السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
صفحات الحياة
هذه صفحات الحياة تمر بنا معلنة النهاية لصفحات فتحت لنا
وكل يوم من حياتنا يمر لتطوى معه صفحة مضت
و نستقبل يوم جديد لنفتح بذلك صفحة جديدة.
و ليس السر في يوم مضى و يوم هل و أشرق
وصفحة قلبت و صفحة فتحت
السر فيما يسطر على وجهه هذه الصفحات
السر فيما تُعبا به هذه الصفحات
الأيام تمر و تفتح صفحاتها مع إشراقة كل شمس و تطوى هذه الصفحات مع مغيبها
ونحن من نخط على هذه الصفحات ما نريد
ونرسم عليها ما نريد من الصور
وتظل كل يوم على هذه الحالة ما بقي في الروح حياة
صفحات تفتح ثم تقلب وهكذا
ثم ماذا؟؟؟!!!
نفس الطريق نسير فيه
نفس الحياة نعيش فيها
نفس المكان نسكن فيه
ثم ماذا؟
لم نفكر يوما أن نرسم لنا شيء جميل على صفحات الحياة
كلها آمال و أماني للحياة فقط
متى نرسم لنا منهج رائع نحن من يضع أسسه و نبني بنيانه على أسس الشرع المتينة
ثم نضع ذلك بخط جميل و رسم رائع على صفحات حياتنا التي تفتح لنا كل يوم
حتى تكون تلك الصفحات التي مضت ضوء يضيء الصفحات القادمة وذكرى جميلة نحِنُ إليها و نعلق عليها أمل بعد الممات .
ما أكثرهـــــــــــــا
الصفحات كثيرة و نحن لا نجيد فن الرسم و الخط عليها
بل الكثير من الخربشات و الطلاسم تسطر على وجه هذه الصفحات و بسرعة كبيرة نطبعها بحبر ناشف لا يمسح بل لا نفكر أن نزيلة لنصححه
وذلك لأننا ننثر الكلمات مبعثرة بدون وعي منا أو فهم أو بمعنى اصح بدون اهتمام منا ونسطره بخط كبير على صفحات حياتنا
وقفـــــــــــــة
قبل المنام عندما نخلد للنوم نحلم بان نشتري في الغد أشياء كثير و أن ننجز من الأعمال الكثير
ولكن هل فكرنا أن نرسم للغد شيء جميل يتعلق بالدين ورضى الرحمن نضعه على هذه الصفحات التي سوف تفتح لنا
الفرصة الغالية
كل شهر من شهور حياتنا ثلاثون يوما مع إشراقة كل شمس تفتح لنا الصفحات
وهذا شهر البركات قبل أيام فتح لنا صفحاته فهل نجحنا في التخطيط لهذه الصفحات وماذا نريد أن نخط عليها أم أنها كأيام العام كلمات كثيرة متناثرة على صفحات حياتنا اليومية
هل بادرنا لنجعل من هذا الشهر بداية لصفحات مضيئة نقلبها في يوم من الأيام فنرسم على الشفاه بسمة كبيرة بان قبلها المولى عنده
حان وقت الوداع لأفضل الأيام و لكن تظل الصفحات مفتوحة و لن تغلق بل ستظل كما هي تستقبل ما نخط عليها فأبدا من جديد مع مطلع كل شهر و اجعل الحياة كلها مذكرة عطرة لك
و هيا نرسم عليها أجمل الصور و نخط عليها أروع الخطوط بأجمل العبارات الزكية المباركة
همســـــــــــــــة
الدنيا صفحات تمضي و تطوى دون أن نشعر و بذلك قد لا نتذكر ما كتبنا و سطرنا على وجه هذه الصفحات
ولكن هناك يوما سوف تنشر هذه الصفحات و نقرأ فيها كل ما كتبناه في حياتنا من يوم ما كتب الله علينا التكليف إلى يوم أن نرحل من هذه الحياة
كــــــم وكــــــــم
كم يا ترى من الصفحات سوف نقرأ وماذا سوف يكون ردة فعل لدينا عندما نقرأ كل صغيرة وكبيرة في حياتنا
نقرأ همساتنا أنفاسنا سكناتنا حركاتنا
كل شيء كل شيء
ماذا سنقول ونحن نقرأ ما نخط بأنفسنا و اختيارنا على صفحات حياتنا.
هل نفرح ونبتهج ؟ أم أننا سنكون في هلع و فزع ؟
كم نسينا من أمور؟!
غيبة وهمز وكبر وسخرية وغطرسة ونظر وسماع وتبذير و تهاون وتقصير ووو والكثير في حياتنا
يا الله كم نسينا ذلك و لا نتذكرها
ولكن يوم الصحائف
تنشر الصغائر و الكبائر و سوف نقرأ وكأن الحبر لم يجفُ بعد.
دعــــــــــــاء
اللهم اجعل صحائف أعمالنا من افضل الصحائف عندك و اجعلنا ممن يأخذ صحائفه بيمينه ويعود إلى أهله مسرورا فرحا يطلعهم على ما خطه على صفحات حياته الفانية بكل فخر و اعتزاز.
وبالله التوفيق

الأخت الفاضلة / عقد الياسمين
.... رحم الله والديك الكر يمين ، ورفع الله قدرك في الدارين

ما شاء الله لا قوة إلا بالله ...

