^1
..... في هذا الركن الهادي .. نجلس أنا وهو .. أنا وهو فقط .. نتجاذب أحسن وأحلى وأطرف الأحاديث .. بلغة اسمها لغة العيون …
انه هو .. هو الذي أبعدني عن عالمي .. وأدخلني عالمه .. عالم الروائع .. علمني السهر والأنس بقربه .. سلب جل وقتي وعقلي وتفكيري .. لا أنام الا بعد أن أودعه .. ولا أصطبح الا به .. أحببته وفي نفس الوقت تمنيت الهروب منه .. لا يغيب عن بالي أبدا أبدا .. صرت أقضي أكثر أوقاتي برفقته .. أهملت كل شيء لأبقى معه وأتدفأ من قربه .. وأتغذى من روائعه …
انه كالبحر .. من أراد الغوص فيه .. واكتشاف خفاياه .. يتعب ..
هل تصدقون بأنني لا أطيق بعده ولو لدقائق .. أحب أن يكون متواجدا معي بشكل دائم .. وحين يغيب عني مضطرا لوعكة صحية تصيب جهازه التنفسي .. أتعب نفسيا لفراقه .. ولا أقوى على فراقه أكثر من اسبوع ..
انه هو .. هو الإنترنت .. عالم من الروائع والعجائب .. يحمل إلينا كل جديد ومفيد في جميع مجالات الحياة .... (فسبحان الله .. علم الإنسان ما لم يعلم ) ..
هناك تساؤل طرح في أحد المواقع .. وهذا التساؤل يقول .. هل الإنترنت …
- قرب العالم والناس من بعضهم البعض ..
- أم أنه سبب العزلة للإنسان ..
وكان علي أن أختار !! .. وبصراحة احترت أي منهما أختار !! .. فالخياران صحيحان .. الانترنت قرب المسافات .. وجعل العالم حول مائدة واحدة (جهاز واحد) .. وبذلك اتسعت دائرة التعارف بين الناس من مختلف بلاد العالم .. وكذلك وسيلة للاتصال بالأقارب .. وهو أفضل من الهاتف .. وفي نفس الوقت نجد أنه سببا رئيسيا للعزلة .. فهناك الكثير من الناس ممن أدمنوا الانترنت .. ولايستطيعون الاقلاع عنه .. الا بإرادة قوية .. وانعزلوا عن الآهل والأصدقاء ..
ومن خلال تجربتي الشخصية .. وللأسف كل الأسف .. أعترف بأنني أدمنت الانترنت .. وانعزلت عن كل من أعرفهم في هذا البلد الحبيب .. وها هم يلومونني لانقطاعي عنهم .. صرت أسيرة المنزل .. أفضل البقاء والتبحر فيه على أن أقضي ساعة خارج منزلي ..
وأنا الآن مترددة .. هل أكمل طريقي وأغوص نحو الأعماق .. أم أرجع الى السطح وأكتفي ؟؟؟؟ .. رحلة الأعماق تخيفني :( .. أفضل العودة الى السطح فهذا أسلم …
(( الانترنت بحر عميق .. وليس كل انسان غواص ماهر ))
تحياتـــــي ..
<<< شمعة سوالف >>>