وأخذ يرفع صوته بينما كان جميع الزملاء في القسم
محيطين به وكأنهم في أحد المقاهي المعروفة بالصخب :
وفجأة جرد الملك عبد العزيز بسيفه
وكسر ذلك البناء الذي وضع أمام جثمان
ملك أمريكا ليركع له الجميع !
فأخذت أصوات الاحتجاج تتصاعد فقال الملك عبد العزيز :
نحن لا نركع إلا لله ..

كانت تلك القصة يحكيها أحد العمال ( سائق ) وقد أحاط
بعض من الموظفين وعلامات التشويق بادية على الوجوه ..
وفجأة قال أحدهم ها هي ورقة الدوام قد جيء بها
فانقض عليها الجميع وأخذوا يتسابقون على التوقيع ..
ووضعت في مكان مخصص ليوقع بقية الموظفين
الذين انصرفوا قبل التوقيع !

كان هذا أقل ما يحدث من أشكال الإهمال في دائرتنا الحكومية
والتي ستعجب إن عاينت تلك الفوضى التي تحدث فيها !

وإليكم أشكال من هذه الفوضى التي تحدث في إدارتنا :

قد يعجب البعض إن قلت لكم أن عملنا يقوم على المناوبة !
هل تريدون أن تعرفوا كيف يحدث هذا ؟!
بسيط جدا .. حدد لكل شخص من موظفينا الكرام يوما في الأسبوع
يعتبر بالنسبة له إجازة تضاف إلى الإجازة الرسمية ..
مثلا ليكون يوم السبت مخصص لي وأخر ..
وفي يوم الأحد يخصص لأحد الزملاء الأكارم وأخر .. وهكذا دواليك
بحيث تقسم على جميع الزملاء ..

سوف تتساءل كيف يحدث هذا ، ومديرنا العام
أين هو من هذا الوضع الشاذ !

الحقيقة أن المدير أطال الله بقاءه في إدارتنا وجعله ذخرا لنا ..
قد يتشدد في أحيان ( ومن تلك الأحيان أنه قام بإنذار القسم لدينا
بعد أن لم يجد في الساعة الواحدة والنصف أي مخلوق في قسمنا المبجل )
على قسمنا أو إدارتنا هذه بخاصة ..
لكنه وفي الغالب كريم ومتسامح ، خاصة مع جماعته !

أنا أرهن أنه سيتبادر في عقلكم هذا السؤال :
وهل له جماعة ؟!

وجواب هذا شيء بديهي جدا .. طبعا وهل سمعتم بشخص لم يوظف
الكثير من معارفه وأقرباءه وبني قبيلته ( هذه فيها قبائل )

لذا وللحقيقة أن مديرنا كريم جدا جدا جدا ( كثر من هذه )
في توظيف أشخاص من جماعته
وجلهم من خارج بلدتنا ( مديرنا ليس من البلدة )

قلت من قبل أن مديرنا متسامح مع جماعته ..
والحقيقة أن هذه السياسة تثير الحزازية بين الموظفين .
ويشعر البعض من الزملاء بالغبن من هذه السياسة ..

سأضرب لكم مثلا على تلك التفرقة العنصرية التي تحدث
في التعامل بين الموظفين ( أقصد بها المقارنة في التعامل مع جماعته
وباقي الموظفين )
قلت من قبل أن مديرنا قد أنذر قسمنا بالخصم عندما
لم يجد أي أحد من الموظفين ( أريتم مثل تلك القسوة مع أننا بقينا حتى
الساعة الواحدة من شدة إخلاصنا في الدوام )
يحدث هذا لنا نحن الموظفين بينما قد يعجب البعض
إن قلت لكم أن كثير من جماعة المدير أطال الله في عمره
كثيروا التغيب ، بل أشهد لكم أني أعرف أحدهم لا نراه إلا في
المناسبات المتباعدة ، وعند حاجته وضرورياته ( هل رأيتم تلك
الازدواجية في المعايير ! )

هل ذكرت الازدواجية في المعايير
الحقيقة أن هذه الكلمة تستعمل دوما لدينا
ويبدوا أن الزملاء لهم ثقافتهم السياسية !
وهي الحجة التي تذكر دوما إن صادوك ..


