|
عضو نشيط
|
|
المشاركات: 76
|
#1
|
الموعد
ذكر المبرد عن أبي كامل عن إسحاق بن إبراهيم عن رجاء بن عمرو النخعي قال : كان في الكوفة فتى جميل الوجه شديد التعبد والإجتهاد ،فنزل في جوار قوم من النخع ، فنظر الى جارية منهن جميلة فهويها وهام بها عقله ، ونزل بالجارية ما نزل به ، فأرسل يخطبها من أبيها ، فأخبره أبوها أنها مسماة لابن عم لها ، فلما اشتد عليهما ما يقلسيانه من ألم الهوى ، أرسلت اليه الجارية : قد بلغني شدة محبتك لي وقد اشتد بلائي بك ، فان شئت زرتك ، وان شئت سهلت لك أن تأتيني الى منزلي فقال للرسول : ولا واحدة من هاتين الخلتين ، (اني اخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم) أخاف نارا لا يخبو سعيرها ، ولا يخمد لهيبها فلما أبلغها الرسول قوله قالت : وأراه مع هذا يخاف الله؟ والله ما أحد أحق بهذا من أحد ، وإن العباد فيه لمشتركون ، ثم انخلعت من الدنيا ، وألقت علائقها خلف ظهرها وجعلت تتعبد ، وهي مع ذلك تذوب وتنحل حبا للفتى وشوقا إليه حتى ماتت من ذلك ، فكان الفتى يأتي قبرها فيبكي عنده ويدعو لها ، فغلبته عينه ذات يوم على قبرها فرآها في منامه في أحسن مظهر فقال : كيف أنت ومالقيت بعدي؟
قالت :
نعم المحبة ياسؤلي محبتكم
حب يقوم الى خير واحساني
فقال لها: على ذلك الى م صرت ؟ فقالت : الى نعيم وعيش لا يزاول له
في جنة الخلد ملك ليس بالفاني
فقال لها : اذكريني هناك فإني لست أنساك . فقالت : ولا أنا والله أنساك ، وقد سألت مولاي ومولاك أن يجمع بيننا ، فأعني على ذلك بالاجتهاد فقال لها : متى أراك ؟ فقالت : ستأتينا عن قريب فترانا ، فلم يعش الفتى بعد الرؤيا إلا سبع ليال حتى مات رحمه الله تعالى
المصدر : من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه .
لإبراهيم بن عبد الله الحازمي
|
|
17-02-2002 , 12:45 PM
|
الرد مع إقتباس
|