|
عضو شرف
|
السعودية
|
المشاركات: 8,153
|
#1
|
جاء في صحيح مسلم عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أنه قال ( كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت : يارسول الله .. إنا كنا في جاهلية و شر , فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير شر ؟ .. قال : ( نــعــم ) .. فقلت : هل بعد ذلك الشر من خير ؟ قال : ( نعم وفيه دخن ) , قلت : ومادخنه ؟ .. قال : ( قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر ) , فقلت : هل بعد ذلك الخير من شر ؟ قال : ( نعم , دعاة على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها ) , فقلت : يارسول الله , صفهم لنا .. قال : ( نعم .. قوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا .. ) الحديث .. وفي لفظ لمسلم أيضا ( وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس ) ...
ولمستفهم أن يقول : كيف يكون بعض المسلمين دعاة على أبواب جهنم ؟
فالجواب : هو أنهم كذلك ببثهم الفساد والإنحراف وإشاعة الفاحشة ومايثر الغرائز الكامنة في مثل صور فاتنة ومقالات تخدش الحياء وتبرز القحة من خلال الصحافة تارة أو المنتديات العامة أو في مجال أجهزة الفضائيات من التفنن في نشر الإنحراف مابين حب وهوى وفنون ومجون أو هدم لأساسات شرعية قررها الإسلام كمحاربة تعدد الزوجات وتشويه صورته أو التعويد على إلفة الإختلاط بين الجنسين ..
فمن هؤلاء وأمثالهم ينبغي الحذر والتوقي وألا نغتر بكونهم من بني جلدة المسلمين ويتكلمون بلغتهم .. لأنهم يجمعون بين الضلال والإسلام .. بين ماعليه الغرب الكافر وبين الإنتساب إلى الإسلام ..
والأمة الإسلامية يجب أن تكون متبوعة لاتابعة .. وقائدة لامنقادة .. ومستقبل المسلمين يجب أن يصنع في بلادهم وداخل سياج الدين والشريعة وعلبهم جميعا أن يكفوا عن أخلاق التسول بكل صنوفه .. سياسةً واقتصاداً وأخلاقا ..
ويجب أن لانغتر بما نراه من زخرف الحياة الدنيا وزينتها في أمة قد تقطعت روابطها وانفصمت عراها ( وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى ) طه
وليعلم الضعفاء والمغفلون من أمتنا الذين يحاولون في تبعيتهم وإعجابهم بما عند الأجنبي أن يؤلفوا الأمة على خلق جديد يتنزعونه ممن أعجبوا بحضارتهم .. فليعلموا بأن الخلق الطارئ لايرسخ بمقدار مايُفسد من الأخلاق الراسخة .. وليعلموا بأن رجوعنا إلى كتاب الله وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أعظم مايصلح لنا من التغير ( إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ ) الرعد
ونقول لهم رويدكم مهلا وعلى رسلكم .. إنها الهاوية ( وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ ) الأعراف ..
|
|
15-04-2001 , 06:50 PM
|
الرد مع إقتباس
|