العودة سوالف للجميع > سوالف المميزة > إبــــــــداعـــــــــــــات > ( تعالوا .. نتعــلم .. كيف نحب .. ! )
 
صفحة 2 من 2 < 1 2
بو عبدالرحمن بو عبدالرحمن غير متصل    
مبدع متميز  
المشاركات: 5,287
#26  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
-
الأخت الفاضلة / سعودية
................... رعاك الله وحماك من كل شر

انشرح صدري بما قرأت الآن ..
وابتهجت أن تكون المعاني قد أصبحت مفهومة
جزاك الله خير الجزاء ..
غايتي أن ينتفع من يقرأ هذه الموضوعات
ولذا أحرص أن أنتقي و|دقق فيما أنتقي ..
وأحاول أن أبسط المعاني قد الطاقة ..
وعلى كل حال ..
كنت أعد أن اكتب توضيحا طويلا لتتضح المعاني السابقة
أعد ذلك وأنا في غاية الحرج
لأني خشيت أن أزيد الطين بلة ..
على كل حال .. كفاني الله مؤونة هذه المشقة
كفاك الله ما أهمك من أمر دينك ودنياك
ويبقى أن انبهك إلى شيء
أن تلك المعاني لم أوردها بأسلوبي الذي عرفتموه مني
تلك الكلمات كانت بأسلوب الشيخ رحمه الله
وإنما تدخلت في ترقيق عبارات الشيخ لعلي أبسطها وأوضحها ..
على كل حال ..
بارك الله لك .. وبارك فيك .. وفي أهلك ..
ونفعنا الله بك ، وبدعواتك ..

بو عبدالرحمن غير متصل قديم 30-10-2001 , 04:29 PM
بو عبدالرحمن بو عبدالرحمن غير متصل    
مبدع متميز  
المشاركات: 5,287
#27  
هذا الفصل هو أهم الفصول … وهو بيت القصيد وحجر الزاوية ..
هذا الفصل هو أهم الفصول … وهو بيت القصيد وحجر الزاوية ..
لأنه سيضعك على المحك تماما ..
وسيضع بين يديك أمورا يمكنك أن تزن نفسك على ضوئها ..
هل أنت جاد في طلب تحصيل محبة الله جل جلاله .. فهذا هو الطريق إذن ..
وعلى ضوء ذلك تحرك وامض في هذا الطريق السالك نحو الفردوس ..
بل نحو جنة معجلة في دنياك ، قبل جنة الآخرة .. وباله التوفيق
فاقرأ متأملا .. ثم حاسب نفسك على ضوء ما تقرأ ..
= =
فصل
في الأسباب الجالبة للمحبة والموجبة لها وهي عشرة
أحدها : قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه وما أريد ..
كتدبر الكتاب الذي يصل إلى إنسان من مسئوله في العمل ،
فهو يقرأه بعناية وتركيز ، ليتفهم مراد صاحبه منه ، وينفذ منه ما يريده منه ..

الثاني : التقرب إلى الله بالنوافل ( بعد الفرائض ) ..
فيقبل عليها في همة .. فإنها توصله إلى درجة المحبوبية بعد المحبة ..
ففي الحديث : ولا يزال عبد يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ….الخ

الثالث : دوام ذكره على كل حال باللسان والقلب والعمل والحال
فنصيبه من المحبة على قدر نصيبه من هذا الذكر ..
فمن أحب شيئاً أكثر من ذكره ، وانشغل قلبه به ..

الرابع : إيثار محابه على محابك عند غلبات الهوى ..
والتسنم إلى محابه وإن صعب المرتقى ..
فحين تواجه الإنسان مواقف فيها فتنة هوى ، عليه أن يتذكر جيدا :
أن علامة محبة الله أن يغالب هواه من أجل الله .. ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيراً منه ..


الخامس : مطالعة القلب لأسمائه وصفاته ومشاهدتها ومعرفتها ..
وتقلبه في رياض هذه المعرفة ومباديها ..
فمن عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله أحبه لا محالة ..

السادس : مشاهدة بره وإحسانه وآلائه ونعمه الباطنة والظاهرة ،
فإنها بالضرورة داعية إلى محبته ..
فقد جبلت القلوب على حب من أحسن إليها .. وهذا شيء مشاهد .

السابع : وهو من أعجبها .. انكسار القلب بكليته بين يدي الله تعالى ..
وليس في التعبير عن هذا المعنى غير الأسماء والعبارات
فيبقى القلب في حالة انكسار بين يدي الله بشكل دائم ،
مستشعرا الفقر بين يديه ، وشدة الحاجة إليه ، وعدم الاستغناء عنه طرفة عين ،
فما من خير هو فيه ، أو يأتيه أو يتوقعه فإن الله هو الموفق له ، والميسر له ،
ولولا الله سبحانه ما كان شيء من هذا ..
قيل لبعضهم : أيسجد القلب ؟ قال : سجدة لا يقوم منها أبدا .!!

الثامن : الخلوة به وقت النزول الإلهي لمناجاته وتلاوة كلامه
والوقوف بالقلب والتأدب بأدب العبودية بين يديه ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة .
والمراد : الحرص على التهجد والناس نيام ..
حين يخلو كل حبيب بحبيبه ، وتكون ساعتها صافا قدميك بين يدي مولاك تتلذذ بمناجاته والشكوى إليه ..
ولقد قيل : إذا أردت أن تكلم الله فادخل في الصلاة ..
وإذا أردت أن يكلمك الله ، فاقرأ القرآن .. وصلاة الليل تجمع الأمرين ..

