سلام عليكم

عندما أقول بأن مجتمعنا بحاجة إلى توعية، فإنني أعني هنا المجتمع بأكمله، فالتركيز فقط على فئة محددة من المجتمع لن يجدي في علاج أي مشكلة، وفي ما يتعلق بموضوع تربية الأبناء، لدينا فئتان أساسيتان، أولياء الأمور والأبناء، أما أولياء الأمور، فأعني بهم الأبوان أو من ينوب عنهما في تربية الأبناء، ومما أراه في أرض الواقع، أجد أن الآباء منشغلون عن أبنائهم بعدة أمور، كالعمل والسعي للرزق، الأصدقاء، وبعض الآباء يجلس في المنزل كأنه غير موجود، فهو يتابع الصحف والفضائيات ولا يمارس مسؤوليته تجاه أبناءه، وربما البعض منهم ينفر من المنزل بسبب الخلافات مع الزوجة.

كل هذه الأسباب تؤدي إلى أن ينشغل الأب عن أبناءه ولا يعطيهم حقهم الكامل من الرعاية، فهو لا يجلس معهم في كل يوم (على الأقل نصف ساعة)، وربما البعض لا يسأل عن مستوى أبناءه في المدرسة، ولا يعرف من هم أصدقاء أبناءه وما هي أخلاقهم، فهو يكتفي بإعطاء بعض الأوامر الصارمة (أسكت، لن تخرج، إذهب إلى غرفتك ... إلخ)

طبعاً الصورة التي رسمتها أعلاه، ليست صورة كاملة صحيحة تماماً، هذه الصورة لا تعمم على كل المجتمع هذا أولاً، ثانياً: ما ذكرته هنا من هذه المظاهر هو ما أراه في أرض الواقع، وربما الواقع مختلف في أماكن أخرى أو دول أخرى، ثالثاً: أنا أتحدث عن فئة محددة وهي الآباء المهملون لأبنائهم.

الفئة الثانية في ما يتعلق بموضوع التربية هم الأبناء، طبعاً نتيجة لإهمال الآباء، فإن الأبناء يتلقون التربية والعادات من مصادر أخرى، كالخدم، الفضائيات، الصحبة، سواء الصالحة أو الطالحة، المدرسة، وربما الإنترنت في بعض الأحيان، وهذا كله يؤدي بهم إلى الانحراف في أسوأ الاحتمالات، وهناك مستويات عدة من الانحراف أو لنقل من سوء البناء، فربما يخرج الابن من هذه البيئة التي أهملته شخصاً ناقصاً، يشعر بالنقص في نفسه، وعندما يكبر فإنه ينقل ما اكتسبه من عادات لأبناءه، وهكذا تستمر سلسلة التربية التعيسة من جيل لآخر دون أن يكون هناك أي تدخل من قبل المجتمع لكسر هذه السلسلة.

أين هو المتطوعين والمربين؟
دور المتطوعين أو المربين الذين يرغبون في تغيير هذا الواقع يكمن في أمرين:
1) توعية الآباء.
2) خلق بيئة إيجابية للأبناء لكي يخرجوا منها أفراداً أسوياء إلى المجتمع.

علينا أن نزيد من وعي الآباء بأهمية ممارسة مسؤولياتهم كآباء، فعلى الأب أن يجلس لمدة نصف ساعة على الأقل مع أبناءه في كل يوم، يتابع شؤون حياتهم ويلعب معهم ويعطيهم جرعة من الحنان يحتاجها الأبناء، يهتم بأمرهم ويتابع دراستهم فيزور المدارس التي يدرس فيها أبناءه ويسأل عن أخلاقهم ومستواهم الدراسي، يخصص أياماً لهم، يذهبون فيها معه في رحلة أو نزهة، الخلاصة أن يعطيهم كل حقهم وأكثر، بأسلوب تربوي، ولا يمكن أن يفعل ذلك أي أب، ما لم يتعلم ويثقف نفسه أو يجد من يعينه ويدربه على مهارات تربية الأبناء.

أما الأبناء وخلق بيئة إيجابية لهم، فأتركه للموضوع القادم.

ملاحظة: أنا أكتب في مجال ليس من تخصصي وخبراتي عنه قليلة، فمن رأى منكم قصوراً فلينبهني، أما الخطوات العملية فإنني سأكتبها في موضوع منفصل، أردت في البداية أن أوضح لماذا يجب أن نتحرك، قبل أن أكتب عن ماذا يجب أن نفعل.

موضوع يستحق النقاش اخى الفاض..
الى رجعة ان شاء الله

اخي سردال ..
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
بصراحه الموضوع كالعاده مميز ..الا اني ايضا تنقصني الخبره في هذا الموضوع .
وعموما ، اقول ودائما ما اكرر هذا الكلام الاعلام الاعلام الاعلام ...
كنت قد نويت طرح موضوع جديد قريب من هذا الموضوع ولم اعدل عنه ،الا اني متأكد اني لن اصل لمستوى طرحك المميز .

