|
مبدع فائق التميز
|
|
المشاركات: 5,763
|
#1
|
حــــــــــــــار جــــــــــــــــدًا
السلام عليكم ،،،
فهذا فصل الصيف حط رحاله ونزل بحرارته وسمومه.. وفي تبدل الأحوال وتغير الفصول عبرة لأولي الأبصار. وفي انقضاء الأيام وتصرم الليالي إيذان بقرب الأجل ودنو الرحيل، وفي هذا الحر الشديد والوهج المتصل تذكير بالآخرة وأهوالها.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " اشتكت النار إلى ربها، فقالت: يا رب أكل بعضي بعضاً، فأذن لها بنفسين: نفس في الشتاء، ونفس في الصيف، فأشد ما تجدون من الحر من سموم جهنم، وأشد ما تجدون من البرد من زمهرير جهنم " [متفق عليه].
وينبغي للمسلم إذا أحس بحر الشمس أن يتذكر حرها في الموقف، فإن الشمس تدنو من رؤوس العباد يوم القيامة، قال صلى الله عليه وسلم: " تدنى الشمس يوم القيامة من الخلق، حتى تكون منهم كمقدار ميل، فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق، فمنهم من يكون إلى كعبيه، ومنهم من يكون إلى ركبتيه، ومنهم من يكون إلى حقويه، ومنهم من يلجمه العرق إلجاماً " [رواه مسلم].
وحريٌ بالمسلم أن يتذكر الموقف العظيم وما بعده من المنصرف إلى أحد الدارين إما إلى الجنة جعلنا الله وإياكم من أهلها، وإما إلى النار - والعياذ بالله -.
أيها المسلمون: ومما يضاعفُ ثوابه في شدة الحر من الطاعات: الصيام في هذه الأيام لمن استطاع، لما فيه من ظمأ الهواجر، وشدة الحر، ولعله يتذكر عند شرب الماء البارد نعمة الله عليه بذهاب عطشه وامتلاء عروقه، وكان بعض السلف إذا شربوا ماء بارداً بكوا، وذكروا أمنية أهل النار، وأنهم يشتهون الماء البارد وقد حيل بينهم وبين ما يشتهون: " وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِين " [سورة الأعراف:50].
من بريدي 
|
|
03-08-2002 , 10:46 PM
|
الرد مع إقتباس
|