سأطرح هذا الموضوع بطريقة السرد الذاتى... فأنا أحب هذا الاسلوب فى الطرح.. فاستمعوا إلى هذه الصرخة ... وهذه الاستغاثة وهذا الشرح....

قد يبدو موضوعى هذا اليوم غريبا بعض الشىء.......وقد تستغربون الإعتراف الذى سأ طرحه عليكم فى هذا الصرح.
فها أنا ذا أقف متهمة فى ظل قضائكم ومحكمتكم الموقرة.. فأرجوكم ( استمعوا إلى بآذان صاغية.. وعقول نيرة.. وفكر سديد.. ثم احكموا على بما ترونه مناسبا )
ما دفعنى لكتابة اعترافى هذا.. هو الضيق الشديد والإســــتياء من وضعى الذى لن يروق لأكثركم.

أعتـــــــــــــــــــــــــــــــــــرف وأنا بكامل قواى العقلية بأنى لا أحب الإستماع إلى الاشــــــــرطة والمحاضرات الدينية.. إلا إذا حدث ذلك صدفة وكان صوت المحاضر أو الشيخ هادئا...
مـــــــــــــــــــهلا بالله عليكم مهلا...
لا تستعجلوا الحكم على ,, ودعونى أدلى بدلوى في هذا السياق... وتمهلوا حتى تعرفون قصتى المأساوية مع الشريط الإسلامى الذى كنت أعشقه.

سأخبركم بالحقائق كاملة فالنفور من الشريط الإسلامى ليست مسألة هيـــــــنة تمرر مرور الكرام .
وبعدها لكم اتخاذ الحكم الذى ترونه مناسبا فى حقى.
كنت فى زمن ماض أعشــــــق الاستماع إلى المحاضرات الدينية عشقا كبيرا .. بل كنت أنهم نهما من الاشرطة وألقى بالا واسعا للإستماع إليها واحدا تلو الآخر ,, لا بل وقد أعيد الشريط مرارا وتكرارا اذا ما أعجبنى الموضوع المطروح..

وفى يوم من الأيام كعادتى... وضعت شريطا فى " الهتفون " وذلك كى لا أزعج من حولى .. أو لأنى ببساطة أحب أن أكون مستمعة بكل جوارحى لما يقال ويناقش..
وحالما وضعت السماعة على أذنى وأدرت مفتاح البدء.. حدثت الطامة .. وتفتقت المصيبة التى أطارت بصوابي..
فلسوء حظى.. لم أعد الشريط من بدايته .. وكان قد توقف على صوت الشيخ يصرخ صراخا مدويا كأنه يخرج من قعر واد مظلم فقد هزنى وأرعبنى وكأنه حين دخل إلى راسى أبا إلا السكنى , فلم يخرج حتى هذه اللحظة.... ولا إراديا انتزعت السماعة ورميتها .. ووقفت لحظات أسترد انفاسى من هول الصدمة.. فماهذا الصوت المرعب الذى هز كيانى وكرّهنى فى الشريط الإسلامى حتى بت أتجنبه دون قصد.

هل تعتقدون أننى استسلمت بسهولة لهذا الضعف الغير محبب.. لا والله , كنت مصرة على استرداد اتزانى النفسى.
.. بل عدت وعلى حذر واجتهدت فى انتقاء بعض الاشرطة .. كى لا أخسر البقية المتبقية من الثقة التى زعمتها... ومضت الأيام حتى أتت علي ليلة نسفت كل تمسكى وإيمانى الشديد بضرورة عدم الاستسلام لذلك الوهم فما ذنب الشريط الاسلامى كى آخذه بجريرة شخص يجعّـــــر بعنف كى يلين قلوب.. لا بل والله قد ازاغ قلبي وروعنى وشتت قناعاتى بصراخه الغير مبرر..

كنت قد هيأت نفسى للنوم.. وبجانبي دائما مسجل وضعت به أحد الاشرطة واستمعت إليه بحذر وأنا اردد فى نفسى .. " اللهم لا تجعله يصرخ "

.. ثم بدأ النعاس يتغلب على رويدا رويدا , فغفوت وليتنى لم أغفو.. والشريط ما زال يدور.. وحدث ما كنت أحسب له ألف حساب , فقد نهضت مفزوعة مضظربة القلب والأعصاب على صوت أشبه ما يكون بصوت من يعذب فى النار واسمحوا لي على هذا التعبير..

.. نهضت أشهق واردد " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " " أعوذ بالله من همزات الشياطين واعوذ بك ربي أن يحضرون " دون شعور وضربت بيدى كاملة على المفاتيح فسكت .. لكن ما شعرت به لم يكن ليختفى بتلك البساطة وقضيت ليلتى أتقلب أرتجف من الخوف .. وقلبي لا يتوقف عن الخفقان..

قولوا لى بالله عليكم ,, أليس من حقى أن أتــــعقد..!!
.. لا تضحكوا رجاءا على هذه الكلمة.. والله إنى تعـــــقدت من الأشرطة الاسلامية.. من المحاضرات الدينية.. من صراخ المشايخ والمقرئين والمحاضرين.. قولوا لى بالله عليكم أين ذهبت الكلمة الطيبة.... التى أصلها ثابت وفرعها فى السماء ,, أيصاحب الكلمة الطيبة صراخ..!!

ترعب الإنسان الذى يستمع إليك وتقول أنه أسلوب هداية وتذكير.!!
تقول أنك تدعو وتذكر الناس بالحكمة والموعظة الحسنة.. أى حسنة وأنت تباغتنا بهجومك الصارخ فتشق آذاننا وتشق معها قلوبنا بصراخك وتهويلك... لا أحب الصراخ.. ولا أحب من يتحدث وهو يصرخ حتى وإن كان يعظ." وماذا إن كان المستمع شخصا دخل فى الإسلام حديثا " ما سيكون شعوره وهو يستمع لهذا الكم من الصراخ والزعيق بهدف الوعظ.

فما الحل مع هؤلاء الملــــــــــــــــــقين للمحاضرات... ما الحل لجعلهم يتوقفون عن الإندفاع لا إراديا للصراخ.. أعرف أن الموضوع يخرج رغما عنهم من شدة تأ ثرهم .. لكن هذا ليس مبررا , فما ذنب المستمع الذى يطمع للهداية والتعمق أكثر فى أمور دينه ودنياه.. أيكون جزاءه الترويع والتنفير من التذكير والموعظة.. أهكذا تكون الموعظة.. !!
لماذا تصرخ أيها الشيخ.. لماذا تصرخ أيها المحاضر الكريم....!
رجاءا لا تصرخ بهذه الطريقة المنفرة.. واسلك طريق الهدوء والأسلوب اللين.

والأن.. أقف بين أيديكم وتحت لواء محكمتكم العادلة ,, لأستمع لحكمكم الذى ستصدرونه فى حقى ,, بعد أن أقررت واعترفت بجرمى... !!
لكن أرجوكم قبل إسدال الستار على هذه القضية.. أتوسل إلى سيادتكم وإلى حضوركم الكريم , بأن تتريثوا وأن تأخذوا بالأسباب التى أوصلتنى إلى هذه الحال , وجعلتنى أرتكب مثل هذه الجريمة الشنيعة فى حق نفسى , وأن لا تلقوا بالائمة على وحدى... فالشريط الإسلامى متهم معى حتى تثبت إدانته أو تثبت براءته.

أخوانى الاعزاء.
هذه قضية إحدى الفتيات .. فنرجو منكم الهدوء والتأنى... وعدم العصبية أو التعصب..ولكم جزيل الشكر