العودة سوالف للجميع > سـوالـف الجمـيــــــــع > ســـوالف الأصــدقـاء العامـــة > الاعتدال أو الوسطية بين سوء الفهم وسوء القصد
المشاركة في الموضوع
محب المكارم محب المكارم غير متصل    
عضو نشيط  
المشاركات: 140
#1  
الاعتدال أو الوسطية بين سوء الفهم وسوء القصد
الاعتدال أو الوسطية بين سوء الفهم وسوء القصد موضوع مهم ومن قضايا العصر الساخة والمجني عليها والتي لوث مفهومها الغزو الفكري .

ومفهوم الاعتدال والوسطية من الالفاظ التي بينها تداخل وتقارب في المعنى ولن نفرق بينهما في هذا النقاش.

وأحب أن اطرح بين يدي الأعضاء الكرام هذا الموضوع ليتحفونا بالفوائد ويجعلوا الحكمة لنا أشهى من الموائد.

وقبل ذلك لعلكم تتكرمون فتأذنوا بحديث مختصر بين يدي الموضوع عن أمور منها:

معنى الوسطية

والوسطية في اللغة مأخوذة من مادة ( وسط) :

وومعنى الوسطية في اللغة :

العدل. وأعدل الشئ، وأوسطه، ووسطه. معان متقاربة. (معجم مقاييس اللغة لابن فارس).

والوسطية في الشرع معناها :

الخيار والأفضل والعدل . وقد تأتي بمعنى الخيرية.



المراد بسوء القصد:

أما المقصود بسوء القصد في استخدام كلمة (الوسطية أو الاعتدال) فهو الاستخدام الذي يروج له أعداء الإسلام وأذنابهم من نشر الانحلال والفسق باسم الوسطية والاعتدال وتقديم الانحراف للمسلمين مغلفا بتلك الكليمات الجميلة حتى يقبل وينتشر.

فكل من تنكر لدينه وهويته فهو عند أعداء الإسلام معتدل.

ومن الطريف: أن أمريكا وصفت حكومة تركيا (العلمانية) ( بالحكومة الاسلامية المعتدلة....... وأنها مثال للاعتدال في العالم الاسلامي) فغضبت تركيا وكادت تقيم الدينا انكارا لهذا الوصف.. وشددت وأكدت على أنها حكومة علمانية وليست إسلامية.!!!!


المراد بسوء الفهم :

وأما المراد بسوء الفهم : فهو فهم بعض المسلمين الذين يتلقون معلوماتهم عن طريق الكثير من القنوات الفضائية والجرائد السيارة الغير موثوق بدينها وأمانتها .

فيفهمون الوسطية والاعتدال على غير معناها الصحيح ومع الوقت يصبح الحق عندهم باطلا والباطل حقا وذلك بسبب سوء الفهم والخلل في معرفة مصدر التلقي الذي أكرمنا الله به وهو الوحي. (كتاب الله وسنة رسوله).

مصدر الحكم على أي شئ بالوسطية أو الاعتدال:

المصدر هو الوحي : والوحي هو القرآن والسنة على فهم الصحابة والتابعون لهم بإحسان.



اقسام الناس في الدعوة لمنهج الوسطية وموقف المسلم من ذلك:

1- من يدعون إلى الباطل تحت شعار الوسطية والاعتدال بسوء قصد منهم. فهولاء أعداء يحاربون بفضح باطلهم ورده عليهم.


2- الذين يدعون إلى الوسطية والاعتدال وعندهم سوء فهم لمعناها الصحيح . فهولاء جهال يُحَذرون (بفتح الحاء) ويُحْذرون (بسكون الحاء) . والمعنى نبين لهم خطأهم ونحذر من التأثر بجهلهم.



