أعلم تماماً بأن العنوان فيه استفزاز واضح لكني أقصده لجذب الانتباه.

انشغلنا في قضايا ثانوية ونسينا قضايا أهم وأولى منها، هل يحتاج البوكيمون كل هذا الاهتمام؟ هل تكفير شخص يحتاج كل هذا الاهتمام؟ إلى متى سنظل نناقش قضايا جزئية في الفقه ونختلف عليها وننسى قضايا أهم وأكثر خطورة؟!

في الأمس كنت في محاضرة مهمة وقيمة، ندمت أشد الندم على أني لم أدعوا أخواتي وإخوتي لحضورها، لماذا لم أدلهم على الخير وأجعلهم يستمعون لهذه المحاضرة؟ أم أن الهداية والدعوة خارج البيت وداخل البيت لا أدعوا أهلي ولا أعلمهم؟ إن الداعية يخطأ عندما يهتم بالناس خارج بيته وينسى أهله باسم الدعوة والإصلاح!

ويصبح المثل المشهور منطبق عليه: باب النجار مخلع! سمعنا وعرفنا عن دعاة أفاضل لهم باع كبير في مجال الدعوة لكن بيوتهم خاوية من أبسط رموز الدعوة والتدين! لا بل هناك ظاهرة بدأت أصدقها بشكل كبير، وهي أن أبناء الدعاة والمصلحين يكونوا من السوء بحيث تستنكر على الداعية هذا على جلال قدره أنه يهتم بالآخرين أكثر من أهله.

إننا يا أخوة نخطأ كثيراً حينما نمنع أخواتنا وبناتنا وزوجاتنا من حضور الجمع والمحاظرات الخطب والتجمعات العائلية والنسوية التي فيها فائدة وتربية وإصلاح لهم، ونخطأ كذلك حينما نهتم بدعوة الآخرين على حساب عوائلنا، والأولى والأهم أن يبدأ الإنسان بنفسه ثم أهله ثم ينطلق للآخرين، لكن أن يبدأ بالآخرين وينسى بيته فهذا فشل في ترتيب الأولويات.

هذا فيما يتعلق في الأسرة، وهناك امور أخرى، ماذا عن الإعلام؟! لماذا لا ندخل إلى الإعلام الفاسد المنحط ونحاول أن نصلح من خلاله؟ لماذا نرفض أن نشارك في مثل هذا الإعلام؟ إن الدخول إلى الناس من خلال القنوات الفاسدة فيها فائدة أكبر من إيجاد قناة إسلامية، لأن القناة الإسلامية سيتابعها الملتزمون ونحن نريد أن نتوجه إلى جمهور آخر غير ملتزم، فكيف نصل لهم إن لم ندخل مثل هذه الأجهزة الإعلامية ونبدأ نبث من خلالها أفكارنا مباشرة للجمهور الذي نريد الوصول له؟

وهناك أمور أخرى كثيرة لكن يكفي أن أشير إلى نقطتين فقط، الإعلام، والعائلة، وأعلم أن البعض سيحاول أن يستغل حديثي هذا لدير دفته في اتجاه آخر والبعض سيفهمني بشكل خطأ ويبدأ في هجوم كاسح بصواريخ جو أرض عابرة للقارات العشر!!!


نقطة صغيرة: تذكر أنك أنت وكل شخص تبدوا عليه معالم الإلتزام بهذا الدين، تذكروا أنكم محط أنظار الغير، وتذكروا أنهم يرون فيكم تطبيق عملي للإسلام، فلا تشوه الإسلام وشريعته السمحاء من حيث تدري أو لا تدري!

لا تتسرع في الرد...

أتفق معك في هذه الرسالة العاقلة..

وأخص بالذكر كلمتك هذه ( نناقش قضايا جزئية في الفقه ونختلف

عليها وننسى قضايا أهم وأكثر خطورة ) ..

أنا أمتنا أمامها تحديات كبيرة .. تجعل من الواجب

أن نتكاتف ونتعاون بدلا من هذه الفرقة العجيبة التي لا أرى من

سببا لإنتشارها وتضخمها ..


فلنتذكر أخواني أن مايجمعنا أكبر ما يفرقنا ..

تححياتي أخي سردال ..

