العودة سوالف للجميع > سـوالـف الجمـيــــــــع > سـوالــف إســلامــيـة > رأي الألباني في إمام الأشاعرة في عصره...محمد متولي الشعراوي !
المشاركة في الموضوع
صفحة 1 من 3 1 2 3 >
المجاهد عمر المجاهد عمر غير متصل    
مبدع جزيرة العرب  
المشاركات: 2,821
#1  
رأي الألباني في إمام الأشاعرة في عصره...محمد متولي الشعراوي !
سئل فضيلة العلامة وأسد السنة ، محدث العصر الشيخ : محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - أن هناك من يحب الاستماع إلى الشيخ الشعراوي ، والشيخ الشعراوي يخرج كثيراً على التلفاز ، نريد نقداً أو بعض المآخذ لو تفضلتم بعرض المآخذ على الشيخ الشعراوي .

فأجاب :-

الذي نحن نعرفه عنه أنه خلفي أشعري ...أنا أقول بارك الله فيك ، فأفترض أنك أحد رجلين ، إما أن تكون ذاك الرجل الذي كما يقولون الآن في العصر الحاضر عندك خلفية علمية في العقائد السلفية ، فحينئذٍ عندما تكون هكذا وعندك علم بما صح وبما لم يصح من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا استمعت لمثل هذا الإنسان تستفيد كالمثال الذي ضربته فيما يتعلق بالصلاة ، فكلامه أخاذ ، جذاب وهذا الذي يجعل عامة الناس يلتفون حوله إذا جلس في محاضرة أو ما شابه ذلك ، ثم ينشر ذلك في التلفاز ، أما أن كنت الرجل الآخر الذي ليس لديه الخلفية العلمية والبصيرة الدينية التي أمرنا بها في بعض الآيات القرآنية كقوله تعالى ((قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين)). فلما بيكون الشخص اللي يصغي لهذا الشيء من القسم الثاني فيخشى أن تزل به القدم لأته ما عنده ما يميز بين صوابه وخطأه ، وأنا ما بلومك كونك أخذت به لأنه الحقيقة كما يقال في بعض الأشعار (ما أنت أول ساهرٍ غره القمرُ) مثل كثير حتى من إخواننا السلفيين حينما جاء إلى الأردن أخذوا به ، وصاروا وين ما راح يتبعوه ، أحدهم من إخواننا وهو نابلسي معجباً بكلمات الشعراوي وفصاحته وبيانه إلى آخره ...قلت له :- جيد ، هل اختبرته من حيث عقيدته ؟ قال :- لا ! فذكر لي فيما بعد هو نفسه صاحبنا ، قال :- كنت مع صاحب لي في سيارته لما ذهب إلى الشيخ الشعراوي وحضر جلسته ثم أركبه معه في السيارة ليوصله إلى مكان ، فاغتنمت الفرصة وركبت مع صاحبي وأجريت الحديث التالي بيني وبين الشعراوي ، من شان يختبره في عقيدته ، قال :- يا أستاذ أريد أن أستفسر منك قوله تعالى في القران الكريم في غير ما آية واحدة ((الرحمن على العرش استوى)) ايش المعنى ؟ ، قال :- استوى بمعنى استولى !! ، صاحبنا عنده شيء من العقيدة الصحيحة فأخذ يناقشه يعني يناقش الشيخ فكبُرَ ذلك على الشيخ ، ولكن صاحبنا تحمل ذلك فوجه سؤالاً حساساً عندنا نحن معشر السلفيين وهو كما أول له الآية في ذاك التأويل وهو تأويل باطل كما سأذكر قريبا إن شاء الله ، فقال له :- طيب يا أستاذ إذا قال لك قائل أين الله ؟ فقال :- أعوذ بالله لا يجوز أن يقول الإنسان أين الله ؟ الله في كل مكان ، قال:- يومئذ عرفت عقيدته أنها منحرفة عن الكتاب والسنة فما عدت اهتممت به اهتمامي الأول ، هذه قصة وقعت . الشاهد الآن أن آية ((الرحمن على العرش استوى)) للعلماء المسلمين في تفسيرها قولان ، قول للسلف وقول للخلف .السلف يقولوا :- ((الرحمن على العرش استوى)) أي استعلى ولذلك نحن نقول في كل سجود "سبحان ربي الأعلى" تطبيقاً لقوله تعالى ((سبح اسم ربك الأعلى)) . القول الثاني والذي قاله الشعراوي ((الرحمن على العرش استوى)) أي استولى ، هذا التأويل من أبطل الباطل لأنه يصور هذا المعنى بأنه هناك مغالبة بين الله وبين غيره ، لكن الله تغلب عليه فاستولى على ملكه ، فهل يقول هذا مسلم ؟ . ((الرحمن على العرش على استوى)) فسرها بمعنى استولى ، فمن كان مستولي عليه من قبل ؟ ، أخالق مع الله ؟ ، حاشا لله تبارك وتعالى ، ثم جاءت الأخرى لما صارحه بالسؤال السابق أين الله ؟ انتفض وقال :- ما يجوز توجيه مثل هذا السؤال ، علماً بأن هذا السؤال صدر من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفي أصح الأحاديث التي رواها الإمام مسلم في صحيحه ، الحديث الذي سأذكره مروي في صحيح مسلم ، ترى هذا الرجل الفاضل الشعراوى ، الذي أخذ بمجامع قلوب الناس ، لاشك أنه أحد رجلين ، إما أن يكون على علم به فجحده أو أن يكون على جهل به فلم يقل به ، وكما يقال "أحلاهما مر" يعنى إن كان عرف وحاد فهذا أخطر مما لو لم يعرف ، مع ذلك كونه لم يعرف قد يقال بالنسبة لعامة الناس ، أما بالنسبة لشخص يتولى إرشاد العالم الإسلامي كله وتوجيهه ، هذا قبيح جداً أن نتصور نحن بأنه لم يطرق سمعه هذا الحديث الصحيح . الآن أرجو الانتباه ! هي قصة طويلة ، رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اسمه معاوية بن الحكم السلمي ، جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال له :- يا رسول الله ، لي جاريه ترعى غنماً لي في أحد في المدينة ، فسطا الذئب يوماً على غنمي ، وأنا بشر أغضب كما يغضب البشر ، فصككتها صكه ، يعني صفعها على خدها ، وعلي يا رسول الله عتق رقبة ، يستفسر ويستوضح ، هل يجدي عنه أن يعتق هذه الجارية التي ضربها بغير حق ؟ فهو ندمان على تلك الصفعة أو الصكه ، كما قال هو ، فقال له عليه السلام :- ائتني بها ، فلما جاءت قال لها عليه السلام :- أين الله ؟ ، هنا الشاهد ، قالت :- في السماء ، قال :- فمن أنا ؟ ، قالت :- أنت رسول الله ، فالتفت إلى سيدها فقال له :- اعتقها فإنها مؤمنة . إذاً من قال أين الله ؟ ، رسول الله وإجابة الجارية أنه في السماء . الشعراوي و أمثاله كثير من علماء الأزهر لا يؤمنون أن الله في السماء مع إن كل مسلم يقرأ في سورة تبارك ، سورة الملك (( ءامنتم من في السماء...الآية )) ، الجارية من حيث الحيثية أعلم من الشعراوي وأمثاله لأنها استطاعت أن تجيب الجواب الذي شهد بسببه رسول الله بأنها مؤمنة ، وبناء على ذلك قال لسيدها اعتقها فأنها مؤمنة ، شهدت بأن الله في السماء أي عالياً وليس كما يقول كثيراً من أمثال الشعراوي وغيره ، وهذه عبارة مشهورة بين عامة الناس ، بيكون واحد جالس في مجلس كهذا وفي صمت شو بيقول :- الله موجود في كل مكان ، الله موجود في كل الوجود (هذا كفر) لكن الناس كما قال تعالى (( لكن أكثر الناس لا يعلمون )) ، لماذا كفر ، لأنه مخالف لما سبق أن ذكرنا لمثل قوله ((الرحمن على العرش استوى)) ولمثل حديث الجارية هذه أين الله ، قالت :- في السماء ، والأحاديث والآيات كثيرة وكثيرة جدا كمثل قوله صلى الله عليه وسلم :- (ينزل الله كل ليلة إلى السماء في الثلث الأخير من الليل...الحديث) فنزول الله إلى السماء معناه أنه على السماء وأنه ليس في كل مكان ، كما يقول العوام هذا من جهة ومن جهة أخرى لو رجع العاقل المسلم متسائلاً ، الله تعالى أزلي لا أول له كما قال تعالى ((هو الأول والآخر والظاهر والباطن)) أما الخلق فله أول كما قال عليه السلام (أول ما خلق الله القلم ، فقال له :- اكتب ، فقال :- ما اكتب ؟ ، فقال :- ما هو كائن إلى يوم القيامة) ، فقبل أن يخلق الله الخلق هل كان في مكان ؟ ، فهم يقولون أن الله في كل مكان ، المكان لم يكن مع الله شريك ، لأنه الله هو الذي أوجده وخلقه في كلمة "كن " كما قال عز وجل ((إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول كن فيكون)) ، فبكن خلق السماوات والأرض فكان الزمان وكان المكان ، فأيش هؤلاء الناس حين يقولون الله موجود في كل مكان وقد كان الله ولا مكان ، هل ذلك إذاً أن الله لما خلق الخلق دخل فيه وصار له ملجئ وصار له مأوى وصار محاطاً في المكان تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً ، هذه واحدة والأخرى أن الأماكن ليست بنسبة واحدة من حيث الطهارة والنظافة والسمو والرفعة والقذارة وإنما يختلف من مكان إلى مكان وقد جاء في الحديث الصحيح ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :- (خير البقاع المساجد وشر البقاع الأسواق) ، ترى ربنا موجود على حد تعبيرهم في كل مكان موجود في المساجد ، موجود في الأسواق ، فهل هذا يليق بالله عز وجل أن يكون في شر الأماكن وفي البيوت ، بيت الخلاء وبيت الخلاء له مجاري ، بل لا نذهب بعيداً ، بل أن بطن الإنسان الممتلئ قذارة ، هو مكان ، بدليل أنه يتنفس الهواء ويأكل الطعام ويشعر بالشبع ، فهل ربنا عز وجل حقاً في هذه الأمكنة كما يزعمون الله موجود في كل مكان ، كيف جاء هذا والله يقول :- ((ءامنتم من في السماء)) كما ذكرنا آنفاً ((تعرج الملائكة والروح إليه)) مش تنزل عليه في كل مكان ، كذلك ((إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه)) كل هذه النصوص في مخ الشعراوي متعطلة فهو لا يؤمن بها . الشعراوي مثل شيخ آخر مع اختلاف بينهما بلا شك ، الذي يسمى "كشك" كلاهما قصاص ، والقصاص هذه طبيعتهم ، يجمعوا الناس حولهم وينبسطوا من كلامهم ، لكن مهما حضر جلسات هؤلاء القصاصين اسأله بعد سنين شو معلوماتك اللي استفدتها بما يتعلق بمعرفة الحلال والحرام والمكروه والمستحب إلى آخر ما هنالك من الأحكام ، ما بتشوف عنده شيء إطلاقاً ، إنما عنده حكايات وعنده سوالف كما يقولون ومطمئن تماماً لكن الخاتمة لا يخرج من هذه الدروس بشيء أو أي شيء يصحح عقيدته وهذا هو المثال بين أيدينا ، لأنك لو سألت العامة فضلاً عن أهل العلم ، القران كلام مين ؟ كل المسلمين يقولون كلام الله ، لكنك لو انك مع الشعراوي وأمثاله ، من الأشاعرة والماتريدية يتموا بيلفوا ويدوروا معك حتى يخرجوك عن هذه العقيدة ويقولوا القرآن هذا ليس كلام الله ، لكن ما يرموها هيك صراحة حتى ما تطلع ريحتهم النتنة ، القرآن كلام الله ((كلم الله موسى تكليماً)) مثل التوراة مثل الإنجيل كلها كتب أنزلها الله على رسله المصطفين الأخيار ، الشاهد أن العقيدة التي يجب تدريسها من كل العلماء في كل المناسبات الشعراوى وكشك هذا لا يدندنون حول ذلك . هل سمعت الشعراوي يبين للناس هذه الصلاة التي أمرنا بها في آيات كثيرة كمثل قوله تعالى ((وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين)) ، نصحك وجزاه الله خير هذا لا يمكن إنكاره لما سألك كيفك أنت في الصلاة ؟ ، بتصلي ما بتصلي ؟ ، إلى آخر ما ذكرت أنت ، لكن هل بين لك كيف لك أن تصلي أنا بقولك سلفاً :- لا ، ليش ، إذا كنت مخطأ فقول لي أخطأت ، لأني على مثل اليقين أنه هو وكشك وغيره لا يعرفون يصلون ، هم بيصلوا لكن لا يعرفون يصلون ، ليش ، لأن صلاتهم حسب ما قرءوا في مذهبهم ، من كان شافعياً يرفع يديه عند الركوع ومن كان حنفياً يقول لا ، وهكذا والأمثلة كثيرة وكثيرة جداً ، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :- (صلوا كما رأيتموني أصلي) كما أنهم لا يدندنون حول أمر رسول الله عليه الصلاة والسلام ، ليعرف المسلم أن يأتمر بالحديث السابق (صلوا كما رأيتموني أصلي) ، لماذا ؟ ، لأنه مشغول في تفسير القرآن وبخاصة العلوم العصرية فهو ليس متفرغاً ليصحح صلاة نفسه على السنة فضلاً على أن يتفرغ لتصحيح صلاة الآخرين . فنحن هنا نلاحظ أن العلماء هم الذين يدرسون الكتاب كلاً وبخاصة بما يتعلق بتصحيح العقائد ثم العبادات أما الجوانب العلمية الكونية الطبيعية ، فهذه لا شك تفيد وتزيد المؤمن إيماناً ، بقدرة الله عز وجل ، وحكمته لكن هؤلاء قبل ذلك كان عليهم أن يعرفوا كيف يعبدون الله لا يشركون به شيئاً.

