السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ ناصر العمر: الآن يجب أن نهيئ أنفسنا للقيام بما يجب علينا
لم أستغرب أن تنفذ أمريكا أهدافها ، وإنما المستغرب ألا تفعل ، وقد أشرت في مقال سابق نشر في موقع الإسلام اليوم إلى أن الحرب هي الاحتمال الأقوى قبل أكثر من ستة أشهر في البيان الذي أصدرته بعنوان:
(ويلٌ للعرب) وذلك أن أمريكا تسعى لأهداف إستراتيجية خلاف المعلن عنها، والذي يسعى لهدف إستراتيجي لايتوقف عن المسير إلى هدفه حتى يتحقق ، ويمكن أن ألخص أهمّ أهداف أمريكا الإستراتيجية بما يلي:
1/ كبح جماح الصحوة الإسلامية ، وتقليص جهودها وذلك بالسيطرة على المنطقة التي تنطلق منها .
2/ حماية أمن إسرائيل ، والقضاء على أي مقاومة لها وبخاصة الانتفاضة .
3/ أهداف اقتصادية من أبرزها منابع النفط في الخليج ، وعلى الأخص في العراق .
4/ تفرد أمريكا بالسيادة ، وإخضاع العراق ليسهل لها إخضاع بقية دول المنطقة بشكل أكبر مما هو موجود حالياً ، لتكون أداة طيعة في تنفيذ أهدافها الحاضرة والمستقبلة .
وتحقيق هذه الأهداف والخطة الإستراتيجية لايمكن أن يتحقق إلا بالحرب ، أمّا الأهداف المعلنة كالقضاء على أسلحة العراق ، فليست إلا أكذوبة ثبت بطلانها وكذب مُدّعِيها .
ومن هنا فإني أرى أن المعركة القادمة أشدُّ شراسة ، وأطول أمداً ، مما هو واقعٌ الآن في أرض العراق ، ولذلك لابد أن تكون الأمّة على مستوى المسؤولية ، وأن تعد الوسائل المكافئة لمنع أمريكا من تحقيق أهدافها أو استراتيجيتها ، ولنحذر من أن نجرَّ لاستنفاد قوانا وإمكانياتنا ومقدّراتنا ، نتيجةَ تخييل العدو أن المعركة أيام أو شهور فقط .
بل لابد من السير وفق خططٍ مدروسة ، كما خطط يوسف عليه السلام ، باستعداده في سنوات الرخاء لسنوات الشدة ، ولو لا فضل الله ورحمته وفتحه بتلك الخطّة بعيدة الأمد ، والتي رسمها يوسف -عليه السلام- عندما عبر الرؤيا ، ونفذها عندما أصبح عزيزاً لمصر ، لانتهى محصول الرخاء قبل انتهاء سنوات الشدة ، ولذلك فلابد من مراقبة الأحداث بحذر ، وإعداد خطة استراتيجية تكون مكافئةً لخطط الأعداء .
هذا بالنسبة لما يتعلق بأهداف أمريكا واستراتيجيتها والأسباب التي دفعتعها لشن عدوانها .
أما ما يتعلق بالواجب الشرعي المنوط بنا الآن فيجب أ ن نهيئ أنفسنا للقيام بما يجب علينا شرعاً تجاه إخواننا في العراق والكويت في جميع الجوانب ، وكافة المجالات ، كلٌ حسب طاقته واستطاعته .
ولكنني أرى أن نتريث قليلاً حتى تتضح الأمور بشكلٍ أكبر ، خوفاً من أن نستنفذ إمكاناتنا قبل بدء المعركة الحقيقية التي توعد بها بوش .
وبخاصة أن إخواننا في العراق وفي غيرها لديهم الإمكانات للصمود في الأيام الأولى-وأسأل الله أن يستمر صمودهم إلى نهاية المعركة- فأقول إن حاجتهم ستكون في الأيام القادمة أشد منها هذه الأيام ، وبخاصة بعد أن تدخل المعركة مسارها الذي توعَّد به بوش وحلفاؤه .
ولهذا فيجب أن تكون الأمّة على أُهْبَة الاستعداد للقيام بما أوجب الله عليها ، مع وجوب الأخذ بالحكمة ، وبعد النظر ، وعدم الاستغراق في اللحظة الحاضرة ، والبعد عن الاجتهادات الفردية ، التي قد يكون ضررها أكثر من نفعها .