مرجباأخي الفاضل
لا أعلم بداية هل انا متفقة مع ماذكرته ام لا؟
نعم نحن ورائنا أمور جسام ومهام عظيمة يجب ان لانهملها ونتطرق إلى الأمور الصغيرة ...
لكن هل ماذكرته هي امور صغار ...أعتقد يا أخي أن علتنا التي لم نكتشفها .حتى الآن.هي اختلاط الحابل بالنابل في حياتنا...حيث أصبح الكل يتدخل في كل شئ
وغابت التخصصات .. وبين الأمور العظيمة .. والأمور الصغيرةأمورا بحجم الأمة لم تتحقق...لماذا وكيف ؟؟ ...!!!
ولنتفق أن احدى همومنا الكبيرة هي القدس ...ومحاربة اعداء الدين والإسلام ..تقوية كيان الأمة الإسلامية والنهوض بها من مستنقع التردي واللإضمحلال ..و أمور أخرى ..لم تحل ولن تحل لإنها أصيحت معقدة وشائكة ..كنا ننهي هذه الأمور بضربة سيف ...وصرخة امرأة في الشمال تحرك جيوشا من الأقصى للأقصى ...واليوم لايخفى على احد حالنا ...
لكن في حياتنا تحدث أمور قد يراها البعض صغيرة ...فهل نهملها ؟؟أم نسعى لحلها أيضا ..والغزو الثقافي على عقول الصغار ..هو أمر مهم ..ومن الأمور العظيمة ..فحين نكتشف ان البوكيمون يهودي يسعى لتدمير عقول الصغار هنا يجب ان نتحرك ولانترك الحبل على الغارب ...لكن أن يكون همنا محاربة ذاك البوكيمون ..علىمختلف الأصعدة ...حتى ترفع القضية لوزارة الدفاع ...فهذا تخلف يجب تركه..


ماقصدته باختصار ..قد تكون الأمور الصغيرة مهمة ...وحلها يكون في حيز الضرورة الملحة ...لا التسفيه والترك ...
وإلا فلن نحقق من الأمور العظيمة شئ ..ولن نحقق من الأمور الصغيرة شئ

الحقيقة أن الأصل أن لا نجعل مفاصلة بين ما هو صغير وما هو كبير في الدين ، الدين كله كبير ، الدين كله لباب ، ولكن ما يقصده سردال حسب فهمي له التالي:

أن الأخوة في الله والعلاقة بين المسلم وأخيه المسلم والأخلاق هي أصل من أًول الدين ولا يجوز أن نتجاوزها ، أما الخلاف في الفرعيات فلا مانع من الحوار فيه وحتى الاختلاف فيه غير خطير أما أن يسبب هذا الاختلاف التجاوز عن الأصول التي ذكرناها سابقا فهو ما يحذر منه سردال.

والحقيقة النقاط التي سردها لاحقا كانت جيدة.

الطارق: أشكرك على رفعك للموضوع، وأشكرك على تعليقك، وفعلاً ما نتفق عليه أكبر مما نختلف عليه، ويجب أن نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعض فيما اختلفنا فيه.

أختي رحيل: أنتي متفقة معي، أنا لا أدعوا أبداً إلى نبذ التفاصيل وعدم الاهتمام بها، بل أدعوا إلى أن نرتب أولوياتنا، تماماً كما قلتي أنت: "اختلاط الحابل بالنابل في حياتنا".

إننا لا نعرف ما الذي نضعه أولاً وما الذي نضعه ثانياً، لا نعرف كم نقضي من وقت وجهد في مسألة ما وكم نقضي من وقت وجهد في مسألة أخرى؟

إن من الخطأ أن نهتم بمشكلة صغيرة حتى تتضخم وتصير الحبة "قبة" كما نقول، يجب أن نعطي لكل قضية حقها من الاهتمام، والأولويات مسألة مهمة جداً، والصعوبات ضخمة والهم كبير يحرق الصدر.

لذلك التوازن مطلوب والاهتمام بالصغائر مطلوب والاهتمام بالقضايا الكبيرة مطلوب أكثر وأكثر ونحن متفقين. وأشكرك على الرد.

(ويجب أن نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعض فيما اختلفنا فيه)

أخوي سردال ، برغم هذه العبارة الجيدة ، إلا أنها خطيرة ، لازم نفهم ما هوقصد قائلها ، فإذا كان قصده الاختلاف الذي يقبله الشرع فهذا كلام جيد ، وأما الخلاف فيما يرفضه الشرع فلا يمكن أن ألتقي معه إلا في نطاقات ضيقة جدا.