انتهى كلامه عليه من الله سحائب الرحمة والغفران ، وقد أفاد وأجاد ، جزاه الله خيراً ، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين .




المرجع : شريط " وقفات مع الشعراوي وكشك " للألباني رحمه الله .

المجاهد عمر غير متصل قديم 01-09-2003 , 03:41 PM    الرد مع إقتباس
مسدد مسدد غير متصل    
كاتب فعال  
المشاركات: 1,329
#2  

أخي الكريم الفاضل الحبيب ، لا اعتراض على كل ما نقلته - سوى -

خير وسيلة لإبعاد الناس عن من لا نريد منهم ان يقتدوا أو يأخذوا منهم ليس التحذير منهم ، لان التحذير سينتج منه أحد ثلاثة أمور:
(1) سقوطي من عين من نصحته بترك الاستماع لفلان.
(2) سقوط ذلك الرجل من عين من نصحته بترك الرجل.
(3) أن يترك الاستماع للدين كلية.
(4) سقوط كلا الشخصين من عين المنصوح.

ولن أقبل أن أضع نفسي في محك ما بين 4 احتمالات 3 منها لا تناسبني!!

الحل أن أوفر البديل بدون تعقيد.

علما بأن الشي رحمه الله وعفا عنه (الشعراوي) توفي وبدأت الناس تنساه ، ولكن هل نسيت الناس مشايخ أمثال ابن باز؟ او الشنقيطي.

مسدد غير متصل قديم 02-09-2003 , 02:24 AM    الرد مع إقتباس
المجاهد عمر المجاهد عمر غير متصل    
مبدع جزيرة العرب  
المشاركات: 2,821
#3  
الأخ الفاضل مسدد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكراً لتفضلك بالرد ، ولا أخفيك سراً بأنني حين وضعت الموضوع كدت أن أقسم بالله بأن أول رد سوف يكون ردك ، لعلمي عن موقفك تجاه هذه المواضيع

أخي الحبيب...

الشيخ الشعراوي رحمه الله قد رحل عن عالمنا ، وحسابه على الله ، ولكننا يجب أن ننصح بعض العوام ونحذرهم من بعض أفكاره التي جانب فيها الصواب وخالف بها أهل السنة والجماعة والسلف الصالح .

وأنا شخصياً يا أخي الكريم ، أعرف الكثيرين ممن لا يزالون (يقدسون) الشيخ الشعراوي ، وخصوصاً من إخواننا المصريين ، لذلك من الواجب علينا التنبيه ، وما على الرسول إلا البلاغ المبين.

وكتب شيخ الإسلام ابن تيمية خير شاهد على وجوب التحذير من أصحاب المعتقدات المخالفة ، وهو ما قام به مشايخنا ابن باز وابن عثيمين والألباني رحمهم الله ، في فتاواهم المتعلقة بالمعتقدات المخالفة لـ (سيد قطب) مثلاً وغيره .



تحياتي لك ولمشاركاتك الطيبة


المجاهد عمر

المجاهد عمر غير متصل قديم 02-09-2003 , 03:19 AM    الرد مع إقتباس
بو عبدالرحمن بو عبدالرحمن غير متصل    
مبدع متميز  
المشاركات: 5,287
#4  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم

مع أني متوقف عن الكتابة حتى إشعار آخر لظروف أمر بها ..
غير أني حين قرأت هذا الموضوع رأيت أنه يلزمني أن أقول كلمة

وأنا أعلم سلفاً أنني اليوم كمن يمشي على الجمر ..
لأني ( قد ) أقول ( قد ) أغضب بكلمتي هذه بعض الأفاضل أمثال أخي الحبيب المجاهد عمر حفظه الله ..
ولكن لابد مما لابد منه .. واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية ..

**
مما تعلمناه واصبح في حكم البديهية :
أنه لا قداسة عندنا لعالم مهما كان ذلك العالم ، بحيث أننا نسكت على ما ( قد ) نراه من خطأ يقع فيه ، وبحيث أننا نسلم له بكل ما يقول ..
والقاعدة الربانية التي حفظناها تنص على :
أن كل إنسان يؤخذ من كلامه ويرد عليه إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وكلام الشيخ رحمة الله ليس وحياً فلا يُرد ..
وهو ليس معصوماً فيلزمنا السكوت على ما نسمع مما ( قد ) نراه هفوة أو خطأ ..

وعلى كل حال ..

الشيخ رحمه الله حبيب إلى قلوبنا ، وكيف لا يكون كذلك وقد حمل راية الدعوة إلى الله لسنوات هي أكبر من عمري ..
أسأل الله أن تكون في ميزان حسناته ..
ولكن مع حبنا للشيخ نقول : أن الحق أحب إلى قلوبنا من الشيخ ..

ومع إجلالنا للشيخ واحترامنا له ، فإن إجلالنا للحق يلزمنا أن نقول للمحسن :
أحسنت وندعو له بمزيد من التوفيق ..
ونقول للمسيء : أسأت _ بكامل الأدب _ لاسيما إذا كان أكبر منا سنا وعلما..

وهنا أنا لا يعنيني أن أناقش قضية ( التأويل ) التي يتحدث عنها الشيخ ..
وأطوي الكلام فيها وعنها .. رغم أن لي ملاحظة على طريقة العرض وليس على أصل القضية ..
فعقيدتي هي عقيدة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والحمد لله .

ولكن ما آلمني هو أن أقرأ عبارات لو صدرت من غير الشيخ لقامت الدنيا على قائلها .. !!!
وقد تعجبت أن تصدر من الشيخ الجليل .. لكني تذكرت كلمة للإمام ابن الجوزي رحمه الله حين قال :

أن بين كثير من العلماء ، أشد مما يكون بين الضرائر !!!!
وكلنا يعلم ماذا يكون بين المرأة وضرتها !!!

ولم أجد محملا أحمل كلام الشيخ إلا هذا المحمل ..والله المستعان !!!
أو محمل آخر .. هو :

أن هذا الكلام الذي قاله هنا عن الشيخين ، كلام قديم ،
ولعله راجع نفسه فيه وغير رأيه فيهما .. وقد حدث منه هذا غير مرة .. تكلم عن سيد رحمه الله إلى حد التكفير ، وتصدى له الشيخ عبد الله عزام رحمه الله
وفند أقوال الشيخ واحدة على إثر واحدة .. ثم بعد فترة إذا بالشيخ يثني على سيد رحمه الله ..!!
وها أنا استعرض بعض عبارات الشيخ التي آلمتني والله ..
فأرجو أن تتأمل بإنصاف ، ولا تجعل عقلك أسير لأي شيخ مهما كان ..

يقول رحمه الله :
الشعراوي مثل شيخ آخر مع اختلاف بينهما بلا شك ، الذي يسمى "كشك" ....

( هكذا .. كشك.. حاف .!! ...... سبحان الله ؟ أين الأدب ؟؟! )

ويقول رحمه الله :
كلاهما قصاص ، والقصاص هذه طبيعتهم ، يجمعوا الناس حولهم وينبسطوا من كلامهم ، لكن مهما حضر جلسات هؤلاء القصاصين اسأله بعد سنين شو معلوماتك اللي استفدتها بما يتعلق بمعرفة الحلال والحرام والمكروه والمستحب إلى آخر ما هنالك من الأحكام ، ما بتشوف عنده شيء إطلاقاً ...

( وهذا تجنٍ واضح .. وافتراء .. وسأوضح هذه القضية بعد قليل )

ويقول رحمه الله :
لكنك لو انك مع الشعراوي وأمثاله ، من الأشاعرة والماتريدية يتموا بيلفوا ويدوروا معك حتى يخرجوك عن هذه العقيدة ويقولوا القرآن هذا ليس كلام الله ، لكن ما يرموها هيك صراحة حتى ما تطلع ريحتهم النتنة ..

( أشك والله أن الشيخ رحمه الله استمع للشيخ الشعراوي رحمه الله في تفسيره الذي لا يجارى ولا يبارى في بابه ..
على ملاحظات في بعض القضايا فيه .. نعم أشك أن الشيخ استمع للشعراوي وإلا لما ( جازف ) بهذا القول الباطل ...
فقد أجاد الشعراوي وأفاد وبرع وتفنن وهو يتحدث عن كتاب الله في مواطن كثيرة من تفسيره القيم رحمه الله ..
وسلني .. فقد تابعت سماع هذا التفسير ومراجعته أكثر من مرة ..
ولا أدري كيف قال الشيخ ما قال ...!؟ )

ويقول رحمه الله :
هل سمعت الشعراوي يبين للناس هذه الصلاة التي أمرنا بها في آيات كثيرة كمثل قوله تعالى ((وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين)) ..

( وهذه تتبع تلك .. واذا كان الشيخ الألباني قد علم الناس كيف هي صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ( شكلاً ومظهرا ) وهذا طيب ويؤجر عليه ..
فإن متابع الشيخ الشعراوي رحمه الله .. تعلم منه كيف يخشع في صلاته ، وكيف يستحضر معانٍ ربانية تجعله يبكي في صلاته ..
وتجعله يحلق بعيدا خلال ركوعه وسجوده .. ونحو هذا ..
وأقول هذا من تجربة شخصية والله ..

وبالمناسبة لست مصريا !!!!
ولكني ( طويلب علم ) ولست مقلدا لشيخ بعينه ..
وغايتي أن ألتقط الحق حيثما وجدته .. ولن اسلم عقلي لإنسان بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم مهما كان هذا الإنسان ..!!
وقد علمنا ديننا العظيم أن نكون منصفين حتى مع أعدائنا ..
فأين إنصاف الشيخ لأخوانه الشيوخ الذين حملوا أيضا هم هذا الدين وتحملوا الأذى من أجله ..؟! )

ويقول رحمه الله :
لأني على مثل اليقين أنه هو وكشك وغيره لا يعرفون يصلون ، هم بيصلوا لكن لا يعرفون يصلون ..

( لن أعلق على هذه .... بل لا تحتاج إلى تعليق ..
ولكني أحسبها: من باب ما يقع بين الضرائر رحمة الله على الجميع .. !!! )

ويقول رحمه الله عن الشعراوي :
مشغول في تفسير القرآن وبخاصة العلوم العصرية فهو ليس متفرغاً ليصحح صلاة نفسه على السنة فضلاً على أن يتفرغ لتصحيح صلاة الآخرين ..

( لا تعليق ..بل أضع علامات تعجب متواصلة !!!!!!!!!!!!!!!!!!!! )

ويقول رحمه الله :
هؤلاء قبل ذلك كان عليهم أن يعرفوا كيف يعبدون الله لا يشركون به شيئاً...

( كبرت كلمة !! .. طفح الكيل .. واسأل الله أن يغفر للشيخ لاسيما هذه الزلة التي لا أعرف كيف أصفها .. )
**

أما الشيخ كشك رحمه الله رحمة واسعة ..
هذا الشيخ الجليل الذي تحرج الشيخ الألباني أن يعطيه لقب شيخ !!!!!!
يكفيه أن تكون خاتمته على النحو الذي كانت ..
فقد قبضه الله وهو ساجد بين يدي الله يسبحه ويمجده ، في يوم الجمعة ، وقبيل خطبتها ..

وشيء آخر ..
يكفيه أنه نال من الأذى والعذاب والسجون والمطاردة من أجل دعوة الله ما نال .. في الوقت الذي لم نسمع أن غيره ابتلي في ذات الله !!!

وشيء آخر ..
كنت قد قرأت منذ سنوات كتاباً قام بتأليفه مجموعة من أعداء الله ، يتابعون فيه الجماعات الإسلامية واحدة واحدة .. ويستعرضون أفكارها ، وطرائقها ، ووسائلها ، ويحذرون منها .. الخ ..
العجيب .. أنهم أفردوا فصلا كاملاً للشيخ كشك رحمه الله ، واعتبروه يوازي جماعة كاملة بقضها وقضيضها .. وتحدثوا عنه في صفحات كثيرة .. وحذروا منه اشد مما حذروا من بعض تلك الجماعات ..!
أعداؤنا يعرفون قيمة رجالنا .. ورجالنا لا يقيمون وزناً لبعضهم البعض ! الله أكبر .. الله المستعان ..

