عودة لإكمال ما بدأته
الجزء الثاني:
http://www.swalif.net/sforum1/showt...threadid=173486
لم أجد موضوعاً يناقش بكثافة وبطرق مختلفة وآراء متباينة مثل موضوع الوقت، لأنه موضوع مستمر ومتجدد ومرتبط بالإنسان منذ ولادته وحتى مماته، ولأن الوقت واستغلاله هو الذي يشكل الفارق بين الناجح والفاشل، وبين الأمة القوية والضعيفة، وهذا ملخص لموضوع يصعب تلخيصه.
1) لو أردت أن أكتفي بجملة واحدة في هذا الموضوع لقلت:
الوقت هو الحياة فإن أضعته فقد أضعت حياتك وإن استثمرته فقد استثمرت حياتك.
2) تذكر هذه الحقائق المهمة التي ينساها كثير من الناس:
- كل البشر لديهم 24 ساعة في اليوم.
- الوقت الذي فات أو أهدر لن يعود أبداً.
- لا يمكن تخزين الوقت أو ادخاره أو شراءه أو استعارته!!
- يمكنك دائماً استثمار وقتك بشكل أفضل.
3)
النية تشكل فرقاً بين الذي يستغل وقته والذي يضيعه، فالذي يقرأ القرآن بنية التعبد غير الذي يقرأه بنية الرياء والتفاخر، الأول استغل وقته في الخير، والثاني سيرد له عمله يوم القيامة ولن يقبل منه، لذلك ركز دائماً أن تكون نيتك صالحة في كل عمل.
4)
أعط كل ذي حق حقه، أي أن تنفق من وقتك في الأهم ثم المهم، التقرب إلى الله بالفرائض أهم من أي شيء آخر، علاقتك بأسرتك مهمة، فإن فرطت في حق الله وحق أسرتك فلا تعتقد أنك ستكون ناجحاً بعد ذلك، النجاح يبدأ من المسجد والمنزل، لا يمكن أن يكون الإنسان مقصراً في حق الله وفاشلاً في منزله ثم ينجح في باقي حياته، لذلك أنفق من وقتك على المسجد والمنزل، ثم فكر في باقي الأمور.
5) حياتنا في هذه الأيام معقدة، لذلك
دون كل شيء، أي أن تكتب أفكارك وما تخطط له، والواجبات التي يجب أن تقوم بها، دون تدوين هذه التفاصيل ستفرط في الكثير من الواجبات، إلا إذا كنت صاحب عقلية خارقة لا يفوتها شيء فاحتفظ بكل شيء في عقلك، واحرص على أن يكون لديك دفتر واحد أو جهاز واحد تحفظ كل شيء فيه، لا تبعثر ملاحظاتك في أماكن متفرقة.
6)
بسط حياتك، لا تستخدم أساليب تنظيم تعقد حياتك، لا يوجد نظام واحد لاستغلال الوقت يناسب الجميع، بل لا يمكن أن تنظم وقتك على طول حياتك بنفس الأسلوب، لكل مرحلة احتياجات، كلما كان أسلوب تنظيم وقتك ومواعيدك بسيطاً وسهلاً ساعدك ذلك على استغلال وقتك بشكل أفضل.
7)
تعلم أن تقول: لا، لا لكل مشروع ونشاط وعلاقة ستزيد حياتك تعقيداً، لا لكل شيء لا تستطيع أن تلتزم به، مساعدة الآخرين وتقديم الخير لهم أمر مهم، لكن ليس على حساب حياتك ومسؤولياتك، وازن بين الأمرين،
8)
خصص وقتاً لنفسك، أياً كانت مسؤوليتك، لا بد أن تخصص وقتاً لنفسك، للعبادة، للتفكير أو الراحة أو الخروج للمشي والتنزه المهم أن يكون لديك وقتاً لنفسك لا يشاركك فيه أحد، إذا كنت تريد تقديم الأفضل والأحسن لنفسك وللآخرين، فلا بد أن تريح نفسك قليلاً من زحمة الأيام، لا يمكن لأي إنسان أن يعمل بشكل متواصل دون راحة، وهذا الوقت المخصص لك فقط هو وقت لمراجعة النفس، هل ما أقوم به صحيح؟ أين أخطأت وأين أصبت؟ وكيف يمكن أن أطور نفسي؟ وهل يمكن أن أقدم شيئاً أفضل؟ مثل هذه الأسئلة لا تستطيع أن تجد إجاباتها وأنت في زحمة عملك وانشغالك.
هذه نصائح أرى أنها تلخص الكثير في موضوع الوقت واستغلاله، ويبقى على المرء أن يعمل ويجتهد لاستغلال وقته بشكل أفضل كل يوم.