العودة سوالف للجميع > سـوالـف الجمـيــــــــع > ســـوالف الأصــدقـاء العامـــة > فاكهة المجالس (1)
المشاركة في الموضوع
مصعب مصعب غير متصل    
عضو نشيط جداً  
المشاركات: 456
#1  


الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله ……… أما بعد ،،،،،

إخواني في الله أتدرون ما هي (( فاكهة المجالس )) ؟

إنها الغيبة ، نعم إنها نهش أعراض المسلمين ! .
اعلم أن ربنا تبارك وتعالى قد نهانا عن الغيبة ، وصور المغتاب بأقبح صورة في كتابه ، وشبهه بأقذر حيوان ، فقال سبحانه "" ولا يغتب بعضكم بعضا أن حب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن لله تواب رحيم "" الحجرات آية 12 .

فقد شبه المغتاب بالكلب ، والكلب هو الحيوان الوحيد الذي يأكل لحم أخيه بد موته ، فالأسد لا يفعلها ، وكذلك الذئب ، حتى الثعلب يشمئز منها ولا يفعلها ، لا يفعلها إلا الكلب ، ولو كشف عنا الغطاء لرأينا معظم مجالس الناس اليوم _ إلا من رحم ربك _ بين أيديهم مسلما ينهشون في لحمه ، كل منهم يتناول قطعة ، ولا أحد يرد عن عرض أخيه ، أو يحمله من بين أيديهم فينحيه .

واعلم أن ذكرك أخاك في غيبة بما يكره محرم عليك ، ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : (( كل المسلم على المسلم حرام ؛ دمه ، ماله ، وعرضه )) ، وعرضه أي شرفه وكرامته وسيرته .

واعلم أخي المسلم أنه لا يسلم لك إسلامك ، ولا يتحقق لك كمال إيمانك إلا إذا سلم المسلمون من شر لسانك ، فقد روى البخاري في صحيحه من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص _ رضي الله عنهما _ أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : (( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه )) .

واعلم رحمك الله أنك إذا أطلقت لسانك في أعراض المسلمين فإن ذلك دليل على أن الإيمان لم يستقر في قلبك ، ولم يتمكن من وجدانك ، لأنه لو وصل إلى أعماق قلبك لمنعك من اغتاب الناس ، فقد روى أبو داود بسنده جيد ( 4/27 ) من حديث أبي ذر الأسلمي – رضي الله عنه – قال : خطبنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حتى أسمع العواتق في بيوتهن ، قال : (( يا معشر من آمن بلسانه ولم يؤمن بقلبه ، لا تغتابوا المسلمين ، ولا تتبعوا عوراتهم ، فإن من تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته ، ومن تتبع الله عورته ، فضحه في جوف بيته )) .

وكما أن ذكر الله تعالى يقوي الإيمان ، فإن ذكر الناس يضعف الإيمان ، ويقرب العبد من الشيطان ، وقال الحسن البصري – رحمه الله – والله للغيبة أسرع في دين الرجل من الأكلة في الجسد ، وقال عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – عليكم بذكر الله فإنه دواء ، وإياكم وذكر الناس فإنه داء .

فمسكين هذا الرجل الذي يحافظ على الصلاة في جماعة ، ويحافظ على أذكار الصباح والمساء ، ولا يمر عليه يوم إلا وقد تلا جزءا من كتاب ربه عزوجل ، ولكنه رغم ذلك يبيت يوم يبيت ولا حسنة له ، أين ذهبت طاعاته ؟ ، أين حسناته ؟ ، إنه وزعها على الناس ، فرقها بلا حساب ، لأنه لا يجلس في مجلس إلا وتناول أ‘راض الناس حقا إنه لمفلس ، يجمع الحسنات ولا ينتفع بها ، ويتعب ولا يستفيد ، وصدق الحبيب – صلى الله عليه وسلم – يوم قال – كما ثبت في صحيح مسلم - : (( أتدرون من المفلس ، قالوا : المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع ، قال : المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ، ويأتي وقد شتم هذا ، وقذف هذا ، وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا ، وضرب هذا ، فيعطي هذا من حسناته ، وهذا من حسناته فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ، ثم طرحت في النار )) .

وهذا الحسن البصري – رحمه الله – قيل له : أ، فلانا قد اغتابك ، فبعث إليه الحسن رطبا على طبق ، وقال : قد بلغني أنك أهديت إلي من حسناتك ، فأردت أن أكافئك عليها ، فاعذرني فإنني لا أقدر أن أكافئك على التمام .