عليكم السلام ورحمة الله

شكرا اخي سردال على الموضوع والطرح المتميز

( مهمه التوعيه للاباء )
اعتقد ان افضل وسيله لتحقيق ذالك هو ايجاد مؤسسات مجتمعيه تعنى باجراء ابحاث ميدانيه ثم عمل برامج محدده
ويجب ان يكون لها نافذه اعلاميه
بحيث يتطوع المتخصصون والمهتمون بتبني هذا الموضوع

اما خلق بيئه ايجابيه للابناء
فهي مهمه كبيره لايستطيع المربون وحدهم توفيرها لكن بالطبع مساهمتهم ستكون فعاله

شكرا على الموضوع

السلام عليكم،

موضوع أكثر من رائع........ولي عودة إن شاء الله.....

فقط أهنئ نفسي على فراستي لأني أول ما شفت الموضوع موضوع في الأعلى خمنت أنك أنت من كتبه.....
تحياتي لك ولقلمك المبدع......

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

انت تحب المشي لكي تتأمل كم مدة المشوار الذي
مشيته حتى توصلت الى هذا الابداع كعادتك ..

نعود للب الموضوع

أخي سردال أضنني سبق وان حدثتك عن اني اقود فرقة
كشافة تتراوح اعمارهم ما بين 10 الى 16 عاماً
وهذه المرحلة من عمر الاطفال تكون اصعب المراحل التي
يمر بها المربي ..

سأقول لك ولقاريء الكريم سياستى في التعامل معهم
علكم تظيفوا عليها الافضل او تستفيدوا منها ان رأيتم بانها
جيدة كأسلوب تربية ....

نحن الان في بداية الموسم للحركة الكشفية حيث يزيد عليها
الاقبال لقضاء عطلة الصيف فيما هو مفيد

ما أبداء به مع مجموعتي المتكونة من 14 طفل (كشفي) هو :
1- القاء محاظرة عن فائدة التعلق بالسيرة النبوية ووصايا
الدين حول العلم والتمسك بالاخلاق واداء الفرائض والاحسان
الى الناس ومساعدة من يحتاج المساعدة ... طبعا والابتاعد
عن عكس هذه النقطة ( مع ذكر قصص وأمثلة حول هذه النقطة)
كعبرة (( واحيانا اضطر لصنع قصة من خيالي لكي استطيع ايصال
المعنى المطلوب الى اذهانهم ))

واثناء القاء المحاضرات الاولية والتي تحتوى على ما سبق اتصل
ولي امر كل واحد منهم على حدى لاخذ منه موعد بزيارة منزلية
أحرص دائما ان يكون موعد لقائي بولي الامر لا علم للملتحق معي
به ..
حيث أوجه عدة اسئلة اليه حتى اتمكن من معرفة طريقة التعامل
التي تجدي مع الطفل ..
من حيث طرق تعامله مع والديه واخوته واصدقائه ونتائجه في المدرسة
ومدى تحدته بالصدق ومدة الاوقات التي يمكتها في اللعب انطباع
والده الكلي حول سلوكه ...

نقوم برحلات للمراكز الاسلامية والسياحية مع دورات تنشيطية في
الغات وايضا رحلات بحرية ونذهب الى الغابات والمناطق الجبلية

أقوم بتعليمهم اساليب الاعتماد على الذات في كل شيء

وايضاً كيفية مساعدة الغير بالطرق السليمة في نظري وهي ان
نقدم يد العون لمن يحتاجه في كل هدوء وسرية وبدون ان يشعر
بان به نقص دفعنا لتقدم العون ..

نزور المرضي ذوى الامراض المزمنة نواسيهم ونحسسهم بانهم
عضو موجود بالمجتمع لكي نبعد عنهم الياس ..

وغيرها الكثير من اساليب التعامل مع الطفل والتي عادة ما تكون
على حسب الوقت او الموقف الذي يصدر منه ..

في النهاية ارى مسؤؤلية التربية كبيرة جدا اهم شيء يجب
ان يتوفر في المربي الخبرة في التعامل مع مستويات الناس
لا انكر بان عصبي لكن عصبيتي لم تاثر يوما في اسلوب تعاملي
معهم وكنت دائما ازرع في اذهانهم باننا اسرة واحدة ولا يجب
ان ينفرد احدنا راي او عمل ما دون الرجوع لبقية الفرقة ...

اخي سردال ان احمل الشارة الدولية في القيادة الكشفية
اي سبق لي وان قدت مجموعات غير عربية وهى ثلاث
مجموعة ايطالية ومجموعة مالطية ومجموعة فرنسية هل تعلم
بان مستوى التعامل والتفاهم والقدرة الكبيرة على الفهم وجدتها
في الطفل العربي اكبر من غيرهم برغم انهم من سن واحدة

هذا يعني بان البيئة العربية اكثر مساعدة على النضوج وحاليا
احاول دراسة هذا الموضوع وسبب هذا الفرق بينهم علي اجد
السبب واضنني اعرفه الان لكني لست بمتأكد منه ..