التاسع : مجالسة المحبين الصادقين والتقاط أطايب ثمرات كلامهم كما ينتقى أطايب الثمر ..
ولا تتكلم إلا إذا ترجحت مصلحة الكلام وعلمت أن فيه مزيدا لحالك ومنفعة لغيرك

العاشر : مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل ..
فلا يصح أن تملأ قلبك بالأكدار وأنت تنتظر الأنوار !! هذا لا يكون ..
ولا يجتمع في قلب إنسان حب الغناء _ مثلا _ وحب الرحمن _ على الوجه الذي يريد .
وعلى هذا قس ..
فمن هذه الأسباب العشرة وصل المحبون إلى منازل المحبة ودخلوا على الحبيب ..
وملاك ذلك كله أمران :
1 ) استعاد الروح لهذا الشأن .. 2 ) وانفتاح عين البصيرة
وبالله التوفيق

= = = =

بو عبدالرحمن غير متصل قديم 31-10-2001 , 06:27 AM
بو عبدالرحمن بو عبدالرحمن غير متصل    
مبدع متميز  
المشاركات: 5,287
#28  
وهذا فصل هام وكبير .. ويحتاج إلى مزيد عناية واهتمام
-
والآن خذ ورقة وقلماً وسجل هذه الأوصاف واجعلها نصب عينيك
تأملها طويلا ، وفتش عنها في نفسك ..
وتحل بما ينبغي لك أن تتحلى به منها
وتخلّ عما يجب عليك أن تتخلى عنه منها ..
هذه نصوص من كلام ربنا جل جلاله .. يذكر لنا صفات يحبها
وعلينا أن نجاهد أنفسنا من أجل التحلي بها
وصفات أخرى في المقابل لا يحبها ، ولا يحب لنا أن نتصف بها
فلينظر كل امرئ منا أين هو من هذه وتلك
= = =
( الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ
وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ
وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )
(وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ )
( وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ )
( وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )
( فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ )
وخلاصة الآيات المتقدمة :
كن محسنا .. صابراً .. متوكلاً .. وسيحبك جل في علاه
وفي المقابل : لا تكن ظالما لنفسك أو للناس .. وسيحبك أيضا
فهنا إذن صفات إيجاب .. عليك أن تتحلى بها
وهناك صفات سلب عليك أن تجاهد نفسك للتخلص منها .
وهكذا .. وعلى ضوء هذا قس الآيات الآتية وتدبرها

( إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً )
( إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ مَنْ كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً )
( لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعاً عَلِيماً )

( فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )

( سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ .. أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ ..
فَإِنْ جَاءُوكَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ أَوْ أَعْرِضْ عَنْهُمْ وَإِنْ تُعْرِضْ عَنْهُمْ فَلَنْ يَضُرُّوكَ شَيْئاً ..
وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ )

( وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ )
( وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ )

( وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )

( كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلا تُسْرِفُوا
إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ )
( يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ..
وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا..
إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ )
)ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ )

( إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ )
( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ )

( فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ )
( لا جَرَمَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ..
إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ )

( إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ )
( إِذْ قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ *
وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا
وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ
إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ )

( لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ )
( وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ ..
وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً ..
إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ . )

( وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)
( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ )

( لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ)
( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ )

( قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ ..
وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا .
أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ..
فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ..
وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ )

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ ..
فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ..
أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ ..
يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ..
ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )

ولا زالت الرحلة المشرقة تتواصل .. وبالله التوفيق ومنه الهداية
نسأله جل جلاله بأسمائه الحسنى أن يملأ قلوبنا بشوارق محبته
حتى نتذوق بقلوبنا حلاوة الأنس به ، ولذة الإقبال عليه ..
= =
= =

بو عبدالرحمن غير متصل قديم 31-10-2001 , 04:38 PM
aziz2000 aziz2000 غير متصل    
عضو شرف السعودية  
المشاركات: 8,153
#29  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماشاء الله تبارك الله

جزاك الله خير أخي ابوعبدالرحمن

تعجز كلماتي عن الرد فمن الأفضل أن أقرأ وأدعو لكاتب تلك الحروف

أسأل الله أن يريك جزاء تلك الكلمات نورا وخير يوم الدين

aziz2000 غير متصل قديم 31-10-2001 , 05:11 PM
بو عبدالرحمن بو عبدالرحمن غير متصل    
مبدع متميز  
المشاركات: 5,287
#30  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
-
أخي الحبيب / عزيز
............ رحم الله والديك ورفع قدرك

شكر الله لك هذه المتابعة .التي اسأل الله أن تكون سببا في زيادة تنوير قلبك نور على نور ..
حتى تجد أصداء هذا الإشراق فيضا على محياك الطيب ..
أخي الكريم ..
أسأل الله أن يعينني حتى أضم في هذا الموضوع
كل ما تيعلق بهذه القضية ( محبة الله ) علاماتها .. ثمراتها .. الطريق إليها ..
نثرا ، وشعرا .. شواهد ، ونصوص .. وما شابه ذلك ..
بحيث يصبح هذا الموضوع مرجعا لمن شاء الكتابة أو الحديث في هذه القضية ..
أسأل الله بكرمه أن يعينني على ما نويت أن أمضي فيه ..

فإن نجحت في خطتي هذه ، فالشكر لله وحده هو الموفق والمعين
وإن كانت الأخرى فإني استغفر الله . وحسبي أنني اجتهدت

جزاك الله خير الجزاء .. ولا تنسني من دعائك الطيب يا أخي .
=

بو عبدالرحمن غير متصل قديم 01-11-2001 , 10:33 AM
بو عبدالرحمن بو عبدالرحمن غير متصل    
مبدع متميز  
المشاركات: 5,287
#31  
ونواصل الرحلة المباركة ..لعل الله يكرمنا ..
-
قبل أن نمضي في رحلتنا ونتابع محطاتها الرائعة ..
أحببت هاهنا أن نقف متدبرين مع آية واحدة من الآيات التي مرت بنا ..
نعرضها كنموذج نسير على ضوئها ونحن نتدبر بقية تلك الآيات .

