إقتباس:
طلحة والزبير من العشرة المبشرين بالجنة
|
الشيعة على اعتقاد بأنّ حديث العشرة المبشرة هو
من الموضوعات المختلقة على عهد بني أميّة ، وضعوه على لسان بعض الصحابة .
وممّا يثبت القول ببطلان حديث تبشير العشرة بالجنة ما رواه
الشيخان والنسائي عن
سعد بن أبي وقّاص ، قال :
ما سمعت النبي « صلى الله عليه وآله وسلم » يقول لأحد يمشي على وجه الأرض إنّه من أهل الجنّة إلاّ لعبد الله بن سلاّم .
فهذا سعد ـ وهو أحّد العشرة المذكورين في حديث التبشير ـ قد شهد بأنه لم يسمع النبي « صلى الله عليه وآله وسلم » يبشّر أحداً بالجنة سوى عبد الله بن سلاّم .
لكنّا نعلم أن قوله هذا لا يصح على اطلاقه ، اذ قد استفاضت النقول بتبشير جماعة
من خيار الصحابة بالجنة ، إلاّ ان القدر المتيقّن من كلامه انه لم تقع البشارة من النبي « صلى الله عليه وآله وسلم » لجميع اولئك العشرة لا سيما على النحو المذكور في حديث العشرة ، وان قطعنا بوقوعه لبعضهم في موطن آخر
كتبشير النبي « عليه السلام » أمير المؤمنين علياً « عليه السلام » وأهل بيته الكرام بالجنة ، واخباره بانّه ساقي الحوض وصاحبه عليه ، وان الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنّة وغير ذلك .
فتبين ان حديث العشرة المبشرة والشهادة لهم بالجنة لم يكن يعلم به أحد من المبشرين أنفسهم ، وانّما هو ـ كما قلنا ـ من الموضوعات المختلقة .
ويدل على هذا أيضاً :
1 ـ أن دليل العقل يمنع من القطع بالجنة والأمان من النار لمن تجوز منه مواقعة قبائح الاعمال ،
ومن ليس بمعصوم من الزلل والضلال ، فلا يجوز أن يعلم الله تعالى مكلّفاً كهذا بأن عاقبته الجنة ، لانّ ذلك يغريه بالقبيح ، ولا خلاف أن التسعة لم يكونوا معصومين من الذنوب
(وقد اقريت انت بانهم غير معصومين من الزلل)، وقد واقع بعضهم ـ على مذهب أكثر اهل السنة ـ كبائر ـ وان ادّعوا انهم تابوا منها ـ فثبت ان الحديث باطل مختلق .
2-لو كان الأمر على ما ظنّه القوم من صحّة هذا الحديث عن النبيّ « صلى الله عليه وآله وسلم » ، أو روايته
في وقت عثمان لاحتجّ به على حاصريه في يوم الدار في استحلال دمه ، وقد ثبت في الشرع حظر دماء أهل الجِنان ـ الإفصاح : 73 ، تلخيص الشافي 3 / 241 ـ .
ثمّ ما الذي ثبّط سعيد بن زيد ـ راوي الحديث ـ والطلحتَين الناكثَين وسائر الأحياء من العشرة يومذاك عن نجدة وليّهم بحديث التبشير بالجنّة ؟! ولِمَ ضنّ به أُولئك الرهط ـ لو كان ـ على صاحبهم ، مع أنّه من أنجع ما يُدرأ به الشرّ وتحسم به مادّة النزاع ؟!
وعلامَ نبذوا ابن عفّان بعد مقتله ثلاثة أيّام ملقىً على المزبلة حتّى خرج به ناس يسير من أهله إلى حائط بالمدينة يقال له : « حشّ كوكب » كانت اليهود تدفن فيه موتاهم ،
فرجم المسلمون سريره ومنعوا الصلاة عليه ، إلى غير ذلك ممّا هو مسطور في كتب السِيَر والتواريخ في قصّة قتل عثمان ـ تاريخ الطبري 5 / 143 ـ 144 ، الاستيعاب ـ ترجمة عثمان ـ .
