|
عضو نشيط
|
|
المشاركات: 72
|
#1
|
أنــــــــواع الـــــفـــــــــــتــــــــــن............!
- فتنة اللسان:
اللسان من أخطر أعضاء الإنسان ، وقد يورد صاحبه الموارد ، في حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فأصبحت يوما قريبا منه ، ونحن نسير فقلت: يا رسول الله: أخبرني بعمل يدخلني الجنة ، ويباعدني من النار ، قال : (( لقد سألت عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه ، تعبد الله ولا تشرك به شيئا ، وتقيم الصلاة)) إلى أن قال((…ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟؟ )) قلت بلى ، فأخذ بلسانه فقال(( تكف عليك هذا )) قلت: يا نبي الله ! وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ قال: ثكلتك أمك يا معاذ ! وهل يكب الناس على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم)) أخرجه ابن ماجة في الفتن ، وصححه الألباني في سنن ابن ماجة برقم3209 0
* صور فتنة اللسان :
(أ) الغيبة :
قال تعالى(( ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه)) الحجرات12 0 وفي الحديث عن أ نس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(( لما عرج بي مررت بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم ! فقلت من هؤلاء يا جبريل ؟ قال : هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم)) أخرجه أبو داود وصححه الألباني في سنن أبي داود برقم 4082 0
وذلك لما لعرض المسلم من حرمة ، قال صلى الله عليه وسلم(( كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه)) والغيبة تتناول العرض 0
متعلقات الغيبة :
* التعريض بالغيبة :
وليست الغيبة تعني النطق بمعايب الآخرين باللسان فحسب ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(( أتدرون ما الغيبة ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم0قال(( ذكرك أخاك بما يكره )) فقيل : أفرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال : إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته ،وإن لم يكن فيه فقد بهته)) أخرجه مسلم برقم70
ويدخل في الغيبة كل ما من شأنه التعريض بالمسلم من إشارة أو إيحاء أو غمز أو همز أو كتابة أو حركة ، كالإيماء باليد على القصر أو الطول أو المشي…وهكذا ، وتزداد خطورة الغيبة على صاحبها بهتك الله تعالى لستر صاحبها مقابل هتكه لستر أخيه المسلم 0قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان في قلبه ! لا تغتابوا المسلمين ، ولا تتبعوا عوراتهم ، فإنه من اتبع عوراتهم تتبع الله عورته ، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في بيته)) أخرجه أبو داود وحسنه الألباني في سنن أبي داوود برقم 4083 0
فالأمر جد خطير ، وإطلاق العنان للسان في النيل من أعراض الآخرين وذكر معايبهم من ورائهم من أكبر الفتن التي تورد المهالك ، كما جاء في الحديث(( وهل يكب الناس في النار إلا حصائد ألسنتهم )) وذب المسلم عن أخيه بالغيب ، يخرجه من الفتنة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(( من ذب عن عرض أخيه بظهر الغيب كان حقا على الله أن يعتقه من النار)) أخرجه أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 6116 0
*غيبة ولاة الأمر :
من أشد أنواع الغيبة فتنة على الفرد والمجتمع غيبة ولاة الأمر ونقدهم والتشهير بهم ، سئل الشيخ ابن باز رحمه الله : هل من منهج السلف نقد الولاة من فوق المنابر ؟
فقال : ليس من منهج السلف التشهير بعيوب الولاة وذكر ذلك على المنابر ، لأن ذلك يفضي إلى الفوضى وعدم السمع والطاعة في المعروف ، ويفضي إلى الخوض الذي يضر ولا ينفع 0
ومن ولاة الأمر العلماء وغيبتهم وتجريحهم من الأمور التي ابتليت بها الأمة المسلمة وربما وصل الأمر إلى تضليله وتبديعه ، مع أن الله تعالى آجره على اجتهاده وإن أخطأ ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(( إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران ، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر))رواه البخاري.
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ما رأيكم في بعض طلبة العلم الذي صار ديدنه التجريح في بعضهم بعض وتنفير الناس عنهم والتحذير منهم ، هل هذا عمل شرعي يثاب أو يعاقب عليه ؟
فكان مما أجاب : أن هذا عمل محرم فإذا كان لا يجوز لإنسان أن يغتاب أخاه المؤمن ، وإن لم يكن عالما ، فكيف يسوغ له أن يغتاب إخوانه العلماء من المؤمنين ، وليعلم من ابتلي بهذه البلوى أنه إذا جرح العالم فسيكون سببا في رد ما يقوله هذا العالم من الحق...لأن جرح العالم ليس جرحا شخصيا ، بل هو جرح لإرث محمد صلى الله عليه وسلم ، فإن العلماء ورثة الأنبياء ، فإذا جرّح العلماء وقدح فيهم لم يثق الناس بالعلم الذي عندهم ، حينئذ لا يثقون بشيء من الشريعة التي يأتي بها هذا العالم الذي جرح .
غيبة رجال الحسبة :
ولو يعلم الناس كم من بلاء يدفعه الله عنهم بسبب قيام رجال الحسبة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، لكان معهم شأن آخر .
* غيبة العصاة غير المجاهرين :
والأولى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يكون مع الشخص المقصود مباشرة وليس من خلفه ، أو مع غيره .
يتبع.....
ناصر السنة
|
|
08-05-2003 , 01:38 PM
|
الرد مع إقتباس
|