بسم الله الرحمن الرحيم

شغلت زوجتي نفسها شوي قبل العيد ، فاشترت للحبوبة ميثاء (بنيتي) ما يناسبها للعيد ، وفي غمرة فرحت بنتي حاولت أتخيلها بثياب قديمة لم تستبدل منذ سنين ، والله ما استطعت ، حاولت أتخيل أنها ذات شعر أشعث ووجه كالح ما استطعت ، حقيقة أحسست بغثيان ، فما هو حال اليتيمة التي قضى والدها شهيدا دفاعا عن الأقصى وما هي حال الفقيرة التي بالكاد تجد أسرتها المال لتسد رمقها.

وفي غمرة سعادتنا بفرحة ابنائنا تختلط دموع الفرحة بدموع الحزن عليك يا طفلة العراق ، فأي عيد والعيون الغائرة تروي أساطيرا تنوء بحملها الجبال

والمرض مستشر في الجسد من آثار القذائف النووية ، لك الله يا طفلة العراق كم عينا أجريت وكم قلبا أنهكتي وكلم لسانا ألجمت ، لك الله يا طفلة العراق ابنائنا يتدحرجون من العافية وانت بثيابك الرثة تفرحين بالعيد لعل الله يرسل من يرق قلبه وتدمع عينه ، لك الله يا طفلة العراق ، منذ متى عرفت سمرة الوجنتين ، منذ متى عرفت قسوة اليدية... لك الله يا طفلة العراق.

لك الله يا طفلة العراق ، وأنتي في ضعفك وفقرك ويتمك وتآمر المتآمرين عليك وحزنك العميق ، اسألي الله أن يغفر لنا تقصيرنا في حقك ، اسألي الله أن يعفو عن تخاذلنا من حولك ، اسألي الله أن لا يعمنا بعذاب... لك الله يا طفلة العراق.

لك الله يا طفلة العراق ، قد أسرتي القلب فأشفقي على القلب أن تسقط عليه دمعتك فتحرقه أو ترسلي عليه زفرة من صدرك فتخنقه ، أشفقي على المأسور ، عل الدماء أن تثور ، عل السماء أن تمور ، عل مصابيح الليالي تروي قصة عن طفلة تاهت في خيبة أمة ، أو قصة تخرجها من وسط رمة ، أو قصة بسراج وحي تجلو الملمة.

قد رسمتي في خيالي معلقة بلا وزن ، بعد أن فقدنا الوزن ، وبلا قافية بعد أن عقد الشيطان على قفانا ، وبلا طعم مذ عرفنا الذل طعما والهوانا ، وبلا رنين موسيقي مذ صلت مدافع الغرب كفرا في حمانا...

أتوقف هنا مع قبلة حسية على خدك عله يرسم البسمة على شفتاي.