بل روى ابن عبد ربّه الأندلسي في « العقد الفريد » ـ 3 / 84 ـ عن العتبي ، قال : قال رجل من بني سليم : قدمت المدينة
فلقيت سعد بن أبي وقّاص فقلت : يا أبا إسحاق ، من الذي قتل عثمان ؟ قال : قتله سيف عائشة وشحذه طلحة وسمّه عليّ ، قلت : فما حال الزبير ؟ قال : أشار بيده وصمت بلسانه . انتهى .
فلو أنّ شيئاً من تبشير عثمان بالجنّة كان قد ثبت عند الصحابة لَما ألّبوا عليه ولا كتبوا إلى الناس يستدعونهم لجهاده، والمنصف المتأمّل لذلك يجزم بأنّ حديث التبشير لم يكن له إذ ذاك عين ولا أثر ، وإنّما اختُلق في دولة بني أُميّة .
الثالث : قد علم البرّ والفاجر ، والمؤمن والكافر ، ما وقع من أكثر هؤلاء المبشّرين من المخالفات للإمام عليٍّ «عليه السلام » وبين طلحة والزبير من المباينة في الدين والتخطئة من بعضهم لبعض والتضليل والحرب وسفك الدم على الاستحلال به دون التحريم ، وخروج الجميع من الدنيا على ظاهر التديّن بذلك دون الرجوع عنه بما يوجب العلم واليقين، فكيف يكون كلّ من الفريقين على الحقّ والصواب ـ مع ماذكرناه ـ الإفصاح : 73 ـ 74 ، الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف : 522 ـ ؟! وكيف يحكم للجميع بالأمان من عذاب الجحيم والفوز بجنّات النعيم ، والحقّ مع عليٍّ يدور معه حيث دار ـ راجع 2 / 122 ـ 126 من كتاب « فضائل الخمسة من الصحاح الستّة » تجد الحديث بألفاظه المختلفة ؟!
الرابع : لو كان الحديث صحيحاً ـ كما زعموا ـ لكان الأمان من عذاب الله لأبي بكر وعمر وعثمان به حاصلاً
ولَما جزعوا عند احتضارهم من لقاء الله تعالى واضطربوا من قدومهم على أعمالهم مع اعتقادهم أنّها مُرضية الله سبحانه، ولا شكّوا بالظفر بثواب الله عزّ وجلّ ، ولجَرَوا في الطمأنينة لعفو الله تعالى ـ لثقتهم بخبر الرسول « صلى الله عليه وآله وسلم » ـ مجرى أمير المؤمنين « عليه السلام » في التضرّع إلى الله عزّ وجلّ في حياته أن يقبضه الله تعالى إليه ويعجِّل له السعادة بما وعده من الشهادة ، وعند احتضاره أظهر من سروره بقرب لقائه برسول الله « صلى الله عليه وآله وسلم » واستبشاره بالقدوم على الله عزّ وجلّ لمعرفته بمكانه ومحلّه من ثوابه ، كيف ؟! ومن أطاع الله أحبّ لقائه ومن عصاه كره لقاءه .
قال المفيد رحمه الله تعالى في « الإفصاح » ـ ص73 ـ : والخبر الظاهر
أنّ أبا بكر جعل يدعو بالويل والثبور عند احتضاره ، وأنّ عمر تمنّى أن يكون تراباً عند وفاته ، وودَّ لو أنّ أُمّه لم تلده ، وأنّه نجا من أعماله كفافاً ، لا له ولا عليه ، وما ظهر من جزع عثمان بن عفان عند حصر القوم له ، وتيقّنه بهلاكه ـ راجع كتاب « السبعة من السلف من الصحاح الستّة » : 16 ، 43 ، 114 ـ دليل على أنّ القوم لم يعرفوا من رسول الله « صلى الله عليه وآله وسلم » ما تضمّنه الخبر من استحقاقهم الجنّة على كلّ حال ، ولا أمِنوا من عذاب الله سبحانه لقبيح ماوقع منهم من الأعمال . انتهى .
ومما ذكر ينكشف لك (ان كنت من طالب الحق)أنّ حديث تبشير العشرة بالجنّة زخرف من القول ، ليس له أصل ، فلا تغرّنك كثرة طرقه ، ولا تهولنّك وفرة أسانيده وشهرته ،
فلرُبّ مشهور لا أصل له .
