|
كاتب فعال
|
|
المشاركات: 1,179
|
#2
|
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..؛
أم أيمن هي..بركة بنت ثعلبة صحابية مباركة ، عاشت مراحل النبوة كلها ، وعاصرت الأحداث الإسلامية . وتكنى بأم أيمن .
كانت حاضنة للنبي صلى الله عليه وسلم وأضحت زوجاً لحب النبي صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة ، وأماً للشهيد " أيمن بن عبيد الخزرجي " ، وأماً لفارس من فرسان الإسلام ، وهو الحب بن الحب أسامة بن زيد رضي الله عنهما .
عرفت أم أيمن النبي صلى الله عليه وسلم طفلاً صغيراً ، ونبياً مرسلاً .
وأم أيمن هذه هي التي كانت مع آمنة بنت وهب أم النبي صلى الله عليه وسلم حين ذهبت إلى المدينة لزيارة بني النجار أخوال جده عبد المطلب ، ولما عادت إلى مكة مرضت آمنة في الطريق ، وتوفيت في الأبواء ، فعادت أم أيمن بالنبي صلى الله عليه وسلم وأصبحت حاضنته ، وأوقفت نفسها لرعايته والعناية به ، وغمرته بعطفها ، كما غمره جده عبد المطلب بحبه ، وعوضه الله تعالى بحنان جده وأم أيمن عن حنان الوالدين ، وأغرم به عبد المطلب غراماً شديداً وكثيراً ما كان يوصي الحاضنة أم أيمن قائلاً لها : يابركة ، لا تغفلي عن ابني ، فإني وجدته مع غلمان قريباً من السدرة ، وأن أهل الكتاب يزعمون أن ابني هذا نبي هذه الأمة . وبعد وفاة عبد المطلب حزن عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حزناً ، تقول أم أيمن : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ يبكي خلف سرير عبد المطلب .
وشب النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقدر أم أيمن ويكرمها ، لأنها كانت رضي الله عنها تقوم على أموره وشؤونه ، وترعاه رعاية حسنة ، فلما تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم خديجة رضي الله عنها أعتق أم أيمن فتزوجها عبيد بن زيد الخزرجي ، فولدت له أيمن ، وأيمن هذا صاحب هجرة وجهاد ، قتل يوم حنين رضي الله عنه .
وكانت خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها قد ملكت زيد بن حارثة فسألها النبي صلى الله عليه وسلم أن تهب له زيداً فوهبته له ، فأصبح زيداً أثيراً لدى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتقه ، ثم زوجته أم أيمن ، فولدت له أسامة فكان يكنى به .
ورغم كبر سن أم أيمن فقد أبت إلا أن تشارك في الجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ففي غزوة أحد خرجت أم أيمن مع النساء ، وكانت مهمتها مداواة الجرحى والاعتناء بهم ، وسقاية العطشى من المجاهدين .
وفي غزوة خيبر خرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرون امرأة كان من بينهن أم أيمن رضي الله عنها وأما ابنها أيمن فقد تخلف لمرض فرسه ، وكانت أمه قد وصفته بالجبن .
وفي سرية مؤتة قتل زيد بن حارثة رضي الله عنه فتلقت أم أيمن نبياً استشهاد زوجها وهي محتسبة صابرة ، ثم تأتي غزوة حنين ويقتل فيها ابنها أيمن ، فتصبر وتحتسب ابنها عبد الله تعالى ابتغاء مرضاته ومرضاة رسوله صلى الله عليه وسلم .
ولقد تبوأت أم أيمن عند النبي صلى الله عليه وسلم مكانة عظيمة ، ولكن هذه المكانة لم تكن تمنع النبي صلى الله عليه وسلم من تعليمها فقد كانت رضي الله عنها تتعثر في الكلام أحياناً ، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يعلمها أو يأمرها أن تلزم السكوت ، ومن ذلك ما روي عنها أنها دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : سلام لا عليكم . فرخص لها أن تقول : السلام . وعن أبي الحويرث أن أم أيمن قالت يوم حنين : سبت الله أقدامكم . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " اسكني فإنك عسراء اللسان " .
ومرت الأيام سريعاً ، وتوفي الرسول صلى الله عليه وسلم وتسرب النبأ الفادح وأظلمت على المدينة أوجاؤها وآفاتها ، فراق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقامت أم أيمن حزينة تبكي على فراق رسول الله صلى الله عليه وسلم .
هذا وقد روي عن أنس رضي الله عنه قال : قال أبو بكر رضي الله عنه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر : انطلق بنا إلى أم أيمن نزورها كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزورها فلما انتهينا إليها بكت ، فقالا لها : ما يبكيك ؟ ما عند الله خير لرسوله . فقالت : ما أبكي ألا أكون أعلم أن ماعند الله خير لرسوله صلى الله عليه وسلم ، ولكن أبكي أن الوحي قد انقطع من السماء ، فهيجتهما على البكاء .
توفيت أم أيمن بعدما توفي رسول الله صلى الله عليه سولم بخمسة أشهر وقيل ستة أشهر رضي الله عنها وأرضاها .
|
|
17-04-2002 , 12:28 AM
|
الرد مع إقتباس
|