وشيء آخر :
ويكفيه رحمه الله أنه كان مدرسة كاملة متكاملة في الخطابة .. تخرج منها مئات إن لم أقل آلاف من الخطباء الشباب تحت كل سماء ..
مع ملاحظاتنا على أمور .. ولكن هذا لا يمنعنا من إنصاف الشيخ رحمه الله

أما الشيخ الشعراوي رحمه الله
فيكفي أنه نجح بامتياز في تحبيب كتاب الله سبحانه إلى قلوب الناس عامتهم ومثقفيهم ..
وكاتب هذه السطور أحد الذين تأثروا بالشيخ غاية التأثير بحيث أصبح العيش مع كتاب الله متعة وأي متعة ، وجنة معجلة ، ونعيم يتجدد، وذلك هو الذي دفعني لأتابع التفسير كله تقريباً _ إلى حيث وصل فيه _ لما رأيت فيه من بدائع ولطائف ودرر ، وأعاجيب وحلاوة وطلاوة وجمال آخذا وروعة تسر الناظرين ، ولم أجد هذا كله مجموعا في أي كتاب تفسير على هذا النحو .. رغم أني قرأت في أكثر التفاسير المعروفة قديمها وجديدها ..

حتى أصبحت هوايتي المحببة أن أبحر كل يوم مع كتاب الله ساعة أو يزيد أو أقل ، في بعض التفاسير كمن يغوص في الأعماق ليلتقط لآلئ من الأعماق .. فرحم الله الشيخ الشعراوي الذي يسره الله لي ..

فكلام الشيخ عن الشعراوي بأنه من ( القصاص ) وأنك اذا تابعته لن تخرج منه بفائدة ونحو هذا الكلام الذي فيه تجنٍ كثير واضح وافتراء ..
كلام مردود جملةً وتفصيلاً على الشيخ مع تقديرنا له واحترامنا إياه ..

ولكن كل إنسان يؤخذ من كلامه ويرد عليه ..
ولسنا ممن يسلم عقله لأحد _ غير رسول الله _ ثم يغلق على عقله بالشمع الأحمر ..!!

وبعد .. وقبل ..
رأيت أنه يلزمني أن أقول هذه الكلمة .. إنصافا للحق ..
ولا يعنيني أن يغضب عليّ من يغضب من أحبتي ، إذا كنت قد نويت بهذه الكلمة الذب عن شيوخ أجلاء رحمهم الله تعالى برحمته الواسعة .. حتى لو كان عندي مجموعة ملاحظات على كل منهما ..
أسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ، وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه ..
إن أحسنت فمن الله ، وله الحمد ، وإن كانت الأخرى فإني استغفر الله وأتوب إليه ..

يقول الله عزوجل :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ
وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا
اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)
(المائدة:8)

بو عبدالرحمن غير متصل قديم 02-09-2003 , 09:07 AM    الرد مع إقتباس
مسدد مسدد غير متصل    
كاتب فعال  
المشاركات: 1,329
#6  

جزاك الله خيرا أخي أبو عبدالرحمن على تعقيبك الطيب الحقيقة أنني لم أصل إلى ما وصلت إليه لأني لم أتمم الموضع قراءة فسبق لي أن قرأت مثله كثير ، ولعل الله أكرمني بأن لا أقرأه كاملا حتى لا أنفعل

الأخت بنت الماضي عديء من روعك قليلا
غالب علماء الأزهر الشريف هم من علماء الأشاعرة ، يجب أن نستوعب مذهب الأشاعرة كما استوعبه شيخ الإسلام ابن تيمية والذي قاتل تحت قيادة أمير أشعري وهو محمد ابن قالون وذلك لضرب الحشاشين.

يجب أن نكون منصفين في رؤيتنا للأشاعرة ، لقد صور لنا الكثير من طلبة العلم ومن قبلهم بعض العلماء أن الأشاعرة طائفة من الزنادقة أو الفسقة الصوفية أو ما شابه ، وهذه الطامة جعلت الواحد منا يقفز من مكانه حينما يقال "فلان أشعري".

مثلا الإمام أبي بكر الجرجاني ، هذا الإمام الفذ قال فيه الإمام الذهبي صاحب كتاب سير أعلام النبلاء (كان شافعيا عالما أشعريا ذا نسك ودين)

الأمام الجهبذ ابن عساكر كان من الأشاعرة كذلك الإمام الهروي حسب علمي ، وكذلك الجويني الذي قال فيه الذهبي (الإمام الكبير ، شيخ الشافعية ، أمام الحرمين) وكذلك الإمام صاحب التصانيف الضخمة الكثيرة ، الخطيب البغدادي ، أبوكر الباقلاني ، الإمام الغزالي.
كذلك الإمام النووي والإمام ابن حجر حسب ما علمت أن منهجهم في الصفات هو منهج الأشاعرة (التأويل).

رحمهم الله جميعا وتجاوزع عنا وعنهم.

إن مجرد إطلاق صفحة الأشعري على عالم معين لا تأخذ على عواهنها حتى يتم التحذير منه ، مثل ما قام بعض النوكة بحماقة عجيبة ، ألا وهي حرق كتاب الإمام النووي (شرح صحيح مسلم) وحرق كتاب الإمام ابن حجر (فتح الباري).

اعتقد أن منهج الأشاعرة ليس هو منهج السلف ، فقد جنحوا في عدة مسائل ، إلا أننا يجب أن نقرأ كتب العلماء لا ننتظر من بعض من تجرأ على العلماء ووضع أئمة الأمة وأعلامها في خانة "المجروحين" أن يفتوا لنا في علماء الأمة.

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه (العقيدة الواسطية):
(فإن مذهب الأشعرية لا يشتمل على إنكار الاستواء، بل على تأويله تأويلا سائغا في مناهج المفسرين)

سامح الله بعض علماء هذا العصر لما صنف الأشاعرة من ضمن (المعطلة) بحجة أنهم يؤولون الصفات ، وفرق بين التأويل والتعطيل لأن المبدأ القائم عليه (التعطيل) مبدأ كفري وهو نفي أن لله صفات وهو رأي المعتزلة ، بينما التأويل ليس إنكارا للصفة ولكنه جنوح لغير الحق قصد منه المتأولين تنزيه المولى عز وجل فوقعوا في الخطأ.

يجب أن يكون لدينا إنصاف
وجاء القشيري وكذلك الفخر الرازي ليحرفان الأشعرية بشكل أشد لتبتعد أكثر عن منهج السلف.

كون عالم من العلماء أشعريا لا يعني أن العقيدة والفقه والدين لا يؤخذ منه ، بل يؤخذ منه الدين ، باستثناء جانب العقيدة فإنه ينبغي أن يترك رأيهم في موضوع القدر وموضوع التأويل.

مسدد غير متصل قديم 02-09-2003 , 10:51 AM    الرد مع إقتباس
المجاهد عمر المجاهد عمر غير متصل    
مبدع جزيرة العرب  
المشاركات: 2,821
#7  
الأخ الحبيب القريب / بو عبدالرحمن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في البداية أحمد الله بأن رأيتك تكتب وتبدع كعادتك ، وأحمد الله بأن "استفزك" هذا الموضوع "المنقول" للرد


أخي الكريم...

كيف تظن بأنني سوف أغضب من رأيك ؟ وأنا من الذين يدعون إلى الحوار العقلاني المتزن ، شرط المقارعة بالحجة والدليل...

أخي الحبيب...

صدقت والله ، كلٌ يؤخذ من كلامه ويرد إلا النبي صلى الله عليه وسلم ، مقولة قالها وصدق بها الصحابي الجليل "أنس بن مالك"...

والشيخ الألباني غفر الله له "بشر" يخطيء ويصيب ، فالله سبحانه وتعالى لم يعط العصمة لأفضل الخلق بعد الأنبياء ، وهم صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم ، فما بالك بمن دونهم ؟


أخي الفاضل...

نحن هنا لا نبخس الشيخ الشعراوي حقه ، ولا ندعي بأنه لم يخدم الدعوة ، وكلنا نعلم كم من الفنانات التائبات ، قد هداهم الله على يد الشيخ ، ولكن هذا لا يعني بأنه أيضاً لا يخطيء ، وبأن في بعض تفاسيره ، ما خالف السلف الصالح...


أليس من الواجب علينا فهم القرآن والسنة على طريقة السلف الصالح وبحسب فهمهم ؟

أنا معك بأن الشيخ قد كان "قاسياً" في بعض إنتقاداته ، ولكن هذا لا يعني بأنه قد جانب الصواب تماماً ، ولا يعني بأنني مع الشيخ في كل ماقاله ، ولو لاحظت بأنني قد عزوت هذا الكلام للشيخ الألباني دون أي تعليق مني...

وبالنسبة لسيد قطب رحمه الله ، فالرجل لم يكن عالماً ، بل هو كاتب إسلامي "إن جاز لنا التعبير" ، وفي كتاباته ما ينافي الأدب مع أنبياء الله ومع صحابته ، حين يتهم معاوية وعمرو بن العاص رضوان الله عليهم بالكذب والخديعة والرشوة ، ويتهم نبي الله موسى عليه السلام بالعصبية الجاهلية ، فهل هذا مما لا يجب التنبيه عليه ؟


أتمنى أن ترجع لرأي الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين عن (سيد قطب) ، فكلاههما كان أقسى لفظاً من رأي الشيخ الألباني...


ولكن البعض لم يجرؤ على الرد....

ولم يعلق على كلامهما رحمهما الله....

مع إنني أوافقهما الرأي فيما قالاه عن سيد قطب رحمه الله...



أرجو منك يا أخي الحبيب...

أن لا تتضايق مما قلته ، وتأكد بأنك ممن أحترمهم وأجلهم وأقدرهم ، ومهما كان الإختلاف ، تظل بعيني أخاً أكبر أقدره وأحترمه...


وأنا أعدك ، بأن أبحث وبشكل دقيق في هذا الموضوع ، وأضع موضوعاً خاصاً عنه...


إحترامي الخاص لك ولقلمك يا شيخنا الفاضل....



أخوكم في الله

المجاهد عمر

المجاهد عمر غير متصل قديم 02-09-2003 , 04:41 PM    الرد مع إقتباس
المجاهد عمر المجاهد عمر غير متصل    
مبدع جزيرة العرب  
المشاركات: 2,821
#8  

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأخت في الله بنت الماضي...

هل في الأمر غرابة ؟ وهل لأحد غير رسول الله صلى الله عليه وسلم عصمة ؟



عمر

المجاهد عمر غير متصل قديم 02-09-2003 , 04:43 PM    الرد مع إقتباس
المجاهد عمر المجاهد عمر غير متصل    
مبدع جزيرة العرب  
المشاركات: 2,821
#9  

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأخ مسدد...

أشكرك على التعليق ، ولي بحث ورد مطول ، فقط أتمنى أن أجد قليلاً من الفراغ ، وغالباً سوف يكون في نهاية الإسبوع ، ونسأل الله أن يجعلنا ممن يتبعون الحق .



تحياتي

عمر

المجاهد عمر غير متصل قديم 02-09-2003 , 04:46 PM    الرد مع إقتباس
مسدد مسدد غير متصل    
كاتب فعال  
المشاركات: 1,329
#10  

أخي المجاهد عمر بارك الله فيك وفي طرحك الطيب

فيما ذكرته عن سيد قطب رحمه الله ، نعم سيد ليس بعالم ولا أرى كتابه ضربا من ضروب التفسير بقدر ما هو تنزيل للقرآن على الواقع ، وأما ما ذكرته عنه في أقواله في معاوية وعثمان رضي الله عنهم فإني أذكرك بأن أبو سفيان رضي الله عنه هجا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولذلك رد عليه حسان بن ثابت:
أتهجوه ولست له بكفؤ ... فشركما لخيركما فداء

مسدد غير متصل قديم 03-09-2003 , 12:26 PM    الرد مع إقتباس
بو عبدالرحمن بو عبدالرحمن غير متصل    
مبدع متميز  
المشاركات: 5,287
#11  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
ابتداءً .. أحييك أخي الكريم المجاهد عمر على هذه الروح الطيبة ،
وهذا ما عهدته فيك حقيقةً ،
ولكني كنت أتخوف _ مجرد تخوف أن يغضبك كلامي السابق _
والحمد لله أن ظني خاب .. الحمد لله أنك خيبت ظني !..
فقد رايتك كما هو العهد بك .. متألقاً .. غايتك الحق ، وعشقك للحق ،
ومرضاة الله هي هدفك المنشود .. لا تعصباً لفلان أو فلان على عماية
.. والرجوع إلى الحق عندك أحب إلى قلبك من العسل مع الزبد J
_ كما يقولون _
فأسأل الله أن يوفقك ، ويبارك فيك ، وينفعك وينفع بك ،
ويجعلك مباركاً أينما كنت ..

وبالمناسبة ..
كنت أرغب في العودة إلى كهف صمتي ..فلا أشارك حتى إشعار آخر .. كما اشرت إلى ذلك سابقاً ..
ولكن موقفك الطيب من ردي السابق شجعني على أن أعاود الكرة من جديد ..
لأني أجد نفسي أمام إنسان غايته أن يناقش ليقف على الحق فيلتزم به
.. لا يعنيه غير ذلك ، حرصا منه على تحصيل مرضاة الله سبحانه ...
فمرضاة الله غاية الغايات ..ثم لعل الله ينفع بنا آخرين وآخرين ..