دعونا نتحدث قليلا على مديرنا العام لتتعرفوا عليه ..
وتتعرفوا من خلاله على إدارتنا العجيبة ..

فلنبدأ بوصفه الخارجي ..
الحقيقة أنه ليس بالطويل ولا القصير ، وجسمه ليس بالممتلئ
ولا الهزيل إنما هو وسط بين هذا وهذا ..


وهو أيضا ليس بالأبيض ولا الأسمر ولكنه بين بين ..
ذو لحية خفيفة مع اعتماره نظارة على وجهه الكريم !
ويقترب في عمره من الخمسين ..
وهو نوعا ما خجول ، أذكر من ذلك أنه
ألقى خطبة في قاعة الاحتفالات وكنا بالكاد نسمع صوته
رقم أننا كنا في الصفوف الأولى !!

ذكرنا صفاته الخارجية والآن فلنعرج إلى صفاته الأخلاقية !
الحقيقة أن مدير العام بين بين ( دائما ما أقول أن مديرنا مخلوط الصفات ! )
ليس بالشخص السيئ ولا بالشخص الحسن ..
وإن كان ذاموه والحق يقال أكثر من مادحوه ( وإن كان هذه الشيء لا يحكم عليه )

إن سجلنا النقاط التي تحسب عليه فهو والحق يقال
أقام بعض من النظام بعد أن كانت الفوضى مستفحلة في
زمن المدير السابق !

كما أن له ميزة أخرى أنه أبعد بعض الموظفين الفوضويين عن المناصب
واستعمل بعض الموظفين الذين هم أفضل حالا من سابقيهم مكانهم !
وإن كان هذا لم يمنع من الفوضى !

وأخر أنه وبعد أن كانت العلاوة السنوية قد توقفت في عهد المدير
السابق فعمل هذا الشخص على صرفها سنويا على الموظفين ..
وهذا من ما يحمد له ..

أما ما يذم عليه فهو تعقيده في إنهاء المعاملات حتى أنه أثار
سخط أهل بلدتنا عليه حتى لم يحمده أحد في هذا ! ( وهذه الخاصية
يطبقها جميع الموظفين بالفعل ، ويحرصون عليها كل الحرص )

وما يذم فيه تلك المحاباة لجماعته والتفرق التي
ويتعامل بها بين الموظفين ..

وأهم من هذا كله استمرار الفساد والرشاوي في إدارتنا
حتى فاحت رائحتها وأزكمت الأنوف !
فلم يردع مديرنا هذا الشيء وأبقى أولئك المسؤولين على
رأس العمل رقم شهرة هؤلاء بهذا الشيء ( ويقول البعض أن نفس المدير
له نصيب من الكعكة حتى حدثني أحد الموظفين بمنهوبات تتقاسم بين
هذا المدير واحد المسؤولين ! )

حسبنا هذا الحديث عن مديرنا العام
ولنذهب إلى المدراء المشرفين على الأقسام !
يقال قديما أن الناس على دين ملوكهم ..
وأنا أدعي أن المدراء على دين مديرهم العام ..
ولكن بطريقة أسوء حقيقة ( إلا من رحمه الله )

الحقيقة أن هؤلاء والحق يقال لا تخلوا
بعض الصفات التالية من شخوصهم الكريمة :

الفساد ، الرشاوي ، الإهمال ، عدم التقيد بالعمل ، النفاق، التلاعب ، ازدواجية المعايير ..
يضاف لكل هذا خاصية رابعة لأحدهم !
أتعرفون ما هي !
بذاءة ة اللسان !
نعم بذاءة اللسان ..

