جزاك الله خيرا أخي أبو عبدالرحمن على تعقيبك الطيب الحقيقة أنني لم أصل إلى ما وصلت إليه لأني لم أتمم الموضع قراءة فسبق لي أن قرأت مثله كثير ، ولعل الله أكرمني بأن لا أقرأه كاملا حتى لا أنفعل
الأخت بنت الماضي عديء من روعك قليلا
غالب علماء الأزهر الشريف هم من علماء الأشاعرة ، يجب أن نستوعب مذهب الأشاعرة كما استوعبه شيخ الإسلام ابن تيمية والذي قاتل تحت قيادة أمير أشعري وهو محمد ابن قالون وذلك لضرب الحشاشين.
يجب أن نكون منصفين في رؤيتنا للأشاعرة ، لقد صور لنا الكثير من طلبة العلم ومن قبلهم بعض العلماء أن الأشاعرة طائفة من الزنادقة أو الفسقة الصوفية أو ما شابه ، وهذه الطامة جعلت الواحد منا يقفز من مكانه حينما يقال "فلان أشعري".
مثلا الإمام أبي بكر الجرجاني ، هذا الإمام الفذ قال فيه الإمام الذهبي صاحب كتاب سير أعلام النبلاء (كان شافعيا عالما أشعريا ذا نسك ودين)
الأمام الجهبذ ابن عساكر كان من الأشاعرة كذلك الإمام الهروي حسب علمي ، وكذلك الجويني الذي قال فيه الذهبي (الإمام الكبير ، شيخ الشافعية ، أمام الحرمين) وكذلك الإمام صاحب التصانيف الضخمة الكثيرة ، الخطيب البغدادي ، أبوكر الباقلاني ، الإمام الغزالي.
كذلك الإمام النووي والإمام ابن حجر حسب ما علمت أن منهجهم في الصفات هو منهج الأشاعرة (التأويل).
رحمهم الله جميعا وتجاوزع عنا وعنهم.
إن مجرد إطلاق صفحة الأشعري على عالم معين لا تأخذ على عواهنها حتى يتم التحذير منه ، مثل ما قام بعض النوكة بحماقة عجيبة ، ألا وهي حرق كتاب الإمام النووي (شرح صحيح مسلم) وحرق كتاب الإمام ابن حجر (فتح الباري).
اعتقد أن منهج الأشاعرة ليس هو منهج السلف ، فقد جنحوا في عدة مسائل ، إلا أننا يجب أن نقرأ كتب العلماء لا ننتظر من بعض من تجرأ على العلماء ووضع أئمة الأمة وأعلامها في خانة "المجروحين" أن يفتوا لنا في علماء الأمة.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه (العقيدة الواسطية):
(فإن مذهب الأشعرية لا يشتمل على إنكار الاستواء، بل على تأويله تأويلا سائغا في مناهج المفسرين)
سامح الله بعض علماء هذا العصر لما صنف الأشاعرة من ضمن (المعطلة) بحجة أنهم يؤولون الصفات ، وفرق بين التأويل والتعطيل لأن المبدأ القائم عليه (التعطيل) مبدأ كفري وهو نفي أن لله صفات وهو رأي المعتزلة ، بينما التأويل ليس إنكارا للصفة ولكنه جنوح لغير الحق قصد منه المتأولين تنزيه المولى عز وجل فوقعوا في الخطأ.
يجب أن يكون لدينا إنصاف
وجاء القشيري وكذلك الفخر الرازي ليحرفان الأشعرية بشكل أشد لتبتعد أكثر عن منهج السلف.
كون عالم من العلماء أشعريا لا يعني أن العقيدة والفقه والدين لا يؤخذ منه ، بل يؤخذ منه الدين ، باستثناء جانب العقيدة فإنه ينبغي أن يترك رأيهم في موضوع القدر وموضوع التأويل.