ثانياً ..
حين نتحدث عن الشيوخ الأفاضل الأجلاء رحمهم الله رحمة واسعة ، ورفع درجاتهم في الجنة ..
ليس معنى ذلك أن ننتقص من شأن أحدٍ منهم .. حاشا لله ..
ولكن كما أنهم أحباء إلى قلوبنا ، نجلهم ونحترمهم ..
غير أن الحق أحب إلى قلوبنا منهم ..
وقد اتفقنا أن كل إنسان يؤخذ من كلامه ويرد عليه ..
فكلامهم ليس وحيا منزلا لا ينبغي رده ..
ولا هم معصومون، فيلزمنا التسليم بكل ما يقولونه ..
ونبقي ندعو لهم ونترحم عليهم ، اتفقنا معهم أم اختلفنا وإياهم ..

ثالثاً : كلامنا مقصور على دائرة ضيقة محدودة ..
وهي دائرة ( كلامهم في الآخرين ) حين يتكلمون في فلان أو علان
من الدعاة أو العلماء أو الشيوخ المعاصرين ..
هذه الدائرة فقط هي محور كلامنا ،
وإلا فما عند هؤلاء الشيوخ رحمهم الله فشيء كبير وكثير ورائع
ونافع جدا بإذن الله ..نسأل الله أن ينفع بعلمهم ..
فلابد أن ننتبه لهذه النقطة جيداً ..
حتى لا يفهمنا فاهم خطأ .. فيحمل كلامنا ما لا يحتمل ..ويقوّلنا ما لم نقل ..

رابعاً :
حديثنا في هذه الجولة سيكون عاما شاملا ..
لا يتعلق بالدفاع عن سيد رحمه الله أو غيره ممن تناولهم الآخرون بألسنة حداد ....
هذه الجولة أشبه ما تكون بوضع قواعد عامة ينبغي أن نتذكرها دائماً

عندما نسمع عالماً يجرح عالما آخر ... فلننتبه إلى هذه النقطة .

ومن هنا أرجو أن تجمع معي قلبك وعقلك وروحك وكلك ..
بل أستحلفك بالله أن تدعو لي بقلبك وأنت تقرأ ..
حتى لا يشطح قلمي ، ويزل ..
وتدعو الله أيضا بإلحاح أن يريك الحق حقاً ويرزقك اتباعه
ولو خالفت أكبر شيوخ عصرك !!

أخي الكريم ..
سأعرض عليك قاعدة جليلة وخطيرة للغاية ..
الغفلة عنها كارثة والله ( على الأقل من وجهة نظري )
يقرر الإمام ابن القيم رحمه الله هذه القاعدة التي ينساه كثيرون :

أنه قد يزل عالم من العلماء الثقات ...
فيقلده في تلك الزلة جمهرة من الناس ، فيهلكون ، وينجو !!!!!!!!!!

ركز .. فكر .. تدبر .. أعد ما تقرأ .. افتح عينيك جيداً :
يقلدونه في تلك الزلة ، فيهلكون هم ، وينجو هو !!!!
ثم يكشف الإمام سر المسألة فيقول :
ينجو .. لأن تلك الزلة ، تضيع في ( بحر حسناته ) !!!
ولكن أولئك الذين قلدوه ليس معهم بحر تضيع فيها تلك الزلة !!!
الله أكبر ... الله المستعان ...
كم هم أعداد الناس الذين سيهولهم ما سيرون يوم القيامة
(... وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ) !!

وليس عذرا أبداً أن يقول هؤلاء : ثقتنا بذلك العالم جعلتنا نتابعه!!!
ليس هذا عذرا والله .. لاسيما الذين يزعمون أنهم طلاب علم ..!!
يبقى أن تقول :
ولكن كلام الشيخ في فلان لا يعتبر زلة .. وإنما ...الخ
وأقول لك .. هذا مردود عليك أيضا ...
وما يدريك أنها هذه ليست زلة ، كان المفروض أن يحاسب عليها ، ولكنها تضيع في بحر حسناته .. وستبقى عالقة في عنقك أنت !!!!!
أعني في عنق كل من رددها ، ونشرها !!
ثم لعل للشيخ عذرا عند الله .. ولكن ما عذرك أنت .. وأنت تقول أنك طالب علم ..وباحث عن الحق والحقيقة ..!!؟

وتأكيداً على هذه النقطة أذكرك وأذكر نفسي بمجموعة أحاديث شريفة
أولها .. الحديث الذي يخبر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن رب كلمة يقولها المرء _ من سخط الله _ لا يلقي لها بالاً
يهوي بها في النار سبعين خريفاً ...!!
كلمة يرددها إنسان عن عالم في عالم _ لعل للعالم الذي ذكرها عذرا._
ولكن مَنْ يرددها ما عذره عند الله ..!! سوى التقليد !!!!
والتقليد مذموم خاصة لمن يزعم أنه طالب علم !!
وعندي أن هذا الإنسان ارتكب جرمين اثنين لا واحداً ..فافهم !

الحديث الثاني .. حديث المفلس ..
والذي يخبر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن حقيقة المفلس ..
من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة وجهاد .. الخ
ثم يأتي وقد شتم هذا ، وسب هذا وذم هذا وسفك دم هذا الخ
فيأخذ هذا من حسناته وهذا من حسناته ..!!!!
حتى إذا فنيت حسناته ،
أخذ من سيئاتهم فوضعت عليه .. فقذف في النار !!!
فهل أنت على يقين تام أن من يردد تجريح عالم ما في عالم آخر
لا يدخل في هذا الباب ...!

لقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
يتركون تسعة أعشار الحلال الصرف ،
خوفا من عُشر ( قد ) يكون فيه حرام !!
ولعلهم يترجمون بهذا السلوك ، قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" دع ما يريبك إلى ما لا يريبك :
والمعنى .. أن المسألة التي ( تحتمل ) ولو بنسبة ضئيلة جداً
أنها ليست حقا صرفا .. فدعها إلى ما تتيقن من صحته ..
ألست تشتاق وتتمنى ، وترجو أن تلقى الله ( بقلبٍ سليم )
تحقيقاً لقوله تعالى :
( يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)

وما يدريك لعل الشيخ الجليل الذي تحدث في عالم آخر
أخطأ هاهنا وكل إنسان يقع في الخطأ ..
وقد رأينا هذا عمليا في الفتوى السابقة التي هي أصل هذا الموضوع
وكيف أن الشيخ لم يكن موفقا فيها
رحمه الله تعالى وتجاوز عنا وعنه ..
وما دام الأمر كذلك ، والخطأ متوقع ، والوهم وارد
فلماذا أرضى لنفسي أن أكون كالببغاء عقله في أذنه !!
يردد ما يسمع بلا وعي !!
وهذه قضية سنزيدها توضيحاً فيما سيأتي من بيان
وبالله التوفيق .. ومنه العون ..

وأدع الأحاديث الأخرى التي كنت أنوي عرضها
لأنتقل إلى نقطة أخرى مهمة ..

يتبع .....

بو عبدالرحمن غير متصل قديم 06-09-2003 , 06:48 AM    الرد مع إقتباس
بو عبدالرحمن بو عبدالرحمن غير متصل    
مبدع متميز  
المشاركات: 5,287
#12  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مما يحزن القلب أخي الكريم أن هؤلاء العلماء الأجلاء رحمهم الله
وأعني ( في باب تجريح الآخرين )
نسوا أدباً نبوياً كريما راقياً .. ولا أدري كيف تم تجاهل هذا الأدب
ولكن كما اتفقنا .. بل كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
أن كل ابن آدم خطاء ..وأنه لا عصمة لعالم أبداً ..
فلعل هذا من باب الخطأ الذي يقع فيه هؤلاء الكرام ..
وأرجو أن تركز معي كثيرا هاهنا في هذه النقطة
وتابعني وأنت مجرد من الهوى لفلان أو علان ..
فقد اتفقنا أننا لا نقبل أن نسلم عقولنا لغير رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
فغيره يخطئ ويصيب .. مهما بلغ من العلم والمكانة ..

قصة حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه قصة مشهورة
وعد إلى تفسير الإمام ابن كثير رحمه الله في مطلع سورة الممتحنة
فقد أورد القصة بتفصيلها ، وخلاصتها المركزة :
أن حاطباً رضي الله عنه ، أفشى سر رسول الله صلى الله عليه
الذي أئتمنه عليه ، وفي قضية بالغة الخطر ..
فأرسل رسالة إلى قريش يخبرهم بـ( ما عزم عليه رسول الله )

وهذا ما يسمونه ( الخيانة العظمى ) لأنه كشف لسر حربي
ولكن الله أوحى لنبيه فكشف الأمر ..
فبعث الرسول صلى الله عليه وسلم
علياً والزبير والمقداد رضي الله عنهم ليلحقوا بامرأة التي معها الكتاب
قبل أن تصل به إلى مكة .. وقد كان ..
المهم الذي يعنينا ..
أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه رأى أن تضرب عنق حاطب
لأن هذه جريمة كبيرة كادت أن تسبب كارثة للمسلمين !!
شاهدنا في القصة هنا :
ماذا كان موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم.. قال لعمر :
لعل الله اطلع على أهل بدر ، فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ..

وكان حاطب ممن شهد بدر رضي الله عنه ..
ركز الآن وبقوة :
كيف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وازن بين خطأ فظيع وكبير .. سولت له نفسه به
وبين عمل رائع وعظيم قام به لنصرة دين الله
فضاعت زلته في بحر حسناته !!!
وهي القضية التي أشرنا إليها في أول هذا العرض
أعني التي قررها الإمام ابن القيم رحمه الله .. فتأمل ..

فلماذا لا نرى هذا الأدب النبوي الراقي مغيبا تماما عند هؤلاء العلماء الأفاضل رحمهم الله
حين يتعرضون بالتجريح والذم لعالم أو داعية أوشيخ !!

لماذا حين يذكرون سيئات ذلك الإنسان ..
لا يذكرون بالمقابل حسناته ، ومواقفه في خدمة الدين ، وما تحمله في هذا الطريق ونحو هذا وهذا ..
ويثنون عليه .. ويترحمون عليه .. الخ ..!!؟

لماذا التركيز فقط على مجموعة أخطأ ، لعلها لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة ..
وقد يكون له عذره ..أو تأويله ، أو .. أو .أو .. الخ
مما سنراه لاحقاً من خلال الأمثلة .. إن شاء الله ..

بل إنك ترى _ كما رأينا في أصل هذا الموضوع _
صور عدة من الاستخفاف بالطرف الآخر...!!
إنا لله وإنا إليه راجعون ..
لكن كما ذكرت سابقا ، مما نقلناه عن ابن الجوزي رحمه الله !
يحمل هذا على ما يكون بين الضرائر !!
والإمام الذهبي رحمه الله كذلك أشار إلى هذه النقطة
وتحدث عن قدح الأقران بعضهم لبعض ..!!!

وأسوق إليك تطبيقاً عمليا عجيبا ورائعا من تاريخ السلف
أعني تطبيقا لهذا الأدب النبوي الراقي الذي رايناه في قصة حاطب ..
فتأمل .. ولك بعد ذلك أن تضرب كفاً بكف وتتساءل
كيف يتعامى علماؤنا عن هذا الأدب ..

**
الشيخ اسماعيل الهروي .. كتب كتاباً سماه ( منازل السائرين )
جاء فيه عبارات مهولة ومروعة ، تدير رأسك
وقد ترمي الكتاب جانباً وأنت تصب جام غضبك على المؤلف ..
ولست ألومك لو فعلت ذلك !!!
لأن غيرك فعل ذلك ممن عاصروه .. إلا حد أنهم
رموه بالكفر والزندقة !! وطالبوه بالتوبة وتجديد إيمانه ، والبراءة مما كتب ..!!

وسأسوق إليك ( عينة ) مما قاله من مواطن متفرقة شتى
لأصل بك إلى قضية خطرة جداً وهامة جداً لها علاقة بموضوعنا ..
لعلها تفتح بين يديك آفاقا وراء آفاق .. فاستعن بالله وتابع :
مما أورده في كتابه هذه العبارات ( وهي مجرد عينات فحسب )

**
( الفكرة في عين التوحيد : اقتحام بحر الجحود) !!
( الرجاء : أضعف منازل المريدين ، لأنه معارضة من وجه ، واعتراض من وجه ، وهو وقوع في الرعونة ) !!!
( التهذيب : محنة أرباب البدايات ، وهو شريعة من شرائع الرياضة ) !!
( الدرجة الثانية : استقامة الأحوال . وهي شهود الحقيقة لا كسباً ..
ورفض الدعوى لا علماً ، والبقاء مع نور اليقظة لا تحفظاً )

وقال عن التوكل :
( وهو من أصعب منازل العامة ، وأوهى السبل عند الخاصة ..الخ )!!
وقال في منزلة التسليم _ الدرجة الثانية _ :
( تسليم العلم إلى الحال ، والقصد إلى الكشف ، والرسم إلى الحقيقة ) !!
وقال في منزلة الصبر :
( وأضعف الصبر : الصبر لله .. وهو صبر العامة .. وفوقه : الصبر بالله .. وهو صبر المريدين ..
وفوقه : الصبر على الله !! .. وهو صبر السالكين )
وقال في منزلة الشكر _ في الدرجة الثالثة _ :
( فإذا شهد المنعم عبودية : استعظم منه النعمة .
وإذا شهده حباً : استحلى منه الشدة ..
وإذا شهده تفريداً : لم يشهد منه نعمة ، ولا شدة ) !!

