|
|
مبدع فائق التميز
|
|
المشاركات: 19,033
|
#4
|
وإياك .. جزى الله خيراً .. أبولين ..
وما أدري والله .. ليش عن الرد مكسلين 
أهديك هذا الموضوع من المجلة :
عُشّـاق المجـد ( لأني أعتقد أنك من عشاقه )
طريق المجد توالت نبوات ورسالات ، وانتصبت قدوات ، وسالت دماء ، وتناثرت أشلاء ، ومضى إلي الله شهداء .
وفي طريق المجد عقاب وصعاب ، وعلي حافتيه شبهات وشهوات ، وفي بعض مراحله منعطفات ومنزلقات .
وفي أول طريق المجد سائرون كثيرون ، وفي أثنائه مستمرون ومتعثرون ، وفي آخره فائزون قليلون ، وليس للمجد سوى طريق واحد ، لا يؤدي إليه سواه ، وينبغي لك أن :
لا تحسب المجد تمراً أنت آكله
لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبِرا
نعم في الطريق طول ، لكنه وحده الجادة الموصلة إلي الغاية ، فلا تنظر إلي موطئ قدمك ، واشخص إلي الأفق البعيد ببصرك ، واشحذ للسير عزمك ، وجهّز للسفر عدتك ، وأعدّ للمخاطر أهبتك ، وأخلص لله نيتك ، واجعل رضاه غايتك ، واملأ قلبك بمحبته وخشيته ، وأنطق لسانك بذكره وشكره ، وسخّر جوارحك في طاعته وعبادته ، واهتف قائلاً :
لأستسهلن الصعب أو أبلغ المنى
فما انقادت الآمال إلا لصابر
وكن واثق الخطئ ، مطمئن القلب ، وتزود بالركون إلي وعود ربانية لا تُخلف ، وسنن إلهية لا تتبدل :
( ومن يتق الله يجعل له مخرجاً .. ) ، ( ولينصرن الله من ينصره .. )
وكلما ازدادت الصعاب فزد من الزاد :
( وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب ) ..
وإذا حزبك أمر فافزع – مثلك رسولك ( صلي الله عليه وسلم – إلي الصلاة ..
وأذرف دموعك في محراب المناجاة : ( يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة .. ) .
وكن طوداً شامخاً ، جبلاً راسخاً ، فأنت ممن وصفوك بأنه :
ولا يرى من فزع رهن أسى
يقينه كالطوّد في القلب رسا
يبصر في غور الخطوب قبسا
من نصرة الله إذا ما استيأسا
وكن محلقاً لا يرضى بما دون الذري ، ولا يرى دون الثريا مقعداً .. كن رجلاً رجله في الثرة ، وهامة همته في الثريا ..
اجعل المجد عشقاً ، واجعل النصب في بلوغه راحة ولذة ، ولا ترض بأن يسبقك العاشقون ؛ إذ يبرهنون بالأعمال والأقوال أن كل شيء في سبيل العشق يهون :
إذا قيل للمجنون ليلي تريد أم
الدنيا وما في طواياها
لقال غبارُ من تراب نعالها
أحب لنفسي وأشفي لبلواها
كلا ، أنت أعظم حباً وعشقاً من هؤلاء ، لأن حبك لله ، وعشقك للمعالي والمكارم ، فتذكر يوسف الصديق ( عليه السلام ) يوم قال :
( رب السجن أحبُ إلي مما يدعونني إليه .. )
فيا لله لما دعوه إلي امرأة العزيز ، ونسوة المدينة – الجمال الباهر ، والجاه العريض ، والفتنة المغرية ، وكل ما تميل إليه النفوس ، وتحبه القلوب – لكنه رأى مع كل هذا الإغراء السجن أحب إليه ، لئلا ينقطع في الطريق ، أو تتعثر خطاه في أثناء المسير .
ولله قدوات سالفة من عشاق المجد ، منهم علي ( رضي الله عنه ) حين جعل أمنياته ولذته في الضرب بالسيف ، والصوم بالصيف ، وإكرام الضيف ، وليس آخرهم سيف الله المسلول خالد ابن الوليد ( رضي الله عنه ) حين قال :
ما من ليلة يُهدى إليّ فيها عروس أنا لها محب ، أحبُ إليّ ليلة شديدة البرد كثيرة الجليد في سرية أُصبحُ فيها العدو .
الله أكبر ، أية لذة هذه ؟ وأية متعة لك ؟ وأي عشق ذاك ؟
إنه عشق فريد يفوق أثره ما يتعاطاه الناس من لذة ومتعة ، وما يجدونه – أحياناً – من سعادة وفرحة ..
ألم تتصور ذلك وأنت تقرأ كلام الكيلاني يصف حالته إذا قضى الله هداية رجل علي يديه ، إنه يقول :
إذا رأيت وجهَ مريدٍ صادقٍ قد أفُلح علي يديّ شبعتُ وارتويتُ واكتسيتُ وفرحتُ كيف خرج مثله من تحت يدي ؟ .
وقدوة الجميع في ذلك من جعل الصلاة قرة عينيه ، ونادى بلالاً أرحنا بالصلاة يا بلال ، ولنا فيه ( صلي الله عليه وسلم ) قدوة وأسوة ، فلتكن يا أخي إذن من عشاق المجد .
http://muslema.com/muslema/article....hreaded&order=0
|
|
08-08-2002 , 03:48 PM
|
الرد مع إقتباس
|
عرض نسخة للطّباعة |
ارسل هذه الصفحة لصديق]