بداية موفقة حقاً ... واختيار لموضوع حساس وهام لكل منا

وتذكير بقضية ينبغي التذكير بها كل يوم وبلا ملل

فما أكثر ما ننسى ، وما أكثر ما يجر علينا النسيان من مصائب

فنحتاج في خضم هذا الغليان لأحداث الدنيا

نحتاج إلى من يهزنا بقوة بين الحين والحين

ويقول لنا : كفى .. كفى غفلة !!

آن الأوان لتتعظوا .. لتعتبروا .. لتستعدوا ... لتشمروا ... لتجمعوا الزاد

فإن العقبة أمامكم عقبة كؤود .. لا يجوزها إلا المتقون

نعم .. صدقتِ في كل ما سطرتِ .. وأحسب أن خلاصة الفكرة يتمحور على الفقرة التالية :

(الدنيا صفحات تمضي و تطوى دون أن نشعر

و بذلك قد لا نتذكر ما كتبنا و سطرنا على وجه هذه الصفحات

ولكن هناك يوما سوف تنشر هذه الصفحات و نقرأ فيها كل ما كتبناه في حياتنا

من يوم ما كتب الله علينا التكليف إلى يوم أن نرحل من هذه الحياة ..)

وقد تذكرت بكلماتك هذه كلمة تأثرت بها جدا ولا أزال أتأثر بها كلما قرأتها

وهي قول أحد السلف وهو يقرأ قوله تعالى ( اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا )

فقال : اليوم أنت تملي على الملائكة ما تشاء ، وغداً سوف تقرأ ما كتبت !

والمقصود أن تحسن الإملاء اليوم ، لتسعد بما ستقرأ غدا ..

فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره

ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره

نسأل الله سبحانه أن يرزقنا يقظة قلب ، وشفافة روح ،

حتى نذوق بقلوبنا حلاوة الإقبال على الله سبحانه ،

فنملأ صحائفنا بما يرضيه عنا ،

اللهم آمين .. اللهم آمين ...

مرة أخرى .. أسجل إعجابي بهذه القطعة البديعة ..

وخالص تقديري لهذه التذكرة الرائعة

وعليكم السلام ورحمة الله و بركاته
أستاذي و شيخي الفاضل / بو عبد الرحمن
هذا أنت أول من يستقبل موضوعي
وكنت أول من استقبلني في المنتدى
فلله الشكر ثم لكم في تواجدي في هذا المكان الرائع
و سأظل عاجزة عن الشكر فأتمنى من الله أن يثيبكم من عنده أفضل الجزاء
فهو القادر أن يعطي عباده حقهم دون نقصان
بارك الله فيكم و نفع بكم الجميع
وكما قلت في ردك عليه
نحتاج إلى من يهزنا بقوة بين الحين والحين

ويقول لنا : كفى .. كفى غفلة !!

آن الأوان لتتعظوا .. لتعتبروا .. لتستعدوا ... لتشمروا ... لتجمعوا الزاد
نعم
هؤلاء من نحتاجهم في حياتنا و هؤلاء هم من اختارهم الله من عباده ليكونوا شعلة لغيرهم ينيرون لهم الحياة
فلولا صدقهم فيما يريدونه من خير لنا لما استجبنا لهم لذلك كما قلت
نحن بحاجة إليهم
لا ليقولوا لنا كفى بل
ليصفعونا صفعة قوية تحرك مشاعرنا من كيانها لتستجيب.
فالغفلة أصبحت داء منتشر كلما استيقظنا منها نعود إليها.
فنحن بحاجة و في عصرنا هذا إلى من يقول و يصفع و يذكر
نحن بحاجة إلى من شعاره أحب لأخيك ما تحب لنفسك
وهل هناك أفضل من أن يحب المرء لنفسه أن يكون من عباد الله المخلصين
و لا ننسى بأن الدين النصيحة .
بارك الله فيك ونفع بك ورزقك حبه و رضاه
وبالله التوفيق

( اللهم اجعل صحائف أعمالنا من افضل الصحائف عندك و اجعلنا ممن يأخذ صحائفه بيمينه ويعود إلى أهله مسرورا فرحا يطلعهم على ما خطه على صفحات حياته الفانية بكل فخر و اعتزاز. )

اللهم آميــــــــن ..

أتصدقين أختي عقد الياسمين ؟

كنت كثيراً ما أتذكر تسلمنا الصحائف وما عملنا فيها يوم القيامة .. حين كنت أسلم الطالبات شهاداتهن .. وأذكرهن بهذا الموقف الرهيب .. وأنا أكاد أبكي أمامهن .. لهول الموقف كما أتصوره .. وقريب منه ما أراه على وجوه الطالبات من خوف وترقب .. وخشية ألا تكون الدرجات كما يتوقعن .. وكأن إحداهن تتمنى أن لو لم يكن هناك شهادات ولا درجات .. بينما بعضهن تكاد تفقد الصبر حتى ينادى عليها لتستلم شهادتها ..

وأذكرهن بقوله تعالى في الحديث القدسي : (( يا عبادي: إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيراً فيحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ))

http://www.khayma.com/almurshed/documents/hadith.htm