وعبارات أخرى كثيرة .. نتركها .. وإنما هذه نماذج
ويكفي من القلادة ما أحاط بالعنق
..
والذي نريد أن نخلص إليه من هذا العرض ما يلي :

رغم ما في هذه العبارات من معانٍ خطيرة ومهولة فيما يبدو لنا
تعال واسمع ما يقوله الإمام ابن القيم عن الشيخ الهروي نفسه :

( وكان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يقول _ عن الشيخ الهروي أيضا _ : عمله خير من علمه ..( !!! )

ثم يعقب ابن القيم على شهادة ابن تيمية هذه قائلاً :
( وصدق رحمه الله فسيرته _ يعني الهروي _ بالأمر بالمعروف والنهي
عن المنكر ، وجهاده أهل البدع لا يشق له غبار ، وله المقامات
المشهورة في نصرة الله ورسوله .. وأبى الله أن يكسو ثوب العصمة
لغير الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم ،
فقد أخطأ في هذا الباب لفظاً ومعنى ) يقصد الباب الذي يشرحه

ويقول عنه في مكان آخر :
( والمصنف _ أي الشيخ الهروي _ من أثبت الناس قدماً في مقام
الإيمان بالله وبالرسل وتعظيمهم وتعظيم ما جاءوا به )
ثم يعود ليكرر أنه مع هذا بشر يخطئ ويصيب ..

بل ما أكثر ما كان يقول عنه :
( شيخ الإسلام حبيبنا .. ولكن الحق أحب إلينا منه )

وقبل أن أنهي هذه النقطة ألفت النظر إلى ما قاله ابن القيم حول بعض تلك العبارات المتقدمة :

قال ابن القيم عند هذه العبارة :
( الفكرة في عين التوحيد : اقتحام بحر الجحود !! )
وقد خبط صاحب المنازل في هذا الموضع ،
وجاء بما يرغب عنه الكُمل من سادات السالكين ، والواصلين إلى الله ..
ثم فنّد هذا الكلام ..( ولم يسلط لسانه على القائل ولم يتهكم به ..فتأمل !!! )

قال ابن القيم عند هذه العبارة :
( الرجاء : أضعف منازل المريدين ، لأنه معارضة من وجه ،
واعتراض من وجه ، وهو وقوع في الرعونة ) !!!
شيخ الإسلام حبيب إلينا ، والحق أحب إلى قلوبنا منه ، وكل ما عدا
المعصوم صلى الله عليه وسلم فمأخوذ من قوله ومتروك ..
ونحن نحمل كلامه على أحسن محامله ...

ثم شرع يحمّل !! دون أن يتفوه بكلمة جارحة عن القائل ولا يستخف به !!!!

بل قد رايناه يصفه بـ ( شيخ الإسلام ) فتأمل ... !!!
بل كان يقول عنه في مواضع بعد أن يعرض عبارته :
يشير الشيخ _ رحمه الله وقدس روحه _ بذلك إلى .....ثم يكمل ..

تأمل هذا وقارنه بما يفعله بعض علمائنا المعاصرين مع الطرف الآخر !!
تسفيه واستخفاف وتحذير منهم وتحقير لهم .. وتناسي تام للحسنات !!!
شتان بين الثرى والثريا ...

أحسب أن رسالتي وصلت ..
وعلى كل حال ..
لعل الله أن ييسر لي الأمر لأعود من جديد
فأتناول هذه القضية من محاور أخرى ..
ولقد هممت منذ زمن أن اتحدث عنها ..
وكنت أتهيب الكلام فيها ..

ولكني رأيت الآن ولا سيما بعد قراءة أصل هذا الموضوع
رأيت أنه لم يعد في العمر بقية ، لأحسب حساباً لقادح يقدح فيّ
أو لمادح يمدح .. وما دامت غايتي الله وتحصيل مرضاته
فيلزمني أن أبين ما عندي ، لعل الله يفتح بهذا الكلام عيوناً عمياً
وآذانا صما .. وقلوبا غلفا ..

فكم هو مؤلم أن يتحول جمهرة غفيرة من أبناء وبنات الصحوة الإسلامية
إلى ببغاوات يرددون ما يسمعون ..
وبزعمهم أن ثقتهم في الشيخ فلان تشفع لهم عند الله !!!!
هيهات .. هيهات ..

على كل حال .
الجولة القادمة .. سأخصصها _ ان شاء الله _
لعرض محاور أخرى ، وسأسوق قواعد محددة واضحة
لمن يأبى ويصر إلا أن يردد جرح عالم لعالم وينشره ..
فإن وفى بهذه القواعد ، فأحسبه ناجياً عند الله
وإلا فإن الأمر أخطر مما يتصوره كثيرون .. والله المستعان
اللهم تقبل منا .. واهدنا وبارك فينا ..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

تحياتي إليك وخالص دعواتي لك .. وتقبل أعطر تحية من القلب

بو عبدالرحمن غير متصل قديم 06-09-2003 , 07:00 AM    الرد مع إقتباس
مدردش متقاعد مدردش متقاعد غير متصل    
مبدع فائق التميز جزيرة الدردشة  
المشاركات: 5,614
#13  
لله درك يا أبو أعبدالرحمن
كلام و ردود رائعة تستحق أن تسطر بماء الذهب..

حاولت أن أكتب تعقيبا على الموضوع فلم أستطع أن أزيد و لو حرفا واحدا..

فجزاك الله عنا خيرا و عن جميع المسلمين...


رجائي الحار إليك أن تضمن هذه الردود الرائعة في موقعك الرائع كي يستفيد منها من ابتلي بالطعن و القدح في علماء المسلمين..


لك مني كل الاحترام و التقدير شيخنا الفاضل..

مدردش متقاعد غير متصل قديم 06-09-2003 , 04:26 PM    الرد مع إقتباس
aziz2000 aziz2000 غير متصل    
عضو شرف السعودية  
المشاركات: 8,153
#14  

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مع اعتراضي على عرض الموضوع بهذه الطريقة وعدم ترتيبه ومع أن كلام الشيخ العلامة الأباني رحمه الله كان حديث مجلس مع طلبة علم وليس حديثا لعامة الناس .. ولأن أول من نشر الموضوع بهذه الطريقة هم (الجامية ) أدعياء السلفية الذين وُصفوا بأنهم خوارج على الدعاة والمجاهدين مرجئة مع الحكام .. وكان من الأفضل الإستفادة من علم الشيخ الجم الذي خلّفه بدلا من الإهتمام بماذا قال عن فلان وعلاّن ..

مع كل هذا .. إلا أنني أتوقع بأن أخينا المجاهد عمر بعدما يئس من محاولة استقطاب أعضاء سوالف الكبار للكتابة في قسم سوالف الإسلامية منذ مدة .. فجّر القنبلة بهذا الموضوع فكانت استفادتنا كبيرة منه بردود الإخوة مسدد .. وأبوعبدالرحمن .. وأخص بالذكر شيخنا أبو عبدالرحمن الذي استفدنا كثيرا من ردوده المنهجية والعلمية في هذا الموضوع .. ويبدو أن أخينا المجاهد عمر أيقن بأن سوالف الإسلامية لايوقظها إلا صاعقة كهربائية كهذه حتى يفوق الجميع من سباتهم ..

كنت أقول منذ زمن بأننا لو جاملنا بعضنا في طرح المواضيع وأصبحنا نخاف من طرح آرائنا لمجرد أننا نخاف ردة فعل أحبابنا من الأعضاء لما استفدنا كثيرا من كتابتنا في المنتدى .. فالإختلاف في الآراء يشجعنا على البحث وعلى التنقيب في أمهات الكتب مما يزيد من حصيلتنا العلمية .. ويوسّع مداركنا بطرح الآراء المختلفة ورؤية الأمور من جهات متعددة .. وهذا واضح جدا بما استفدناه من هذا الموضوع من أصله وكل ردوده .. أهم شئ أن يكون الوصول إلى الحق هو هدفنا كما جاء في كتاب الله وسنّة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ..

وجزاكم الله خيرا

aziz2000 غير متصل قديم 06-09-2003 , 07:10 PM    الرد مع إقتباس
المجاهد عمر المجاهد عمر غير متصل    
مبدع جزيرة العرب  
المشاركات: 2,821
#15  
حياكم الله جميعاً...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكر الأخ الحبيب أبو عبد الرحمن على الرد ، والنصائح الثمينة الغالية ، فجزاه الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء ، ونحسبه قد أراد الخير .

كما أشكر الإخوان...

مسدد ، مدردش متقاعد...

وأتوجه بشكر خاص من الأعماق للحبيب عزيز 2000 لحسن ظنه...


وأقول...


بأن لي عودة قوية للموضوع ، للرد على أقوال شيخي الحبيب أبو عبد الرحمن ، وأتمنى من الجميع أن تتسع صدورهم للردود والمناقشات ، وجرأة الطرح ، فلا مجال هنا للمجاملات


وأتمنى ممن كان لديه علم شرعي ، أو وصل لمرحلة متقدمة في طلب العلم ، أن يشارك معنا في هذا النقاش ، الذي ما أردنا به سوى الحق بعيداً عن أي أمر آخر ، أو أي تعصب لأي شيخ مهما كان .



فقط انتظروا ردي ، لأنني أحاول الحصول على وقت لكتابته وتبييضه



نسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه




المجاهد عمر

المجاهد عمر غير متصل قديم 07-09-2003 , 12:20 AM    الرد مع إقتباس
المجاهد عمر المجاهد عمر غير متصل    
مبدع جزيرة العرب  
المشاركات: 2,821
#16  

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ملاحظة هامة للأخ الحبيب مسدد :


قلت في كلامي عن سيد قطب رحمه الله...


"وفي كتاباته ما ينافي الأدب مع أنبياء الله ومع صحابته ، حين يتهم معاوية وعمرو بن العاص رضوان الله عليهم بالكذب والخديعة والرشوة ، ويتهم نبي الله موسى عليه السلام بالعصبية الجاهلية ، فهل هذا مما لا يجب التنبيه عليه ؟"

وعلقت أنت على كلامي في ردك علي...

"وأما ما ذكرته عنه في أقواله في معاوية وعثمان رضي الله عنهم فإني أذكرك بأن أبو سفيان رضي الله عنه هجا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولذلك رد عليه حسان بن ثابت: أتهجوه ولست له بكفؤ ... فشركما لخيركما فداء"


وكلامك أخي الحبيب مردودٌ عليك لعدة أمور :

الأمر الأول : لا يوجد أي إرتباط بين ما قلته أنا وبين إستشهادك .

الأمر الثاني : هجاء الرسول صلى الله عليه وسلم من قبل أبي سفيان كان قبل عام الفتح ، أي قبل إسلامه ، وإلا هل تتصور مسلماً حقاً يهجو رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟

الأمر الثالث : من الثابت في الروايات الصحيحة (وليست الموضوعة) أن أبا سفيان من الذين أسلموا وحسن إسلامهم فيما بعد ، حتى قال فيما يروى عنه "ما زال الرسول صلى الله عليه وسلم يعطيني من الغنائم ويتألفني ، حتى صار أحب إنسان لي ، بعدما كان أبغض إنسان أعرفه" ، هذا هو معنى كلامه وليس كلامه نصاً .


أحببت لفت نظرك لهذه النقطة أخي الحبيب ، مع فائق محبتي وإحترامي وتقديري لك ، ، ،


أخوكم في الله

المجاهد عمر

المجاهد عمر غير متصل قديم 07-09-2003 , 04:35 AM    الرد مع إقتباس
بو عبدالرحمن بو عبدالرحمن غير متصل    
مبدع متميز  
المشاركات: 5,287
#17  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي العزيز / مدردش ... رحم الله والديك ورفع الله مقامك في الدارين
حياك الله وبياك وجعل الجنة مأوانا ومأواك من غير سابقة عذاب ولا مناقشة حساب
حمداً لله على السلامة .. واسأل الله أن تكون وأهلك جميعاً في تمام الصحة وكمال العافية
وزيادة إيمان وإشراق يقين .. اللهم آمين

اسعدني تواجدك معنا هنا ..
وسرني أن وجدت كلماتي صدى لها في قلبك .. واسأل الله أن ينفعنا وإياك بما نقول ونسمع ونقرأ
ولا تنسني من دعواتك الطيبة أيها الفاضل الكريم .

أما بالنسبة لاقتراحك .. فجزاك الله خير الجزاء ..
نعم ..فكرت في هذا .. ولكني أريد أن أنهي ما عندي أولا ثم سأرجع ما كتب ،
وقد أعدل وأضيف وأعيد الترتيب .. وهكذا ..
ونسأل الله أن ينفع بهذا الذي نقول أخوانا وأخواتنا تحت كل سماء .. فالله الغاية وهو المراد .. وبالله التوفيق .

