في الصباح الباكر وبعد صلاة الفجر، أرى وجوهاً تتكرر علي في كل يوم، يسبقوني دائماً إلى السلام فأرد عليهم السلام مع رسم ابتسامة صغيرة على وجهي لعل الابتسامة ترد لهم شيئاً من روح الحياة، هؤلاء هم الذين جاءوا من الهند، ينظفون لنا الطرق التي نرمي فيها القمامة والقاذورات بشكل عشوائي، يعملون ليلاً ونهاراً لكي تبقى المدينة نظيفة دائماً وجميلة في عيون سكانها، وفي الصيف يعانون من الرطوبة والحر، وفي الشتاء من الريح والبرد، تفكروا ولو للحظة، لو أضرب هؤلاء عن العمل لثلاثة أيام، ماذا سيحدث للمدينة الجميلة؟

سؤال أوجهه لكل مسؤول في البلدية أو غيرها من المؤسسات الحكومية، وأقول لهم ايضاً: هل أتعبتم أنفسكم ولو قليلاً يا مسؤولين ونزلتم إلى الشارع وشاركتم هؤلاء المساكين في تنظيف وكنس الطرق؟ أعلم أن هذا السؤال مستهجن ولربما اعتبره البعض تحقيراً لهم، فهم أكبر من أن يمسكوا مكنسة بأيديهم الناعمة الطرية التي ما تعودت إلا على الخشب الفاخر في مكاتبهم ، والمقاعد الفاخرة المنجدة بأفخم أنواع الجلود، ولا يركبون إلا أفضل السيارات، والشمس لا تصلهم فهم يخرجون من غرفة مكيفة إلى سيارة مكيفة إلى بيت مكيف، بينما العامل يكدح في الشمس المحرقة، ولا يجد في آخر الشهر إلا القليل من المال، بالكاد يكفي أسرته التي تنتظره في قرية نائية بعيدة فقيرة لا نعرف عنها شيئاً.

كم أتمنى لو أرى مسؤولاً يرتدي اللباس المعروف الذي يلبسه عمال النظافة في الشارع، ويبدأ بكنس الطرق وتنظيفها وجمع أكوام القمامة التي نرميها بلا مبالة، فنحن نعلم أن القانون لا يطبق، ولا أحد يراقبنا فيخالفنا، وهناك "هندي" وظيفته أن ينظف من خلفنا! فلماذا نهتم بالنظافة ولدينا من ندفع له راتب لكي ينظف؟! ثم يقوم المسؤول بالمشاركة مع رفاق العمل الآسيوين في "تسليك" بالوعة انسدت واشتكى الناس منها ومن روائحها، وفي الظهيرة، وعندما تصبح الشمس عمودية على رؤوس هؤلاء فتشويهم بلهيبها، يجلس معهم تحت ظل شجرة، ويفرش صندوق مصنوع من الورق المقوى لكي يضعوا عليها "الترمس" الذي يحوي على قليل من الخبز "والكيما" والمرق، وهذا الطعام بالكاد يسد رمقهم.

طبعاً هذا خيال في خيال، وأمنيات لن تتحقق ما دام المدراء يضعون أنفسهم في أبراج عاجية، ويرون المسؤولية شرفاً، والمنصب حقاً لهم، وبالتالي لن تحل مشاكل المجتمع، والمدير إنما هو خادم للمجتمع، لكنه أصبح عالة على المجتمع، يأخذ منه ولا يعطي، يهتم بالشكليات والمظاهر على حساب الإنتاجية وتحقيق الإنجازات، وإن طالبته بأن يحقق الأهداف التي وضع هو في منصبه لتحقيقها، فإنه سيجيبك بكلام سخيف لا معنى له، تفهم منه في النهاية ما يلي: أحمدوا ربكم أني قبلت بهذي المسؤولية.

يجب أن يعلم كل مسؤول أنه محاسب، وأن المسؤولية تكليف، ويجب عليه أن يتحرك ويسعى ويشارك الموظفين في تحقيق الأهداف، فيعمل مع عامل النظافة، والسائق والساعي والموظف الذي يخدم الجمهور والموظفين الآخرين، ويجب أن يشاركهم في صنع القرار ويأخذ رأيهم فهم الذين يعرفون الواقع على حقيقته أما هو فمكتبه يمنعه من الوصول إلى الحقيقة، يجب على المسؤول أن يتواضع ويعلم أنه أكثر الناس حملاً، وإذا استشعر كل مسؤول هذا الأمر، سنصبح أمة لها وزن.

