|
عضو شرف
|
|
المشاركات: 4,732
|
#6
|
رأي الشيخ سلمان العودة في حديث الرايات السود
كتبه سلمان بن فهد العودة
إذا أقبلت الرايات السود من قبل المشرق
سؤال عن حديث: ( إذا أقبلت الرايات السود من قبل المشرق ) هل هو صحيح ، فإن بعض الشباب اليوم يوردونه لغرض أو لآخر ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحديث رواه أحمد قال: حدثنا وكيع، عن شريك، عن علي بن زيد، عن أبي قلابة عن ثوبان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا رأيتم الرايات السود قد جاءت من خراسان فأتوها فإن فيها خليفة الله المهدي) .
الحديث إسناده ضعيف .
فيه شريك بن عبد الله القاضي سيئ الحفظ .
وفيه علي بن زيد بن جدعان ضعيف .
وأبو قلابة لم يسمع من ثوبان .
وأخرجه ابن ماجه (4084) والحاكم (8432) من طريق خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان.
فزاد خالد أبا أسماء في إسناده فصار ظاهره الاتصال .
والحديث رجاله ثقات إلا أن له علة ، ولذلك ضعفه إسماعيل بن إبراهيم بن علية من طريق خالد الحذاء ، وأقره الإمـام أحمد كما في المنـتخب من العلـل للخلال (170) والعلل لعبد الله بن أحمد ( 2443) : قال عبد الله : حدثني أبي قال: قيل لإسماعيل بن علية في هذا الحديث .
فقال: كان خالد يرويه ، فلم يلتفت إليه ، ضعف إسماعيل أمره.
يعني : حديث خالد عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم في الرايات.
اهـ نقلاً من كتابي العلل المتقدم ذكرهما
وقد اعتبر الألباني علته عنعنة أبي قلابة فإنه مدلس .
هذا في ما يتعلق برواية ثوبان .
وله شاهد من حديث ابن مسعود .
أخرجه ابن أبي شيبة (15/235)، وابن ماجه (4082) وابن عدي في الكامل (7/275) من طريق يزيد بن أبي زياد عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله: قال بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أقبل فتية من بني هاشم فلما رآهم النبي صلى الله عليه وسلم اغرورقت عيناه وتغير لونه قال : فقلت : ما نزال نرى في وجهك شيئاً نكرهه فقال : ( إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا وإن أهل بيتي سيلقون بعدي بلاءً وتشريدا وتطريداً حتى يأتي قوم من قبل المشرق معهم رايات سود فيسألون الخير فلا يعطونه فيقاتلون فينصرون فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتى يدفعوها إلى رجل من أهل بيتي فيملؤها قسطاً كما ملئوها جوراً فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حبواً على الثلج ) .
قال ابن عدي في ترجمة يزيد بن أبي زياد: لا أعلم يرويه بهذا الإسناد عن إبراهيم غير يزيد بن أبي زياد .
وهذا إسناد ضعيف جداً ، في إسناده يزيد بن أبي زياد قال فيه أبو زرعة: لين يكتب حديثه ولا يحتج به .
وقال أبو حاتم الرازي: ليس بالقوي .
وقال ابن عدي: يكتب حديثه مع ضعفه .
وقد ضعفه الإمام أحمد رحمه الله ، فقال في العلل رواية ابنه عبد الله (5985): حديث إبراهيم عن علقمة عن عبد الله ليس
بشيء – يعني : حديث يزيد بن أبي زياد .
اهـ وقال وكيع كما في تهذيب التهذيب (11/329): يزيد بن أبي زياد عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله : حديث الرايات السود ، ليس بشيء .
وروى هذا العقيلي في الضعفاء (4/381) عن عبد الله بن أحمد ، وقال: قلت لعبد الله : الرايات السود ؟ قال : نعم . ثم روى بإسناده إلى أبي أسامة أنه قال: " لو حلف- يعني: يزيد بن أبي زياد –عندي خمسين يميناً قسامة ما صدقته، أهذا مذهب إبراهيم؟ أهذا مذهب علقمة ؟ أهذا مذهب عبد الله؟ وقال البوصيري في زوائد ابن ماجه (4/203): " لم ينفرد به يزيد بن أبي زياد ، فقد رواه الحاكم في المستدرك من طريق عمرو بن قيس عن الحكم عن إبراهيم .
قلت: هذا الطريق أشد ضعفاً من سابقه .
والحق أن الحاكم لم يخرجه من هذا الطريق ، وإنما أخرجه الحاكم في المستدرك (4/464) من طريق حنان بن سدير عن عمرو بن قيس الملائي عن علقمة بن قيس وعبيدة السلماني عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج إلينا مستبشراً يعرف السرور في وجهه فما سألناه عن شيء إلا أخبرنا به ولا سكتنا إلا إبتدأنا حتى مرت فتية من بني هاشم فيهم الحسن والحسين فلما رآهم التزمهم وانهملت عيناه.
فقلنا: يا رسول الله ما نزال نرى في وجهك شيئا نكرهه فقال: ( إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وأنه سيلقى أهل
بيتي من بعدي تطريداً وتشريداً في البلاد حتى ترتفع رايات سود من المشرق ، فيسألون الحق فلا يعطونه ثم يسألونه فلا يعطونه ، ثم يسألونه فلا يعطونه ، فيقاتلون ، فينصرون ، فمن أدركه منكم أو من أعقابكم فليأت إمام أهل بيتي ولو حبواً على الثلج ؛ فإنها رايات هدى يدفعونها إلى رجل من أهل بيتي يواطىء اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي فيملك الأرض فيملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً ) .
قال الذهبي: موضوع.. اهـ
في إسناده: حنان بن سدير قال الدارقطني في المؤتلف والمختلف: من شيوخ الشيعة كما في اللسان (2/367-368).
فلعل الذهبي رأى أن هذا الشيعي سرقه من حديث يزيد بن أبي زياد.
ورواه ابن الجوزي في الموضوعات (2/288) رقم 854 من طريق حنان بن سدير عن عمرو بن قيس عن الحسن عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود.
ثم قال: وهذا حديث لا أصل له ، ولا يعلم أن الحسن سمع من عبيدة ، ولا أن عمراً سمع من الحسن.
قال يحيى: عمرو: لا شيء. اهـ فجعل حنان شيخه هنا الحسن، بدلاً من علقمة وأبي عبيدة السلماني كما في إسناد الحاكم، وهذا من تخليطه، والله أعلم.
فالحديث لا يثبت لا من طريق ثوبان ، ولا من طريق ابن مسعود، والله أعلم.
وبهذا يعلم أن التعلق بمثل هذا من التعلق بالأباطيل ، ولا ينبغي لمن يحرص على دينه وذمته أن يندفع بغير بصيرة والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم .
والحمد لله رب العالمين .
انتهى كلامه حفظه الله
===============
أخوكم في الله البراء
|
|
01-01-2003 , 10:06 AM
|
الرد مع إقتباس
|