بو عبدالرحمن غير متصل قديم 07-09-2003 , 08:25 AM    الرد مع إقتباس
بو عبدالرحمن بو عبدالرحمن غير متصل    
مبدع متميز  
المشاركات: 5,287
#18  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي العزيز / عزيز
..... أعزك الله بالإسلام ، وأعز بك الإسلام حيثما كنت

جزاك الله خير الجزاء .. واعلم أخي الكريم
أنني لو كنتُ موفقاً فيما قلت وكتبت .. فإنما ذلك توفيق الله لي وتيسيره لي ، .. فالفضل ينسب لصاحبه ، وصاحبه هو الله وحده ..
أما أنا فلا ينبغي أن تنسب إليّ إلا الأخطاء .. وما أكثر أخطائي .. غير أني أرجو رحمة ربي ..
فلولا جميل ستره ، وكرمه وحلمه ، لانكشف الغطاء ، فلا يبقى لي أخ ، ولا يقرب مني صديق ..
أسأل الله أن يرحمني وإياك برحمته ، وأن يكرمنا بكرمه ، وأن يتقبلنا في عباده الصالحين ..

أخي الكريم .. أطالبك والح عليك في طلبي ..
أن تنقل موضوعك الذي عرضته هنا في الإسلامية بعنوان ( ماذا قال الشيخ بن جبرين ....)
تنقله إلى هنا فهنا مكانه الطبيعي .. غير أني أرجو أن لا تضع الرابط فقط ..
بل انسخ الموضوع كاملاً وضعه هنا ...
أما بالنسبة لي فإني ساقتبس منه سطوراً ، سأحتاجها إن شاء الله في جولات أخرى ..

تقبل تحياتي وخالص دعواتي لك بالتوفيق ..
ولا تنسني يا أخى من دعائك الطيب المبارك .

بو عبدالرحمن غير متصل قديم 07-09-2003 , 08:33 AM    الرد مع إقتباس
بو عبدالرحمن بو عبدالرحمن غير متصل    
مبدع متميز  
المشاركات: 5,287
#19  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الحبيب / المجاهد عمر ..
... رعاك الله وحفظك وحماك ويسر لك الخير أينما كنت

لله درك ايها الكريم ..
تسطر المدح وأنت أولى به .. وتثني ومن حقك أن يثنى عليك ..
اسأل الله أن يملأ زوايا قلبك كلها بنور اليقين حتى يتوهج هذا القلب الطيب بالنور ، فيفض هذا النور على كل جارحة من جوارحك
فتصبح متميزاً .. أعني ( مباركا) أينما كنت

اللهم يا أكرم الأكرمين أدعوك بجميع أسمائك الحسنى أن تحققني وأخي بهذه المعاني لنكون لك على الوجه الذي يرضيك ..
اللهم آمين

تحياتي إليك وخالص دعواتي لك .. ولا تنسني من دعواتك في جوف ليل أو وأنت ساجد ..
أمانة أحملك إياها : أن تذكرني عند ربك وأنت بين يديه .. لعل الله أن ينفعني بك .. دنيا وآخرة ..

بو عبدالرحمن غير متصل قديم 07-09-2003 , 08:38 AM    الرد مع إقتباس
بو عبدالرحمن بو عبدالرحمن غير متصل    
مبدع متميز  
المشاركات: 5,287
#20  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- ونتابع الرحلة ..
مستعينين بالواحد الأحد .. فمنه التوفيق ومنه المدد ..
= =

بمناسبة الحديث عن الشيخ ابن القيم والشيخ الهروي رحمهما الله
لا يفوتني أن أنوه وأنبه وألفت النظر إلى قضيتين تخدمان موضوعنا
القضية الأولى ..

تلاحظ أن الإمام ابن القيم اختار عنواناً مبهراً
وهو ( يجتهد ) على أن يجعل من كتاب ( منازل السائرين ) نقطة انطلاق يبني عليها ، ليُخرج للناس هذا السفر الرائع ، والكنز القيم فلله در ابن القيم ..
بمعنى ..

أنه كان يمكنه أن يجعل عنوان الكتاب .. مثلاً على النحو التالي :

تحذير المسلمين من كتاب منازل السائرين !!!!
منازل الهالكين ، لا منازل السائرين !!!!!
الرعد النازل على كتاب المنازل !!!!!!
الهروي على السفود !!!!!!!!!
سيوف الحق تهري الهروي ...!!!
ويلك آمن !!!!

ونحو هذه العناوين المثيرة اللافتة للنظر
ثم يشرع ( يتتبع الأخطاء ) ويضعها تحت المجهر الكبير ...ويشرشح !!
و ( يغض الطرف ) و ( يتعامى ) عن كل حسنة في الكتاب ..!!!!!!

ولكنه رحمه الله كان فقيها وعالماً ربانيا ً ، لم يفعل شيئاً من ذلك ، بل على العكس تماماً ..
وهذه هي القضية التي أريد أن أركز عليها في النقطة الثانية ..

النقطة الثانية التي أحب أن ألفت النظر إليها ( بقوة ) هي :

أن الإمام ابن القيم رحمه الله كان كثيراً ما يعرض عبارات الشيخ الهروي
ثم يقول ( وأرجو التركيز الشديد هنا )

يقول : هذه العبارة تحتمل ثلاثة أوجه ..

الوجه الأول :
وهو الحق المبين ، وهو مراد الشيخ من هذه العبارة
ثم يشرع يوضح هذا الوجه أروع توضيح .. حتى أنك لتعود إلى عبارة االشيخ وتتعجب غاية العجب ، أين هذا من هذا !!
ثم يقول :
والوجه الثاني : أيضا حق .. وإن أراده الشيخ فجيد ..
ثم يشرع يوضح الوجه الثاني الذي تحتمله العبارة ..
ثم يقول ( وركز أكثر هاهنا ) :

وأما الوجه الثالث فلا نحسب أن الشيخ يريده ولا عناه !!!!
وإن عناه الشيخ واراده فإننا نقول :

إن الشيخ حبيب إلى قلوبنا ، ولكن الحق أحب إلى قلوبنا منه ..
ثم يشرع يوضح خطأ هذا الوجه ويفنده !!
وهكذا ..

فانظر إلى هذا الأدب الراقي الرباني ...وانظر إلى ما يفعله غيره من تسليط الضوء فقط على الأخطاء
دون اية إشارة إلى حسنات الطرف الآخر ، فضلاً عن تحميل كلامه على أحسن المحامل _ كما رأينا ابن القيم وهو يقدم لنا هذا النموذج الفريد المتميز ..!!

وقبل أن أختم هذه الجولة ..
أريد أن أؤكد وأكرر لأقرر ..

أننا لا نعني ولا نقصد أنه لا ينبغي لأي شيخ أن ينتقد شيخا أو عالما أو داعية آخر ...
كلا ثم كلا...

ولكننا نرغب ونلح ونرجو ونتمنى ..

أن أي إنسان مهما علت مكانته العملية .. إذا رغب في نقد أو تجريح إنسان آخر لاسيما العلماء والشيوخ ودعاة إلى الله ..
أن يكون منصفاً ...
قال تعالى :
(.. وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا .. اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى )

نريد منه ونتمنى أن يقول على سبيل المثال :

فلان غفر الله له أخطأ في كذا .. وكذا .. وكذا .. وكذا ..
وقد جانب الصواب في هذه النقاط .. والحق بخلافه .. ويبين ويوضح ..
ثم يضيف ( ولابد ) :
ولكن في المقابل ..
علينا أن لا ننسى أن للرجل مواقف طيبة ورائعة في خدمة الإسلام والمسلمين ، وأنه .... وأنه ... وأنه ... وأنه ... وأنه .. وأنه .. وأنه .. وأنه ... وأنه .. وأنه .... وأنه .... وأنه .....الخ

وأنا أتعمد أن أكرر كثيراً ( وأنه ) لأشير أن الإنصاف يقتضي أن يجعل الثناء على هذا الإنسان أرجح من ذمه ..!!

فإذا أراد أن يكيل لنا بالمكيال الأوفى يقول :
ونحن إنما نلفت النظر إلى الأخطاء المتقدمة فحسب .. وليس معنى ذلك أن تحرق كتب الرجل ، وتدفن محامده ، وتمحى حسناته ، وينفر طلاب العلم من فوائده .. ونحو هذا ..
انتبه للأخطاء التي ذكرناه .. وانتفع به بعد ذلك ..!!

ثم يختم بختامة المسك فيدعو لذلك الإنسان بالرحمة والمغفرة والثبات والتوفيق والسداد الخ الخ الخ ..
فهل نرى هذا ( أو بعضه ) عند علمائنا المعاصرين !!
بعضهم تجاوز حده وهو ينتقد ويجرح ويشرشح ...!!!!
فتسيل على لسانه ألفاظاً وألقاباً تعجب وأنت تسمعها .. !

على كل حال ..
لقد أفضوا جميعاً إلى الله ، والله سيتولى الفصل بينهم ..
رحمهم الله جميعاً وأسكنهم فسيح جناته ..

هذه قضية هامة في موضوعنا .. والقضية المكملة لهذه النقطة
هي ما يتعلق بنا كمتابعين ومحبين لهؤلاء الشيوخ ، وطلاب بين أيديهم
فهذه نقطة أخرى لها كلام آخر ..
سنوفيه حقه في جولة قادمة .. ولكن خلاصة ما يمكن قوله في هذه العجالة هو :

لا ينبغي علينا أن نردد كالببغاء ما نسمعه من شيوخنا الكرام ، لاسيما في هذه الدائرة _ دائرة التجريح _
وعلينا أن نسد هذا الباب تماماً ، لنستبرئ لديننا أمام الله سبحانه
ومن أبى واصر إلا أن يردد في كل محفل ومجلس ما سمعه .. فعليه أن يوفي شروطاً أربعة ليلقى الله بقلبٍ سليم ..
ونؤجل عرض هذه الشروط إلى جولة أخرى ..

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..

بو عبدالرحمن غير متصل قديم 07-09-2003 , 08:43 AM    الرد مع إقتباس
aziz2000 aziz2000 غير متصل    
عضو شرف السعودية  
المشاركات: 8,153
#21  
ماذا قال الشيخ بن جبرين عن طعن العلماء بعضهم في بعض ؟؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين ، عالم جليل أفنى ما مضى من حياته في العلم والتعليم والإفتاء ... ، اشتهر بتواضعه ، وسعة صدره ، وصبره ، كما عُرف باجتهاده وعلو همته .. وقد قرأت له مقابلة قديمة أجرتها معه مجلة البيان في شهر شعبان من عام 1419 للهجرة .. وقد ورد فيها سؤال عن مقولة ( لحوم العلماء مسمومة ) وعن واجب أهل العلم وطلبته في حماية أعراضهم فكانت إجابته حفظه الله مليئة بالأمور التي أقرأ عنها لأول مرة .. فأترككم مع السؤال والإجابة :

(لحوم العلماء مسمومة) ؛ فما واجب أهل العلم وطلبته في حماية أعراضهم ؟

اشتهرت هذه العبارة بين الأمة ، وهي تفيد معرفتهم بفضل العلماء ، ومكانتهم في المجتمعات ، ومنزلتهم بين الأمة ، ولعل من أسباب تكرار هذه الكلمة ما وقع فيه البعض من الطلبة أو العامة ، أو المنتسبين إلى العلم ، من كثرة القدح والعيب والتنقص والاغتياب لبعض علماء الأمة ، وأكابر الدعاة والمعلمين ، وقد يكون الحامل لهؤلاء الحسد الذي يكثر بين حملة العلم ، وقد ذكر ابن عبد البر رحمه الله في (جامع بيان العلم وفضله) باباً كبيراً في طعن العلماء بعضهم في بعض ، قال : والصحيح أن من صحت عدالته ، وثبتت في العلم أمانته ، وبانت ثقته وعنايته بالعلم ، لم يلتفت فيه إلى قول أحد إلا أن يأتي في جرحه ببينة عادلة تصح بها جرحته ، ... والدليل على أنه لا يقبل فيمن اتخذه جمهور المسلمين إماماً في الدين ، قول أحد من الطاعنين ، أن السلف رضوان الله عليهم قد سبق من بعضهم كلام كثير في حالة الغضب ، ومنه ما حمل على الحسد ، كما قال ابن عباس : (استمعوا علم العلماء ، ولا تصدقوا بعضهم على بعض ، فوالذي نفسي بيده لهم أشد تغايراً من التيوس في زُرُبِها) . وفي قول له : (خذوا العلم حيث وجدتم ، ولا تقبلوا قول الفقهاء بعضهم على بعض ؛ فإنهم يتغايرون تغاير التيوس في الزريبة) . ثم نُقِل عن أبي حازم عن أبيه أنه قال في أهل زمانه : فصار الرجل يعيب مَنْ فوقَه ابتغاء أن ينقطع عنه ، حتى يرى الناس أنه ليس بحاجة إليه ، ولا يذاكر من هو مثله ، ويزهو على من هو دونه ، فهلك الناس ... إلخ . وقد ذكر أمثلة من طعن بعض العلماء في بعض نظماً ونثراً ، وقد اشتهر طعن الإمام مالك وهشام بن عروة في محمد بن إسحاق ، وبالعكس ، ولم يكن ذلك موجباً لرد روايتهم ، وهكذا طعن ابن حجر في العيني ، والعيني في ابن حجر ، وكذا ما حصل بين السيوطي والسخاوي ؛ وذلك لأن الحامل على ذلك المنافسة والحسد ، وحب الظهور ، وإذا كان ذلك ليس من أخلاق العلماء المتواضعين ، فعلى هذا لا يجوز سماع الطعن في العلماء المشهورين ، ولا يلتفت إلى من أخذ ينقّب عن مثالبهم ، ويتتبع أخطاءهم ، فيجعل من الحبة قبة ، ويتغافل عن فضائلهم وآثارهم ، وعلومهم الجمة التي نفع الله بها ، والله عند لسان كل قائل وقلبه .

aziz2000 غير متصل قديم 07-09-2003 , 11:04 AM    الرد مع إقتباس
yazeed6 yazeed6 غير متصل    
كاتب فعال جداً  
المشاركات: 1,566
#22  
رأي مغاير بين اخوي عمر وبوعبدالرحمن
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
حياكم الله جميعا وبياكم ..
اسمحوا لي على هذا التطاول من اخيكم العامي البسط الذي يريد اكبر قدر من الفائدة عندكم بارك الله فيكم ..
يبدو ان المشكلة في (( رموز )) هذا الموضوع التالي :

1) وجود دعاة لديهم من الشجاعة والاقدام وعدم خشية الطواغيت حتى هابهم خصومهم واحبهم الناس وهؤلاء الدعاة امثال سيد قطب وعبد الحميد كشك ولكن رصيدهم في العلم الشرعي فقير جدا بل عندهم انحرافات كبيرة في الشرع وهذا مما لا شك فيه .. نسال الله ان يتغمدهما بواسع رحمته ..

