وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أختي الفاضلة \ ليلك الامارات ..
في البداية يطيب لي أن أشكرك كما شكركِ من قبل أخي في الله المجاهد عمر وقد ذكر ( جزاه الله خيرا) هو والأخ عبدو كوفته من المسألة ما أثلج الصدر .
ولكنني أحببت أن أضيف ما وجدته في كتاب أحكام النساء وأتيت بالموضوع نفسه من الكتاب وهو كالتالي :
()الباب الحادي والسبعون
في ذكر ما تصنع به المرأة من قشر الوجه والوشم وغير ذلك
عن كريمة بنت همام (1) قالت : سمعت عائشة رضي الله عنها تقول : " يا معشر النساء ، إياكن وقشر الوجه (2) ، قالت : فسألتها عن الخضاب قالت : لا بأس بالخضاب ولكني أكرهه لأن حبيبي رسول الله ( صلى الله عليه وسلم) كان يكره ريحه"(3) .
وعنها رضي الله عنها أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) لعن الصالقة (4) والحالقة والخارقة(5) والقاشرة(6) .
وعن آمنه بنت عبدالله أنها شهدت عائشة رضي الله عنها قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلعن القاشرة والمقشورة، والواشمة والموشومة، والواصلة والموصولة"(7) .
وعن الحارث عن علي (رضي الله عنه)(8) أنه قال : لعن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الواشمة والمستوشمة وكان ينهى عن النوح (9).
وعن قبيصة بن جابر الأسدي (10) قال: انطلقت مع عجوز من بني أسد إلى ابن مسعود (رضي الله عنه) قال : سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يلعن المتنمصات والمتفلجات والمستوشمات اللائي يغيرن خلق الله" .
وعن علقمة(11) عن عبدالله (رضي الله عنه) قال " لعن الله الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله قال: فبلغ ذلك امرأة في البيت يقال لها يعقوب فجاءت إليه فقالت : بلغني أنت قلت : كيت وكيت فقال مالي لا ألعن من لعن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، وهو في كتاب الله عزوجل فقالت : إني لأقرأ مابين لوحيه فما وجدته فقال : إن كنت قرأتيه فقد وجدتيه أما قرأت (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) سورة الحشر الآيه 7. قالت : بلى . قال : فإن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) نهى عنه قالت : إني لأظن أهلك يفعلون ذلك ، قال اذهبي فانظري فنظرت فلم تر من حاجتها شيئاً ، قال : لو كانت كذلك لم تجامعنا ". (12)
وقال : سمعت من عبدالرحمن بن عابس(13) يحدثه عن أم يعقوب سمعته منها واخترت حديث منصور .
في هذه الأحاديث كلمات غريبة فلنفسرها أما القاشر: فهي التي تقشر وجهها بالدواء ليصفو لونها وأما الصالقة : فهي التي فهي التي ترفع صوتها بالصراخ عند المصايب ، والحالقة : هي التي تحلق شعرها عند النوائب وأما الخارقة فأظنها التي تخرق ثيابها للمصيبة .
أن يحمل ذلك على أحد ثلاثة أشياء: إما أن يكون ذلك قد كان شعار الفاجرات، فيكنَّ المقصودات به، أو يكون مفعولاً للتدليس على الرجل فهذا لا يجوز، أو يكون يتضمن تغيير خلقة الله تعالى، كالوشم الذي يؤذي اليد ويؤلمها، ولا يكاد يستحسن، وربما أثر القشر في الجلد تحسنا في العاجل، ثم يتأذى به الجلد فيما بعد.
وأما الأدوية التي تزيل الكلف، وتحسن الوجه للزوج، فلا أرى بها بأساً .(*)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كريمة بنت همام ، روت عائشة في الخضاب وعنها يحي بن أبي كثير وغيره تهذيب التهذيب 12\448.
(2) قال أبو عبيد بعد أن ذكر الحديث : نراه أراد هذه الغمرة التي تعالج بها النساء وجوههن حتى ينسحق أعلى الجلد ويبدو ما تحته من البشرة ، انظر غريب الحديث لأبي عبيد 3\123.
(3) الحديث أخرجه أبو داود في كتاب : الترجل باب 3 حديث رقم 4146 ، 11\222ورواه أحمد 6\210.
(4) الصالقه: التي ترفع صوتها ، انظر غريب الحديث لأبي عبيد 1\97 – 3\275.
(5) التي تخرق ثيابها .
