بسم الله الرحمن الرحيم

لوحة غير مكتملة ...

في احدى ليالي حياتي المظلمة ....
لم أجد شيئا أشغر به نفسي ...
فالكل بعيد عني ...
ماذا أفعل ...
ماذا أصنع ...
فربيع قلبي جف ...
وأوراق روحي بعثرتها رياح الخريف ...
وانتظر مطر الشتاء البعيد ...
ذهبت لمرسمي ...
علقت اللوحة البيضاء ...
حضرت الألوان ...
بيدي امسكت الفرشاة ...
ماذا بعد ذلك ...
كيف أبدأ بالرسم ...
لا أدري ...
فكرت بشئ ارسمه ...
فكرت بالورد ...
لكن أي ورد ...
فقصتي مع الورد جميلة حزينة ...
تحيرت برسم الجمال أم الحزن للورد ...
تفاءلت نفسي برسم الجمال ...
وتركت الحزن بعيداً ...
قلبي يخفق بقوة ...
يدي ارتجفت ...
تذكرت جمال وردتي ...
تذكرت اللحظات الجميلة ...
غصت في الذاكرة ...
ونسيت الرسم ...
وعندما انتهيت ...
تذكرت اللوحة البيضاء ...
اقتربت الفرشاة منها ...
وبدأت أرسم ...
أرسم وردتي الجميلة ...
رسمتها بقوة خفقان قلبي لها ...
استخدمت أزها الألوان وأحلاها ...
طريقتي في الرسم غريبة ...
فحبي لوردتي امتزج بالألوان ...
فأعطاها رونقاً مميزاً ...
وجمالاً أخاذاً ...
شارفت على الانتهاء من الرسم ...
عشت وقتا سعيداً برسمها ...
وأخيرا انتهيت ...
جلست على المقعد أتأملها من بعيد ...
غمرتني السعادة من جديد ...
وابتسمت شفتاي ...
رغم الألم والحزن ...
والساعات تمضي بي في التأمل ...
بزغ الفجر ...
بدأ يوم جديد ...
حان وقت الخروج من المرسم ...
شعاع الشمس أخذ يداعب لوحتي ...
ماذا يحصل ...
الألوان بهتت ...
الألوان اختفت ...
اللوحة رجعت كما كانت ...
بيضاء ...
اللوحة لم تكتمل ...
اللوحة لم تكتمل ...

وهكذا حياتي ... لم تكتمل ...