فإن استشهد علي الاخ searcher
بفقرة من كتاب نهج البلاغة، فأقول هلا قرأت بقية الكتاب فتعرف رأي الامام علي (ع) في من ذكرت من اسماء؟
او دعني انقل لك القليل من ذلك
1 - في خطبة لهم في شأن طلحة و الزبير (نهج البلاغة، خطبة رقم 137 او 136 )
وَاللهِ مَا أَنْكَرُوا [عَلَيَّ] مُنْكَراً، وَلاَ جَعَلُوا بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ نِصْفاً،
وَإِنَّهُمْ لَيَطْلُبُونَ حَقّاً [هُمْ] تَرَكُوهُ، وَدَماً هُمْ سَفَكُوهُ، فَإِنْ كُنْتُ شَرِيكَهُمْ فِيهِ فَإِنَّ لَهُمْ نَصِيبَهُمْ مِنْهُ، وَإِنْ كَانُوا وَلُوهُ دُونِي فَمَا الطَّلِبَةُ إِلاَّ قِبَلَهُمْ، وَإِنَّ أَوَّلَ عَدْلِهِمْ لَلْحُكْمُ عَلَى أَنْفُسِهِمْ، وَإِنَّ مَعِي لَبَصِيرَتِي، مَا لَبَّسْتُ وَلاَ لُبِّسَ عَلَيَّ،
وَإِنَّهَا لَلْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ، فِيهَا الْحَمأُ وَالْحُمَةُ وَالشُّبْهَةُ الْمُغْدِفَةُ، وَإِنَّ الاَْمْرَ لَوَاضِحٌ، وَقَدْ زَاحَ الْبَاطِلُ عَنْ نِصَابِهِ، وَانْقَطَعَ لِسَانُهُ عَنْ شَغَبِهِ. وَايْمُ اللهِ لاَُفْرِطَنَّ لَهُمْ حَوْضاً أَنَا مَاتِحُهُ، لاَ يَصْدُرُونَ عَنْهُ بِرِيٍّ، وَلاَ يَعُبُّونَ بَعْدَهُ فِي حَسْي!
وقال في امر مبايعتهما له
منه: [في أمر البيعة]
فَأَقْبَلْتُمْ إِلَيَّ إِقْبَالَ الْعُوذِ الْمَطَافِيلِ عَلَى أَوْلاَدِهَا، تَقُولُونَ: الْبَيْعَةَ الْبَيْعَةَ! قَبَضْتُ كَفِّي فَبَسَطْتُمُوهَا، وَنَازَعَتْكُمْ يَدِي فَجَاذَبْتُمُوهَا.
اللَّهُمَّ إنَّهُمَا قَطَعَاني وَظَلَمَاني، وَنَكَثَا بَيْعَتِي، وَأَلَّبَا( النَّاسَ عَلَيَّ; فَاحْلُلْ مَا عَقَدَا، وَلاَ تُحْكِمْ لَهُمَا مَا أَبْرَمَا، وَأَرِهِمَا الْمَسَاءَةَ فِيَما أَمَّلاَ وَعَمِلاَ، وَلَقَدِ اسْتَثَبْتُهُمَا قَبْلَ الْقِتَالِ، وَاسْتَأْنَيْتُ بِهمَا أَمَامَ الْوِقَاعِ، فَغَمَطَا النِّعْمَةَ، وَرَدَّا الْعَافِيَةَ.
هذا رأي مبشرٍ بالجنة (امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام) باثنين ممن يدّعى بأنهم من المبشرين بالجنة
فهل أهل الجنة يدعون على بعضهم البعض؟ او يقاتلون بعضهم البعض؟ سبحان الله
و قال
احسان
إقتباس:
والبقية أظنهم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
فماذا تريدنا أن نقول عنهم !!!
|
اما البقية فانقل لك من نفس الكتاب (نهج البلاغة) رأي امير المؤمنينعلي بن ابي طالب(ع) بهم
2 -ومن كلام له (عليه السلام)
في ذكر عمروبن العاص
عَجَباً لاِبْنِ النَّابِغَةِ! يَزْعُمُ لاَِهْلِ الشَّامِ أَنَّ فِيَّ دُعَابَةً، وَأَنِّي امْرُؤٌ تِلْعَابَةٌ: أُعَافِسُ وَأُمَارِسُ!