موضوعك رائع اخي سردال اتمنى ان لا نقفل النقاش فيه

اضنني سأسمي فرقتي لهذا الموسم فرقة سردال الكشفية


تحياتي

موضوع مميز من كاتب اميز..

(( كلكم راع و كلكم مسئول عن رعيته...))

صدقني اخوي سردال...لو اتبعنا السنة في كل امور

حياتنا ... و بالتحديد فالامور اللي تتعلق بالاسره كنا راح

نعيش في مجتمع غير هذا المجتمع..عسى الله يقدرنا

و نطلع جيل سوي....

----------------

THE EAGLE

مهمتك سامية..و في ايدك فئة عمرية خطره..

عسى الله يوفقك...

اخوي سردال موضوعك اكثر من رائع

للاسف في وقتنا الحاضر تمشي في الشارع و ترى انه المسؤول عن ابناءنا هم الخدم تصور اني وانا في احد الاسواق كنت اريد شراء غرض معين وانا لا احب الذهاب للاسواق ( اعذرني لخروج عن الموضوع ) لكن تفاجاة انه طفل عمره على ما اعتقد بني الثلاث سنوات الى الاربعه

يجري و امه ( والدته ) كان قريبه منه مواقف السيارات في اسفل السوق و كان معها خادمه و بنفس اللحظه مثل الافلام سيارة كان ممكن تدعس الطفل و الام قريبه منه و الخادمه مشغوله بترتيب الاغراض لكن الطفل الحمدلله وقف و انتبه سبجان الله الام و لا كانه شيء حدث ذهبت للشغاله ( الخادمه ) و قالت لها ليه ما تشوفين الولد


سبحان الله انتِ المسؤوله عن الولد مو الشغاله

بصراحه اذا مثل هذي امهات الحين اجل امهات الجيل الجاي اشلون !!!!!

اما اخوي THE EAGLE

بصراحه طريقة تعاملك اكثر من ممتازه و نتمنى من المدرسين و المرشيدين ان يكون مثلك

تحياتي

^1

جزاك الله خير أخوي سردال على هذا الموضوع القيم

بس لي ملاحظة

أنت ركزت على الأباء مع إن الأمهات أشوفهن أهم جزء في حياة الأطفال
وأقرب للطفل من الأب

طبعا كل سن للطفل يفرق عن الأخر في قربه من الأم
بس شوف الأمهات في هذا الوقت

شو وراهن الأمهات!!!
قاعدات في البيوت و حاطات رجل على رجل لا شغلة عندهن غير راحت فلانة وسوت علانة

والأب مثل المكينة مدام يشتغل محد يشتكي بس من تتعطل هذه المكينة أو تستوي لها مشاكل تكثر الشكاوي.

الله يعيين الأباء

والأبناء مساكين يلفون روسهم بين الأب والأم

تتلخص مسؤولية الاباء في تربية الأبناء بتطبيق القاعدة الذهبية المأثورة عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ( لاعب ابنك سبعا , وعلمه سبعا , وصادقه سبعا ) ..

أي منذ ولادة الطفل وحتى سن السابعة يكون في هذا السن الأطفال بحاجة إلى ملاعبة وملاطفة لتفريغ الطاقة الموجودة فيه من حب الفضول وغيره ..

ومن السابعة وحتى الثانية عشرة يكبر الطفل ويكون جاهزا لتلقي الأوامر والتعلم , وعادة خلال هذه الفترة من العمر يبني الشخص اساس شخصيته من خلال مايتعلمه , وإن أفضل من يتعلم منهم خلال هذه الفترة هم الوالدين الحريصين على مصلحته , ولو تركوه لوحده خلال هذه الفترة العمرية فسوف يحصل مالايحمد عقباه ...

أما من سن الثالثة عشرة وحتى الواحد والعشرون وهي ماتسمى علميا بفترة المراهقة فهنا الولد والبنت بحاجة إلى من يتحدث معهم ويصادقهم ويواسيهم ويتوجعون له و على الأب والأم أن يفهموا أبنائهم خلال هذه الفترة فهي فترة لصقل شخصيات الأبناء وتكوين عام لطريقه المستقبلي ..

ولو اهتم الآباء والأمهات بهذه النقاط لما رأينا تسرب الأبناء عن توجيهات آبائهم وأمهاتهم إلى توجيهات غيرهم ممن يجدون لديهم الإهتمام والعناية المفقودة لدى والديه .

نسأل الله أن يعين أولياء الأمور على تربية أبنائهم تربية صالحة

تلخيص المفيد من كلام عزيز ..



لاعبه سبعا

وعلمه سبعا

وصاحبه سبعا