لعلنا من خلال التدبر لها يكرمنا الله بالتحلي بمعانيها .. فتشرق قلوبنا .
تعالوا نعيش لحظات مباركة معطرة مع آية من كتاب ربنا جل في علاه :
= =

قال الله تعالى :
( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً
يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ..
وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ …
وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ ..
أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ) .. ..(البقرة:165)

الشاهد :
قوله تعالى ( وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبّاً لِلَّهِ …)

اشد حبا لله من محبة أهل الأهواء لأهوائهم ..
وعلى ضوء هذا . تعالوا نقيس حرارة حبنا لله جل جلاله .
أخاف أن يكتشف أكثرنا أنه صاحب دعاوى ليس إلا ..!!!
بدليل أننا نرى أصحاب الأهواء يضحون من أجل أهوائهم بأوقاتهم وأموالهم
ولا يبالون بسخرية الساخرين منهم ، ولا يكترثون بلومة لائم
بل هم يبكون إن نأت أهواؤهم شوقا إليها !!
ويبكون أن دنت خوف الفراق _ خوف فقدانها _ !!

والخلاصة المفيدة : أن كل صاحب هوى تجده متعلقا بما يهوى ويستعذب العذاب من أجله ..ويستعذب البذل في سبيله .. ويستعذب التعب من أجله !!
فهل محبتنا لله جل ربنا وتعالى وتقدس ،
هل محبتنا لله ربنا تصل بنا إلى هذه الحرارة التي تجعلنا في حالة قلق طلبا لرضا الله !؟
الآية الكريمة تؤكد أن الذين آمنوا ( اشد حباً ) لله …
ونحن نرى أحوالنا بأن محبتنا لله لا تصل إلى نصف محبة أهل الأهواء لأهوائهم !!

وهذه دعوة للمراجعة ، وكشف الحساب ، لوضع النقاط فوق حروفها ..
حتى لا نبقى نعيش على الوهم ونحن نظن أننا نسير على الجادة ..!!
نسأل الله أن يغفر لنا ، ويتجاوز عنا ، ويرحمنا
ويرزقنا حبه ، وحب من يحبه ، وحب ما يقرب إلى حبه ..
اللهم آمين ..وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

بو عبدالرحمن غير متصل قديم 02-11-2001 , 04:41 PM
بو عبدالرحمن بو عبدالرحمن غير متصل    
مبدع متميز  
المشاركات: 5,287
#32  
عدت إليكم وعذري معي .. !!
-
اعلموا رعاكم الله .. أن قضية محبة الله عز وجل أهم قضية على الإطلاق
لأنها لو استقرت فعلا في قلب إنسان قلبته ولابد ..
أعني أنها ستنقله من وضع إلى وضع أروع وأرفع وأعلى وأجل ..
ولقد قالوا وصدقوا :
( من حصّـل المحبّــه …... ما فـاتتــهُ ولا حبّـــه !! )
بمعنى :
أنه تلقائيا سيتحقق بكل مقامات الإيمان الراقية ..
من توبة .. وإخلاص .. وصدق .. وتقوى .. وإحسان .. ويقين . وزهد .. توكل .. الخ
لأن من طبيعة الحب أن يدفع صاحبه إلى طلب المعالي دائماً ..
ومن أجل تحصيل رضا الحبيب تجد المحب لا يشعر بألم التعب ..!

ومن هنا .... آثرت أن أدندن حول هذه القضية حتى لو لم يتابعني أحد ..
حسبي أني أذكر نفسي وأذكر أخوتي وأخواتي .. لعل وعسى ..
لعل وعسى أن يمن علينا ربنا فيكرمنا ويقذف في قلوبنا فيضا من أنوار محبته سبحانه …
فنذوق حلاوة الأنس به ، ولذة الإقبال عليه ..

يبقى علينا أن نلح بالدعاء بشكل دائم بلا كلل ولا ملل أن يكرمنا الله بتحصيل أنوار محبته جل في علاه ..

ولقد تأخرت هذه المرة ..
وذلك لأني أبحرت في كتب الحديث أبحث عن الصفات التي يحبها الله .. والصفات التي يكرهها ..
فرأيت ثم رأيت حشدا هائلا من الأحاديث ..
وظللت في حيرة من أمري ماذا آخذ وماذا أدع ..
ثم استعنت بالله واخترت هذه القطوف من حديقة السنة النبوية
وعلى كل منا أن يقرأها متأملا فيها .. ويحاسب نفسه على ضوئها ..
فإن رأى في نفسه خيرا فليحمد الله وليحرص على الاستزادة ..
وإلا فليبادر إلى باب التوبة ويقرعه بقوة ، وبحرقة وفي ندم .. لعل الله يرحم برحمته :
وإليكم ما اخترته لكم من باقات مختارة معطرة من روضة يانعة دانية القطوف :
= = = = = ( في مكان التعقيب القادم وبالله التوفيق ) = = =

بو عبدالرحمن غير متصل قديم 07-11-2001 , 07:14 PM
المبتسم المبتسم غير متصل    
نائب المشرف العام الظهران  
المشاركات: 18,614
#33  

هلا والله بوعبدالرحمن
صراحه يعجز اللسان عن الوصف...
اسلوب رائع وسرد متميز..
صراحه ما احوجنا في هذه الايام بالذات
الي الاقتراب من الله عز وجل...
فمن لنا غيره في هذا الزمن:(...
صراحه اعجبني هذا المقطع من حديثك..



فإذا هبت نسائم تلك النار وتعطرت بها روحك ..
فقد انفتح لك باب تلج به إلى ملكوت الله
لترى أنك قد ولدت من جديد ..
أشبه بمن كان حبيس سجن ضيق مظلم نتن
ثم أطلق سراحه فتنفس الصعداء .. !!
كذلك الإنسان إذا بقي أسير الهوى ، فإنما هو حبيس سجن ضيق مظلم
ولا يطلقه من هذا السجن إلا أن تتولد في قلبه شوارق محبة الله تعالى


واعتقد انه خلاصه الموضوع ولبه....
في النهايه لايسعني الا ان اشكرك مره اخري اخي العزيز
وتحياتي لك.
اخوك...
لوبيز..

المبتسم غير متصل قديم 07-11-2001 , 08:10 PM
بو عبدالرحمن بو عبدالرحمن غير متصل    
مبدع متميز  
المشاركات: 5,287
#34  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
-
أخي العزيز / لوبيز
............. رعاك الله ورفع قدرك في الدارين

حياك الله وبياك وجعل الجنة مأواك
من غير سابقة عذاب ولا مناقشة حساب
اللهم آمين .

