الصوفية - عمر بن عبدالعزيز
http://media.islamway.com/lessons/a...1-Aqidah/135.rm
13 - الرد على فلاسفة الصوفية -1- عمر بن عبدالعزيز
http://media.islamway.com/lessons/a...1-Aqidah/141.rm
14 - الولاية عند الصوفية - عمر بن عبدالعزيز
http://media.islamway.com/lessons/a...1-Aqidah/141.rm
15 - كرامات الصوفية - عمر بن عبدالعزيز
http://media.islamway.com/lessons/a...1-Aqidah/143.rm
16 - علاقة الصوفية بالتشيع - إحسان إلهي ظهير
http://media.islamway.com/lessons/i.../014alsofiYa.rm
17 - الإخلاص .. بين الصوفية والسلف - أبو إسحاق الحويني
http://media.islamway.com/lessons/i...ikhlasbetS&S.rm
18 - الصوفية - سفر الحوالي
- الشريط الأول :
ج 1 :
http://media.islamway.com/lessons/s...fiyYa/sof01a.rm
ج 2 :
http://media.islamway.com/lessons/s...fiyYa/sof01b.rm
- الشريط الثاني :
ج 1 :
http://media.islamway.com/lessons/s...fiyYa/sof02a.rm
ج 2 :
http://media.islamway.com/lessons/s...fiyYa/sof02b.rm
- الشريط الثالث :
ج 1 :
http://media.islamway.com/lessons/s...fiyYa/sof03a.rm
ج 2 :
http://media.islamway.com/lessons/s...fiyYa/sof03b.rm
- الشريط الرابع :
ج 1 :
http://media.islamway.com/lessons/s...fiyYa/sof04a.rm
ج 2 :
http://media.islamway.com/lessons/s...fiyYa/sof04b.rm
- الشريط الخامس :
ج 1 :
http://media.islamway.com/lessons/s...fiyYa/sof05a.rm
ج 2 :
http://media.islamway.com/lessons/s...fiyYa/sof05b.rm
19 - هل للطرق الصوفية أصل في الإسلام كالبيومية والرفاعية ؟ وما الواجب علينا تجاههم ؟
المفتي : عبدالعزيز بن باز
http://media.islamway.com/fatawa/binbaz/0237B.rm
20 - مدخل إلى عالم التصوف - عمر بن عبدالعزيز
http://media.islamway.com/lessons/a...1-Aqidah/131.rm
21 - نشأة التصوف - عمر بن عبدالعزيز
http://media.islamway.com/lessons/a...1-Aqidah/132.rm
22 - ما هي وحدة الوجود - عمر بن عبدالعزيز
http://media.islamway.com/lessons/a...1-Aqidah/136.rm
23 - الاتحاد والحلول - عمر بن عبدالعزيز
http://media.islamway.com/lessons/a...1-Aqidah/137.rm
24 - حوار مع صوفي - عبدالرحمن عبدالخالق
http://media.islamway.com/lessons/a...iq///hwrsofy.rm
25 - هذا هو سيدهم البدوي - عبدالله بدر
http://media.islamway.com/lessons/a...sedhmalbasui.rm
بالصورة والصوت ... فيلم يكشف الجفري وابن حفيظ والتوسل بالاموات ..
http://alsaha.fares.net/sahat?128@1...0ye.3@.1dd4867d
موقعٌ يكشفُ حقيقةَ الصوفي المحترقِ بالصوتِ والصورةِ
جزى اللهُ خيراً القائمين عليه خير الجزاءِ
http://www.almijhar.net/index.htm
وقفةٌ مع الحبيبِ الجفري
د . إبراهيم الريس
جاءني أحدُ طلابي بالكليةِ وهو يبدي أن لديه أمراً لكنهُ مترددٌ في ذكرهِ ... باسطتهُ العبارة ، وآنستهُ الحديث ، فاندفع ليطرح هذا التساؤل الصريح ، قال : سمعتُ ورأيتُ لقاءً مع الحبيب علي الجفري في إحدى القنوات . شدني أسلوبهُ وشياكتهُ وبهرني حديثهُ وابتسامتهُ ... وأسرتني عباراتهُ ثم لما أفقتُ قلتُ لنفسي : ما أجمل حديثه ... لكنه غيرُ صحيحٍ . ثم رجعتُ لنفسي : كيف سحرني بيانهُ ولم أتدبر معاني مقاله ... كان يتحدثُ عن مسألةٍ عقديةٍ هي التوسلُ .
ابتسمت في وجهِ أخي الطالبِ وقلتُ لهُ : كم أنت نبه وحاذقٌ فليس عيباً أن تسمع ... ولكن الخطأ أن يُغْفِلَ المرءٌ منا السؤالَ عما يشكلُ عليه ... وطلبتُ منه أن يوافيني بتسجيلٍ لما ذكره ، فجاءني به في لقاءٍ آخر .