واستمع إلى عقابك في القبر قبل يوم القيامة أيها المغتاب ؛ ففي الصحيحين من حديث ابن عباس – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – مر على قبرين فقال : (( أما أنهما ليعذبان ، وما يعذبان في كبير ، بلى إنه كبير ، أما أحدهما فكان لا يستتر من بوله ، وأما الآخر فكان يمشي بالنميمة )) .
وفي رواية لابن أبي الدنيا بسند جيد من حديث جابر : (( وأما أحدهما فكان يغتاب الناس )) وفي رواية للطيالسي : (( أما أحدهما فكان يأكل لحوم الناس )) .

فالمغتاب يعذب في في القبر بسبب الغيبة ، ولكن كيف يعذب في قبره ؟ ، يخمش وجهه بأظافره حتى يسيل الدم من وجهه وفمه وعينه ومنخره ، كما كان يغتاب الناس في الدنيا ، جزاءا وفاقا .

فقد روى الإمام أحمد وأبو داود بسند صحيح من حديث أنس – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال : (( لما عرج بي ربي عزوجل مررت على أقوام يخمشون وجوههم بأظافيرهم ، فقلت : يا جبريل من هؤلاء ؟ ، قال : هؤلاء الذين يغتابون الناس ويقعون في أعراضهم )) .


* من كتاب فاكهة المجالس للشيخ وحيد عبدالسلام بالي * .

أخوكم في الله ( مصعب ) .

مصعب غير متصل قديم 29-01-2001 , 04:20 PM    الرد مع إقتباس
سردال سردال غير متصل    
عضو شرف الإمارات - أبوظبي  
المشاركات: 7,043
#2  

لا تعليق عندي غير جزاك الله خيراً

للرفع والفائدة

سردال غير متصل قديم 29-01-2001 , 11:28 PM    الرد مع إقتباس
مصعب مصعب غير متصل    
عضو نشيط جداً  
المشاركات: 456
#4  

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أما بعد :

أخي في الله ( سردال ) وأنت أيضا جزيت خيرا وزوجت بكرا وأكلك الله لحم طيرا ، وأشكرك على مشاركتك وتفاعلك مع الموضوع .



أخوك في الله ( مصعب )

مصعب غير متصل قديم 30-01-2001 , 09:21 AM    الرد مع إقتباس
مصعب مصعب غير متصل    
عضو نشيط جداً  
المشاركات: 456
#5  


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أما بعد :

أخي في الله ( الصديق العربي ) لا شكر على واجب وأسأل الله تعالى أن تكون صديقا عربيا مسلما موحدا واسمع لقول الشاعر حين قال

لا خير في الدنيا إن لم يكن فيها صديق صدوقا صادق الوعد منصف


أسأل الله تعالى أن يعيننا وإياك على البر والتقوى


أخوك في الله ( مصعب )

مصعب غير متصل قديم 30-01-2001 , 09:28 AM    الرد مع إقتباس
مصعب مصعب غير متصل    
عضو نشيط جداً  
المشاركات: 456
#6  

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لكي تعم الفائدة على الجميع أردت رفع الموضوع فقط .

مصعب غير متصل قديم 06-02-2001 , 01:24 PM    الرد مع إقتباس
aziz2000 aziz2000 غير متصل    
عضو شرف السعودية  
المشاركات: 8,153
#7  
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أهلا بالأخ الكريم مصعب ..
جزاك الله كل الخير على موضوعك القيم هذا ..
ونسأل الله أن نكون ممن يسمع القول فيتبع أحسنه ..

تقبل تحياتي أخي مصعب ..

aziz2000 غير متصل قديم 06-02-2001 , 01:47 PM    الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


[عرض نسخة للطّباعة عرض نسخة للطّباعة | ارسل هذه الصفحة لصديق ارسل هذه الصفحة لصديق]

الانتقال السريع
   قوانين المشاركة :
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة لا بإمكانك إضافة مرفقات لا بإمكانك تعديل مشاركاتك
كود في بي vB متاح الإبتسامات متاح كود [IMG] متاح كود HTML متاح



لمراسلتنا - شبكة سوالف - الأرشيف

Powered by: vBulletin
Copyright © Jelsoft Enterprises Limited 2000.