ما أسعدني بتشريفك لي .. وتعطير هذه الصفحات بعذب كلماتك
فبارك الله فيك أيها االفاضل ..
اسعدتني اسعد الله قلبك ..
ولقد أحسنت اختيار الفقرة .. مما يدل على دقة في متابعة ما تقرأ
يحفظك المولى ويرعاك ..
لا يسعني إلا أن أدعو الله لك أن يبارك فيك ، ويجعلك مباركا حيثما كنت
تقبل تحياتي العطرة .. وخالص دعواتي ..
ولا تنسني يا أخي من دعائك الطيب ..
= = =

بو عبدالرحمن غير متصل قديم 07-11-2001 , 08:53 PM
بو عبدالرحمن بو عبدالرحمن غير متصل    
مبدع متميز  
المشاركات: 5,287
#35  
في رحاب السنة النبوية المطهرة ___ 1 ___
-
والآن : خذ بيدك قلما وورقة وابدأ تسجيل كل صفة يحبها الله تعالى
واحرص على العمل بها والمحافظة عليها ..

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ثلاث من كن فيه وجد طعم الإيمان __ وفي رواية : حلاوة الإيمان __
من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما .
وأن يحب المرء لا يحبه إلا الله ..
وأن يلقى في النار أحب إليه من أن يرجع في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه
تعليق :
( هذا حديث جليل علينا أن نعيد قراءته مرات كثيرة حتى تترسخ معانيه في قلوبنا..
ونسأل أنفسنا كثيرا : هل حقا أن الله ورسوله أحب إلينا من أنفسنا ومن كل شيء ؟؟
فلماذا إذن لا نبادر إلى الالتزام بما يوصيان به ولو شق على نفوسنا !!
أما دعوى اللسان ، فما أسهلها .. وهل على الكلام جمارك ..!!؟ :)

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إن الله جل وعلا يقول : من عادى لي وليا فقد آذاني ..
وما تقرب إلي عبدي بشيء .. أحب إلي مما افترضت عليه ..
وما يزال يتقرب إلي أحبه فإذا أحببته كنت يسمع به يبصر به .
ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ..
فإن سألني عبدي أعطيته ، وإن استعاذني أعذته ، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأكره مساءته.)

تعليق :
هذا حديث عظيم جليل ينبغي أن نتدراسه كثيراً لما فيه من معاني جليلة ..
منها : أن الفرائض والمبادرة إليها هي الأحب إلى الله تعالى
ولنعلم : ان ترك الحرام فريضة ، وليست نافلة ..!
كل صورة من صور الحرام ، فتركه فريضة .. فإذا وقعت فيه ..
فلتبادر بالتوبة ، والندم ، والعزم على أن لا تقع ، ومجاهدة النفس .. وأقبل على طاعات تكسبك حسنات ..
فإن وقعت كرة أخرى ، فلا تياس .. وعد إليه سبحانه ليعود إليك بكل خير ..
المهم : أن تبقى مشمرا في مجاهدة نفسك على ترك الحرام ..
فإذا تعثرت فافزع إلى الصلاة والطاعات والندم والبكاء … وليبق هذا ديدنك حتى يمن الله عليك بكرمه .. المهم أن تجاهد نفسك من ناحية .. وأن لا تياس من ناحية ..
ومن الفرائض : أن تلتزم المسلمة حجابها إن كانت حقا تحرص على تحصيل محبة الله لها ..
فالحجاب فريضة وليست نافلة من النوافل ..

وقال صلى الله عليه وسلم :
إن الله عز وجل حيي ستير .. يحب الحياء والستر ..
تعليق عابر :
( أرجو أن تتأمل هذه المعاني كل أخت لا تلتزم الحجاب ، فإن وراءها ما وراءها )

وقال صلى الله عليه وسلم :
…. من عادى لله وليا فقد بارز الله بالمحاربة ..
إن الله يحب الأبرار الأتقياء الأخفياء الذين إذا غابوا لم يفتقدوا وإن حضروا لم يدعوا ولم يعرفوا..
قلوبهم مصابيح الهدى يخرجون من كل غبراء مظلمة.
تعليق هام :
( هذا حديث جليل ندعو كل من أطلق لسانه في العلماء أن يتدبره طويلا ..
فما يدريك أن هذا العالم الذي تهاجمه وتأكل لحمه ..
ما يدريك لعله ولي لله ، فتكون قد بارزت الله بالمحاربة من حيث لا تشعر ..
وأرجو أن تسأل نفسك كثيرا : هل شرط الولي أن لا يُخطئ !!!
وقال صلى الله عليه وسلم :
……. إن الله لا يحب الفحش ولا التفحش
( ما أكثر الذين تغدو مجالسهم أكثرها فحش وتفحش …!!! ويحسبون أنهم لا يفعلون شيئا يعرضهم لغضب الجبار ؟؟!

و قال عليه الصلاة والسلام :
إن أحبكم إلى الله وأقربكم مني أحاسنكم أخلاقا ..
وإن أبغضكم إلى الله وأبعدكم مني الثرثارون المتفيهقون المتشدقون

عن معاذ بن جبل قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم :
أي الأعمال أحب إلى الله ؟ قال : أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله

و قال صلى الله عليه وسلم :
…… أوتروا فإن الله وتر يحب الوتر

و قال عليه الصلاة والسلام :
إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي عليه مالا يعطي على العنف

وقال صلى الله عليه وسلم :
إن الله يحب عبده المؤمن الفقير المتعفف أبا العيال

وقال صلى الله عليه وسلم :
إن الله طيب يحب الطيب .. نظيف يحب النظافة
كريم جواد يحب الجود فنظفوا أراه قال أفنيتكم ولا تشبهوا باليهود

وقال عليه الصلاة والسلام :
إن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده

وقال صلى الله عليه وسلم :
سلوا الله من فضله فإن الله عز وجل يحب أن يسأل وأفضل العبادة انتظار الفرج

عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ان لله آهلين من الناس . قيل : من رسول الله ؟ قال : أهل القرآن .
( كان عبد الله بن مسعود _ يقول : ان هذا القرآن مأدبة الله فمن دخل فيه فهو أمن
وكان رضي اله عنه يقول أيضا : من أحب القرآن فليبشر ..
وكان بعض الصحابة يقول : لو صفت القلوب لما شبعت من كلام الله )

وقال صلى الله عليه وسلم :
إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه .

