السلفية المنكوبة بحكم السلاطين وبلعب الشياطين .

إن هناك من يخلط بين السلفية الحقة وبين السلفية الحكومية أو السلفية السلطانية ، فعن أي سلفية نتحدث ؟ ، فكل من يتبنى وجهة نظر الحكومات الظالمة المستبدة هل نعتبره من السلفية ؟ ، فهناك فرق بين السلف الذين عملوا على تنقية قلوب العباد وتحريرها من عبودية الأشياء والأشخاص وبين مدعين السلفية الذين يروجون للحكام المستبدين الظلمة ، فهل هؤلاء سلفية أم هم تلف طالح وغثاء كغثاء السيل ؟ .

إن هناك الكثير من العلماء والمفكرين ( السعوديين ) على وجه الخصوص ، والذين يعتبرون من المدرسة السلفية ، وعندما يتحدثون عن الإسلام يشعرون بحرج وبضيق شديد وكأن الحسرة في داخلهم وهم لا يستطيعون الانطلاق إلى أفق أرحب وأوسع بسبب السلفية السلطانية المتسلطة ، فيجب أن نفرق بين تلك السلفية المزعومة وبين السلفية المخنوقة ، وأنا أتحدث بلسان حال السلفية المخنوقة .

وهناك عناصر من السلفية المخنوقة داخل المملكة لو كان لهم حرية الحركة والحديث لكان هناك شأن آخر للأمة ، ولأصبحت الأحوال غير الأحوال والفكر غير الفكر والعقل غير العقل والعملة غير العملة والناس غير الناس ، ولكن بسبب السلفية السلطانية التي تدعم نظام الطاغوت وتديم بقائه أصبحت أحوالهم معطلة ، وأنا أنصح السلفية المخنوقة والمنكوبة بحكم الطواغيت الثورة والتمرد الفكري على تلك السلفية السلطانية التي علمت وأفهمت أتباعها بأن كل الناس كفار ملعونين يستحقون القتل ، فهذا ما ورثه لهم المفهوم السائد للجهاد والذي أستخدمه الإنجليز في بسط سيطرتهم ونفوذهم على أراضي الحجاز ونجد والمنطقة الشرقية وبعض أراضي اليمن والدول الأخرى .

ولذلك نحن نطلب من السلفية المنكوبة بحكم السلاطين والمبتلية بلعب الشياطين إعلان المفهوم الصحيح للجهاد والذي لا تريده السلفية السلطانية ، وهي تعيش الأن ورطة ذلك المفهوم القديم بعد تفجيرات 11 سبتمبر ، ( خبز خبزتيه يالرملة كليه ) .

فالسلفية الحقة سلفية مخنوقة وممنوعة حتى من التفكير عدى الحركة .