|
عضو نشيط جداً
|
|
المشاركات: 426
|
#1
|
العقلية الثعلبية ودورها في الجاهلية .
العقلية الثعلبية ودورها في الجاهلية .
هناك نفر من مدعين العلم ومجموعة من العرافين وصبيان الأمراء يقومون بخدمة وبإدامة حكم الطواغيت في الجزيرة العربية ، ومثل هؤلاء النفر لا يجدون ضررا في انتشار عبودية الأشياء والأشخاص ويقدمون لها مبررات كثيرة ويلبسونها لبوس ديني ، وهم كذلك لا يجدون ضررا في قيام تلك السلطات الحاكمة بتخريب قلوب وعقول الناس ، ومثلهم لا يعتقد بعلاقة العدل والمساواة والحرية والمشاركة السياسية الحقة في ترسيخ عقيدة التوحيد في المجتمع ، وهم يتهربون من إثارة مثل تلك القضايا والمسائل ومناقشتها ويفرون من ساحتها كما تفر الثعالب والحيوانات القمامة من الأسد ، ولذلك أصبح الإسلام الحق بالنسبة لهم إسلام يثير الرعب في القلوب مثله مثل الأسد ، فهم لهم مفهوم خاص بعقيدة التوحيد .
وهم لا يريدون سماع كل ما يتعلق بتحرير قلوب العباد من عبودية الأشخاص والأشياء ، لأنهم يقتاتون من وراء ذلك ويتعيشون من وراء تلك العبوديات الطارئة على الجنس البشري ، وهذا حال كل الجاهليات .
وهم كذلك لا يريدون للناس معرفة الأمور والأعمال التي ترسخ عقيدة التوحيد في المجتمع وبواسطة العلم ، فهم يعتقدون بأن الشريعة لا تطبق إلا بسلطان القوة وبالقهر والإجبار ، وهذا بسبب جهالتهم وسفاهتهم وإفلاسه فكريا وعلميا ، وخطابهم الديني أصبح من ضمن الخطابات التي استهلكت من قبل الطواغيت وانتهت صلاحيتها أمام هذا التطور المتسارع ، بعد ما أدى ذلك الخطاب إلى انحدار المجتمع فكريا وروحيا ونفسيا وماديا .
ومثل هؤلاء النفر تجدهم كثيرا ما يتحدثون عن معرفتهم بالسموم التي تدس بالعسل ، وهم خبراء في جميع أنواع السموم التي تدس في العسل ، إلا سموم الحاكم ، إلا سموم أصحاب السموم ، إلا سموم سادتهم وأربابهم ، فهم لا يتحدثون عنها ويتجاهلونها وكأنهم لا يعرفون ولا يعلمون شيء عن تلك السموم التي تعتم القلب وتسمم العقل .
فمثلهم مثل ذلك الإعرابي الذي يسكن المدينة بعقلية ثعلبية ، والذي يعرف كل شيىء ويدرس كل القوانين والنظم ويحفظها ، ليس من أجل احترامها والعمل بها ، بل من أجل التحايل عليها لكي يخترقها ويتجاوزها ، فهل مثل هؤلاء القوم يأتمنهم الله على علومه ، وهل يظهرها لهم وهم بهذه العقلية ، عقلية الإعرابي الثعلبية ؟ إذا كانت العباد تخدع فإن الله لا يخدع ، وحاش له ذلك .
فهم يدرسون الدين من أجل الاحتيال على الغافلين ، فهم العدو فأحذرهم .
|
|
05-01-2003 , 12:24 AM
|
الرد مع إقتباس
|