عن أبى هريرة قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل مضطجع على بطنه فغمزه برجله وقال : ضجعة لا يحبها الله .

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
إذا أحب الله العبد نادى جبريل إن الله يحب فلانا فأحببه ..
فيحبه جبريل . فينادي جبريل في أهل السماء :
إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض

وقال عليه الصلاة والسلام :
إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي
- - -
نتابع الرحلة مع قطوف أخرى من حديقة السنة المطهرة ..
نستعرض فيها صفات أخرى .. لعل الله يكرمنا بالتحلي بها ...
= =

بو عبدالرحمن غير متصل قديم 07-11-2001 , 09:50 PM
بو عبدالرحمن بو عبدالرحمن غير متصل    
مبدع متميز  
المشاركات: 5,287
#36  
في رحاب السنة النبوية المطهرة ___ 2 ___
-
وهذه هي الباقة الثانية من بستان السنة النبوية ..
نتأمل فيها طائفة من الصفات التي يحبها الله عز وجل :
= = =
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ان الله رفيق يحب الرفق ، ويعطى على الرفق ما لا يعطى على العنف .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
ان الله عز وجل يحب العبد التقى الغنى الخفي .

عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم :
استحيوا من الله عز وجل حق الحياء .
قالوا : يا رسول الله انا نستحي والحمد لله .
قال : ليس ذلك ولكن من استحى من الله حق الحياء :
فليحفظ الرأس وما حوى .. وليحفظ البطن وما وعى ..
وليذكر الموت والبلى ..
ومن أراد ترك الآخرة ترك زينة الدنيا ..
فمن فعل ذلك فقد استحيا من الله عز وجل حق الحياء.
( قالوا : المحبة الصادقة تولد الحياء ..
فهل نجد حقيقة الحياء كما عبر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم ..؟ )

وقال صلى الله عليه وسلم :
إن الله عز وجل يعطي الدنيا من يحب ، ومن لا يحب ..
ولا يعطي الدين إلا لمن أحب …

عن زيد رفعه إلى أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
ثلاثة يحبهم الله وثلاثة يبغضهم الله ..
أما الثلاثة الذين يحبهم الله عز وجل :
فرجل أتى قوما فسألهم بالله ولم يسألهم بقرابة بينهم فمنعوه فتخلف رجل باعقابهم فأعطاه سرا لا يعلم بعطيته الا الله والذي أعطاه ..
وقوم ساروا إذا كان النوم أحب إليهم مما يعدل به نزلوا فوضعوا رؤوسهم فقام يتملقني ويتلو آياتي ..
ورجل كان في سرية فلقوا العدو فهزموا ، فأقبل يقاتل …..

عن الحسن قال كان الأسود بن سريع رجلا شاعرا ..
فقال : يا نبي الله ألا أسمعك محامد حمدت بها ربي ؟
قال : أما إن ربك يحب الحمد أو ما شيء أحب إليه الحمد من الله عز وجل .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إن الله يحب معالي الأمور وأشرافها ويكره سفسافها .
( وما أكثر ما ننشغل بسفاسف الأمور ، ونظن أننا لم نفعل شيئا ذا بال !!! )

و قال صلى الله عليه وسلم :
اتق الله ولا تحقرن من المعروف أو الخير شيئا ..
وإياك وإسبال الإزار فإنه من المخيلة وإن الله عز وجل لا يحب المختال .

قال :
_ إن الله عز وجل محسن يحب الإحسان .
_ إن الله جميل يحب الجمال ..

وقال صلى الله عليه وسلم :
من أحب أن يعلم أنه يحب الله ورسوله ..
فلينظر فإن كان يحب القرآن فهو يحب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
سلوا الله من فضله فإن الله عز وجل يحب أن يسأل …
وقال عليه الصلاة والسلام :
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت ..
إن الله يحب الحيي الحليم العفيف المتعفف ويبغض الفاحش البذيء ..

وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
إذا رأيت الله يعطي العبد ما يحب وهو مقيم على معاصيه .
فإنما ذلك له منه استدراج ..ثم تلا الآية :
( فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون.. ) …

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه ، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه .
فقالت عائشة : إنا نكره الموت فذاك كراهيتنا لقاء الله ؟؟
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
لا ولكن المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه أحب لقاء الله وأحب الله لقاءه
وان الكافر إذا بشر بعذاب الله وسخطه كره لقاء الله وكره الله لقاءه .

وقال عليه الصلاة والسلام :
المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير ..
احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز ..
فإن أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل
فإن لو تفتح عمل الشيطان .

وقال صلى الله عليه وسلم :
أحب الصيام إلى الله صيام داود : كان يصوم نصف الدهر ..
وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود كان يرقد شطر الليل ثم يقوم ثم يرقد آخره ثم يقوم ثلث الليل بعد شطره .

قال النبي صلى الله عليه وسلم :
كلمتان حبيبتان إلى الرحمن .. خفيفتان على اللسان .
ثقيلتان في الميزان : سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم .
( عمل قليل وأجر كبير عظيم .. ولكن أكثر الناس غافلون )

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
أن رجلا زار أخا له في قرية أخرى .. فأرصد الله له على مدرجته ملكا ..
فلما أتى عليه قال : أين تريد ؟ قال : أريد أخا لي القرية .
فقال له : هل له عليك من نعمة تربها ؟
قال : لا . غير أني أحبه في الله.
قال : فإني رسول الله إليك إن الله جل وعلا قد أحبك كما أحببته فيه.

