بسم الله الرحمن الرحيم

وصلنا إلى قسم الأطفال فدخلنا ، فإذا أول ما واجهني طفلة صغيرة رأيتها فقلت "ثمانية أشهر ومتروكة هنا" فقالت الأخت المرافقة "هذه عائشة تعاني من بطء النمو وعمرها 6 سنوات" وكانت منبطحة في عربة الأطفال لا تقوى على الحراك ، فنزلت نحوها ومسحت على شعرها فأشرقت ابتسامة من فمها ما رأيت أروع منها وبقيت أمسح على شعرها لقرابة الدقيقة وأحسست أن رباطا نشأ بيني وبينها ولعل الله يعنني على زيارة أخرى لأشاهدا.

وأشد ما أثر في نفسي وأدمع عيني هذه الطفلة الصغيرة ، أي جمال رأيته؟ وأي برائة؟ ولكن الله (لا أقول ابتلاها هي فهي ليست في محل ابتلاء) إنما ابتلانا نحن ليكشف مافي قلوبنا من صدق ، وهل نحن بشر نحس ببشرية ابناءنا وإخواننا ومن حولنا؟ هل نحن نتقن فن الحب الصادق؟

سألت نفسي ، الخمر منتشر ، والفاحشة أصبحت لدى البعض عادة والربا وصل لكل بيت ، واستبدلنا الغناء بالقرآن ، واستبدلنا الصلاة بالرقص ، وفي كل مدينة من بلاد المسلمين يوجد جميع ما فعله الأقوام من قبلنا ، الشرك ، الخمر ، الربا ، الزنا ، اللواط ، الكذب ، التطفيف في المكيال ، فماذا رحمنا الله؟؟

لماذا رحمنا الله ونحن غير مستحقين لذلك؟
بهؤلاء المساكين الذين يدعون الله بالرحمة ، الذين صبروا على الابتلاء ولم يحسدوا الناس على ما آتاهم الله.

الاخ متشيم

جزاك الله خيرا على الاشادة بهذا الموضوع

اذكر عندما كنت اذهب للمستشفى لزيارة احدى قريباتي رحمها الله كنت لابد من ان اذهب الى قسم الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصه وامضي معهم وقتا طويلا
الشي الغريب الذي لاحظته فيهم انهم يستانسون لك منذ الوهلة الاولى التي تدخل فيها عليهم ويبادرك الواحد منهم بابتسامه تنسيك كل متع وملذات الحياة التي انت فيها ودون ادنى شعور مني كنت احس انني اريد البكاء
واخرج من عندهم حامدا الله ان انعم علينا بنعمة الصحة وسائلا الله الا يحرمهم الحنان والعطف