كلما هاجت بي الذكرى ولوعا و حنينا, لوطني و أحبتي, كلما تذكرتك أيها الغريب مثلي.
فقدمت لك تحية وفاء و تقدير و إكبار, لصبرك و تحملك رغم المعاناة.
تسافر بي و بك الدنيا, لنتذكر أيام الصبى, أيام الطفولة الحلوة.
أيام أن كنا لا نعرف أن في هذا العالم غير الزهور و الرياحين ,غير الطيور و العصافير.
لا نعرف أن في هذا العالم كلاب و ذئاب.
لا نعرف أن في هذا العالم من يزرع الشر و الخراب.
لم نكن نعلم أنه سيأتي يوم نفارق فيه الأوطان و الأحباب, و نلقى في أرض الغربة بلا صحاب .
لم نكن نعلم أنه سيأتي يوم تصبح فيه أيه الوطن الغالي كومة من سراب.
نحلم بك أيها الوطن يوما و قد تجمع حولنا كل الأحباب .
تحية لك أيها الغريب من فؤاد يشاركك دمعات الأسى و الحنين, فيبكي معك وفاء لتلك السنين .
أعلم أيهاالغريب عن تلك الأشواق التي تهزك مثلي, حتى إذا حاولت دفنها, تعالت مدوية في الآفاق.
حاولت عبثا دفنها في ذلك الصدر.
حاولت عبثا إطفاءها بماء الصبر.
لكنها تمردت عليك تلهب تلك الأضلع.
فتحدث جروحا في القلب ليس لها مرجع .
أبكاني أيها الغريب كما أبكاك, فراق الأحبة, فقلت كما قالت الخنساء يوم الكربة:
و لولا كثرة الباكين حولي......على إخوانهم لقتلت نفسي
أعلم أيها الغريب أنك مثلي, لا تنسى عهد الأحبه, حتى و إن طالت عليك الغربه.
لن ننسى ذاك العهد الذي مد شوقه للفؤاد مدا.
فأحياه كما يحي الماء الورد.
أخط أيها الغريب أنا و أنت, رسالة تذكرة لكل من أنعم الله عليه بالعيش في الوطن
بين الأحبة و الأهل و الصحبة .
أن لا ينسى إخوة له قد ذاقوا مرارة الغربة.
و عاشوا ينتظرون يوم القربة.
يوم اللقاء لقاء الأحبة.
أخي صبرا على ألم الفراق....كلانا للنوى و الشوق باقي
إذا انفصلت هياكلنا و بانت .....فروحي نحو روحك في عناق
تودعني أخي و الدمع جاري .......و دمعي في المحاجر و المآقي
بكى قلبي و ما سالت عيوني ........وفاء بالغا أقصى المراقي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كلنا غرباء على هذه الدنيا أخيتي زهرة الندى

ولكننا نسأل الله ان نكون ممن لهم الطوبي .... فطوبى للغرباء

وإن كنت تقصدين غربة الوطن فإن ديننا لم يشرع للمسلم حدود ولا أوطان فكلنا على الدنيا ضيوف

ويكفينا شرفا إن لنا في كل بقعة أحبه

والمتحابين في الله على منابر من نور يوم القيامة يغبطهم عليها النبيين والصديقيين

وإذا عرضنا عليك اخوتنا ومحبتنا في الله فهل ستحسين بالغربة أيضا أخيتي زهرة

جزاك الله خير أخيتي زهرة وبارك الله فيك

بارك الله فيك ، وجعلك مباركة حيثما كنت

لم الغريب يطيل البعد في سفر *** يرنو إلى الدرب في يأس و يحتار
يمضى وحيدا كأن الأرض خاوية *** لا خل فيها و لا صحب فيختار


أختي زهرة الندى ...

من منا لم يذق طعم الغربة في زمن أحاطت بنا الفتن من كل مكان...

ليست الغربة التي تحدثتي عنها هي التي تبكي

إنما يبكينا غربة النفس عن مبدأها و منهجها و شريعتها...