أمنيات ستتحقق في يوم ما.

لو أضرب هؤلاء عن العمل لثلاثة أيام، ماذا سيحدث للمدينة الجميلة ؟
بعد شو..بنخيس .. وبتخيس المدينة الجميلة فوقنا ..تحس الواحد يمشكى مسكر على خشمه من لوعة الجبد والريحة الخايسة..ويئن ويطحر ويقول ( ارجع يا كل الحب.... يقصد عامل البلدية ) ؟

طيب ممكن اسالك سؤال..وتجاوبنى عليه بصراحة وارجو أنك ما تحس انه اهانة لك ( يعنى تاخذه بروح رياضية )...لانك تعرف انى اقدر كل ما تكتبه وأحترمه كثيرا...واحترمك كذلك..!

هل لو عرض عليك ان تقوم بعمل هؤلاء الموظفين..تقبل بذلك..وتقوم بتنظيف الشوارع والمجاري والبالوعات ( الله يعزك ويعز السامعين )
وترتدى بدلة التنظيف الخاصة وتاكل كما يأكلون وتجلس تسترح تحت الشجر فى عز الصيف والقايلة..هل تقبل..؟

نظره ابوية تشكر عليها ياسردال

شكرا للجميع في سوالف الجميع

كل مشكلة تبدا من عندنا (الشعب)

لو كل واحد مارمى شئ على الارض ماكان في اوساخ بالبلاد بهذه الدرجة

عندنا ما اعرف اذا في قانون يمنع رمي النفايات على الارض بس هنا الواحد يخجل انه يرمي الوسخ على الارض....يعني بتلاحظ ان الجميع ينظر اتجاهك...

حتى المدارس تدخل لها تلاقيها نظيفة.....حتى في (الكافيتيريا) بعد الانتهاء من الاكل كل واحد يرمي الاشياء الي اكل فيها وبهذا تبقى الطاولة نظيفة....و يا ويلك لو ماتشيلهم مافي احد سوف يرحمك من النظرات
يمكن هذه الاشياء صارت عاده للناس هنا بس عاده منيحه
ياريت ننعدي منهم

تحياتي

سردال


العنوان حده قوي

العنوان مضحك بصراحة و حلو :p

زهرة الكركديه: إذا كان الراتب جيداً سأقبل، طبعاً ستختلف بعض التفاصيل، لكن ليس هذا هو المهم، ما أريد أن أقوله بأن على المسؤول أن ينزل إلى أرض الواقع ويجرب أن يعمل مع موظفيه، هذا يقربه إليهم، وفي نفس الوقت يعرف مشاكلهم فيقوم بحلها، وهذا لن يحدث إن اكتفى بالجلوس على مكتبه وقراءة التقارير التي لا تكون عادة صادقة في شرح الواقع، هذا هو المقصد من المقال.


منصور السالم: شكراً.


شعنونة سوالف: الأمر مختلف عندنا، ولما ترجعين لبنان بتشوفين بنفسك، الأمر غير مختلف بين دولة عربية وأخرى، وكم أتمنى أن نأخذ العادات الجيدة من الشعوب الأخرى، وفي مقالي لا أناقش مسألة النظافة، إنما مسألة مشاركة المسؤولين مع الموظفين، لا بد أن يشارك كل مسؤول الموظفين في بعض أعمالهم ليك يشعر بشعورهم، ويفهم مشاكلهم ويكون قريباً منهم فيفهمهم بشكل جيد، وبالتالي يحل مشاكلهم بشكل جيد، هذا ما أقصده.


F_Ashoor: شكراً.

اوكي فهمت

اذا انسى ردي الاول ;)

انا ما اظن ان هذا الشئ ممكن تطبيقة....

الناس طبقات و درجات...الغني و الفقير و مستحيل ان تجعل الناس سواسية....ما تقوم انت به بوظيفه في مكتب فان صاحب الشركة سوف يرفض ان يقوم بعملك ( رغم انك تراه انه عمل جيد و محترم) و بالتلي فموظف لن يقبل ان يعمل عمل عامل نظافة....وهكذا

بسم الله الرحمن الرحيم
أخي في الله وعزيزي سردال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
اخي انت هنا اكبر قدوة لجميع الأعضاء فيجب عليك ان تكون قدوة حسنة .
وانا أرى أنك أخطأت في اختيار العنوان ارجوا منك تغييرة للأفضل .
بارك الله فيك وجعل ذلك في ميزان حسناتك .