وانتهى موقفي وإياهُ على صفاءٍ ووضوحٍ ... وعلى تجليةِ الأمرِ وإزالةِ الشبهةِ - وللهِ الحمدُ من قبلُ ومن بعدُ - .
من مثلِ هذا الموقفِ كانت مؤثراتٌ كثيرةٌ تتابعُ على عقولِ وأفهامِ كثيرٍ من أسرنا ، من شبابنا وفتياتنا أفكارٌ وطروحاتٌ مبهرةٌ ، ولكنها في كثير من الأحيانِ جوفاء ، خاليةٌ من التأصيلِ الشرعي والصفاء الروحي ...
تلكم ضريبةُ التقنية ، وذلك ثمرةُ الخواءِ الفكري لدى أبناءِ الأمةِ ... وهو أيضاً من إفرازاتِ التربيةِ الهزيلةِ في النفوسِ .
نظرتُ فإذا الموضوعُ واسعٌ ، ما بين طروحاتٍ فكريةٍ صُبغت بالصبغةِ الإسلاميةِ والإسلامُ منها براءٌ ، وما بين جرأة على الإفتاءِ والقولِ في دين اللهِ تعالى بلا علمٍ ، وما بين تعدٍّ على الأصولِ والمسلماتِ باسم الدينِ والسماحةِ والتيسيرِ ، وما بين تمييعٍ لقضايا الإسلام لتتواءم مع ما يريدهُ الغربُ الكافرُ والشرقُ المنحلُ .
صاحبُ الوسامةِ والطرحِ المبهرِ - كما وصف طالبي علي الجفري - شابٌ في مقتبلِ العمرِ ، ما كان لي أن أعرض لتقييمهِ ، ولكن أردتُ التنبيهَ على نماذج من هناتهِ ينبغي أن تُحذرَ وأن ينتبه لها :
على الشبكةِ العنكبوتيةِ موقعٌ خاصٌ به ... وسمٌ ناقعٌ في عسل حديثهُ وعذوبة عبارته ... ليس الخطأ في أن يتقنَ الحديثَ ويجيدَ إيصالَ المعرفةِ للمتلقي ، ولكن الأسى من أنّ هذا الطرح السلس يخالفُ نصوصاً صريحةً في ديننا ، ويناقضُ أسساً متينةً في معتقدنا .
إن أولياءَ اللهِ لا خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون ، الذين آمنوا واكنوا يتقون ، أولئك هم أولياءُ اللهِ . ما نرفهم فوق رتبةِ النبوةِ بل ولا ما يوازيها ، ولا نصفهم بما يخالفُ بشريتهم ، ولكن حين تنمق العبارةُ ، ويصاغُ الحديثُ ليقال بأن الولي قد أذن اللهُ لهُ وفوضه في إدارةِ أمورِ الكونِ ، وأن بإمكانهِ الرزق والإحياء والإماتة ، وأن خلقَ طفلٍ من غيرِ أبٍ أمرٌ ممكنٌ على تحرزٍ في القول بهِ ، مع الاتفاقِ على إمكانيتهِ .
حين يقالُ بأن الأولياءَ منهم من يجتمعُ برسولِ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم يقظةً ، حين يقالُ مثلُ ذلك ، يقفُ المرءُ فلا ينبهر بحسنِ العبارةِ ، ولكنه ينتصرُ لدينِ اللهِ عز وجل ، فيقولُ : وأنى لك يا علي أن تقولَ ذلك ، وقد رفعت رتبةَ الولي إلى ما يختصُ به الخالقُ جل جلالهُ .
ليس المقامُ للمناقشةِ والتفصيلِ في ذلك ، ولكن المقام هو : قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ...
إن أفضلَ الخلقِ نبينا محمدٌ صلى اللهُ عليه وسلم ، ومع ذلك يقفُ موقفَ الضراعةِ في مكةَ حين آذتهُ قريشٌ ، وفي بدرٍ حين رأى تكالبَ المشركين لحربهِ ، وفي الأحزابِ يسألُ اللهَ جل وعلا أن ينصرَ دينهُ ، وأن يدفعَ الفتنةَ عن أتباعهِ ، ويناجي خالقهُ سبحانهُ فيقولُ : " اللَّهُمَّ إِنَّك إِنْ تُهْلِك هَذِهِ الْعِصَابَةَ فلن تُعْبَد فِي الْأَرْض " .