وبسبب هذا اللسان كاد هذا المدير أن يلقي حتفه من أحد الموظفين البلطجية !
ولا تتصوروا كيف احتمى ذلك المدير بكرسيه ، ولو لم يتدخل بعض الموظفين
ويهدؤوا من غضب صاحبنا لراح فيها هذا المدير ! ( فوضى أليس كذلك
حتى مديرنا العام قال هذا )

مديرنا غضب من هذا أن يحدث في إدارته وهو عندما يغضب
يتعامل بحزم مع الحدث ..
لدينا موظف اختصاصه إصلاح أجهزة ..
لا تسألوا كيف أصبح هذا مدير على أحد الأقسام الخاصة
بطلبات المواطنين في إدارتنا الموقرة والمبجلة ..

لكن أستطيع أن أقول أن هناك كلمة سحرية جعلته يتبوء ( حلوة يتبوء )
هل تريدون أن تعلموا ما هي لتعملوا بها ؟!
حسناً هي :
النفــــــــــــــــــــــــــــاق ..
نعم النفاق وأتمنا أن لا تعملوا بها ..

كان صاحبنا ما شاء الله صاحب كلام معسول !
وكان كلما سافر مديرنا إلى إجازته ، اتصل به صاحبنا
متمنيا له إجازة سعيدة !
وكلما قدم من إجازته السعيدة ..
أقام دعوة لجميع الموظفين بمناسبة قدوم مديرنا العام !
هذا غير الهدايا والتحف وغيره وغيره ..

وفي يوم من الأيام شاء الله أن يسقط هذا الشخص على رأسه ( ما يقع فيها إلا الشاطر )
صار خلاف بينه وبين أحد أفراد جماعة المدير العام ..
وكان هذا الشخص ما شاء الله خطير ..

فأزاحوا هذا عن منصبه وطلبوا منه أن يختار
أي منصب غير هذا المنصب .. ( بما أن مديرنا العام مع جماعته قلبا وقالبا )
فقال هذا الشخص لمدير شؤون الموظفين :
إن اخترت المنصب فهل سوف تضعني فيه ؟!
فقال مدير الموظفين :
نعم ..
فقال هذا ساخرا :
أريد أن أكون مكان المدير العام ..

ووصلت هذه الكلمة لمديرنا العام فنفي هذا الشخص
إلى جهة يعتبرها البعض منفى إدارتنا !

دعونا من ما يحدث بين الموظفين والمدراء ، ولنتحدث
عن المراجعين لإدارتنا !

الحقيقة ما يحدث في جميع الإدارات الحكومية
يحدث في إدارتنا !
أقصد هنا حالة المراجع مع البيروقراطية ..
كما لا أخفي أن الحكمة المعروفة والشهيرة والتي
تعلق في كثير من الدوائر الحكومية ( اعتقد أنها سميت بهذا
لكثرة دوران المراجع على الأقسام ) تطبق جيدا في إدارتنا ..
هل تعلمون ما هي أعتقد أنكم تعلمون ماهي
فتح الله عليكم ، نعم هي هذه :

(( راجعنا بكرة ))

وهكذا لا تنتهي المعاملة إلا بعد شهر أو أكثر
وبعد طلوع الروح من المراجع ، بل وفي حيان كثيرة لا تنتهي أبدا ..

لا أريد أن أظلم إدارتنا ، ففي أوقات
تنتهي المعاملة في سويعات إن لم تكن في دقائق !
لكن لا يحدث هذا إلا إذا كان لصاحب المعاملة علاقة بالمدير ونائبه أو دخلت
فيه الواسطة ، ويحدث هذا وحتى لو كانت المعاملة ناقصة الطلبات ! ( بل وأحيانا تعجب من انتهاء معاملة ناقصة في لحظات ، وتعقيد معاملة مكتملة ولو لأتفه الأسباب )

