بسم الله والصلاة والسلام على أشرف خلق الله , جل ثناؤه وتقدس أسماءه وعز جلاله , يا من خلق كل شيء ,
ولم يكن قبله شيء , ويا من لا بعده شيء , ويا من خلق الأحياء من ماء وعلم آدم الأسماء , وتعالى في السماء ,
يا باعث النبين وحافظ المرسلين , ومكرم المتقيين , ومعز المسلمين , ومذل المشركين , آتنا من لدنك رحمة وهيء
لنا من أمرنا رشدا , آتنا حكمة وعلمنا يا عليم , يا كريم , يا حكيم , أما بعد فإني في موضوعي هذا أشرح
وأؤكد ما الفرق بين العقل والقلب ؟؟؟ القلب ما هو ؟؟ والعقل ما هو ؟؟؟

إن الإختلاف الذي طرأ على كثير من المسلمين حول ستائر هذا الأمر من خلط بين العقل والقلب , فهنا أتمنى وأرجو
من الله أن يوفقني لشرح بليغ يشفي مرض السؤال عندك .

إن العقل موجود في الرأس وهو يقوم بأهم المهام ويقوم بعمل وصلات بين أعضاء الجسد , وهو يقوم بأمر اليد
بأن ترفع , وهو مسؤول عن تنظيم غدد الجسد من إفرازات , مسؤول عن مراقبة الجسد ككل , وهو مركز الفكر
الذي يحلل ويفكر في حوادث ما يحصل , والقلب هو عضو موجود في الصدر قريبا الى جهة الشمال من الجسد
وهو يضخ الدم في الجسد , وهو عضو هام لدى الروحانيين من الأهمية الكبيرة التي يتصدرها حول نقائه وصفائه
عند العابدين الزاهدين , وسواده وغلظه عند الكافرين الضالين , وقد ذكر القرآن الكريم ذلك , من نقاء قلب
المؤمنين المتقيين , وسواده عند المشركين وقد بينا ذلك قبل قليل , وهذا القلب الذي يتحدث عنه هو قلب غيبي
لا يمكن قياسه أو حتى التحكم به من الخارج , وهو كما ذكر سعيد حوى في كتابه , أن القلب هذا متمركز
في باطن القلب الملموس المعروف الضاخ للدم , وهو ليس كما إدعى البعض أنه الدماغ والتفكير , إن الدماغ
كما ذكرنا يحلل الأمور , ويعرضها على القلب , فإما أن يؤمن بها القلب وإما أن يكذبها , وهذه وظيفة القلب
في الإيمان حيث يفكر العقل ومن ثم يعرض تحليلاته على القلب والذي هو مركز الإحساس لقوله عليه الصلاة والسلام
: الإيمان ها هنا(ثلاث مرات) وهو يشير الى ناحية قلبه في الصدر , وقد كان العلماء يعتقدون على ان الدماغ
هو العضو المسؤول عن الأحاسيس , ولكن البحوث العصرية اليوم تثبت ان القلب مصدر الإحساس , فسبحان الله !
ما كان أي بحث يقوم به علماء اليوم مضادا لديننا الحنيف , وكلما زاد العلم , والله زاد إيماني , فاللهم ثبتني
على الإيمان وزدني منه , وهنا أنهي كلامي بقول أني لا أريد الإطالة عليكم , خوفا من ملل القارئ فيهرع للطلاق
من القراءة والتفسح في هذا الدين الحنيف , بل على العكس , أريد من إخوتي وأخواتي , أن لا يمتنعوا عن القراءة ,
فأول أمر من الله في الكتاب العزيز الكريم , قال فيه : إقرأ , وإن شاء الله أفدتكم , إن كان ما كتبت من خطأ
فمني ومن الشيطان , وما كان من حق فمن الله , فاللهم زدني حكمة يا رب العالمين .