|
عضو نشيط
|
|
المشاركات: 89
|
#8
|
شمعة ..
ألا ترين ورودك كم هي حمراء وجميلة ، ألا ترين ورودك كيف هي تبث فيك روح التفاؤل والأمل ، أتريدين لهذه الورود الجميلة أن تذبل ، أن تتبدل ، أن تتغير ، أتريدين لها الاحتراق والذبول ، كما الشمعة، ..
شمعة ..
كم هو جميل احتراق الشمعة الخارجي ، كم هو جميل هذا الشمع الذي يتصبب جمالاً حين احتراقه ، ألا ترينه كيف يتجمد بمجرد مغادرته عينك ، ومصدر احتراقك .. ألا ترين هذا أيتها الشمعة الرائعة ..
شمعة ..
إن الشموع تحترق عادةً من أجلنا ، لكي تصنع لنا أشياء جميلة ، ربما تكون عنصراً أساسياً على طاولةٍ رومانسية ، .. الآن فقط عرفت كيف أن الشموع تتألم بمجرد احتراقها ، إنها بكل بساطة تتألم من أجلنا ، إنها العنصر المنسي الذي يذرف دمعاً بمجرد احتراقه ، ونحن نراقبه بشغف ، ونتشوق لهذا الشمع الذي يتصبب منه جمالاً لكي يتجمد بمجرد تساقطه ..
شمعة ..
هل تريدين لهذه الشمعة المضيئة أن تنطفىء بهبة ريح عابرة ، هل تريدين لها الموت بمجرد شخص حاول أن يطفئها بأنفاسه الكئيبة ، ..
شمعة ..
ألا تنوين الصمود؟ .. ألا تنوين الصمود في وجه هذه الأنفاس ، وتلك الرياح اللا معلنة ، ألا تنوين الصمود في وجه هذه الأعاصير وتلك ، ألا تعلمين أننا نحاول معك ، نشد على أزرك ، نحميك بأيدينا حتى لا تنطفئين ، ألا ترين أيدينا كيف تحاول أن تذب عنك ، ونحن نراك هنا تقاومين ، تحاولين الصمود، تقاومين الريح التي تعصف بك ذات اليمين ، وذات الشمال ، فهل تعلنين الكبرياء على حزنك وذاتك ، هل تعلنين الكبرياء على هذه الأنفاس ، وتلك الرياح ، هل تعلينينها صرخةً في وجهها ؟ ، صرخة أمرأة تلد التفاؤل ، وتلد الأمل ، .. هل سنسمع هذه الصرخة يوما ..؟
شمعة ..
انظري إلى أعيننا ، إلى دموعنا ، إلى قلوبنا ، إنظري إليها ، ثم إنظري إلى عينك في المرآة ، .. كم هي حزينة ومتألمة ، أتستحق عينيك هذه الكآبة والحزن ، أيستحق قلمك الجميل أن تكتبي به هذا الحزن الذي يغطيك ويكاد يكتم على أنفاسك ..
شمعة ..
نعلم يقيناً ، أن حزنك أكبر مما نتصور ، أعظم مما نتخيل ، عميق بعمق الظلام ، كئيب كبيتٍ مهجور فارقه أصحابه ، نعلم ذلك تماماً ، ولكن ..
ولكن ، هل تنتصرين على ذاتك ، هل تقاومين الرياح ، هل تحافظين على احتراقك الجميل الذي تعودناه .. نحن في انتظارك .. فأعلنيها صرخة! .
مشتاق
|
|
18-01-2000 , 08:19 AM
|
الرد مع إقتباس
|