وليعلم إخوتنا في أرض العراق أن الدم الدم ، والهدم الهدم ، فمأساتهم مأساتنا ، ومصيبتهم مصيبتنا ، وأننا معهم في خندق واحد ، فالعدوان لايفرق بيننا وبينهم ، بل نحن مستهدفون جميعاً ، وليطمئنوا وليعلموا بأن إخوانهم لن يتخلوا عنهم بإذن الله عاجلاً وآجلاً .
وأقول بهذه المناسبة إنني متفائل من هزيمة العدو على المدى البعيد ، حتى وإن حقق بعض الانتصارات على المدى القريب ، ولا شك أن الجهاد في سبيل الله هو السبيل الرئيس أو الأول لتخليص الأمة مما هي فيه ، بعد أن تتوافر أسبابه وتزول موانعه ، إذا كان في سبيل إعلاء كلمة الله كما قال الله تعالى: (كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ ) وقوله: (وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) وقوله (لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ) وهذه سنة الله في الأمم الماضية كما قال وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاؤُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) .
وما يجب علينا فوراً البدء بالدعاء والقنوات ، وإشاعة روح التفاؤل في الأمة ، وحسن الظن بالله جل وعلا ، والثقة به ، والأخذ بالأسباب الشرعية والمادية والعقلية التي تؤدي إلى تحقيق النصر .
أسأل الله أن يعز الإسلام والمسلمين ، ويذل أعداء الدين ، ونحن على ثقة بأن العاقبة للمتقين ، والحمد لله رب العالمين .
فضيلة الشيخ الاستاذ الدكتور/ناصر بن سليمان العمر
17/1/1424
المصدر
http://www.almuslimoon.com/vb/showt...=&threadid=3006
الشيخ عبد الوهاب الطريري: القوة الأمريكية بين بؤر ملتهبة
ما وقع اليوم من ضرب القوات الأمريكية للعراق كان متوقعاً ولم يكن مفاجئاً ، وكانت التصريحات وتداعيات الأحداث السابقة تسير في هذا الاتجاه .
وموقف أمريكا في هذه القضية ليس غامضاً إلى الحد الذي يستعصي تفسيره ، فهاجس الأمن الإسرائيلي مسيطر على الإدارة الأمريكية ، ولذا فإنها ستقدم على حماية أمن إسرائيل من كل خطر محتمل مهما كان الاحتمال ضئيلاً ، مما يحقق هيمنة إسرائيلية على المنطقة .
إضافة إلى المطامع الاقتصادية في المنطقة ، والتوجه نحوها واحتواء أكبر لمصالحها ، إلا أنه لا يمكن بحال استبعاد الدافع الديني للإدارة الأمريكية الحالية ، ونحن لا نقول ذلك افتراضاً فقد أعلنه الرئيس بوش الذي أعلن يوماً عودة الحروب الصليبية ، وأعلنه الرئيس السابق جيمي كارتر الذي عارض هذه الحرب ، وأوضح أن الرئيس (بوش ) مدفوع بعقيدة الكنيسة الإنجيلية المعمدانية ، ونشرت مجلة (نيوز ويك) تحقيقاً مطولاً عن الرئيس الأمريكي ـ الذي انتقل من العربدة إلى الرؤية ـ تحدثت فيها عن التوجه الديني لدى الرئيس الأمريكي ، ونحن نعلم أن الكنيسة الإنجيلية المعمدانية ، هي التي اندفع قسيسها في حملة الاعتداء على مقام النبي –صلى الله عليه وسلم- وتشويه صورته بمشاركة عملية من الرئيس الأمريكي ، ولم يعد حال ما يسمى (بالمسيحية ـ الصهيونية) وسيطرتها على الإدارة الأمريكية محل خفاء مع ذلك فإن هذا التصرف ـ من القيادة الأمريكية بكل ما يحمل من دلالات التفرد بالقوة، والقدرة على مواجهة العالم ـ مؤذن في الوقت نفسه بأنه بداية النهاية لهذه الإمبراطورية العالمية .
إن أمريكا قد فتحت عدا وات في اتجاهات متعددة ، وأثارت موجات من الكراهية والحقد العالمي ضدها .
ودخلت في مواجهات عديدة ، وستعلق قدمها في أوحال الحروب في بلدان يقاتل أهلها في أوطانهم عدواً ، معتدياً سافراً في عدوانه ، وتستنزف القوة الأمريكية بين بؤر ملتهبة ، في أماكن متفرقة في العالم ، ونحن نرى منها الآن أفغانستان والعراق والبقية تأتي .
إن بداية النهاية لإمبراطوريات غابرة كانت السُّكْر بنشوة القوة ، والاندفاع مع شهوة السيطرة ، وهذه دروس تاريخية متكررة وواضحة ولكن يعمى عنها كبرياء "من أشد منا قوة" .