لَقَدْ قَالَ بَاطِلاً، وَنَطَقَ آثِماً.
لاحظ ما سيأتي فقد وصفه بأكثر من صفه 3 منها من صفات المنافق (سؤال للاذكياء فقط:: ماهي صفات المنافق؟)
أَمَا ـ وَشَرُّ الْقَوْلِ الْكَذِبُ ـ
إِنَّهُ لَيَقُولُ فَيَكْذِبُ، وَيَعِدُ فَيُخْلِفُ، وَيُسْأَلُ فَيَبْخَلُ، وَيَسْأَلُ فَيُلْحِفُ، وَيَخُونُ الْعَهْدَ، وَيَقْطَعُ الاِْلَّ; فَإِذَا كَانَ عِنْدَ الْحَرْبِ فَأَيُّ زَاجِر وَآمِر هُوَ! مَا لَمْ تَأْخُذِ السُّيُوفُ مَآخِذَهَا، فَإِذَا كَانَ ذلِكَ كَانَ أَكْبَرُ مَكيدَتِهِ أَنْ يَمْنَحَ الْقَوْمَ سُبَّتَهُ(1).
أَمَا واللهِ إِنِّي لَـيَمْنَعُنِي مِنَ اللَّعِبِ ذِكْرُ الْموْتِ، وَإِنَّهُ لَْيمَنَعُهُ مِنْ قَوْلِ الْحَقِّ نِسْيَانُ الاْخِرَةِ، إِنَّهُ لَمْ يُبَايعْ مُعَاوِيَةَ حَتَّى شَرَطَ لَهُ أَنْ يُؤْتِيَهُ أَتِيَّةً، وَيَرْضَخَ لَهُ عَلَى تَرْكِ الدِّينِ رَضِيخَةً.
وخذه لوحدها تكفي في حق معاوية
3-
معاوية بن ابي سفيان
فمن كتاب له (عليه السلام)
إلى معاوية جواباً (نهج البلاغة،كتب امير المؤمنين، كتاب رقم 28 )
أَمَّا بَعْدُ، فَقَدْ أَتَانِي كِتَابُكَ تَذْكُرُ فِيهِ اصْطِفَاءَ اللهِ تعالى مُحَمَّداً(صلى الله عليه وآله) لِدِينِهِ، وَتَأْيِيدَهُ إِيَّاهُ بِمَنْ أَيَّدَهُ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَلَقَدْ خَبَّأَ لَنَا الدَّهْرُ مِنْكَ عَجَباً، إِذْ طَفِقْتَ تُخْبِرُنَا بِبَلاَءِ اللهِ عِنْدَنَا، وَنِعْمَتِهِ عَلَيْنَا فِي نَبِيِّنَا، فَكُنْتَ فِي ذلكِ كَنَاقِلِ الَّتمْرِ إِلَى هَجَرَ، أَوْ دَاعِي مُسَدِّدِهِ إِلَى النِّضَالِ.
وَزَعَمْتَ (لاحظ كلمة زعمت)
أَنَّ أَفْضَلَ النَّاسِ فِي الاِْسْلاَمِ فُلاَنٌ وَفُلاَنٌ (من كان يقصد بفلان و فلان؟)، فَذَكَرْتَ أَمْراً إِنْ تَمَّ اعْتَزَلَكَ كُلُّهُ، وَإِنْ نَقَصَ لَمْ يَلْحَقْكَ ثَلْمُهُ، وَمَا أَنْتَ وَالْفَاضِلَ وَالْمَفْضُولَ، وَالسَّائِسَ وَالْمَسُوسَ!
وَمَا لِلطُّلَقَاءِ وَأَبْنَاءِ الطُّلَقَاءِ، وَالـتَّمْييزَ بَيْنَ الْمُهَاجِرِينَ الاَْوَّلِينَ، وَتَرْتِيبَ دَرَجَاتِهِمْ، وَتَعْرِيفَ طَبَقَاتِهِمْ! هَيْهَاتَ
لَقَدْ حَنَّ قِدْحٌ لَيْسَ مِنْهَا (وهو مثل يضرب لمن يفتخر بقوم ليس منهم)، وَطَفِقَ يَحْكُمُ فِيهَا مَنْ عَلَيْهِ الْحُكْمُ لَهَا!
