السهره
الساعة تشير نحو التاسعة , موعد النشرة الأخبارية اليومية التي تبدأ عادةً بالاستقبالات وتنتهي بالوفيات , وقبلها يعرض برنامجاً وثائقياً بعنوان " حدث في مثل هذا اليوم " لمواساتنا والتخفيف من وطأة هزائمنا إذ يعد البرنامج على أننا كنّا - وفي اليوم نفسه - منذ أعوام سحيقة وربما قرون نحقق انتصارات كاسحة وعبثا نحاول اقناع أنفسنا بأن " التاريخ يعيد نفسه " ... !!؟
ولكن " الست " ام كلثوم تصر على أن الأمر لا يغدو كونه " كان زمان " وتستطرد " لسّه فاكر " ... !!؟
وتصر أيضاً على أن التاريخ لا يعيد نفسه كما تظن ونحسب حين تنشد : " وعايزينا نرجع زي زمان .. قول للزمان إرجع يا زمان " .... !!؟
لن يعود الزمان وهاهو يمضي ليبدأ الفيلم .. فيلم طويل أبيض وأسود او سكوب بالألوان .. لا فرق المهم أن نمضي السهرة التى تمتد طويلاً لنصل الى مشهد الرعب الذي ينتهي بوفاة البطل او جميع الأبطال
بدأت المعركة
البطل يودع زوجته ويقبّل أولاده .. البطل يحارب .. تمتد المعركة .. تنتهي المعركة .. خسر البطل .. لكنّه بقي الى النهاية يبحث له عن موطئ قدم في ساحة المعركة .. الساحة الطويلة العريضه لا تقبله.. يلملم هزائمه يمني النفس بانتصار عظيم وفقاً لمقولة نابليون : " الهزائم المره يلقاها الرجل في الفراش وليس في ميدان القتال " .. يفكر في زوجته .. يترجل عن صهوة جواده العربي الأصيل .. يفكر ملياً.. طويلاً فلا يجد أمامه سوى الإنسحاب أم الهزيمة حتى الموت .. أو بمعنى ثوري يرضي نزعاته : " الإنسحاب التام أو الموت الزؤام " ...!!؟
يعود البطل .. يجد زوحته في احضان بطل آخر .. زوجته تخونه والهزيمة المره لم يلقها هذه المره في ساحة المعركة إنما في ساحة نابليون .. إنتهت المعركة أو لنقل المعارك التى تلتها هزائم وينتهي الفيلم ...!!؟
لكن السهره لم تنته .. فالعتمه تسدل غطاءها على الليل ويعاد بث مباراة الساعة الخامسة التى نقلت على الهواء مباشرة ورغم معرفة تفاصيلها ونتيجتها ينبغي أن نتابعها أكثر مما نتابعها ونندمج أكثر من اللزوم أحياناً
شووت .. يمين .. شمااال .. وشلوون حطّه .. حطّه عالطاير ... وجاب القوووووول
إنه الهدف الذهبي الذي حقق النصر .. إنه الانتصار العظيم الذي نعوّض به كل هزائمنا
نربح .. نفرح .. نحمل البطل على الأكتاف .. نطوف به البلاد ونهتف باسمه كثيراً كثيراً حتى ترفع العتمة غطاءها
وتنتهي السهره
!!!