( وأنا أقول : بأني أحبكم في الله ومن أجل الله ..
نسأل الله بكرمه أن يرزقنا حبه وحب من يحبه وحب كل عمل يقربنا إلى حبه )

= =
ولا يزال للحديث ذيول وفضول لأنه ذو شجون ..‍!!:)

بو عبدالرحمن غير متصل قديم 08-11-2001 , 12:14 PM
بو عبدالرحمن بو عبدالرحمن غير متصل    
مبدع متميز  
المشاركات: 5,287
#37  
نقلة إلى زهور أخرى شذية معطرة ..
-
كان الأصل أن نواصل تقديم مختارات من حديقة السنة النبوية
في هذا المجال ..
لكنا نكتفي بالحلقتين السابقتين على أن نورد حلقتين أخريين في الموقع …
أما الآن …
لننتقل إلى لون آخر لعل الله يحرك به قلوبنا فيغمرها ويعمرها بمحبته ..
( يغمرها _ بحرف الغين _ ويعمرها _ بالعين __ والفرق بينهما كبير !!)
لقد ذكرنا في حلقة سابقة :
أن من الأسباب الجالبة للمحبة عشرة أسباب من بينها :
تلاوة القرآن الكريم ..

نحاول اليوم هنا أن نقدم نموذجا على كيف أن القرآن الكريم
يقود إلى محبة الله تعالى ، ويغذي القلب الواعي بنور محبة الله جل في علاه ..
فلنتأمل هذه السطور التي تختصر موضوعا كبيرا كهذا :
**
فائدة جليلة جدا :
أيها الحبيب .. تأمل خطاب القرآن الكريم جيدا بكلية قلبك :
تجد ملكا عظيما له الملك كله .. وله الحمد كله .. أزمة الأمور كلها بيده ..
ومصدرها منه ، ومردها إليه ..
مستويا على سرير ملكه لا تخفى عليه خافية في أقطار مملكته ..
عالما بما في نفوس عبيده __ أسرارهم وعلانيتهم __
منفردا بتدبير المملكة كلها .. لا يند عنه شيء ، ولا يغيب عنه شيء ..
يسمع ويرى .. ويعطي ويمنع .. ويثيب ويعاقب ..
ويكرم ويهين .. ويخلق ويرزق .. ويميت ويحيي ..
ويعلي ويخفض .. ويعز ويذل .. ويكافئ ويعاقب ..
و يقضي ويدبر .. الأمور نازلة من عنده دقيقها وجليلها ..كثيرها وقليلها..
وصاعدة إليه ، لا تتحرك ذرة في هذا الكون كله إلا بإذنه ..
ولا تسقط ورقة الا بعلمه ..
وتأمل أيضا كيف تجده :
يثني ويمجد نفسه ويحمد نفسه ، ويدعو إلى حمده..
وينصح عباده ويدلهم على ما فيه سعادتهم وفلاحهم وخيرهم ونجاتهم ..
ويرغبهم فيه ، ويحذرهم مما فيه هلاكهم ..
ويتعرف إليهم بأسمائه الحسنى وصفاته العليا ..
ويتحبب إليهم بنعمه وآلائه ، ويعدد نماذج منها أعطاهم إياها من غير سؤال ..
فيذكرهم بنعمه عليهم ، ليعلموا أنها لا يستغنون عنه طرفة عين ..
ويأمرهم بما يستوجبون به تمامها ..
ويحذرهم من نقمه ، ويذكرهم بما أعد لهم من الكرامة إن أطاعوه ..
وما أعد لهم من العقوبة إن هم عصوه ..
ويخبرهم بصنعه في أوليائه من ألوان الكرامة والتقريب والنصر
وبصنعه بأعدائه من ألوان المكر بهم والكيد لهم والتنكيل بهم ..
وكيف كانت عاقبة هؤلاء وهؤلاء ..
ويثني على أوليائه بصالح أعمالهم وأحسن أوصافهم ..
ويذم أعداءه بسيئ أعمالهم وقبيح صفاتهم ..
ويضرب الأمثال ، وينوع الأدلة والبراهين ، ويقص القصص ..
ويجيب عن شبه أعدائه أحسن الأجوبة وأمتعها ....
ويصدق الصادق ، ويكذب الكاذب ، ويقول الحق ويهدي السبيل ..
ويدعو الى دار السلام ويذكر أوصافها وحسنها ونعيمها ليهيج القلوب إليها ..
ويحذر من دار البوار ، ويذكر عذابها وقبحها وآلامها ، لينفر منها ..
ويذكر عباده فقرهم إليه ، ، وشدة حاجتهم إليه من كل وجه ..
وانهم لا غنى لهم عنه طرفة عين .. ويذكر غناه عنهم وعن جميع الموجودات ..
وانه الغنى بنفسه عن كل ما سواه ، وكل ما سواه فقير إليه بنفسه ..
وانه لا ينال أحد ذرة من الخبر فما فوقها الا بفضله ورحمته ..
ولا ذرة من الشر فما فوقها الا بعدله وحكمته ..
ويشهد أيضا من خطابه :
عتابه لأحبابه الطف عتاب ، وانه مع ذلك مقيل عثراتهم وغافر زلاتهم ،
ومقيم أعذارهم ، ومصلح فسادهم ، والدافع عنهم والمحامي عنهم ،
والناصر لهم والكفيل بمصالحهم ، والمنجي لهم من كل كرب ،
والموفي لهم بوعده ، وانه وليهم الذي لا ولى لهم سواه ، فهو مولاهم الحق فنعم المولى ونعم النصير ..
فإذا شهدت القلوب من القرآن الكريم :
ملكا عظيما رحيما جوادا جميلا هذا شانه ، وهذه عجائبه ..
فكيف لا تحبه ؟؟ وكيف لا تنافس في القرب منه وتنفق أنفاسها في التودد إليه ..؟؟
وكيف لا يكون أحب إليها من كل ما سواه ، ورضاه آثر عندها من رضا كل ما سواه .؟؟
وكيف لا تلهج بذكره ليل نهار .. ويصير حبه والشوق إليه والأنس به :
هو غذائها وقوتها ودواؤها .. ان فقدت ذلك فسدت وهلكت ولم تنتفع بحياتها ابدا.؟!