أليس صلى اللهُ عليه وسلم أعلى من الأولياء ؟ قلماذا لم يكن له التصرفُ في أمورِ الكونِ ؟ ولماذا لم يقل لأعدائهِ : موتوا ... اجعوا ؟
لِم ضحى بأصحابهِ في معارك وقتال وحروب وغزوات ؟ إن كان له ما لهؤلاءِ الأولياء ؟ ولن يكون الأولياءُ أفضلَ عند اللهِ من أنبيائهِ ورسلهِ .
أيضاً قولهُ : " الولي يمكنهُ أن يخلقَ طفلاً ؟!! هذا من صفاتِ اللهِ جل وعلا ، فاللهُ هو الخالقُ وحدهُ لا شريك لهُ .
واللهُ هو الذي " يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا " .
حقيقةً ... ما أردتُ التفصيلَ في الردِ ، ولكني أقولُ : إن الإسلامَ دينٌ له أصولهُ وقواعدهُ ، دينٌ له أسسٌ واضحةٌ وصريحةٌ ، لا تقبلُ التنازلَ لأهواءٍ ولا المسايرة لقوةٍ ، ولا الاستسلام لوسامةٍ أو جمالِ حديثٍ .
ولهذا فإن أهمَ ما ينبغي أن يؤكدَ عليه في مثلِ هذهِ المسألةِ ، أن يدركَ المسلمُ أنه يقصدُ من وراء السماعِ والتلقي لأمورِ دينهِ عن الناسِ أن يقصدَ الحقَ ومرضاةَ اللهِ تعالى ، ولا يكون القصدُ هو البحث عن الرخصةِ والتنازلِ عن مسلماتٍ من أمرِ دينهِ لأنه سمع من فلانٍ من الناسِ القولَ بذلك ، بل مطلبُ المسلمِ الحقُ حيثُ كان ، حتى يتعبدَ الله َ على صوابٍ ، وحتى لا يكون حاله كحالِ من " ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا " .
المسلمُ يعبدُ الله َ تعالى من واقعِ أصولِ الإسلامِ ، لا من واقعِ من يدَّعي الحديثَ باسمِ الإسلامِ .
إن هنالك وقفات مهمة ينبغي النظرُ فيها والتنبيهُ عليها ، وقفاتٌ نعرف من خلالها دورنا ، والمهام المناطة بنا :
· دورُ الإنسانِ في هذه الحياةِ عبادةُ اللهِ تعالى والمسلمُ يحرصُ على تحقيقِ ذلك وفق شرعِ اللهِ ، ومن أعظمِ الأسسِ التي يقومُ عليها بناءُ هذا الدور النصيحة فالدينُ النصيحةُ ، كذا أجمله النبي صلى اللهُ عليه وسلم ، النصيحةُ ببيانِ الحقِ للناسِ ، وتحذيرهم من طرقِ الضلالِ والغوايةِ .
· دورُ الأمةِ ممثلة في هيئاتها العلميةِ الشرعيةِ أن تضعَ ضوابط وقيود ، تحمي بها حوزةَ الدينِ ولا تكون مستباحةً لكلِ أحدٍ .
· على الجهاتِ الحكوميةِ أن تتبنى مثل ذلك لتوحيدِ صفِ الأمةِ ، ولتحقيقِ العبوديةِ الحقةِ للناسِ ، فيتحققُ من خلال ذلك أن ينصرَ اللهُ الأمةَ ويمكّنَ لها ...
· على وسائلِ الإعلامِ - بفئاتها المختلفةِ - أن تتقي اللهَ فيما تعرضُ ، وأن تحذرَ من أن تسعى لاجتذاب المشاهدين والمتابعين من خلال من يدَّعون العلمَ الشرعي ، فيفتون للناسِ بلا علمٍ ، ويزينون للناسِ أعمالهم وتقصيرهم ، ويجعلون الدينَ مطيةً للمكاسبِ الماديةِ والمغانمِ الدنيويةِ .
أخصُ وسائلَ الإعلامِ ؛ لأنها منبعُ تلك الأصواتِ ، وموردُ تلك الإنحرافاتِ ، ومع الأسف فإنها تبحثُ عمن يلبي احتياجات الناس من التيسيرِ ، دون أن يلبي نداءَ الخالقِ العظيمِ في لزومِ عبادةِ اللهِ تعالى على هدى وعلى صراطٍ مستقيمٍ ، دون اتباعٍ لهوى ولا استجابة لشهوةٍ ، لا مسايرة لواقعٍ ولا انهزامية أمام قوةٍ ضالةٍ ، لا استحياء من بيان وجهِ الحقِ والصوابِ .
· ثم علينا جميعاً أن نسعى لإصلاحِ الأمرِ وإبلاغ النصيحةِ ، وإيضاحِ الحقِ للناسِ .
المصدر : مجلة الأسرة - العدد 126 - رمضان 1424 هـ .