|
عضو شرف
|
السعودية
|
المشاركات: 8,153
|
#1
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
شهدت الأيام الماضية بعض المشاحنات بين الشباب فب سوالف .. كان بالإمكان إنها لا تقع لولا الطريقة الخطأ في النصح من البعض فأنا أظن بأن الطريقة المثلى للنصح هي أن توجه للعضو نفسه خاصة بلا تشهير و بلبلة .. والإيميل ماشاء الله متوفر عند كل الأعضاء ...
المهم ... وأنا أقلب في أوراقي لقيت ورقتين كنت أحتفظ بهما لقصة من الأدب القديم وهي قصة معروفة ومشهورة عندنا كلنا ولكن حبيت اني أعرضها هنا لتنشيط لغتنا و إضفاء جو من المرح بيننا .. وأنا هذا آخر موضوع لي في هذه الفترة بالذات لإنشغالي بالدراسة في الجامعة ...
كان الخليفة العباسي أبوجعفر المنصور حريص على أموال الدولة ومن حرصه كان لايعطي الشاعر على قصيدة نقلها من غيره وقد وافق ذلك حفظه للشعر من أول مرة يسمعه وله غلام يحفظ القصيدة من مرتين و جارية تحفظ القصيدة من ثلاث .. فكان الشاعر يكتب قصيدة طويلة فيقول له الخليفة إن كانت من قولك أعطيناك وزن الذي كتبته عليها ذهبا وإن كانت من منقولك لم نعطك عليها شيئا فيوافق الشاعر .. ويلقيها على مسامع الخليفة فيحفظها الخليفة من أول مرة فيقول له أنني أحفظها منذ زمن بعيد فيقولها له .. ثم يؤكد ذلك بالغلام الذي حفظها أيضا فيقولها ثم ينادي على الجارية التي قد حفظت القصيدة فتقولها كاملة .. فيشك الشاعر في نفسه وهكذا مع كل الشعراء ..
فبينما هم كذلك إذا بالأصمعي فيشكون إليه حالهم .. فقال : الأمر لي .. فكتب قصيدة ملونة الأبيات والموضوعات .. وتنكر وأتى الأمير ليسمعه شعره .. فقال الخليفة : أتعرف الشروط .. قال : نعم .. قال : هات القصيدة .. فقال :
صـــوت صـفـيـر الـبـلـبـل ** هــيــج قـلـبـي الـثـمـل
المـاء والـزهـر مــعــــا ** مــع زهـــر لـخـط المـقـل
وأنت يـاســـيــدي لـــي ** وســيــدي و مـــــولـلــي
فــكــم فــكــم تـيـمـني ** غــزيــل عــقــيــقــل
قــطــفــتـه مــن وجـنــة ** مـــن لــثــم ورد الخـجـل
فـــــقــــــــال لا لا لا لا ** و قــد غـــدا مــهــرول
والــخـــود مــالـت طــربا ** مــن فـــعـــل هذا الرجل
فــولــولــت وولـــولــت ** ولــي ولــي يـــاويــلـلـي
فـــقــالـت لا تــولــولـي ** وبــيــنــي الـلــؤلــؤلــي
قــــالــت لـه حـيـن كــذا ** أنــهــض وجــــــد بـالمـقـل
وفــتــيــة ســقــونــنـي ** قــهــيــوة كــالـعــسـلـلي
شــمــمـتــهــا بـأنــفـي ** أزكــى مـن الــقــرنــفــل
فـي وسـط بـسـتــان حـلـي ** بـالــزهــر والــســـرور لـي
والــعــود دنــدنــدن لي ** والــطــبــل طـبـطـب طـبـلي
طـــبــطــب طــبــطــب ** طــبــطــب طــبــطـب لـــي
والــرقــص قــد طــاب لـي ** والـسـقـف ســقــسـق سـق لـي
شـــوا شــــوا وشــاهــش ** عـلـى ورق ســــفـــرجــــل
وغــرد الــقــمــري يـصيح ** مـــلـــل فـــي مــلــلـي
ولــو تــرانــي راكــبـــا ** عـلـى حــمــار أهـــــزل
يــمــشــي عـلـى ثـلاثــة ** كــمــشــيـة الــعــرنــجــل
والـنـاس تـرجـم جـمــلي ** فــي الــســوق بالــقـلـقـلـلـي
والـكـل كــعـكـع كـعـكـع ** خـلـفـي ومـن حــــويـلـلـي
لـكـن مــشــيــت هــاربـا ** مـن خــشــيـة الــعــقـنـقـل
إلـــــى لــقـــاء مـلـك ** مــعــظــم مـــبــجـــــــل
يـأمــر لـي بِـخِـلـعَــةٍ ** حـــمــراء كــالـدم دم لــــي
أجـــر فــيــهـا مـاشـيا ** مــبــغــددا لـلـــــذيـل
أنـــا الأديــب الألـمــعـي ** مــــن حــــي أرض الـمــوصـل
نــظــمــت قــطــعـا زخـرفـت ** يــعــجــز عــنــهــا الأدبـل
أقــول فـي مـــطــلــعــهـا ** صــــوت صــفــيــر الــبـلبل
فلم يستطيع الخليفة أن يحفظها لصعوبة كلماتها ونادى الغلام فلم يستطع شيئا والجارية قالت ماسمعت بهذا يا أمير المؤمنين .. عندئذ قال الخليفة أحضر ماكتبته عليها لنعطيك وزنه ذهبا ..
قال الأصمعي ورثت عمود رخام من أبي نقشت عليه القصيدة وهو على ظهر الناقة لا يحمله إلا أربعة من الجنود .. فانهار الخليفة وجئ بالعمود موزن كل مافي الخزنة ... وعندما أراد الخروج .. قال الوزير أوقفه ياأمير المؤمنين .. فإني أظنه الأصمعي فلما أماط اللثام عن وجهه عرفه الخليفة وطلب منه اعادة الخزنة فقال أعيدها بشرط إعطاء الشعراء على قولهم و منقولهم .. فوافق الخليفة ..
وأخيرا وليس آخرا .. إذا كنت قد خرجت عن حدود الأدب مع أحد منكم فليسامحني .. فأنا والله لاأحمل في قلبي شيئا على أحد .. وكل مافي قلبي هو الحب في الله لجميع المسلمين الذين هداهم الله إلى الصراط المستقيم ....
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه ....
|
|
04-10-2000 , 12:45 AM
|
الرد مع إقتباس
|