سبحان الله … ثم سبحان الله ..!!
ولو أنا ذهبنا لنذكر الشواهد من القرآن على هذه المعاني كلها لطال الموضوع وامتد..
والحقيقة أن القرآن كله هو شواهد على هذه المعاني
فعد إليه وتأمله وتدبره وابحث عن هذه المعاني ثم انظر أثرها في قلبك ..
والله الهادي إلى سواء السبيل ..
= =
ولا تزال رحلة النور متواصلة الأنفاس ...!
وما توفيقي إلا بالله ..
= =

بو عبدالرحمن غير متصل قديم 09-11-2001 , 06:36 PM
بو عبدالرحمن بو عبدالرحمن غير متصل    
مبدع متميز  
المشاركات: 5,287
#38  
في واحــة الشـــعر نتفيأ
-
إن من الشعر لحكمة ..
ورب أبيات قليلة تفيض على القلب بركة ونوراً ..
حيث لا تزال تشد هذا القلب شدا محكما إلى الله تعالى
وأحسب أنه هذه الأبيات منها
وسنلاحظ أنها تناولت المعاني التي وردت في الفقرة السابقة

فتأمل هذه المعاني _ بارك الله فيك _
وعش في أجوائها، وحرك بها قلبك لعل وعسى ..

للخـلقِ حُــراسٌ وجنـدُ **** واللــهُ _ فـوق الخلقِ _ فـــردُ

فــــــــردٌ بكـــلِ صفـــــاته ِ **** ولــــهُ صفــــاتٌ لا تُحــــــدُ

لا شيء يُـعجـــزهُ ، ولا **** ممـــا قضــــاهُ اللــهُ بــدُّ

ما احتـــــاجَ في يــوم ســوا **** ه ، ومــالـهُ زوجٌ وولـــدُ

والكــلُ محتــــاجٌ إليـــــــــ **** ـــــهِ ، وليــسَ للحــاجاتِ حــدُّ

والكـــلُ يســألـهُ الغنــى **** هيهـــات ، ســــائـلــــــــــه يُــــــــردُ

يُعــطي بــلا مـــــنٍ ، ولا **** شُــــكرٍ _ لمـا نـالــوا _ وحمــــدُ

ويظــن مـــن مــــلكَ القــليــلَ *** بأنـــهُ للـــــــــه …...نـــــــدّ...!!

فتراهُ يظلمُ ، أو يجــــا *** هــر في الذنــوبِ ويســتبدُ

متنـاسياً مــا قـــد مضــى *** متجـاهــلاً مـا قـــد يجــــــــدُ

كـم قد طــوى هـذا الثرى *** أُمــماً وخلقــــاً لا تُعـــــــــــدُ

لــم يحمــهم حــرسٌ ، ولــم *** ينـفعهمـو جــاهٌ ومجـــــــدُ

سـادوا ، وشـادوا ، واستـبا *** حـوا ، واطمـأنوا ، ثم ردوا

فالحــكمُ كل الحكـم للــر *** حمــــــن .. ليـس لــه مـــــردُ

ولــه البقــاءُ ، وكلهــم *** يفــنى ، ويفنــى ما أعــــــدوا

حــسبي سمــواً في حــيا *** تـي ـ أنــي للــــــــه عبــــــــــــــــدُ
- - -- - - - -- -
- - - - - - - - -- - -
من روائع منقولي
للشاعر المبدع : مصطفى عكرمة

بو عبدالرحمن غير متصل قديم 11-11-2001 , 04:34 PM
بو عبدالرحمن بو عبدالرحمن غير متصل    
مبدع متميز  
المشاركات: 5,287
#39  
ولا نزال نتفيأ في ظلال الشعر الذي يهز القلب
-
تأمل هذه الكلمات ، وعش مع هذه المعاني ، لعلك تجد صداها في قلبك :

ربّ ما أحلاكَ لفظاً في فمي
................ رائق الجرسِ شفيف النغمِ

سرهُ يجري حياة في دمي
................ وشذا في البرعمِ المبتسمِ

وابتهالاً في وميضِ الأنجـمِ
…………..………. ربّ كم أسبغتني من نِعَـمِ
…… دونها الشعر وجهد القلمِ


أنت فوق القولِ مهما فصحا
……….………. أنت فوق العقلِ مهما رجحا

حول سر الكونِ كم فكرٍ صحا
………….………. ناشطاً خطّ فروضاً ومحا

برّحَ الجهدُ بهِ ما برحا
………………. همةُ الباحثِ في شمسِ الضحا
………. همةٌ أعجز من أن تفصحا


أنت للعينِ ضياءٌ وسنا
…………….……… أنت للقلبِ رجاءٌ ومنى

أنت للأشجارِ ظلٌ وجنى
………………….. أنت للمحرومِ جاهٌ وغنى

أنت في الكونِ هنا أو هاهنا
…………….……… أنت ما زلت خفياً بيّنا
…….….أنت لولا أنت ما كنتُ أنا


كل من في حاشد الكونِ سلكْ
…………………... من أناسي وجنٍ ومَـلكْ

والدراريّ على صدرِ الفلكْ
............... ما حوى النور وما أخفى الحَـلكْ
......من يرُمْ غيركَ يا ربّ هـلكْ
---------

من روائع منقولي
- - - - -- -
سبحانه جل شأنه ، وتعالى جده ،
وتبارك في علاه كيف لا تمتلئ القلوب بمحبته ..؟!
هو معنا بعلمه وعنايته وحفظه .. جل في علاه ..
نسأله أن يكرمنا بأن يغمر قلوبنا بمحبته سبحانه

بو عبدالرحمن غير متصل قديم 12-11-2001 , 06:37 AM
بو عبدالرحمن بو عبدالرحمن غير متصل    
مبدع متميز  
المشاركات: 5,287
#40  
باقة جديدة من حديقة الشعر المتألق
-
في علامات المحبة وردت هذه الأبيات :

لا تُخدعنّ فللحبيب دلائل ** ولديه من تحفِ الحبيبِ وسائلُ
منها : تنعمه بمر بلائهِ ** وسروره في كل ما هو فاعلُ
ومن الدلائل : أن تَرى من عزمهِ ** طوع الحبيب وإن ألح العاذلُ
ومن الدلائل : أن يُرى متبسماً ** والقلبُ فيه من الحبيب بلابلُ
ومن الدلائل : أن يرى متفهماً ** لكلام من يحظى لديه السائلُ
ومن الدلائل : أن يرى متقشفاً ** متحفظاً من كل ما هو قائلُ

