|
عضو شرف
|
الإمارات - أبوظبي
|
المشاركات: 7,043
|
#1
|
تصوروا أن الناس يسمعون كل صوت منخفض، وكل همسة رقيقة، ودبيب النمل على الصخر، وحديث الإنسان لنفسه، بل وزد على ذلك أن يسمع الناس ما يدور في صدور بعضهم البعض، تصور أنك تسمع ما يدور في صدر وعقل صديقك أو زوجك أو ابنك أو مديرك (في حالة المدير راح تسمع بلاوي ;)) تصور هذا وتخيله بكل قواك العقلية، ثم تخيل أنك أنت الوحيد الذي تملك هذه الخاصية أو المصيبة.
هل ستهنئ بعيشك بين أناس تسمع بعضهم يكيل لك السباب في صدره؟ والبعض الآخر يحتقرك، وآخرين يحقدون عليك، وكل هذا وهم لا يعلمون أنك تعلم! تصور انك تتمشى في مكان عام، وكل ما مر شخص بجانبك سمعت خوطره وأفكاره، فبعض هذه الخواطر سخيفة وبعضها مريعة، وبعضها قذرة، وبعضها تود لو أنك قتلت صاحبها، وبعضها رومانسية وبعضها وردية وأخرى سوداء وأخرى خضراء.... وهكذا!
حسناً، أعتقد أن الحياة بهذه الطريقة تصبح كارثة بل مصيبة، تصور أن الناس كلهم يملكون هذه الخاصية، كيف تكون حياتهم؟ دفتر مكشوف تماماً والكل ينظر إليه، ويعرف ما فيه ويقلب صفحاته كما يشاء، فلا يبقى للإنسان خصوصية خاصة به، فهو مكشوف أمام الجميع.
لذلك، ما كل ما يدور في الصدر يقال أمام الناس، وإلا لقلنا المصائب والبلاوي التي تدور فيها، فوساوس الشيطان تجتمع مع أهواء الإنسان فتحيك في نفسه خواطر وأفكار قد يكون بعضها جيداً والبعض الآخر سيئاً لا يصلح للنشر أمام الناس، فهذه نستعيذ بالله منها ومن الشيطان الرجيم ونصرف أنفسنا عنه.
لذلك شق على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما نزلت الآية "لله ما في السماوات وما في الأرض وأن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله، فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير" وهم الصحابة، أطهر وأتقى المؤمنين بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكيف بنا نحن؟
لذلك، كلمة أوجهها لمن يعي: باختصار! ما كل ما يخطر في البال..... يقال!
[COLOR=red] ســـوالف الأصــــدقـاء[/COLOR]
|
|
30-09-2001 , 03:17 AM
|
|