فأي غربة بعد هذه الغربة؟

و أي استقرار يعيشه المرء و هو غريب عن ذاته...

أما الأحباب ...

فمالنا بد من فراقهم...

و إن ابتعدت المسافات ...

فيكفينا والله وصلهم بالدعاء ...

عسى الله أن يجمعنا بهم على منابر من نور ..

بوركتي أختي الكريمة

و عليكم السلام و الرحمة و الإكرام أخيتي بشاير
سعدت بكلماتك الطيبات
الغربة غربتان غربة الدين و غربة الوطن
غربة عندما تحس بأن ما يحمله قلبك و عقلك و فكرك و ما تحمله أخلاقك و ما تربيت عليه على أنه هو الأساس تجده شاذا في عالم الضياع عالم الفساد عالم تغربت فيه المسميات
حتى أصبح المكر ذكاء و الكفر حرية و إستخدام العقل جريمة و اتباع الحق رزية
عالم صار الكذب فيه منجاة و الصدق يفتح عليك نيران الأذى و لفحات الأذية
عالم صار صوت الحق خامدا و للباطل صولات و جولات
تحس بأنك غريب الدار غريب الأهل غريب الوطن غريب المشاعر غريب الهموم غريب في كل شيء

أخيتي كلماتك دخلت فؤادي بدون استئذان
و عرضك علي الأخوة و المحبة شرف أعتز به ما حييت
و تقف كلماتي خجلى عاجزة عن التعبار
عن وصف الصحبة الطيبة التي نلتمس عبق شذاها فتجعلنا نتنفس بعمق عبير الأخوة الصادقة و المحبة الخالصة
إنها تجعلنا نتوق إلى اللقاء برغم بعد المسافات
و إلا فموعدنا يوم اللقاء الأكبر في جنات تجمعنا سويا أحبة على سرر متقابلين
جمعني الله و إياك أخيتي في خير و على خير و جعلك من ملكات الجنان

و عليكم السلام و رحمة الله أختي الكريمة شهيناز
أسعدني مرورك و جعل أوقاتك أسعد
صدقتي يا غالية و كم للغربة من أثار
و لكن يبقى الأمل
يأس من اليأس
يدفعنا قدما للأمام
لا تثنينا العزائم برغم المعاناة
بالأمل نحي و نعيش
و إذا مات فينا فقد آذن الرحيل

أختي العهد جزاك الله خيرا علر ردك الجميل
و لكن لا ننكر أن البعد عن الوطن غربة و إن لم يكن له أثر عظيم على من ذاق الغربة الأعظم غربة الدين غربة الأخلاق غربة المبادئ و القيم ......
فقد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يحن إلى مكة و يقول لعائشة رضي الله عنها
لو لا أن قومك أخرجوني منها ما كنت لأخرج أو كما قال رسول الله
و لكن الغربة التي لها وقع و و طأ عميق على النفس هي غربة الدين
و حسبنا تجلدا و صبرا أن رسول الله إنتقل من الدنيا غريب

ليس الغريب غريب الدار و الوطن.... إن الغريب غريب اللحد و الكفن
إن الغريب له حق في غربته..........على المقيمين في الأوطان و السكن
لا تنهرن غريبا حال غربته .............الدهر ينهره بالذل و المحن
سفري بعيد و زادي لن يبلغني......و قوتي ضعفت و الموت يطلبني
و لي بقايا ذنوب لست أعلمها.......الله يعلمها في السر و العلن

أختي زمردة أأمن على دعاءك الطيب و جزاك الله خيرا
فكل شيء في سبيل الله يهون و نجد حلاوته برغم ما يتعقبه من الألم
جزاك الله خيرا على الأنشودة التي أحبها كثيرا
لأن لها أثر كبير على نفسي و و جداني
و جعلنا و إياك من الغرباء الذين بشرهم الرسول عليه الصلاة و السلام
و قال عنهم فطوبى للغرباء

غريب الدار و الأهل
أسير الأرض من حولي
سمائي أضحت السلوى
و في ليلي الأسى مثلي