3- الذين يدعون إلى الوسطية والاعتدال بعلم وفقه صحيح وعلى منهج مستقيم ومرجعهم في ذلك الوحي لا السفارات ودوائر المخابرات ولا أفكارالقنوات وأعمدة الصحف والمجلات.
فهؤلاء الواجب على المسلم اتباعهم لا من أجلهم بل من أجل الحق الذي يدعون إليه وسبيل النجاة الذي سلكوه وبينوه.



وقفة تأمل:

قال الإمام القرطبي رحمه الله تعالى : (قال علماؤنا : العدالة هي الاعتدال في الأحوال الدينية وذلك يتم بأن يكون مجتنبا للكبائر محافظا على مروءته وعلى ترك الصغائر ظاهر الأمانة غير مغفل وقيل صفاء السريرة واستقامة السيرة في ظن المعدل والمعنى متقارب). تفسير القرطبي ج3/ص396

محب المكارم غير متصل قديم 15-12-2008 , 10:20 PM    الرد مع إقتباس
محب المكارم محب المكارم غير متصل    
عضو نشيط  
المشاركات: 140
#2  



إن القياس المعتبر في فهم الوسطية هو الشرع المطهر من كتاب وسنة، وليس ما تعارف عليه الناس من مداهنة وتنازل وتساهل.
فحقيقة الوسطية هي الإستقامة على منهج الله، والإستقامة على منهج الله هي عين الوسطية وجوهرها الأصيل.

فكل أمر فيه غلو أو تفريط فهو خروج عن الوسطية.
والأشد من ذلك: كل أمر اتصف بالتفريط أو الجفاء أو الانحلال فإنه يخالف الوسطية بقدر اتصافه بأي من هذه الاوصاف يكون بعده عن الوسطية. وإن سمي زور وكذبا بالوسطية أو الإعتدال.
والأخطر على المسلمين في هذا العصر هو التفريط وليس الإفراط أو الغلو، لأسباب منها:
1- النفس غالبا تميل للتفريط دون الافراط أو الغلو والتشدد، فهي تفضل الراحة والكسل وتكثر من التسويف وتحب الشهوة .. الخ.
2- أن أهل الغلو أو الإفراط قليلون في المسلمين بعكس أهل التفريط.
3- تأثر المسلمين بأهل الغلو أو الإفراط ضعيف بعكس التأثربأهل التفريط.
4- أهل الغلو أو الإفراط لا يملكون تلك الوسائل المؤثرة لنشر منهجهم، بعكس أهل التفريط فمنهم من يملك السلطة في بعض بلاد المسلمين أو الجهات ومنهم من يملك وسائل الإعلام ( من قنوات فضائية وجرائد ..... الخ) ومنهم من له نفوذ كبير في مؤسسات التعليم من جامعات ومراكز البحث العلمي والمدارس ...الخ.
5- أهم هذه الأسباب: أن العالم كله – إلا من رحم الله وقليل ماهم - يدعم ويناصر أهل التفريط والانحلال والفساد دون أهل الغلو فهم محاربون.
ويخفى دور امريكا في نشر الفساد ومناصرة أهله تحت شعار العدل والوسطية والحرية والتقدم ...الخ ... الشعارات الخادعة الكاذبة، التي انفتن بها كثيرا من الناس.

لذلك علينا – إن أردنا النجاة والسلامة - أن نحذر من أهل الإفراط أو الغلو مرة. ونحذر من أهل التفريط أو الفساد والمعاصي تسع مرات.

محب المكارم غير متصل قديم 20-12-2008 , 07:27 PM    الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


[عرض نسخة للطّباعة عرض نسخة للطّباعة | ارسل هذه الصفحة لصديق ارسل هذه الصفحة لصديق]

الانتقال السريع
   قوانين المشاركة :
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة لا بإمكانك إضافة مرفقات لا بإمكانك تعديل مشاركاتك
كود في بي vB متاح الإبتسامات متاح كود [IMG] متاح كود HTML متاح



لمراسلتنا - شبكة سوالف - الأرشيف

Powered by: vBulletin
Copyright © Jelsoft Enterprises Limited 2000.