أَلاَ تَرْبَعُ أَيُّهَا الاِْنْسَانُ عَلَى ظَلْعِكَ، وَتَعْرِفُ قُصُورَ ذَرْعِكَ، وَتَتَأَخَّرُ حَيْثُ أَخَّرَكَ الْقَدَرُ! فَمَا عَلَيْكَ غَلَبَةُ الْمَغْلُوبِ، وَلاَ لَكَ ظَفَرُ الظَّافِرِ!
وَإِنَّكَ لَذَهّابٌ فِي التِّيهِ، رَوَّاغٌ عَنِ الْقَصْدِ.
وانتبه عزيزي لما سيأتي ...حيث سوضح لمعاوية فضل قرابة رسول الله (ص)
أَلاَ تَرَى ـ غَيْرَ مُخْبِر لَكَ، لكِنْ بِنِعْمَةِ اللهِ أُحَدِّثُ ـ أَنَّ قَوْماً اسْتُشْهِدُوا في سَبِيلِ اللهِ مِنَ الْمُهاجِرينَ،لِكُلٍّ فَضْلٌ،
حَتَّى إِذَا اسْتُشْهِدَ شَهِيدُنَا قِيلَ: سَيِّدُ الشُّهَدَاءِ، وَخَصَّهُ رَسُولُ اللهِ(صلى الله عليه وآله) بِسَبْعِينَ تَكْبِيرَةً عِنْدَ صَلاَتِهِ عَلَيْهِ!
أَوَلاَ تَرَى أَنَّ قَوْماً قُطِّعَتْ أَيْديِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ـ وَلِكُلّ فَضْلٌ ـ
حَتَّى إذَا فُعِلَ بِوَاحِدِنَا كمَا فُعِلَ بِوَاحِدِهِمْ، قِيلَ: الطَّيَّارُ فِي الْجَنَّةِ وَذُوالْجَنَاحَيْنِ!
وَلَوْ لاَ مَا نَهَى اللهُ عَنْهُ مِنْ تَزْكِيَةِ الْمَرْءِ نَفْسَهُ (يقصد لولا نهي الله عن ذلك لزكيت نفسي)، لَذَكَرَ ذَاكِرٌ فَضَائِلَ جَمَّةً، تَعْرِفُهَا قُلُوبُ الْمُؤْمِنِينَ، وَلاَ تَمُجُّهَا آذَانُ السَّامِعِينَ.
فَدَعْ عَنْكَ مَنْ مَالَتْ بِه الرَّمِيَّةُ، فَإِنَّا صَنَائِعُ رَبِّنَا، وَالنَّاسُ بَعْدُ صَنَائِعُ لَنَا.
لَمْ يَمْنَعْنَا قَدِيمُ عِزِّنَا وَلاَ عَادِيُّ طَوْلِنَا عَلَى قَوْمِكَ أَنْ خَلَطْنَاكُمْ بَأَنفُسِنَا، فَنَكَحْنَا وَأَنْكَحْنا،
فِعْلَ الاَْكْفَاءِ، وَلَسْتُمْ هُنَاكَ!(يعني بالعامية انته مب كفؤ) كيف يعني مب كفؤ؟ جاينك التفسير>>> وَأَنَّى يَكُونُ ذلِكَ كَذَلِكَ وَمِنَّا النَّبِيُّ وَمِنْكُمُ الْمُكَذِّبُ،
وَمِنَّا أَسَدُ اللهِ(حمزة بن عبدالمطلب) وَمِنْكُمْ أَسَدُ الاَْحْلاَفِ(ابا سفيان لانه حزب الاحزاب و حالفهم يوم الخندق)،
وَمِنَّا سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ(الحسن و الحسين (ع)) وَمِنْكُمْ صِبْيَةُ النَّارِ(قيل هم أولاد مروان بن الحكم، أخبر النبي عنهم وهم صبيان بأنهم من أهل النار، ومرقوا عن الدين في كبرهم.)،
وَمِنَّا خَيْرُ نِسَاءِ الْعَالَمِينِ(فاطمة الزهراء (ع) وَمِنْكُمْ حَمَّالَةُ الْحَطَبِ(أم جميل بنت حرب، عمة معاوية وزوجة أبي لهب.)،
فِي كَثِير مِمَّا لَنَا وَعَلَيْكُمْ!
