الحمد لله معز من أطاعه ووالاه والحمد لله مذل من عصاه .وبعد :
لقد رد المدعو / الأربعاء رداً جعلنا ارتجف رعباً و أتصبب عرقاً من هول المفاجأة .. يا للهول وجدوا دليلاً على صحة دعواهم
ولكن فرحه الأربعاء ومن معه لم تتم لأني سارد عليهم رداً يخسر ألسنتهم ؟؟
وردي وبالله التوفيق :
أن الحديث المذكور روي من طريق عباد بن يعقوب وليس عبادة بن يعقوب ،ونقل الأربعاء الحديث عن ابن حجر في (تهذيب التهذيب) وعندما رجعت لتهذيب التهذيب وجدت أن الأربعاء اخذ ما يعجبه وترك ما لا يعجبه وهذا يدل على خيانته في النقل فقد قال ابن حجر- رحمه الله - في ترجمه عباد بن يعقوب (تهذيب التهذيب 3 / 70) طبع دار المعرفة :
(( قال الحاكم : كان ابن خزيمة يقول :حدثنا الثقة في روايته المتهم في دينه عباد بن يعقوب .
وقال أبو حاتم :شيخ ثقة ، وقال ابن عدي : سمعت عبدان يذكر عن أبي بكر بن أبى شيبة أو هناد بن السري أنهما أو أحدهما فسقه ونسبه إلى انه يشتم السلف ، قال ابن عدي : وعباد فيه غلو في التشيع وروى أحاديث أنكرت عليه في الفضائل والمثالب ، وقال صالح بن محمد : كان يشتم عثمان ، قال : وسمعته يقول : الله أعدل من أن يدخل طلحة و الزبير الجنة لأنهما بايعا علياً ثم قاتلاه ، وقال القاسم بن زكرياء المطرز : وردت على الكوفة فكتبت عن شيوخها كلهم غير عباد بن يعقوب فلما فرغت دخلت عليه وكان يمتحن من يسمع منه فقال لي : من حفر البحر ؟ فقلت : الله خلق البحر .
قال : هو كذلك ولكن من حفره ؟ قلت : يذكر الشيخ قال: علي ، ثم قال من أجراه ؟ قلت : الله مجري الأنهار ومنبع والعيون ؟قال : هو كذلك ولكن من أجراه ؟ قلت : أجراه الحسين ، قال : وكان مكفوفاً ورأيت عنده سيفاً معلقاً وجحفة فقلت : لمن هذا ، قال : أعددته لأقاتل به مع المهدي ، قال : فلما فرغت من سماع ما أردت وعزمت على السفر دخلت عليه فسألني : من حفر البحر ؟ فقلت : حفره معاوية وأجراه عمرو بن العاص ، ثم وثبت فجعل يصيح أدركوا الفاسق عدو الله فاقتلوه ….. قلت ( أي ابن حجر ) : ذكر الخطيب أن ابن خزيمة ترك الرواية عنه آخراً ، وقال إبراهيم بن أبى بكر ابن أبى شيبة : لولا رجلان من الشيعة ماصح لهم حديث عباد بن يعقوب وإبراهيم بن ميمون بن محمد .
وقال الدارقطني : شيعي صدوق ، وقال ابن حبان : كان رافضياً داعية ومع ذلك يروي المناكير فاستحق الترك )).
فهل هذا رجل يقبل حديثة ؟؟ انه لشيء عجيب والعجيب إصرار الأربعاء على التمويه والجدال واخذ ما أعجبه وترك
ما لا يعجبه مع انهما من مصدر واحد وفي سياق واحد ؟؟
قال شيخ الإسلام ابن تيميه – رحمه الله – في كتابه الرائع منهاج السنة النبوية ( 4 / 379 - 380) :
(( أما ما ذكره من أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن معاوية وأمر بقتله إذا رؤى على المنبر فهذا الحديث ليس في شيء من كتب الإسلام التي يرجع إليها في علم النقل وهو عند أهل المعرفة بالحديث كذب موضوع مختلق على النبي صلى الله عليه وسلم )).
قال ابن الجوزي في كتابه الموضوعات ( 2 / 24 ) :
(( إن هذا الحديث يروى من حديث ابن مسعود وأبي سعيد والحسن مرسلاً ..( ثم تكلم على طرق الحديث الثلاثة (2/24-26) ) ثم قال : هذا حديث موضوع لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أما حديث ابن مسعود ففيه رجلان متهمان بوضعه أحدهما عباد بن يعقوب وكان غالياً في التشيع ……( ثم تكلم عن باقي الطرق واثبت ضعفها ) )).
و أريد أيضاً أن اشكر الأربعاء على معلومته الجديدة أن أي حديث صححه الذهبي فهو أعلى درجات الاعتبار عند أهل السنة والجماعة ونسي أن صحيح البخاري ومسلم اصح الكتب بعد كتاب الله وبعد ذلك تأتى الكتب الستة ؟؟
ونقل هذا العاقل الحديث من ميزان الاعتدال وكما فعل في كلام ابن حجر فعل هنا في كلام الذهبي فقد بتر الكلام وكتب ما يريد وترك مالا يريد ؟؟
وهذا كلام الذهبي في ميزان الاعتدال عن عباد بن يعقوب ( 3 / 92-94 ):
(( من غلاة الشيعة ورءوس البدع لكنه صادق الحديث …… ( ثم نقل بعض أقوال علماء الحديث عنه ولم اذكره خشية الإطالة و لأنه سبق أن ذكرته في كلام ابن حجر )… ثم قال : قال صالح بن جزرة : كان عبادابن يعقوب يشتم عثمان .))
قال ابن حجر الهيتمي في كتابه ( تطهير الجنان واللسان عن الخطور والتقوة بثلب سيدنا معاوية بن ابي سفيان ) (38):
(( الثاني : زعم بعض الملحدة الكذبة الجهلة الأغبياء الأشقياء إخوان الضلالة والعناد والبهتان أن النبي صلى الله عليه
وسلم : ( إذا رأيتم معاوية في منبري فاقتلوه ) وأن الذهبي صحح هذا الحديث وليس الأمر زعم .بل ضل وافترى ،
ولم يصححه الذهبي ، إنما ذكره في تاريخه ثم بين أنه كذب موضوع لا اصل له )).
وللعلم أن كتاب ( ميزان الاعتدال ) من كتب الرجال وليس من كتب الحديث .
وهكذا تبين من مات غيظاً ومن توقفت حماقته …
هذا دليلكم الباطل وهذا ردنا المفحم فهل لكم من دليل صحيح أم أنكم تستدلون بما وافق الهوى وخبث ..
أقول للأربعاء الاعتراف بالحق فضيلة والاعتراف بالخطأ فضيلة ..
ودليلك الذي ذكرت لم يكن المطلوب حيث كان المطلوب دليل يثبت سب معاوية لعلي – رضي الله عنهما – وذكرت دليلاً في ذم معاوية ولكن تم تفنيد إجابتك وبيان الحديث وكلام أهل العلم ..
والأحمق من استمر على الخطأ وهو يعرف الحق
واشكر الأخ / ألب ارسلان على ردة فجزاه الله خيراً ..