2) وجود علماء " ربانين" لديهم رصيد واسع من العلم الشرعي ولكن لديهم اشكال غريب وعجيب في مواجهة الطواغيت .. مثل الشيخ الالباني الذي رايناه ينتقد الشعراوي ولكن لم نسمع همسة انكار في حق طاغوت الاردن الذي لا يبعد عن بيته كثيرا والله المستعان ..نسال الله ان يتغمده بواسع رحمته ..

اخي بوعبد الرحمن .. سلمك الله
مدار حديثك لا يخرج عن نقد اسلوب الشيخ الالباني في جرحه بالشعراوي .. وكلامك فيه وجاهة الا انك لم تناقش اصل الموضوع ..
وهو حقيقة انحراف الشعراوي العقدي .. ومنها تفسيره لاية الاستواء ..وهنا مكمن الموضوع بارك الله فيك .

yazeed6 غير متصل قديم 07-09-2003 , 03:03 PM    الرد مع إقتباس
بو عبدالرحمن بو عبدالرحمن غير متصل    
مبدع متميز  
المشاركات: 5,287
#23  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ العزيز / يزيد
حياك الله وبياك وجعل الجنة مأونا ومأواك
من غير سابقة عذاب ولا مناقشة حساب .. اللهم آمين
بارك الله فيك .. وجزاك الله خير الجزاء على تشريفك لنا ومشاركتك إيانا ..

فقط لي ملاحظتان على حديثك الطيب
الأولى : أخي الكريم ليست غاياتنا من هذا النقاش تتبع أخطاء وقع فيها الشيخ فلان .. أو الشيخ فلا ..
كلا يا أخي .. ليس لهذا قبلت أن اشارك في هذا الحوار ، ولا إلى هذا قصدت حين كتبت ما كتبت ، وحين أرى الحوار اتجه هذا المنحى ، سأكف عن المشاركة .
هذه واحدة :

والثانية : تتعلق بملاحظتك عليّ.. بارك الله فيك .ارجو أن تقرأ كلامي بشيء من التركيز ، ولا سيما ردي الأول ..
فقد ذكرت هناك أني لا أناقش قضية التأويل لأننا متفقين أن الخطأ وارد ..
وإنما أناقش (( طريقة العرض )) فحسب ..
والحقيقة أن تعقيبك جعلني أعرج وأنا في رحلتي هذه لأتناول قصصا دامية ، ومشاهد موجعة ..
لأصل إلى التأكيد على خطورة هذه القضية التي نتناولها ..وأن غايتنا من هذا الحوار هدف أسمى وأرقى ..
فإلى هناك ...
تقبل وتحياتي وخالص تحياتي ..

بو عبدالرحمن غير متصل قديم 08-09-2003 , 11:20 AM    الرد مع إقتباس
بو عبدالرحمن بو عبدالرحمن غير متصل    
مبدع متميز  
المشاركات: 5,287
#24  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه مشاهد مؤلمة ، وقصص دامية ، وأحداث موجعة ..
أسوقها هاهنا لأقرر أن قضية مثل هذه ينبغي أن نصل فيها إلى حل ، وأن نحاول متكاتفين أن نكون سبباً في سد هذه الثغرة ، وردم هذه الهوة ، وتجاوز هذا الوضع المر ، وإنهاء مثل هذه المشاهد التي تدمي القلب ، والتي أحسب أن الله جل في علاه لا يرضى عنها ..

وما أسوقه هنا ليس سوى غيض من فيض مما أعرفه أنا ..
فهي ( عينات ) فحسب ، أما ما يعرفه غيري فأنا على ثقة أنه كثير جداً ومؤلم للغاية .. ولو تتبع مشمر لتسجيل مثل هذه القصص لخرج بين يديه مجلد ضخم ..! والله المستعان ..

المشهد الأول :
قال الراوي : فتاة جامعية من أقاربي ، كانت أبعد ما تكون عن الالتزام ، لا تعرف من التدين إلا الصلاة وعلى تكاسل فيها ، وعلى تفريط معها ، وشعارها الذي كانت تردده : طالما أن القلب نظيف ، فلا عبرة ببقية الأمور !! وهي طبعاً ترى أن قلبها أنظف ما يكون !!
ولذا لا تبالي بكثير من الأمور ، حتى خروجها بعباية لابد أن تكون عباية ملفتة للأنظار ، وشعرها منسدل على جبهتها تتلاعب به الريح ، ولا باس من الضحكات بصوت عالي ، والخروج معطرة مبخرة ..الخ
وأما الأغاني والموسيقى فحدث عن البحر ولا حرج .. ونحو هذا كثير .

.. قال الراوي :
المهم ، بلغني أنها عرفت طريق الهداية منذ بضعة أشهر ، خمسة أشهر تقريباً .. وأنها أقبلت على الله إقبالاً طيباً ، وأصبحت ذات اهتمامات دينية واضحة ...الخ ..
قال الراوي : ففرحت ووالله ، وقررت أن آخذ زوجتي إليها ، لعلها تستطيع أن تنفعها في أمور تحتاجها في رحلتها مع الله .. أو نحو ذلك ..
ولما انتهت الزيارة .. وأقبلت زوجي على السيارة وكنت أنتظرها فيها ، رأيت علامات استياء واضحة ، فسألتها ..
فقالت : نعم اهتدت ..ولكن ..!! وسكتت لحظات ثم قالت :
تصور أكثر من ساعة ونحن جلوس معها ، ولا هم لها إلا تناول العلماء ، والحط من أقدارهم ، والاستخفاف بهم ، مستندة إلى كلام تنقله عن الشيخ فلان في الشيخ فلان ..!!
وكلما أردنا تغيير الموضوع عادت إليه بقوة ، وحملت بعنف ، واستخفت بمن لا ( يحملون راية تعرية هؤلاء الجهلاء !!! ) .
وعمدنا إلى تنبيهها إلى أن من الخير لنا أن ننتفع بمثل هذه الجلسة فيما يعود على قلوبنا بمزيد من النور .. فكان مما قالت :
أنا لا اعترف أن في العالم الإسلامي سوى أربعة علماء فقط .. !!
والبقية لحومهم مستباحة حلال ، والكلام فيهم فرض ، والتحذير منهم واجب !!!!

أقول : لاحظ أن هذه لم تعرف طريق الهداية سوى منذ خمسة أشهر ..!!
ولاحظ الهم الذي أصبح يشغلها ، والهاجس الذي غدا متلبسا بها !!
ترى من جنى على هذه المسكينة !!؟

المشهد الثاني :
قال الراوي : كنت مدرساً في أحد المدارس وطلابي في نهاية المرحلة الإعدادية ، ذات يوم دخلت على الفصل في حصة إشغال _ احتياط _ بدلا من مدرس غائب ، فقررت أن استغل هذا الوقت بما يفيد ..
وكنت يومها أقرأ في كتاب رائع ، وكنت قد مررت فيه على فصول بديعة ، ذات أسلوب آسر ، وعبارات رشيقة ، وطرح رائع ، وفكرة قوية ، يحتاج إليها كل إنسان في أي دائرة من دوائر الحياة ..

فقلت في نفسي : هذه فرصة مواتية .. تكون حصة قراءة .. ومناقشة أدبية ، وتحبيب في عالم القراءة ، ووقوف على جمال البيان ، وإثراء للمفردات والصور الجميلة ، ومحاكاة لها ، ثم تأكيد على الفكرة وتعزيز لها من شواهد أخرى ..
ولم يخيب الله أملي .. وجرت الحصة رائعة .. وكانت الثمرة أن ألح الطلاب على معرفة اسم الكتاب .. والكاتب .. لشرائه .. رغم أنني لم أطلب منهم ذلك .. ولكن إعجابهم به دفعهم إلى ذلك ..

قال الراوي :
حين خرجت من الفصل متجهاً إلى حجرتي ، لحق بي أحد الطلاب ، وكان طالبا متميزا جداً ، ونجيبا جداً ، وقد أنعم الله عليه بمواهب عدة ..
فألح عليّ أن أعيره الكتاب ليومي الخميس والجمعة _ العطلة _ .. وذكر أنه أعجب بالموضوع ، وطريقة عرضه ، وجمال أسلوبه .. ونحو هذا ..
قال الراوي : قلت : بل دعه معك لأسبوعين اثنين حتى تفرغ من قراءته تماماً ..
وكاد أن يطير ، وتلعثم وهو يثني ويشكر ..

قال الراوي :
مع اطلالة يوم السبت ، كان الطالب ينتظرني على باب حجرتي .. منكس الرأس ، فسلمت عليه ، وأدخلته ، ثم سألته عن الكتاب .. وكنت قد لمحت الكتاب في يده ..
فما راعني إلا أن قال :
لم أقرأه ...لم أقرأ فيه صفحة واحدة ..!!
ووضع الكتاب على طرف الطاولة ..فسألته عن السبب .. فسكت قليلاً ثم قال في صوت متهدج :
ما كنت أبداً أظن أنك ستخدعني !!! والله أنا أحبك وأعتبرك قدوة لي ..ولكن ما خطر لي أبداً أنك يمكن أن تخدعني !!
ثم دمعت عيناه .. فسألته أن يوضح أكثر .

فقال : حملت الكتاب في فرح شديد إلى البيت ، وكنت كمن عثر على كنز ، وكنت أوطن نفسي أنني سأنتفع بالكتاب غاية الانتفاع ..
وفي البيت .. رأي أخي الأكبر ، وهو إنسان متدين ملتزم جداً ، رأى الكتاب في يدي ، فطلب أن ينظر إليه ، فلما أمسك به ، ورأى اسم الكتاب والمؤلف رماه جانباً ، وأخذ يحذرني من القراءة لأمثال هذا ..
وأن الكتاب مملوء بالأخطاء ، وأن فكر الرجل ملوث ..الخ الخ

قال الراوي :
وكظمت غيظي ، واستعذت بالله من الشيطان الرجيم .. وسكت قليلا .. ثم قلت : هل أقترح عليك شيئاً .. وتناولت قلماً أحمر ، وناولته الكتاب مرة أخرى ومعه القلم الأحمر .. ونظر إليّ متعجباً ..
وقلت : بلغ أخاك مني السلام ، والتحية والاحترام ، والشكر لأنه لفت نظري إلى هذا الأمر ..
وقل له : يطلب منك الأستاذ أن تتكرم وتشير بالقلم الأحمر إلى مواضع الخطأ في الكتاب موضعاً موضعاً ..وسأكون له من الشاكرين .. لأنني قرأت الكتاب كله ، وأنا الأن أعيد قراءته ، ولم ألاحظ فيه هذه الأخطاء التي يتحدث عنها. _ والكتاب في حدود الثلاثمئة صفحة _ ..

قال الراوي : وبرقت عينا الطالب ، وتهلل وجهه ، وفرح بما سمع ، وانصرف شاكرا ..
في اليوم التالي : جاء الطالب وقال : للأسف رفض أخي العرض ..
وألححت عليه أن يسمعني ما قال أخوه بالضبط ..
فتحرج قليلا ثم قال :
رفض فلما ألححت عليه قال أنه ليس فاضيا لقراءة مثل هذه الترهات !!
قال الراوي : وهنا لم استطع أن أتمالك نفسي ، ووجدتني أسوق جملة من الكلام الشديد ، وأخبرته أن يبلغ أخاه عني : أن هذا ليس من أخلاق طالب علم ، وإنه طالب هوى ، أو مقلد لفلان لا أكثر ولا أقل .. ونحو هذا من الكلام الذي اعتذرت منه للطالبي الصغير الذي وقع في حيص بيص بين أخ يحبه ، ومدرس يقدره ويحترمه ويراه قدوة !!!
السؤال :
ترى ما أثر مثل هذه الحادثة على هذا الطالب وأمثاله ؟!
الله المستعان ..