ولاحظ ايضاً (ولا زلنا في نفس الرسالة الموجهة الى معاوية)
فَإِسْلاَمُنَا مَا قَدْ سُمِعَ، وَجَاهِلِيَّتُنَا لاَ تُدْفَعُ(شرفنا في الجاهلية لا ينكره أحد.)، وَكِتَابُ اللهِ يَجْمَعُ لَنَا مَا شَذَّ عَنَّا، وَهُوَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ: (
وَأُولُو الاَْرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْض فِي كِتَابِ اللهِ)، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: (
إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤمِنِينَ)،
فَنَحْنُ مَرَّةً أوْلَى بِالْقَرَابَةِ، وَتَارَةً أَوْلَى بِالطَّاعَةِ.
وَلَمَّا احْتَجَّ الْمُهَاجِرُونَ عَلَى الاَْنْصَارِ يَوْمَ السَّقِيفَةِ بِرَسُولِ الله(صلى الله عليه وآله)فَلَجُوا عَلَيْهِمْ(اي ظفروا بهم)، فَإِنْ يَكُنِ الْفَلَجُ بِهِ
فَالْحَقُّ لَنَا دُونَكُمْ (شو كان يقصد يا ترى) ، وَإِنْ يَكُنْ بِغَيْرِهِ فَالاْنْصَارُ عَلَى دَعْوَاهُمْ.
وَقُلْتَ: إِنِّي كُنْتُ أُقَادُ كَمَا يُقَادُ الْجَمَلُ الْـمَخْشُوشُ حَتَّى أُبَايِعَ، وَلَعَمْرُ اللهِ لَقَدْ أَرَدْتَ أَنْ تَذُمَّ فَمَدَحْتَ، وَأَنْ تَفْضَحَ فَافْتَضَحْتَ!
وَمَا عَلَى الْمُسْلِمِ مِنْ غَضَاضَة فِي أَنْ يَكُونَ مَظْلُوماً مَا لَمْ يَكُنْ شَاكّاً فِي دِينِهِ، وَلاَ مُرْتَاباً بِيَقِينِهِ!
وَهذِهِ حُجَّتِي إِلَى غَيْرِكَ قَصْدُهَا، وَلكِنِّي أَطْلَقْتُ لَكَ مِنْهَا بِقَدْرِ مَا سَنَحَ مِنْ ذِكْرِهَا.
ثُمَّ ذَكَرْتَ مَا كَانَ مِنْ أَمْرِي وَأَمْرِ عُثْمانَ، فَلَكَ أ َنْ تُجَابَ عَنْ هذِهِ لِرَحِمِكَ منْهُ، فَأَيُّنَا كَانَ أَعْدَى لَهُ،أَهْدَى إِلَى مَقَاتِلِهِ! أَمْ مَنْ بَذَلَ لَهُ نُصْرَتَهُ فَاسْتَقْعَدَهُ(طلب قعوده ولم يقبل نصره) وَاسْتَكَفَّهُ(طلب كفّه عن الشيء)، أَمْ مَنِ اسْتَنْصَرَهُ فَتَرَاَخى عَنْهُ بَثَّ الْـمَنُونَ إِلَيْهِ، حَتَّى أَتَى قَدَرُهُ عَلَيْهِ، كَلاَّ وَاللهِ لَقَد عَلِمَ اللهُ الْمُعَوِّقِينَ مِنْكُمْ (المانعون من النصرة) وَالْقَائِلِينَ لاِِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا وَلاَ يَأَتُونَ الْبَأْسَ إِلاَّ قَليلاً.
وَمَا كُنْتُ لاَِعْتَذِرَ مِنْ أَنِّي كُنْتُ أَنْقِمُ(عاب عليه.) عَلَيْهِ أَحْدَاثاً، فَإِنْ كَانَ الذَّنْبُ إِلَيْهِ إِرْشَادِي وَهِدَايَتِي لَهُ، فَرُبَّ مَلُوم لاَ ذَنْبَ لَهُ.
الى هذا الحد اكتفي
و اتساءل، ان كنا في زمن خلافة علي (ع) فهل نقاتل مع علي ام مع معاوية؟؟