|
|
عضو نشيط جداً
|
|
المشاركات: 377
|
#3
|
بسم الله الرحمن الرحيم
العلمانية بفهوم فصل الدين عن شؤون الحياة (كمفهوم واسع) أو فصل الدين عن شؤون السياسة (كمفهوم ضيق) كفر حسب الشريعة الإسلامية والمسألة لا تقبل الجدل ، ولذلك اتهام الناس بالعلمانية اتهام لهم في عقيدتهم وهو غير جائز إلا بعد أمرين ، الأمر الأول وجود دليل على ترسخ فكرة علمانية في ذهن شخص ما ، الأمر الثاني صاحب الفكرة العلمانية متسمك بها ولا يرجع عنها.
هبة الرحمن ، هذا الموضوع صراحة يحتاج إلى تفصيل لأنه اختلط فيهالحابل بالنابل ، وأقصد الكتابة والأدب أو نقد عالم من علماء المسلمين.
مثال ، من ينتقد فتوى لعالم وهذه الفتوى صادره وفق اجتهاد العالم نفسه (كفتوى قيادة المرأة للسيارة وفتوى دخول المرأة للمجلس النيابي أو فتوى الاستعانة بالكفار أو فتوى إباحة الغناء) فالرد على هذه الفتوى يجب أن يكون من صميم الشرع (وليست ردود من لا يفقه في الدين شيئا مثل نصر أو زيد أو فرج فودة) ومن يرد على هذه الفتوى بدون ادلة شرعية لا يعتبر علمانيا ولا محاربا للدين ولكنه مفتأت على العلماء ويستحق اللوم على هذا التصرف ، ولا نعتبر (التمدن والتحضر) وسيلة من وسائل الرد على الفتوى ، بل يجب أن يقرن ذلك بالدليل الشرعي.
أما من ينتقد ما يقوله عالم ، بحيث ما يقوله العالم هو من صميم الأسس الإسلامية فهنا محذور ، سواء كان كاتب أو غيره ، مثل من يطالب بتغيير أحكام الإسلام في شهادة المرأة أو التعدد أو المواريث ، فهنا إذا أردا أن تكون الأحكام القانونية وفق ما يريده هو أو ما يعتقد أنه مناسب للعصر ومقتضياته فعليه أن يسلخ نفسه من الإسلام ، فإما يقبل الإسلام كما جاء وإما أن يرده ، وأما ترقيع الدين بما نحن نريده كفر.
عفوا على المثال الطويل.
كذلك من اختلاط الحابل بالنابل ضياعنا بين العلماء الذين لا يسمحون لغيرهم (من العلماء) بالرد على آرائهم الفقهية ، ويتهمون غيرهم بالهجوم على أحكام الشريعة (متمثلة بهم) وبين طبقة ممن يدعون انهم مثقفين ويحرمون ويحلون على كيفهم بدعوى أن تفسير القرآن ليس حكرا على أحد (وهذا صحيح ولكن أسأله عن تفسير قوله تعالى ألّم ، تجده يقرأها ألمْ الاستفهاميةّ) الكتاب ليس حكرا على أحد ، يعني ما دام هذا الشخص محققا لشرائط تفسير كتاب الله.
كذلك من اختلاط الحابل بالنابل إثارة قضية الكتب والكتاب ، لأنك تستطيع أن تفسر كتابا معينا وفق رؤيتك وتهاجم هذا الكاتب بسبب هذه الرؤية ، ولكن الذي نراه أن ظاهرة التجرؤ على أحكام الشريعة هي الغالبة في الكتب التي تم رفع قضايا عليها في مصر.
هناك إشكال خطير ، يسمح لفرد منحرف فكريا وبه لوثة فكرية فاسدة أن يهاجم ثوابت المجتمع ، وحينما يهب المجتمع لإقصاء هذا الفرد (كما حدث في حادثة وليمة أعشاب البحر) ورأينا الشباب المصري (من عوام الناس) يقومون بمظاهرات مختلفة ، اتهمتهم الصحف بالتخلف ، من المتخلف؟؟؟ هذا هو السؤال في هذه الحالة.
القضية تحتاج إلى مناقشة جزئيتها بشكل دقيق حتى لا نخلط بين ما هو حق وما هو باطل ، وأعتقد أن إثارتك لها ممتازة ولكن عسى أن لا يصبح النقاش بعدها دمويا ، ما شاء الله الشباب جاهزين لكل المناسبات.
|
|
22-03-2001 , 09:09 AM
|
الرد مع إقتباس
|