يتبع ....

بو عبدالرحمن غير متصل قديم 08-09-2003 , 11:21 AM    الرد مع إقتباس
بو عبدالرحمن بو عبدالرحمن غير متصل    
مبدع متميز  
المشاركات: 5,287
#25  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المشهد الثالث :

قال أب مكلوم يتحدث وهو يكاد يبكي :
استغفر الله ..تصور يا أخي .. أنني أحيانا أصل إلى أن أقول : ليت أبنائي لم يلتزموا ولم يعرفوا طريق الهداية !!! استغفر الله .. استغفر الله ..
قال :
والسبب .. أنهم وكان اثنان منهم في الجامعة وأخت لهم في الثانوية العامة ..
كانوا قبل هدايتهم في غاية الانسجام ، والمحبة ، والتآلف ، وروح المودة بينهم يلحظها الجميع ، وكنت في غاية الفرح بذلك .. رغم أنني كنت أعتب عليهم بعض ما هم فيه ، من معاصٍ لا أرضاها لهم ، ولكني لم أكن شديدا معهم فيها ..

ثم شاء الله لهم الهداية ، وهم يتابعون حلقات إيمانية في التلفاز ، في شهر رمضان منذ سنوات ثلاث .. وبدأوا يقبلون على الله .. على تفاوت في هذا الإقبال .. وفرحت جدا .. فقد اجتمع لهم مع ذلك الود والحب والألفة عامل جديد وهام ..

غير أن الأمور لم تسر كما نحب .. التحق أحدهم بحلقة شيخ .. والآخر تعرف على صحبة طيبة لشيخ آخر .. ومن هنا بدأت الزاوية تنفرج وتتسع !
ثم ما لبثا أن أصبحا يحولان كل جلسة يجتمعان فيها ، إلى معركة حامية ، حول الشيخ فلان والشيخ علان وكلام هذا في هذا ، وأخطاء هذا أو ذاك .. ويشتد أحيانا بينهما الأمر إلى الأيدي .. لاسيما في غيابي كما تقول أمهما ..!!

وتدخلت الأخت لتسوي بينهما وتصلح ، وتعاتب هذا ، وتوبخ هذا .. غير أن كل منهما اتهمها أنها مع الآخر .. فصب عليها كل منهما جام غضبه ، وانفعلت بدورها وأرعدت وأبرقت ، وتحول البيت إلى ساحة حرب في كل مرة يجتمعون فيها ..

قال الأب وهو يكاد يبكي : تصور أنه مضى عليهم شهور كثيرة لا يلتقي أحدهم بالآخر ، لا على طعام ، ولا على أي أمر من الأمور .. ولا يكلم بعضهم بعضا ، بل منهم من تغيرت معاملته معي ومع والديته بالذات وساءت !! وفشلنا في الاصلاح بينهم .. هذا مشرّق ، وذاك مغرب .. والأخت للأسف الشديد تحدثني أمها أنها انتكست على عقبها انتكاسة خطيرة ، بعد فترة هداية لم تدم أكثر من سنة ..!!

السؤال : هل هذه الصورة ترضي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .؟

المشهد الرابع :
قال الراوي :
تعرفت على شاب في الحي الذي أزوره لفترة عارضة ، وكان شابا متحمسا نشطاً ، وكانت له حلقة مسجدية حوله مجموعة غير قليلة من الفتية الصغار يعلمهم أحكام التلاوة .. وتوطدت بيني وبينه العلاقة ، وكان جل كلامي معه حول القرآن وأسراره ، وأعاجيبه ، واستخراج درره ولطائفه ، ونحو هذا ما يغذي الإيمان في القلب ، ويجد الإنسان صداه بوضوح ..

وكان الشاب يحرص على زيارتي ، لنجلس أكثر من ساعتين في مثل هذه الأجواء . لا يقطعنا عنها سوى الصلاة ..
ولما حان وقت عودتي إلى منطقتي التي اسكنها ، بعد قضاء اكثر من ثلاثة أسابيع مع هذا الشاب الطيب ..
جاء لزيارتي وقدم لي هدية ، ثم ذكر كيف أنه سيشتاق لمثل هذه الجلسات التي شعر بمردودها ، وصداها ، وأثرها ، وأبدى تألمه من انقطاعها .

قال الراوي :
وابتسمت .. وقلت له : كما قدمت لي هدية .. ساقدم لك بدوري هدية لن تنساها ..ستجعلك تتذكرني من جهة ، وستجعلك لا تنقطع عن مثل هذه الجلسات أصلاً من حهة أخرى !!
أعني سأهديك ألبوم اشرطة يتناول فيها الشيخ هذه المعاني كلها بشكل رائع وأفضل مني ، لأني إنما أنقل عنه ..

وكاد يطير من الفرح ، ودخلت وأحضرت له الالبوم .. ولما تناوله .. نظر إلى اسم الشيخ ، رمى الالبوم جانباً كأنما لدغته حية .. !!
وقال : أعوذ بالله ...!! فلان .. هذا لا أقبل منه صرفاً ولا عدلا.. هذا قيل فيه .. وقيل فيه ..!!
قال الراوي : فطلبت منه أن لا يسترسل .. ولكني سألته .. ألم تقل أن أحاديثي معك كانت نافعة ، وتجد صداها في قلبك ؟ .. قال : نعم .
قلت : فهي من هذا الشيخ بعينه ..!
قال بسماجة أو بسذاجة : أقبلها منك ، لكني لا أقبلها منه ..!!!!!

السؤال : على أي شيء سيربي هذا أولئك الفتية !!!؟؟ وعلى أي شيء سينشأون !!؟وهل هناك أجهل من هذا ؟!


المشهد الخامس
قال الراوي :
جاءني ذات يوم طالب علم وناولني مذكرة كبيرة _ ملزمة تحتوي على أكثر من أربعمئة صفحة _ مطبوعة على الحاسوب ، وطلب مني مراجعتها لغوياً ..

وسألته عنها ، فقال : هي خلاصة تتبع طويل في كتب الشيخ فلان والشيخ فلان .. وقد جمعت مجموعة من الأخطاء التي لا يستهان بها في كتبهما ، وعلقت وناقشت وكشفت المخبوء !!
قلت : كم استغرق منك ذلك ؟ قال في انتشاء : سنتين ..
قلت : كيف كانت طريقتك حين أقبلت على كتب هذين الشيخين .؟! ..
قال : النية كانت معقودة أصلا على تتبع الأخطاء !! لتعرية أمثال هؤلاء المشايخ!! والتحذير منهم !!!

قلت : خسرت سنتين من عمرك في عمل أخاف أن لا يتقبل منك ..
قال : كيف ؟ قلت : أيهما أولى بكشفه وتعريته : عالم يكثر الإقبال عليه ، والاستشهاد بكتبه ، وأقواله ، أم عالم نسبة الإقبال عليه أقل ..
قال : الأول والله أولى لحماية أكبر عدد من الناس مما يدسه في كتبه !
قلت : أنا لم أقل أنه يدس .. فلا تخلط الأوراق .. ولكني أسأل فقط أيهما أولى بالتفتيش في كتبه وقد اتفقت معي على أنه الأول .

قال : نعم . قلت : والآن دعني استحلفك بالله العظيم .. لو أنك أقبلت على كتب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله عليه بنفس النية التي اقبلت بها على كتب هذين الشيخين ، وهي كتب كثيرة لاسيما مجموعة الفتاوى .. هل كنت ستجد أخطاء متناثرة هنا وهناك في خضم تلك المجلدات أم لا ..
سكت قليلا ثم قال : بل سأجد ولابد .. لأنه ليس معصوماً ..
قلت : فمن باب أولى إذن أن تشحذ سكينك لتذبح ابن تيمية على نفس الطريقة التي ذبحت بها هؤلاء ...
فتلجلج قليلا ثم قال لا أحسب أني سأجد أخطاء كبيرة هناك كما وجدتها هنا ..

قلت : تقول : لا أحسب ... معنى هذا أنك تظن ، ومعنى هذا أنك لست على يقين ..
طيب دعنا نقوم بتجربة .. حتى أكشف لك أنك خسرت سنتين من عمرك بلا طائل ..

قال : كيف ؟ قلت : اذكر لي أفدح خطائين أمسكتهما على هؤلاء الشيوخ _ غير قضية التأويل لأننا قد فرغنا منها _ كان ذلك في لقاء آخر _
وسأذكر لك بدوري _ ما أتلقطه من ذاكرتي من أمور كنت أعثر عليها اثناء قراءتي لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
مع أني لم أكن أتعمد ذلك ، ولا قصدته ، ولا حتى سجلته في كراس متابعتي ..بل ولا ذكرته لأحد من الناس ، ولكن دفعني حديثك الآن إلى ذلك ..واسأل الله أن يغفر لي .

فذكر ما رآه أكبر خطائين عثر عليهما ..
قال الراوي : وعرضت عليه نقطتين مما مر بي عند شيخ الإسلام .رحمه الله .
وهاله ما سمع .. وأنكر أن يكون ذلك ..
قلت له : هذا الذي أريد أن أصل بك إليه ..
كما تفرغت سنتين كاملتين لتتبع أخطاء هؤلاء .. فتفرغ الآن سنة كاملة ، لتتبع أخطاء وقعت هنا وهناك عند شيخ الإسلام ابن تيمية ..!
وشيخ الإسلام رحمه الله أكثر شهرة من هذين ، ولا يكاد عالم وطالب علم إلا ويرجع إلى كتبه وأقواله .. فشمر لتحذر منه لو كنت تستطيع !!!!


الشاهد في هذه القصة :
لاحظ كيف أنشغل هذا سنتين يتتبع أخطاء العلماء ويتصيدها ، ويعمل على نشرها في كتاب ، وكان أولى له وأجدر أن ينتفع بوقته فالوقت هو الحياة !!!

المشهد السادس :
وهو الأكثر دموية ..!!
أن ترى معركة بالأيدي والعصي في مسجد من المساجد .. انقسم الشباب فيه إلى فريقين ..
فريق يصر على أن تخرج كتب واشرطة الشيخ فلان من مكتبة المسجد ...!
وفريق يصر أن تبقى .. !!
وتلاسن الطرفان ، واحتد الكلام ، وتبادلوا الاتهامات ثم اشتبكوا بالأيدي !!
هذه مجرد نماذج مما أعرفه .. ناهيك عما لا أعرفه مما أنا على يقين أنه كثير ولا يحصره عد ..

الذي أريد أن اصل إليه من خلال هذه المشاهد هو :
أما آن لنا أن نتكاتف ونحاول أن ننهي هذه الأزمة لا سيما والإسلام والمسلمون يتعرضون لما يتعرضون له من مؤامرات ..؟!
ليقل الشيخ فلان فيمن يشاء ما يقول ، ليست هذه قضيتنا ..
نعم ، كنا نرجو ونأمل _ كما قد أشرت سابقا _ أن يقول ما يشاء أن يقول ولكن مع روح الإنصاف .. وبعيدا عن الاستخفاف والحط من أقدار الآخرين ، والتحذير من الاقتراب منهم ، ونحو هذا ..
بل يتسلط النقد حول الخطأ الوارد ، ويفند ، ويوجه ..الخ

مع التنبيه لطلاب العلم إلى أن هذا التجريح لا يعني بالضرورة أن الرجل لا يجوز الأخذ عنه ، ويسمح لمن هب ودب بأن يتناوله حتى في عرضه !!!
هذا من جهة ..

لكن الذي يعنينا أكثر هو نحن كمستمعين ومتابعين وطلاب علم .. ما موقفنا نحن من هذا الذي نراه ونسمعه ...
هذه هي قضيتي في هذا الحوار .. ليس الدفاع عن فلان أو علان .. ولا مهاجمة هذا أو ذاك .. فقد أفضوا جميعا إلى ربهم ، وهو يتولى القضاء بينهم ..

وطالب العلم الجاد الصادق سينتفع من الخير حيث وجده ، ويلتقط الخير من أي وعاء خرج منه ..
ما كان من صواب فمن الله وحده ، وما كان من خطأ فإني استغفر الله وأتوب إليه
ولنا لقاء بإذن الله تعالى ..

بو عبدالرحمن غير متصل قديم 08-09-2003 , 11:30 AM    الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع
صفحة 1 من 3 1 2 3 >


[عرض نسخة للطّباعة عرض نسخة للطّباعة | ارسل هذه الصفحة لصديق ارسل هذه الصفحة لصديق]

الانتقال السريع
   قوانين المشاركة :
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة لا بإمكانك إضافة مرفقات لا بإمكانك تعديل مشاركاتك
كود في بي vB متاح الإبتسامات متاح كود [IMG] متاح كود HTML متاح



لمراسلتنا - شبكة سوالف - الأرشيف

Powered by: vBulletin
Copyright © Jelsoft Enterprises Limited 2000.