|
مبدع
|
|
المشاركات: 2,307
|
#1
|
قصة قضية :
أعرف لكم نفسي فأنا قضية ..
ولست أعلم من جنى علي ..
فأنا ككل القضايا - وما أكثرها - أهيم في الوجود ..
ولا أعرف لي أبا ً ..
ولا موجداً ..
ولا مسبباً ..
وكل ما أعرفه قصة مولدي ..
وهذه هي بداية قصتي .. بداية مولدي :
( رغم مشقة المشوار اليومي تضلهن ابتسامة الصباح كل يوم ....
ورغم عناء الحياة فلا زالت إشراقة الحياة تطل من عيونهن ..
وبرغم ما عرف به هذا الطريق من شهرة في حصد الأرواح ..
فقد كان أيمانهن بالله ..
وحبهم لمساعدة أهلهن كان دفعاً لهن لسير في هذا الطريق..
ورغم تشدد إدارة التعليم في الدوام ..
ورغم البعد والتعب فقد رأين أن يستحملن كل ذلك ..
أسماءهن تدل على أجمل شيئاً في هذه الحياة :
أمل ..
سعاد ..
أماني ..
رجاء ..
تهاني ..
فوزية ..
أريج ..
كن يذهبن كل يوم من مدينتهن الكبيرة إلى المدينة المجاورة ..
التي تبعد 50 كيلو متر من مدينتهن ..
كن يذهبن بتلك السيارة ( جيمس موديل 93 )
التي يقودها سائقهن منذ فجر كل يوم ..
كانت هذه هي حياتهن .. كان هذا عملهن ورزقهن ..
كان هذا قدرهن .. ( كما قيل ) ..
وفي يوما من الأيام ....
( قدر ) أن ينتهي مشوارهن هذا .. ومشوارهن في الحياة ..
في يوما من الأيام ..
في فجر يوما من تلك الأيام الشتوية ..
انحرفت سيارة شحن سائقها في سباتا عميق نحو سيارتنا هذه ..
لتحصد كل من فيها في مشهد مريع ..
اختلطت فيه الأجساد الضعيفة الرقيقة بذلك الحديد القاسي الغليظ ..
وحشرت أجسادهن بين فكي ذلك الحديد ..
ووأدت أمل ....
وسعاد ....
وأماني ....
ورجاء ....
وتهاني ....
وفوزية ....
وأريج ....
وأزهقت أرواح بعضهن في الحال..
وأزهقت أروح بعضهن بعد أن نزف جسمهن
لأخر قطرة من دم وحتى تأتي سيارة الإسعاف ...
وولدت أنا ..
ولدت في ذلك اليوم .. ) .
وأصبحت أنا قضية وقصتي قضية ..
قضية من غير قاضي ولا قضاء ..
قضية توجه فيها أصابع الاتهام بين :
الرئاسة العامة لتعليم البنات ..
وبين وزارة الخدمة المدنية ..
ووزارة المواصلات ..
وبين إهمال الهلال الأحمر ..
وأصبحت أنا القضية أتنقل بين هؤلاء وهؤلاء ..
والكل يتهم الأخر بقصتي ..
وأصبحت أنا القضية وصم عارا عليهم ..
أصبحت والكل ينفي مسئوليته في قضيتي ..
وانتهت قضيتي وقد خرج منها جميع المتهمين منها براء ..
وأصبح هناك مدان وحيد فيها ...
كان ذلك هو القدر ..
|
|
13-03-2001 , 08:58 AM
|
الرد مع إقتباس
|