وأضاف آخر فقال :
ومن الدلائل : أن تراه مشمراً ** في خرقتين على شطوط الساحلِ
ومن الدلائل : حزنُهُ ونحيبهُ ** جوفُ الظلام فما له من عاذلِ
ومن الدلائل : أن تراه مسافراً ** نحو الجهاد وكل فعل فاضلِ
ومن الدلائل : زهده فيما يرى ** من دار ذل والنعيم الزائلِ
ومن الدلائل : أن تراه باكياً ** أن قد رآه على قبيح فعائلِ
ومن الدلائل : أن تراه مسلماً ** كل الأمور إلى المليك العادلِ
ومن الدلائل : أن تراه راضياً ** بمليكه في كل حكم نازلِ
ومن الدلائل : ضحكُهُ بين الورى ** والقلبُ محزونٌ كقلب الثاكلِ

وقالوا : من ثمارهم تعرفونهم ..
والشجرة إنما تعرف بثمارها ..
وما في قلبك إنما يكشفه ما يظهر على جوراحك ..
فاللسان ترجمان لهذا القلب .. والعين رائدة له .. واليد جندي بين يديه .. والفكر وزير له .. فالقلب هو الملك ..
وكل إناء بما فيه ينضح ..
فتفقد علامات محبة الله جل جلاله على سلوكياتك وأقوالك
فإن رأيت خيرا فاحمد الله كثيرا .. وإن كانت الأخرى فشمر للتحلى بما يزيدك قربا من ربك .
وبالله وحده التوفيق .

بو عبدالرحمن غير متصل قديم 15-11-2001 , 02:15 PM
بو عبدالرحمن بو عبدالرحمن غير متصل    
مبدع متميز  
المشاركات: 5,287
#41  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
-
عدنا والعود أجمل ..!!
ما أحلى وأحب واشهى الحديث عن الله تعالى
والحديث عن الحبيب حبيب لا محالة ..
وما أمتع وأروع أن نواصل هذه الرحلة . لعل وعسى ..
- - --
اعلم أن كل عضو من أعضاء البدن خلق لفعل خاص به ..
وإنما مرضه أن يتعذر عليه فعله الذي خلق له حتى لا يصدر منه أصلاً .
أو يصدر منه مع نوع من الاضطراب.

ففي كل عضو فائدة
فائدة القلب الحكمة والمعرفة..
وخاصية النفس التي للآدمي ما يتميز بها عن البهائم :
فإنه لم يتميز عنها بالقوة على الأكل والوقاع والإبصار أو غيرها..
بل بمعرفة الأشياء على ما هي عليه.
وأصل الأشياء وموجدها ومخترعها هو الله عز وجل الذي جعلها أشياء.
فلو عرف كل شيء ولم يعرف الله عز وجل فكأنه لم يعرف شيئاً.

وعلامة المعرفة : المحبة ..
فمن عرف الله تعالى : أحبه ولا بد .
وعلامة المحبة : أن لا يؤثر عليه الدنيا ولا غيرها من المحبوبات
كما قال الله تعالى
)قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ
وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا
أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ
فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ )

فمن عنده شيء أحب إليه من الله فقلبه مريض
كما أن كل معدة صار الطين أحب إليها من الخبز والماء
فهي مريضة لا محالة ..
وبهذا يعرف أن القلوب كلها مريضة إلا ما شاء الله
إلا أن من الأمراض ما لا يعرفها صاحبها
ومرض القلب مما لا يعرفه صاحبه فلذلك يغفل عنه أكثر الخلق ..
ومن عرفه صعب عليه الصبر على مرارة دوائه فإن دواءه مخالفة الشهوات
ومخالفة الشهوات أشبه بنزع الروح.

ومن وجد من نفسه قوة الصبر عليه ..لم يجد طبيباً حاذقاً يعالجه ..
فإن الأطباء لهذا المرض العضال : هم العلماء وقد استولى على كثير منهم المرض نفسه!!
فالطبيب المريض قلما يلتفت إلى علاجه فلهذا صار الداء عضالاً والمرض مزمناً ..
وأقبل الخلق على حب الدنيا ، يكرعون من شهواتها
ومنهم من أقبل على أعمال ظاهرها عبادات ، وقد انقلبت في الحقيقة إلى مجرد عادات !!

وأما علامات عود القلوب إلى الصحة : فهو أن ينظر في العلة التي يعالجها
فإن كان يعالج داء البخل فعلاجه : ببذل المال وإنفاقه ،
ولكنه قد يبذل المال إلى حد يصير به مبذراً فيكون التبذير أيضاً داء
بل المطلوب الاعتدال بين الحرارة والبرودة..
وعلى هذا قس بقية أمراض القلب ..

واستعن بالله ولا تعجز .. وكن على ثقة ويقين من قول الحق :
( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ )
ورحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة ..
لتصقل قلبك ليكون في المحل الأقرب من الله سبحانه
عليك أن تعزم وتشمر ولا تيأس ..
وشيئا فشيئا ، ورويدا رويدا تجد إشراقة محبة الله تتولد في نفسك
حتى تعم هذا القلب كله .. وبالله التوفيق ..

بو عبدالرحمن غير متصل قديم 26-11-2001 , 07:41 AM
 
صفحة 2 من 2 < 1 2


[عرض نسخة للطّباعة عرض نسخة للطّباعة | ارسل هذه الصفحة لصديق ارسل هذه الصفحة لصديق]

الانتقال السريع
   قوانين المشاركة :
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة لا بإمكانك إضافة مرفقات لا بإمكانك تعديل مشاركاتك
كود في بي vB غير متاح الإبتسامات غير متاح كود [IMG] غير متاح كود HTML غير متاح



لمراسلتنا - شبكة سوالف - الأرشيف

Powered by: vBulletin
Copyright © Jelsoft Enterprises Limited 2000.