رغم هذا فلا تظلموا موظفينا في قصة تعقيد المعاملات ..
ففي أحيانا يصبح المراجع له دور كبير في تأخير معاملته ..
حدث في يوم أن لم يأتي مواطن إلا بملف وورقة وحيدة !!!
والمطلوب كثير وحسب النظام !
وهات يا سب في البيروقراطية !
كان الرجل معتوه وخرج منها وهو يهز رأسه ويزبد ويرعد ويتشدق بفمه ! ( ومن كثر كلامه قل فعله )

لم يبقى إلا أن أقص لكم قصة النهاية ..
قال لي أحد الموظفين من الذين يستقبلون المراجعين ..
كنت أنهي بعض المعاملات وفجأة دخل أحدهم !
وجلس على أحد الكراسي الموضوعة لاستقبال المراجعين ..
انتظرت أن يحدثني بطلبه !
ولم يتحدث بشيء ..
وكنت انهي معاملة بعد أخرى وكان يتتبع عملي باهتمام !
بدا يثير هذا شكوكي وقلقي !
بدأت اعتقد أنه من هيئة الرقابة والتحقيق !
وأخذت أظهر اهتمامي بعملي وحرصي على إنهاءه ..
وفجأة دخل ولد في الثامنة من عمره !
يحمل حقيبة مدرسية !
وكان ذلك وقت خروج الطلاب من المدرسة المجاورة !
فقام هذا من مكانه وأخذ بيد ولده إلى السيارة ..
وكان من العجيب أن هذا الرجل لم يجد مكان يواعد
ابنه باللقاء إلى في إدارتنا الحكومية هذه !!!!!

هل عجبتم من هذا !
حدث أكبر من هذا !
وكان لقاء بين أحد المدراء وامرأة !
أرأيتم مثل هذا !!!!


وحوسة والطابق مستور !!!

مذكرات موظف مشفش حاجة !

كنا نشتكي من تسلط الاجانب وعنصريتهم ضد ابناء البلد!!!


والان نعاني من مشكلة تعنصر كل شخص لمنطقته او قبيلته!!!




لاحول ولاقوة الا بالله

الا حوسه والطابق مهدوم............ ماعاد فيه طابق يستر



تحياتي اخي الكريم

هلا أبو نايف

تدري والله مديرنا هذا
وظف الكثير من جماعته ( قبيلته ) من من هم ليسوا بالبلد ..
يعني لو كانوا ثلاثة أو أربعة لسهل الأمر
لكن المشكلة أنهم أكثر من هذا !


مع أن ابناء هذه البلدة أولى في التوظيف
على فكرة قد يعتبر هذا أيضا تعصب لمنطقتي
بما أن الدولة واحدة ومن حق الجميع التوظف في
أي بلدة من بلدان المملكة ...

وهذا صحيح مائة في المائة ..
لكن أن يوظف مديرنا معارفه وجماعته وقبيلته من
دون الناس حتى أصبحت هذه الدائرة مركز لهم
دون الأخرين ، وأن يغلب عدد الموظفين ( في عهد هذا المدير )
فيها على عدد الموظفين الذين ( وظفوا في عهده )
من أبناء البلدة فتلك حقيقة مشكلة كبيرة !!

تحياتي أخوي

الفساد الإداري قد فشا فشوا كبيرا في الإدارات السعودية ..

وحتى كبرى شركات النفط .. أرامكو .. قد فشا فيها الفساد الإداري بعد ذهاب الأمريكان عن إدارتها وتسلمها السعوديين

فأصبحنا نرى كل إدارة داخل الشركة قبيلة بحالها ..

فإدارة الأمن .. موظفيها من قبيلة أو قبيلتان ..

وإدارة العلاقات العامة .. هكذا ..

وهكذا دواليك ..

وليت تلك الشفاعات تُشفع في أناس يستحقون !

إنما يتم تجريدها من الناس المستحقين إلى غير المستحقين ..

وربك يعين

للأسف هذا ما يحدث ..
وربك يعين ..