- - - - - - - - - - - - - - - -
فضيلة الشيخ الدكتور/ عبد الوهاب بن ناصر الطريري
17/1/1424
الشيخ سلمان العودة: دخول الإدارة الأمريكية في هذه الحرب خطأ كبير غير محسوب
مع قسوة المعاناة التي يعيشها المسلم في ظل هذا العدوان الأرعن ، المغرور بقوته وعنفوانه .
ومع تفاقم الشعور بالمرارة والقهر ، إلا أن ثقة المسلم بربه لا تضعف أبداً ، ولا تزيده الأحداث إلا إيماناً وتسليماً ؛ كما قال سبحانه : (وَلَمَّا رَأى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً) (الأحزاب:22) .
إنني على ثقة أن دخول الإدارة الأمريكية في هذه الحرب الغاشمة خطأ كبير غير محسوب ، وأنه سوف يضرّ بمصالحها على المدى الطويل ، وما انفرط عقد ما كانت تسميه ب " التحالف ضد الإرهاب " إلا نتيجة أولية لهذا .
والذين قرروا خوض هذه الحرب ربما أخذتهم شهوة القصف ونعرة الكبرياء ، ووجدوا أنفسهم منساقين مع تيار التطرف وحزب الاستعمار ممن يسمون بالصقور ، وما هم كذلك !
وأعتقد أن لهذه الحرب أهدافها التي تتجاوز العراق ونزع أسلحته , وتغيير نظامه إلى إعادة صياغة المنطقة كلها , وبالذات فيما يتعلق بـ :
1-إبرام صفقة سلام مع اليهود , وفق شروطهم ومفصلة على قياسهم , والقضاء على المقاومة في فلسطين ولبنان وغيرهما .
2-القضاء على جميع ألوان الاستقلال , بالإرادة والقرار , أو العمل والتخطيط , أو التصنيع وامتلاك القوة في المنطقة الإسلامية كلها , وزحزحة المشاريع القائمة التي تشكل خطراً مستقبليا على الوجود الغربي واليهودي في المنطقة .
3- إجراء تغييرات جوهرية في البناء السياسي , والثقافي , والشرعي لدول الخليج والجزيرة على وجه الخصوص ، كالسعودية واليمن وقطر والكويت وغيرها , من خلال ضغوط مباشرة تعتقد الإدارة الأمريكية أنه قد آن الأوان لها فيما يتعلق بالتعليم الشرعي , وفي قضية المرأة وحقوقها , وحقوق الأقليات والحريات الدينية , كما يعبرون ويصطلحون , وسيتم تفعيل ملف حقوق الإنسان, وملف الحريات , ولكن بصورة انتقائية كالمعتاد لتمرير الأنموذج الذي يريدون .
هذا كله( إن استطاعوا) .
ولكن سنة الله هي المدافعة ( وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ )(البقرة: من الآية251)
وربما كان من أقوى الضغوط إقامة نظام نموذجي في العراق , يكون قدوة لجيرانه كما ذكرناه مراراً, نظام يحقق الرفاهية لشعبه , ويعيد تأهيل البنية التحتية بصورة معقولة , ويربط الشعب العراقي بالعالم , وينفق بسخاء من أرصدته لمثل هذه المشاريع .
نظام يحقق صورة مقبولة من الديموقراطية ، ولكن مفصلة حسب المصلحة الأمريكية .
وهنا يتم توسيع نطاق الحريات الشخصية والأخلاقية ، وإقامة المراقص والملاهي وبرامج السياحة ، مع ضبط المشاركة السياسية لئلا تخرج عن الهدف.
نظام يشارك بفعالية في المهمات التجسسية والاستخباراتية في المستقبل ، وتنطلق منه ومن غيره الحملات الحربية القادمة ضد هذا البلد أو ذاك .
ومع كل هذا فأهل البلاد أطول نفساً ، وأصبر وأقدر على التضحية والفداء ، ولا زالت ذكريات الحرب على الاستعمار السابق ماثلة في الأذهان ، أو ظاهرة للعيان ، وما الاحتلال الجديد عنه ببعيد ...
قل للفرنسيس إذا جئته مقالة من ناصح بر فصـيح
دار ابن لقمان على حالها والقيد باق...والطواشي صبيح
( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ)
- - - - - - - - - - - - -
فضيلة الشيخ/سلمان بن فهد العودة
17/1/1424
ا لـــــمــــــصــــــد ر