أحسنت وأجدت بارك الله فيك..
هذا والله ما يرتاح له القلب ويهفو له السمع...
وإن كنت بدأتها بإعلان الإستسلام:
لَمْ أَعُدْ أَقْوَى عَلَى هَذَا الأَلَمْ 000 لَمْ يَعُدْ فِكْرِي مُنِيْرَاً في الظُّلَمْ
فمن هنا نلتذ نحن بقراءة أبيات الشاعر من معاناته وألمه فهو يتعذب ونحن نستعذب هذا الألم...
وتبدو لنا حيرتك جلية :
لَسْتُ أَدْرِيْ اليَوْمَ مَا مَعْنَى الحَيَاةْ 000 لِيَ جِسْمٌ ، إنَّمَا رُوحِيْ رُفَاتْ
ولن أكون لئيما عندما أفصح عن سرك فهو مفضوح في القصيدة ...
الخداع والغدر:
آهِ ، مَا أقْسَاكِ يا دُنْيَا الضَّيَاعْ 000 كُلُّ حُزْنٍ كُلُّ سَعْدٍ مِنْ خِدَاعْ
خيبة الأمل فيمن ظننت منه الوفاء، فتعاتبه وتشكوه :
مَا لِقَلْبٍ صَادِقٍ فِيْكِ مَتَاعْ
بل بلغ منك الأم مبلغه حتى لتفضل الموت من هذا ((الصراع)):
أَيُّهَا الـمَوْتُ أَغِثْنِي مِنْ صِرَاعْ
صراع الحياة المرير والتكالب عليها، حتى أنك لتدعو لتخفيف شدة التعلق بها في أروع مقطع وأعذب لفظ:
كُلُّ شَيْءٍ زَائِلٌ يَا خَافِقِي 000 إِنَّمَا الدُّنْيَا ابْتِلاءٌ لِلتَّقِيْ
جمال وروعة... نعم ما الدنيا إلا دار ابتلاء وفتنة ... لم كل هذا التعلق بشئ زائل والتشبث بالماديات ؟...
أين صفاء النفس وشفافية الروح:
كُنْ كَمَا أَنْتَ ، كَمَا أَنْتَ نَقِيْ
جميل جدا...
روح تبحث عن الفضيلة عن البراءة والصفاء والنقاء تدعو وتسأل أين ذهب هذا كله؟...:
ذَهَبَ الطُّهْرُ ، تَوَارَى فِيْ ثَرَاهْ
ثم تأتي درر مضيئة مصوغة في قالب من الحكمة والحس الرائع فأنت تحتار أيهم أجمل:
كُلُّنَا نَمْضِي ، فَمِنْ طِيْنٍ لِطِيْنْ
أو:
ذَاهِبٌ بِالحُزْنِ دَهْرٌ رَاكِضُ
أو:
000 مَاتَتِ الرُّوْحُ وَقَلْبِيْ نَابِضُ
بحق رائعة مبتسم:
إِنَمَا الدُّنْيَا دِيَارٌ لِلغَرِيْبْ 000 لَيْسَ يَحْيَى بِالهَنَا يَوْمَا غَرِيْبْ
انثر لنا المزيد فلم نرتوي بعد

تحياتي
أخوك
ابن الرومي.