(6) والحديث في الصحيحين باختلاف يسير في بعض الألفاظ ، انظر : البخاري كتاب الجنائز حديث رقم 1296 ، ج 3 ص165، ومسلم كتاب الإيمان حديث رقم 167ج1 ص100، وقال في النهاية : القاشرة : التي تعالج وجهها أو وجهها أو وجه غيرها بالغمرة ليصفو لونها . والمقشورة التي يفعل بها ذلك ، كأنها تقشر أعلى الجلد ، انظر : النهاية 4\64 وفي القاموس : قشور كصبور : دواء يقشر به الوجه ليصفو ، والمرأة القاشرة: التي تقشر وجهها ليصفو لونها ، ترتيب القاموس المحيط 3\624.
(7) أخرجه أحمد في مسند 6\250.
(8) الحارث بن سويد التميمي أبو عائشة الكوفي . في آخر خلافة عبدالله بن الزبير ، قيل سنة 71 وقيل سنة 72 هـ ، تهذيب التهذيب 2\143.
(9) الحديث في الصحيحين بدون قوله( وكان ينهى عن النوح) ، انظر: فتح الباري 10\380 كتاب اللباس وصحيح مسلم 3\1677.
(10)قبيصة بن جابر بن وهب بن مالك الأسدي أبو العلاء الكوفي ، من فقهاء الكوفة الفصحاء شهد الجمل مع علي توفي سنة 69هـ تهذيب التهذيب 344.
(11)علقمة بن قيس أبو شبيل النخعي الكوفي ، ولد في حياة الرسول (صلى الله عليه وسلم) كان أشبه الناس بابن مسعود مات سنة 61هـ وقيل بعدها ولم يولد له . تهذيب التهذيب 7\276.
(12) ولف مسلم (لم نُجامِعها) أي لم نصاحبها ، ولم نجتمع نحن وهي بل كنا نطلقها ونفارقها ، انظر صحيح مسلم 3\1678كتاب اللباس ، وفتح الباري 10\372 وقال المنذري : رواه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه ، انظر الترغيب والترهيب 3\120.
(13) عبدالرحمن بن عابس النخعي الكوفي، توفي سنة 119هـ . تهذيب التهذيب 6\201.
ْْْْْْْْْ~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
ما حكم تقشير الوجه وهو إزالة الطبقة الخارجية للوجه ؟.
الجواب:
الحمد لله
تشقير الوجه من أنواع العمليات الجراحية التجميلية التي يجريها البعض بقصد التشبيب ، أي : ليزيل آثار الكِبَر والشيخوخة ، وليظهر أكثر شباباً .
وهذا النوع من الجراحة لا يشتمل على دوافع ضرورية ولا تصيب الإنسان مشقة بتركه ، بل غاية ما فيه تغيير خلقة الله تعالى ، والعبث بها حسب أهواء الناس وشهواتهم ، فهو محرم ولا يجوز فعله ، وذلك لما يأتي :
1- قول الله تعالى حكاية عن إبليس لعنه الله : (وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ) النساء/119 .
فدلت الآية الكريمة على أن تغيير خلق الله من جملة المحرمات التي يسول الشيطان فعلها للعصاة من بني آدم.
2- روى البخاري (5931) ومسلم (2125) عن عَبْدُ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قال : لَعَنَ اللَّهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَاتِ وَالْمُتَنَمِّصَاتِ وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ الْمُغَيِّرَاتِ خَلْقَ اللَّهِ تَعَالَى . ثم قال عبد الله : مَالِي لا أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . راجع السؤال (21119).
فلعن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من فعل هذه الأشياء وعلل ذلك بتغيير خلق الله ، وجمع بين تغيير الخلقة وطلب الحسن ، وهذان المعنيان موجودان في عملية تقشير الوجه ، لأنها تغيير للخلقة بقصد زيادة الحسن ، فتعتبر داخلة في هذا الوعيد الشديد -وهو اللعن- ولا يجوز فعلها .
وما يعتذر به البعض ويحاول جاهداً في إيجاد سبب يبيح مثل هذه العمليات ، من أن الشخص يتألم نفسياً، أو لا يستطيع بلوغ أهدافه المنشودة في الدنيا بسبب عدم اكتمال جماله .
فعلاج هذه الأوهام والوساوس إنما هو بغرس الإيمان في القلوب .
وزرع الرضا عن الله فيما قسمه من الجمال والصورة . والمظاهر ليست هي الوسيلة لبلوغ الأهداف والغايات النبيلة .
وإنما يدرك ذلك بتوفيق الله تعالى ثم بالتزام شرعه والتخلق بالآداب الحميدة ومكارم الأخلاق .
انظر كتاب : "أحكام الجراحة الطبية" لفضيلة الشيخ الدكتور محمد المختار الشنقيطي ص (191-198).(*)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(* ) من كتاب أحكام النساء: للإمام أبي الفرج جمال الدين الجوزي ، تحقيق المهندس الشيخ زياد حمدان ، مؤسسة الكتب الثقافية،بيروت، ط1 ، 1988 ، ص158-160.
(*)الإسلام سؤال وجواب
www.islam-qa.com